العدد 86 - السبت 30 نوفمبر 2002م الموافق 25 رمضان 1423هـ

مقـر فـي بـاريس لسينمـائيّي العـالـم

 افتتح المهرجان الدولي للسينما في كان العام 2000, مقره في باريس لاستقبال سينمائيين شباب من مختلف أنحاء العالم. يأتي 6 سينمائيين مرتين في العام ليعيشوا في جو مرفه جداً يتيح لهم كتابة أول أو ثاني فيلم طويل وإقامة صلات مع الوسط السينمائي الفرنسي.وفي وسط باريس وفي جو من الأمان المطلق، على خطوات من محلة بيغال، اختار مهرجان كان «مدينة ملزرب» مقراً له. يعمّ النور هذه الشقة عبر النوافذ الكبيرة المزججة. ويمنح السحر الكلاسيكي للنقوش وللأرض الخشبية والسقف المرتفع ألوانا حية لأثاث صمم حديثا. يناسب هذا المكان تماما تصور فيلا مديسيس للسينمائيين. وجهزت كل من الغرف الفردية بحاسوب وبتلفزة ووضع في الصالون جهاز فيديو «هوم سينما». ويوم زرنا هذه الشقة، كان سويدي وفنزويلي في موعد خارج الشقة، وكانت في المطبخ الإنجليزية أليسيا دوفي تحتسي كوب الشاي قبل الالتحاق بقاعة العمل. أما الأوكراني سرغي لوشيشان فأجاب بابتسامة عريضة تعوض فرنسيته الضعيفة على سؤالنا إن كان مسروراً بالإقامة هنا. حاز هذا الأخير شهادة في السينما من معهد موسكو وحصل على جائزة « سينفونداسيون « مهرجان كان عن فيلمه القصير «بورتري». كما حاز الزيمبابوي إيمانويل كوريوا الذي يسكن في هذه الشقة على الجائزة الثالثة. وقد صمم مهرجان كان هذا المقر كملحق بـ « سينفونداسيون « التي تمنح جوائز منذ أربع سنوات لسينمائيين شباب من أنحاء العالم. ويدعى الفائزون مع مخرجين آخرين، ستة أشخاص لكل دورة، أي 12 في العام للإقامة لمدة أربعة أشهر ونصف الشهر في العاصمة الفرنسية لكتابة أول (أو ثاني) فيلم طويل. يهدف هذا المشروع الفريد من نوعه في العالم ـ حسب تصريح رئيس « سينفونداسيون «، بيير فيو ـ إلى «اكتساب المواهب الشابة والتعرف باكراً على سينمائيي الغد». كما تخصص منحة لكل مقيم، ليستفيد من دروس في اللغة الفرنسية ومن مساعدة على الكتابة ومن اندماج ثقافي لاكتشاف السينما الفرنسية. ويستطيع حضور أفلام كثيرة مجاناً واللقاء بمخرجين وبتقنيين وبمنتجين. ويهتم بهذه المسألة الأسترالي من أصل صيني هنغ تانغ الذي يقول: إن «باريس هي مركز السينما، لأن في أوستراليا البعيدة جداً، لا نعرف أحداً وليس بإمكاننا إنتاج أشياء أخرى غير تجارية». وتتيح الإقامة في هذا المقر كسر العزلة ووضع إنتاج مشترك بشأن أفلام مؤلفين. يضيف بيير فيو: «يؤلف هؤلاء السينمائيون شبكات، كما تسمح لهم الإقامة بين شباب من ثقافات مختلفة بالابتعاد قليلاً عن مشروعهم الخاص وبالتطور. أما السينما الفرنسية فتنفتح وتغتني من اللقاءات». وللعثور على المرشحين، يعتمد مهرجان كان على اتصالاته الدولية وعلى شبكة عالمية من معاهد السينما وعلى المصالح الثقافية الفرنسية (تقدم وزارة الخارجي دعماً لهذا المشروع). يتم الاختيار بطريقة جيدة، إذ بعد انتقاء مسبق حسب الأفلام القصيرة أو الفيلم الطويل أو المشروع المحدود بسيناريو، يدعى حوالي عشرة إلى باريس لمقابلة هيئة تحكيمية برئاسة سينمائيين مشهورين. واستقبل المقر خلال دورات أربع 11 سينمائياً أوروبياً، بينهم 6 قدموا من الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية، وإفريقيان، وأربعة آسيويين وأسترالي. كما انتهى إعداد عدة أفلام مثل فيلم الأميركي بيتر يولي والكوري إلغون سونغ. وهناك أفلام أخرى قيد الإعداد أو المونتاج. وظهر فيلم الأرجنتينية لوكرسيا مارتل «لا سينغا» في باريس في حين كان تكتب فيلمها الثاني في المقر. لا شك أبداً في نوعية العمل، إذ نحن أمام كبار سينمائيي الغد.

العدد 86 - السبت 30 نوفمبر 2002م الموافق 25 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً