العدد 3949 - السبت 29 يونيو 2013م الموافق 20 شعبان 1434هـ

سنّ تشريعات للإخصاب الخارجي ضرورة

«الجوهرة» يحيِّد أمراض الدم الوراثية مجتمعياً... د. دشتي :

مديرة مستشفى الجوهرة للخصوبة والتشخيص الوراثي الدكتورة مريم عبدالله غلوم دشتي من المؤسسين الأوائل لعلاج الإخصاب الخارجي في البحرين، كما أنها أول الداعين إلى تأصيل دور الفحص الوراثي للجنين في الوقاية من أمراض الدم الوراثية المنتشرة في البلاد. وتتعهد دشتي بأن يكشف مجال الإخصاب الخارجي أسراراً جمّة تتعلق بالخليقة، حاثةً على التسريع في سن تشريعات منظمة للإخصاب في البحرين لتفادي التجاوزات الطبية.

ودشتي الحاصلة على دكتوراه في المناعة الإكلينيكية من جامعة لندن بدأت حياتها المهنية في المستشفى العسكري منذ 1989 إلى 2005 وساهمت بشكل فعال في إنشاء أول وحدة متخصصة في مجال الإخصاب الخارجي في البحرين وارتكزت أعمال الوحدة بشكل أساسي على علاج الأزواج المستحقين للرعاية الطبية في وزارة الدفاع، بعدها انتقلت دشتي للعمل في مركز الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية، الذي أنشئ بتبرع سخي من سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم.

وقد بيّنت دشتي خلال لقاء مع «الوسط الطبي» أن «أولى حالات الحمل في البحرين جراء الإخصاب الخارجي، كانت في سنة 1989 وذلك في وحدة الإخصاب الخارجي في المستشفى العسكري وبالتحديد بعد 7 أسابيع من افتتاح الوحدة. أما أول مولود بالحقن المجهري فكان في سنة 1996 وهذه التقنية مخصصة للأزواج غير القادرين على الإنجاب لضعف السائل المنوي». وقد تمت ولادة أول طفلة لسيدة تلقت العلاج في مركز الجوهرة بشهرفبراير سنه 2013م.

وتصف دشتي مشوار الأجنة في مزرعة الجنين بالقول: «يبدأ ذلك منذ استخراج البويضات والحيوانات المنوية من الزوجين؛ إذ تبقى الأجنة في المزرعة نحو 5 أيام، يتم خلالها تدريجياً استبعاد الأجنة التي لا يمكنها إكمال حياتها خارج المختبر، وخلال اليوم الثالث إلى السادس يتم إجراء الإخصاب، وبعده يتم إرجاع البويضة الملقحة – وعادةً ماتكون خلية إلى خليتين- إلى بطانة الرحم في جسم الزوجة».

وعن مركز الجوهرة، أشارت دشتي إلى أنها كانت تطمح يوماً للانضمام لمركز يقوم بالفحص الوراثي للجنين قبل إجراء الحمل، وأضافت: «هدفنا ليس تجارياً، هدفنا علمي بحثي إنساني بحت»، عازيةً أهمية وجود المركز في البحرين إلى «كثرة انتشار أمراض الدم الوراثية في البحرين كنقص الخميرة والثلاسيميا والإنيميا المنجلية، والمركز يحقق حلم النساء الراغبات في الحمل بطفل سليم دون الحاجة لإجراء عمليات إجهاض محرمة شرعاً ولا يتم إجراؤها إلا في حالات طبية استثنائية»، موضحةً «وذلك من خلال الفحص الوراثي للجنين قبل الحمل يمكننا أن نسهم بشكل كبير في خفض نسبة المصابين بالأمراض الوراثية في البحرين والخليج ، في مقابل توفير تكاليف الرعاية الصحية التي تقدمها الحكومة لتخفيف معاناة المصابين بهذه الأمراض الوراثية.

الإخصاب الخارجي

في «الجوهرة»... شرعي

وأكدت دشتي أن «مركز الجوهرة يراعي تطبيق الشريعة الإسلامية في عملية الإخصاب الخارجي وذلك بالتأكد من تخصيب أجنة لشريكين تربطهما علاقة زوجية». وزادت: «نسعى لحفظ خصوصيات الزوجين بالاستعانة بشريحة إلكترونية تعمل بموجات الراديو وتحتوي على جميع معلومات الزوجين؛ وذلك للحد من خلط الأجنة، كما يقوم الزوجان بالتوقيع على إقرار قبل البدء في العلاج من ضمن بنوده توقف برنامج الإخصاب الخارجي بما فيه تجميد الأجنة في حال وفاة أحد الطرفين».وعن شروط الخضوع لعلاج الإخصاب الخارجي في مركز الجوهرة، شددت دشتي على أن «المركز يستبعد التعامل مع أجنة زوجين مصابين بأمراض وبائية أو تناسلية؛ وذلك للمحافظة على سلامة العاملين في المختبر، أما المصابان بأمراض بكتيرية فيتم علاجهما من خلال الطبيب المعالج ولا نبدأ في عملية الإخصاب إلا بعد التأكد من خلوهما من تلك البكتيريا».

لطفل سليم...

الفحص الوراثي للصبغيات مهم

وعن تقبل المجتمع للإخصاب الخارجي، وصفت دشتي ذلك بـ «الكبير وخصوصاً الفحص الوراثي للجنين الذي يعيد البسمة لأمهات يمتلكن أولاداً مصابين بأمراض وراثية ويحلمن بإنجاب طفل سليم خالٍ من الجينات المعتلة، إلى جانب أن مشروع الجوهرة يقوم بأنواع مختلفة للفحص الوراثي للجنين من بينها الفحص الوراثي للصبغيات الذي يساعد النساء المتقدمات في السن على تجنب إنجاب أطفال ذوي إعاقات»، مضيفةً أن «دراسة الأجنة تسهم في معرفة أسباب كثرة الإجهاض التي تصيب بعض النساء؛ ما يمكّن من استبعاد الأجنة المؤدية للإجهاض والتي تسمى علمياً بالأجنة ذات الشذوذ الصبغي».

«الإخصاب الخارجي»

بحاجة لدعم اقتصادي مجتمعي

ونظراً لتكلفة الإخصاب الخارجي المرتفعة، تناشد دشتي الجهات المعنية في هذا المجال «تقديم الدعم المعنوي والمادي لنزيد استفادة أكبر فئة ممكنة من العلاج؛ للوصول إلى مجتمع سليم من الأمراض مستقبلاً»، مسترسلةً: «فمن غير الممكن أن أقوم بتقليل تكلفة العلاج من غير دعم الجهات المعنية بالأمر؛ لأن العاملين في مجال الإخصاب الخارجي والتقنيات المتطورة المستخدمة بحاجة لميزانية خاصة.

إلى ذلك، نفت دشتي إمكانية الحصول على نتائج عالية في حالة اللجوء لتجميد البويضات لفترات طويلة، وأوضحت: «نسبة إرجاع البويضة الغير مخصبة للحياة منخفض جداً بعد مرور فترة من الزمن على عملية سحبها من الجسم»، مستدركةً: «ولكن عملية تجميد أنسجة المبيض هي عملية مضمونة يقوم من خلالها الطبيب بإزالة قطع صغيرة من المبيض يتم إرجاعها في حال رغبة المرأة في الإنجاب ،و سوف يطبق في مملكة البحرين هذه التقنية في حال الحصول على رخصة من الجهات المسؤولة وكذلك عند وجود طلب من المرضى» . ويمكن الإستفادة من هذه العملية في مساعدة النساء اللواتي تأخر إلتحاقهن بقطار الزواج أو بعض الحالات الخاصة التي تمنع الإنجاب للسيدات المتزوجات بسبب حالة مرضية أو إجتماعية.

الخلايا الجذعية

علاج ناجع للسكري والثلاسيميا

ورأت دشتي أن «مستقبل مجال الإخصاب الخارجي سخي جداً بالمعلومات فهو يسهم في كشف أسرار الخليقة، وأطمح لاستخدام العلاج بالخلايا الجذعية الجينية التي تُستخلَص من عملية الإخصاب الخارجي وتتحول إلى علاج ناجع لمرضى الزهايمر والسكري والثلاسيميا والكثير من الأمراض الأخرى».

حذارِ... نمط حياتنا يهدد الخصوبة

وترتبط مشكلات الخصوبة في البحرين – حسب دشتي - بنمط الحياة السائد فالعوامل التي تهدد الخصوبة في البحرين خصوصاً والعالم عموماً تعود إلى نمط الحياة الشائع والمليء بالضغوط النفسية إلى جانب أنواع التلوث المختلفة.

وأوضحت دشتي أن «المواد الغذائية المتوافرة حاليا في الأسواق قد تحتوي على موادحافظة صناعيةأو هرمونات أو مبيدات حشرية مستخدمة لحماية الخضروات والفواكة، تتراكم في النسيج الدهني للجسم مما يؤدي إلى نتائج سلبية على الغدد الجنسية الأنثوية والذكرية .

وناشدت دشتي هيئة التراخيص التابعة لحكومة البحرين بالبت «سريعاً في المقترح المتعلق بتشريع قوانين تخص الإخصاب الخارجي في البحرين»، مؤكدةً: «فنحن بحاجة ماسة إلى قوانين منظمة للعملية إلى جانب وجود لجنة رقابية تضم مختصين في مجال الطب والشريعة؛ وذلك للتأكد من تفعيل القوانين على أرض الواقع من خلال زيارات دورية للمراكز».

العدد 3949 - السبت 29 يونيو 2013م الموافق 20 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً