العدد 3955 - الجمعة 05 يوليو 2013م الموافق 26 شعبان 1434هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

ماذا يريد المتقاعد؟

 

اليوم وبعد وصول الشخص إلى مرحلة التقاعد، وبعد خدمة طويلة في العمل بجد وإخلاص أصبح حراً طليقاً لا تربطه أي مشاغل، وقد أصبح هو من يتحكم في حياته الشخصية، وقد فاز بفرصة عمره.

هذه الجائزة الكبيرة، وهي بتواجده في المساجد وتقربه إلى الله سبحانه وتعالى، وقد أصبح قادراً على زيارة بيت الله الحرام متى ما أراد ذلك، ولكن هناك أمور أخرى يجب أن يحصل عليها المتقاعد كالاستمتاع بحياته والصحبة الطيبة.

إن طلب المتقاعد اليوم هو الراحة والاستقرار والحياة الهادئة والابتعاد عن المنغصات، التي تعكر حياته، ومكافأته بالشكر والتقديرعلى إخلاصه في العمل، وعلى ما قدمه للوطن الغالي.

إن المتقاعد يحتاج إلى مكان يجتمع فيه مع أصدقاء عمره كإنشاء جمعية جديدة تضم المتقاعدين، ويشرف عليها أناس ثقاة لديهم الإلمام التام بالإشراف والإدارة، وولاؤهم للوطن، ويعملون جاهدين على لمّ شمل جميع المتقاعدين في البحرين، وحثهم على الوقوف مع الوطن ومواجهة أي تدخل خارجي، والجميع يعلم بأن فئة المتقاعدين هي الفئة الأكثر تضرراً في البلاد، فهم يستحقون تلبية هذا المطلب البسيط عرفاناً وشكراً لهم، فلنحقق هذا المطلب البسيط.

لقد ازدادت في الآونة الأخيرة المجالس الليلية، وهي تحتضن الكثير من الناس، ومنهم المتقاعدون، فهناك يتم تبادل الخبرات والتجارب التي تفيد الجميع، فالشكر لأصحاب تلك المجالس التي عملت على لمّ شمل المواطنين، ولكن عندما تكون هناك جمعية أخرى للمتقاعدين فإن ذلك سيزيد من اللحمة بين أفراد الشعب.

صالح بن علي


الهاتف

تتجول قاعاتنا في أرجاء مملكاتنا... ليس نحن من نتجول فيها... أصبحنا على محك الارتقاء، كل شيء يأتي الينا ونحنُ نكابد سمنة وتخمة الراحة.

ثم نشعر باللهث... تكاد أنفاسنا تنقطع إلى الأبد، أثر الإرهاق الذي ألمَّ بنا حينما مددنا أيدينا بضعة سنتمترات لنلتقط كوب الماء.

نعم انه الزمن والتكنولوجيا المتطورة عزيزتي... أصبح كل شيء متوافراً وفي متناول أيدينا، ومازلنا نتدمر غير مكترثين بعواقب الترف الذي نعيش فيه.

يا آه لذاك الزمان الذي كنا نتسلى فيه بترقب مجلة الأسبوع... هل تذكرين هذا عزيزتي مريم؟

تقهقه مريم عالياً ثم تهمس ساخرة: نعم كيف لا أتذكر... كنا نتسابق حين ذاك... من منا سيقرأها أولاً ... كانت المعلومة والحكاية في تلك الحقبة من ذهب.

نعم ... قالت سعاد هذا ثم طرحت كوب الشاي الذي يدفئ يديها النحيلتين، ثم أردفت بامتعاض: كنا نعيش في فراغ نشعر فيه بطعم المعلومة القيمة وكانت تقبع هنا أشارت الى رأسها ثم أردفت: صدقيني الآن اقرأ الرسائل الواردة من الأصدقاء، مثل الرسالة تماماً، وفي كل يوم ثم أنساها اذا (خرمس) الليل.

أجابتها مريم بشرود... يا ترى ماذا سيكون حالنا بعد عشرة أعوام ... نحنُ حتى لا نحفظ أرقام الطوارئ، كل شيء اعتمدنا فيه على عقلنا المتحرك... تخيلي هذا، عقل مدبر لنا يعمل بالبطارية والكهرباء... ماذا بعد؟

تنهدت سعاد وقالت بحسرة: مشاعرنا أيضاً أصبحت لا تمتلك داراً تستقر فيها أو تسكنها إلا برامج المحادثات، لا نتواجه وجهًا لوجه بالحديث، افتقدنا لغة التفاهم والحوار بين بعضنا بعضاً، تخيلي هذا يمكنني أن أعبر عما في داخلي لأي أحد برسالة الكترونية لكنني أفقد تلك المجازات بمجرد رؤيتي الشخص ذاته لا أستطيع.

حتى المجلة الآن فقدت طعمها كل معلومة فيها فقدت قيمتها وانتهت فقد قرأناها مراراً وتكراراً .

تستطرد سعاد: والممقت في أمر دور نشر بعض الصحف والمجلات في هذه الأيام أنها لا تكابد أي عناء، اين تلك الصحافة الشديدة الأصيلة والمتلهفة لنشر المعلومة القيمة والجديدة، هي فقط اصبحت تستعير المعلومة من المجلة الأخرى أو الموقع الفلاني وتلصقه وتنشره...

تشمئز مريم وتقاطع زميلتها بحنق: هذا الخبر البارد قد وصلنا على هواتفنا ونحن مستلقون.

ثم تكمل مريم حوارها بعصبية: فتسبق القضية شنارها فما نحنُ موقنون إن كانت حقيقة أم لا.

تسرح مريم وتعود بذهنها إلى الماضي.

الهاتف الأرضي معلق فوق قطعة من الخشب في الصالون صنعها والدها بيديه حتى لا تصل الى الهاتف أيدي الصغار، صوت الهاتف المدوي مازال يقبع في رأسها.

ثم تبسمت في سرها تذكرت رنين الهاتف مكالمة واردة، تتسابق حافية القدمين مع من هم أكبر منها سنّاً لتلتقط سماعة الهاتف على رغم انها متيقنة بأن المكالمة الواردة وبكل تأكيد ليست من نصيبها.

نعم كانت المهاتفة لها طعم الترقب، والهاتف له طعم الوقار حتى المكالمة كانت ذات قيمة في كل مرة يرن فيها هاتف العائلة.

كانت تكنولوجيتنا بسيطة وحياتنا عظيمة، أما الآن فتكنولوجيتنا عظيمة وحياتنا بسيطة.

حواء الأزداني


الحلاق

يحكى أن هناك قرية صغيرة لا يكفيها قوتها يوماً لتعيش هموم أزمتها الطوال. هذه القرية خاوية من خيراتها فبحرها بلع أسماكها والطحال، ووجهاؤها سرقوا بساتينها وأراضيها وحتى ركبوا التلال. وبنوا فوقها مباني وأبراجاً ناطحات السحاب حتى فقدت نخيلها البلح والثمار وأشجارها الخضرة والجمال. ومع هذه الأحوال التعيسة هناك نافذة الحرية والعدالة في إحدى زوايا القرية حانوت صغير لحلاق يتجمع فيه الشيوخ والشباب وفيه يحلقون شعورهم ويتبادلون الضحك والنكات وأخبار الحال والمال على حالهم المعضال. دكان وليس بدكان بل كوخ لا يكاد يرى بالعين المجردة لصغره ولكنه صار «كالنادي» لكثرة الناس حينما يعودون من أعمال السخرة وتنظيف قصر وحدائق السلطان المتعال. لتبدأ كل يوم همومهم من شدة الفقر والبؤس والانتظار وهم صامدون كالجبال. أثناء حلق رؤوسهم منهم من ينعس ويطوف دوره ومنهم من ينسحب حتى يحتدم الجدال والقيل والقال. على من له الأسبقية في حلاقة الشعور القصار أم الطوال. إلا أن الحال ليس من المحال حيث كبرت العيال وكل من عليها صار من الساسة الكبار العقال. فجأة تنبه السلطان من غفلته لعرشه قبل أن يقال. ففرض الإقامة الجبرية على الحلاق ومنع على الشباب السير والتجوال. فضج الشباب من تضخم الشعور والاحتقان وتعالت الأصوات وقامت الثورة وأحرق القصر وهرب السلطان الجبان إلى أعالي الجبال. وعمّ الأمن والسلام وبسط العدل دون سلطان ولا أعوان. وعاد الجمال للنخيل الطوال وعم الحب والوئام وأينعت الثمار للأشجار بدل الشجار والجدال. وعين الحلاق أميراً حاكماً ولبس العقال والنعال.

مهدي خليل


الاستجواب البرلماني

يُعد الاستجواب أقوى وأمضى وسائل الرقابة البرلمانية وأشدها ضراوة على الحكومة أو أحد أعضائها لأنه يحمل بين طياته اتهاماً للحكومة أو أحد الوزراء بالإهمال والتقصير في أدائه لمهام وزارته من ناحية، فضلاً عما قد يترتب عليه من طرح الثقة بأحد الوزراء من ناحية أخرى.

ونظراً لخطورة الاستجواب فإن النظم الدستورية المختلفة تحيطه بجملة ضمانات وإجراءات تحول دون الانحراف به عن غايته المتمثلة في تحقيق رقابة فعالة على أداء الحكومة وأجهزتها المختلفة.

وقد عالج الدستور البحريني الاستجواب في المادة (65) والتي كانت محلاً للتعديل ضمن تعديلات 2012 حيث نصت على أنه «يجوز بناءً على طلب موقع من خمسة أعضاء من مجلس النواب على الأقل أن يوجه إلى أي من الوزراء استجوابات عن الأمور الداخلة في اختصاصاته. ويتم إجراء الاستجواب وفقاً للشروط والأوضاع التي تحددها اللائحة الداخلية لمجلس النواب. وتجري مناقشة الاستجواب في المجلس ما لم يقرر أغلبية أعضائه مناقشته في اللجنة المختصة، وذلك بعد ثمانية أيام على الأقل من يوم تقديمه، ما لم يطلب الوزير تعجيل هذه المناقشة. ويجوز أن يؤدي الاستجواب إلى طرح موضوع الثقة بالوزير على مجلس النواب وفقاً لأحكام المادة (66) من هذا الدستور».

وقد تكلفت اللائحة الداخلية لمجلس النواب الصادرة بالمرسوم بقانون رقم (54) لسنة 2002 وتعديلاته بتفصيل الأحكام المختلفة للاستجواب في المواد من (144) إلى (151) على ضوء ما ورد بالنص الدستوري والتي تتعلق بشروط صحته، وإجراءات مناقشته، والأثر المترتب عليه وهو ما يمكن إجماله في النقاط التالية:

أولاً: شروط صحة الاستجواب: لكي يكون الاستجواب صحيحاً ومقبولاً من الناحية القانونية يجب توافر جملة شروط حتى يمكن السير في إجراءات مناقشته بمجلس النواب بحيث يصل إلى مُنتهاه، وهذه الشروط هي كالتالي:

1- أن يُقدم الاستجواب إلى رئيس مجلس النواب بطلب مكتوب وموقع عليه من خمسة أعضاء على الأقل من أعضاء المجلس، وأن تُرفق به مذكرة شارحة بالأمور المستجوب عنها، ووجه المخالفة المُسندة للوزير، والأسانيد التي يستند إليها المستجوبون.

2- أن يوجه إلى أحد الوزراء وأن ينصب على موضوع يدخل في اختصاص الوزير المستجوب.

3- ألا ينطوي على أمور مخالفة للدستور والقانون، وألا يتضمن عبارات غير لائقة أو فيها مساس بكرامة الأشخاص أو الهيئات، أو إضرار بالمصالح العليا للبلاد، وألا يكون في تقديمه مصلحة شخصية لأحد المستجوبين أو أحد أقاربه حتى الدرجة الرابعة.

ثانياً: إجراءات مناقشة الاستجواب: قبل مناقشة الاستجواب يتعين التأكد من توافر شروطه الشكلية من قِبَلْ مكتب المجلس، فضلاً عن التأكد من جديته عن طريق لجنة مُشكلة من رؤساء ونواب رؤساء اللجان النوعية الخمس المنصوص عليها بالمادة (21) من اللائحة الداخلية لمجلس النواب. وعقب التحقق من توافر الشروط الشكلية للاستجواب وجديته يتولى رئيس المجلس إبلاغ الوزير المستجوب ومقدمي الاستجواب كتابة بذلك، ويتم إجراء الاستجواب في المجلس ما لم يقرر غالبية أعضائه مناقشته في اللجنة المختصة.

وتبدأ مناقشة الاستجواب سواء أمام المجلس أو اللجنة المختصة في الجلسة المحددة لذلك بأن يشرح المستجوبون استجوابهم أولاً تم يتولى الوزير الموجه إليه الاستجواب الرد على ما ورد به من وقائع وأدلة ثم تُتاح الفرصة لأعضاء المجلس أو اللجنة المختصة - من غير المستجوبين - لإبداء رأيهم في الموضوع. وبعد انتهاء المناقشة تُقدم إلى رئيس المجلس الاقتراحات المتعلقة بنتيجة الاستجواب والتي تتمثل إما في الانتقال إلى جدول الأعمال وهو ما يعنى عدم صحة الوقائع والمخالفات المسندة إلى الوزير، أو إدانة الوزير المستجوب وهو ما يعنى صحة ما نُسب إلى الوزير من مخالفات. وفي تلك الحالة الأخيرة يتعين إجراء مناقشة بالمجلس قبل التصويت على إدانة الوزير المستجوب.

ثالثاً: الأثر المترتب على الاستجواب: يتمثل الأثر المترتب على الاستجواب حال انتهاء المجلس إلى اتخاذ قرار بإدانة الوزير المستجوب في طرح موضوع الثقة بالوزير طبقاً لنص الفقرة الأخيرة من المادة (65)من الدستور التي تنص على أنه: «...ويجوز أن يؤدي الاستجواب إلى طرح موضوع الثقة بالوزير على مجلس النواب وفقاً لأحكام المادة (66) من هذا الدستور».

ويعنى طرح الثقة بالوزير حال موافقة المجلس عليها بغالبية ثلثي أعضائه استقالة الوزير من منصبه الوزاري. وهو ما يؤكد أهمية وخطورة الاستجواب كوسيلة رقابية فعالة يملكها مجلس النواب في رقابته على أعمال الوزارات المختلفة.

شعبان أحمد رمضان

مستشار قانوني بمجلس النواب


يا عاشِقِي

مالي هَوَى غِيْـرْ هَواكْ

يا عاشِقِي يا مَـلاكْ

تَعبـانْ وَانــا بِعِيْــدْ

ما ارتاح إِلا مَعـاكْ

***

وَلْهانْ قَلْبِـي عَلِيْــكْ

عِيْنِـي مِشْتاقَهْ تَبِيْكْ

عُمْرِي وُرُوحِي شارِيْكْ

مالِي حَبِيْبٍ سِـواكْ

***

واصِلْنِي وافْرَحْ مَعاي

يا مِنْوِتِي وُيا غَناي

يا غايِتِي وُيا هَنـاي

مِنْهُوْ يِساوِي غَلاكْ

***

ما يُومْ عَنِّكْ سِلِيْــتْ

يَلْلِي بِعِيْنِي حِلِيْـتْ

أَفْرَحْ لِي مِنِّكْ رِضِيْتْ

الله يِدُوْمْ لِي رِضاكْ

خليفه العيسى

العدد 3955 - الجمعة 05 يوليو 2013م الموافق 26 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:23 ص

      الحلاق

      وهذا حالنا في موطن لا يوجد به حلاق

    • زائر 1 | 1:36 ص

      ارجو النشر

      الحكومة (أية حكومة) يمثلها مجموعة من الاشخاص، وهم موظفون يقدمون خدماتهم للشعب مقابل أجر يُصرف لهم من خزينة الدولة كما هو حال جميع الموظفين، لذلك يجب ان تفكر الحكومة رئيسا و وزراء، بأنهم يعملون لدى الشعب وليس العكس، وعليهم أن يتوقعوا محاسبة الشعب لهم في اية لحظة كما حدث في مصر، عندما خرجت الملايين الى الشارع والميادين وأطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي، ولاشك ان هذه الثورات ستنتقل الى دول عربية اخرى بالعدوى.
      جعفر الخابوري

اقرأ ايضاً