العدد 3982 - الخميس 01 أغسطس 2013م الموافق 23 رمضان 1434هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

وَليدُ البيتِ العَتيق

ولد الإمام علي (ع) يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين عاماً من عام الفيل في مكة المكرمة ببطن الكعبة المشرفة، وهو أصغر أبناء أبيه شيخ البطحاء أبي طالب بن عبد المطلب، والذي يعتبر زعيماً من زعماء قريش وسيداً من ساداتها. أما أمه فهي السيدة الفاضلة فاطمة بنت أسد بن هاشم، التي قيل في حقها إنها «أول هاشمية تلد لهاشمي».

تربية علي

حظي علي بعطف الرسول الأعظم (ص) وحنانه ورعايته منذ ولادته، والتربية المباشرة الخاصة، حينما بلغ 6 سنين من عمره، وذلك بعد تعرض قريش لأزمة وفاقة وعوز، كانت شديدة الوطأة على أبي طالب، فمن جهة كان ذا عيال كثيرة، وكان ملجأ للمحتاجين والفقراء والمساكين من جهة أخرى، ولكن الحياة قست، وأبت إلا أنُ تُطبق عليه وعليهم، فبادر النبي في محاولة للتخفيف عن كاهل عمه أبي طالب بكفالة أحد أبنائه، وقد دعا عمه العباس لذلك أيضاً، فأخبرا أبي طالب بالأمر، فما كان منه إلا أن استجاب لهما، فأخذ العباس جعفراً، وأخذ النبي عليّاً.

ولذا قال علي (ع) في خطبته القاصعة:»وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوَضِعِيِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ، وَضَعَنِي فِي حَجْرِهِ وَأَنَا وَلَدْ، يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ، وَيَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ، وَ يَمَسُّنِي جَسَدِهِ، وَيَشُمُنِي عُرَفَهُ، وَكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْ‏ءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ وَمَا وَجَدَ لِي كِذَّبَةً فِي قَوْلْ، وَلَا خَطّلَةً فِي فِعلْ».

مرحلة الصبا والشباب

لم يختلف الأمر أيام صباه وشبابه، حيث تكونت شخصيته من خلال تنفيذه لأوامر النبي واتباعه سلوكه، والأمر كما وصفه هو بنفسه: «ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل أَثَرَ أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به».

فتحصَّل على صفاء روحي قَلَّ نظيره، واستقامة خُلُقية نَدَر وجودها، ما أهّله للإيمان بدعوة الإسلام وعدم الشرك، قال القندوزي في ينابيع المودة ما ذكره ابن مسكويه صاحب التاريخ في كتابه (نديم الفريد): «إن المأمون كتب إلى بني العباس ولفظه: فقد عرف أمير المؤمنين كتابكم، أما بعد: إن الله تعالى بعث محمداً (ص) على فترة من الرسل، وكان أول من آمن به خديجة بنت خويلد، ثم آمن به علي بن أبي طالب وله سبع سنين، لم يشرك بالله شيئاً، ولم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم، وأبوه أبوطالب، فإنه كفل رسول الله (ص) وأحبه ورباه، ولم يزل مدافعاً عنه ما يؤذيه، ومانعاً منه».

من مقاماته

روى ابن الصباغ المالكي في كتابه المعروف «الفصول المهمة في معرفة الأئمة»، عن البيهقي يرفعه بسنده إلى رسول الله (ص)، أنه قال: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى نُوحٍ فِي تَقْوَاهُ، وَإِلى إِبْرَاهِيمَ فِي حِلْمِهِ، وَإِلى مُوسَى فِي هَيْبَتِهِ، وَإِلى عِيسَى فِي عِبَادَتِهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبْ».

نظر الإيمان الثاقب

قال الإمام علي (ع) في حديث له مع نوفٍ البكالي أو البكائي: «طُوَبى لِلزَّاهِدِينَ فِي اَلدُّنْيَا اَلرَّاغِبِينَ فِي اَلْآخِرَةِ، أُولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا اَلْأَرْضَ بِسَاطاً وَتُرَابَهَا فِرَاشاً وَمَاءَهَا طِيباً وَاَلْقُرْآنَ شِعَاراً وَاَلدُّعَاءَ دِثَاراً، ثُمَّ قَرَضُوا اَلدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ اَلْمَسِيح». فسلامٌ عليه يوم وُلد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيَّاً.

أحمد عبدالله


الرسل ودورهم في مواجهة الفئة الظالمة (1)

تمرّ الإنسانية، وهي تخطو خطواتها الحثيثة في الحياة، بأزمات معقدة كتعقد الحياة ذاتها، وذلك أمر فطري طبيعي، حيث يتطلّب الأمر تشخيص الواقع وإعادة بنائه من أجل تحقيق قدر أكبر من السيطرة على حاجيات ومتطلبات الإنسان ورغباته، وتعزيز توجهاته، ورسم ملامح مستقبله بعد تحليل مفاصل ماضيه، واستحضار نقاط حاضره وإمكاناته المتاحة فيه. أجل تلك فلسفة ديناميكية الحياة، حيث تتفاعل عوامل شتى داخل وخارج الإنسان لتلتقي نهايةً في ملتقى شعلة الحياة وهو الفعل، فلا حراك دون الفعل، ولا حياة سامية هادفة معطاءة مستقرّة نامية، قادرة على تحقيق الأهداف الإنسانية التي من خلالها يحقق الإنسان إنسانيته، وتدفع به نحو المجالدة والصراع الإيجابي مع نفسه ومحيطه وعالمه الخاص والعالم الآخر المتسم بالمتوافرات الكبيرة، التي تجعل منه قادرٌ ببركة من الله سبحانه وفيض من رحمته، أن يكتشف القوانين المبثوثة من الطبيعة، تلك القوانين هي قوانين صنع الحياة.. سواء العلمية منها أو العملية أو الأخلاقية أو الاجتماعية أو النفسية أو الاقتصادية.. الأمر الذي يجعل الإنسان يستهدي بنوره سبحانه لأن يضع يديه على تلك القوانين ويحللها ويستنتج المعارف والقوانين الخاصة بحياته من خلالها، الأمر الذي يجعله يحرّك الحياة كما ينبغي، وكما يريدها الرب عزّ شأنه، حياة آمنة وادعة تضج بالفعل وتستهدي بالعلم يرسم من خلالها إنسانيته، ويحدد علاقاته الخاصة مع العالم المحيط في نقاطه الحركية المجردة ذات الصلة الوثيقة بوجود (الإنسان، الآخر، الطبيعة)، ويكون على استعداد تام بتسيير بصيرته الإيمانية بالله عز ّوجلّ ومنظومة القيم الرفيعة التي جاء بها المرسلون من عند ربهم لتنظيم الحياة، فيتعرّف الإنسان على كنه كينونيته وهدفيته في الحياة بصورة واقعية وصادقة وفاعلة بصورة إيجابية بحيث يحقق رسالته في الحياة، كما أمَّنها عليه رب العباد عزّ شأنه عليه في تسيير الحياة كما تنبغي من خلال الفعل، الفعل وحسب.

ولما كانت هذه الرسالة السامية عظيمة تفوق أحياناً قدرات الإنسان في كمّها وكيفها ودفع حركة الحياة من خلالها، كان بعث الأنبياء والرسل وأئمة أهل البيت عليهم جميعاً سلام الله، فكانوا جميعاً النماذج في تنوّع الأدوار والمهام، وقبل ذلك التخطيط الواعي القويم المسدد من بركات الله ورحمته على البشرية جمعاء، وهكذا ينطلق الفعل في مواجهة الحياة، ومواجهة من يسايرون الحياة من أجل كسر قوانينها بغية تعطيلها وتفريغها من واقعها السامي ومعطياتها المقدسة، ومن هنا قدمت المواجهة واستعرت بين الرسل والأئمة مع تلك الفئة الظالمة لنفسها، من أجل تقويم الاعوجاج لتلمّس الحياة الخيّرة كما يريدها الله رب العزّة والجلالة، والتي هي النموذج القويم لحياة الإنسان، والتي تستوي وحرية الإنسان في الزمان والمكان بصورة تفاعلية لتبقي إنسانية الإنسان على سلّم أولوياتها.

عبدالغني سلمان آل طوق


أقبل إليكم شهر الله

شهر رمضان شهر الله، وشهر الخير والبركات على الإنسان، ومن يعرف كيفية الاستفادة من هذا الشهر الفضيل فإنه في النهاية سيكون عليه كهطول الرحمة الإلهيّة على حياته لكي يخلصها ممّا جنته يده من آثام، وبصيام هذا الشهر أيضاً نستطيع التعرف على الطريق المستقيم وسلوك طريق الهدى لتحقيق الأفضل في حياة كل فردٍ منّا، وكما قال أحد كبار العلماء: «الصوم تشريفٌ إلهيّ ونعمة إلهيّة وفرصة ثمينة جداً لمن يوفّقون له»، ففي هذا الشهر يتيح للإنسان فرصة التخلص من الآثام المتراكمة عليه من خلال صدق النية في التوبة وبالخصوص مع مراعاة التوجه لأدعية هذا الشهر الفضيل التي تغسل النفوس وتزيل الذنوب، وتُحلق بالإنسان إلى أعلى درجات النظافة من هذه الآثام القذرة، ومن جملة فوائد هذا الشهر الفضيل والصيام فيه أنه يضع الإنسان أمام تحدي الوقوف أمام شهواته وأهوائه، وهل هو قادرٌ على الصمود أمامها والحدّ منها، والوقوف أمامها يتطلب النية الخالصة للتصدي للشهوات والأهواء الشيطانية، وأن نحاول أن نصل في نهاية المطاف إلى كسر القيد الشيطاني على النفس البشرية من خلال التعود في هذا الشهر الفضيل على التحمل والصمود أمام إغراءات الشيطان اللعين، ولو فعلاً استطعنا الصمود أمامه فسيكون خيرُ ذلك ممتداً إلى نهاية عمرنا وستحلّ بركاته في حياتنا كافة وفي كل خطوة نخطيها، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من المستفيدين حقاً من هذا الشهر المبارك والعظيم.

حسين علي عاشور


في رمضان... بسمة بدون بسمة

في عالم اليوم لا يكاد يفرق الناس بين الحق والباطل ولا الحرام من الحلال! فقد اختلطا معاً فعميت قلوب وأعين الناس من الدجل والكذب والخيانة! (إننا لن نهدأ حتى نطارد عصابة الزواج الصغار أو الشغار)! أحد موظفي حقوق الإنسان الصغار، لكنه لم يعرف قوة الرومان بعد، فأشعة الشمس أرسلت رسالتها الحزينة معلنة انتهاك عذرية طفلة أخرى من أطفال «أبين»! وبدأت هذه الطفلة بالتسلل من خلف الجبال والهضاب اليمنية خائفة وجلة من وجوه الناس وأعين الأشباح والأقزام اليمنية الذين يجترّون القات اجتراراً كالبقر أو الجمال! همّهم اختطاف الفتيات الصغار لشيوخ القرية وأشباحهها! هكذا أرسلت الشمس خيوط الحرارية لتطرد الضباب والدجل وتكشف للعالم حقيقة بؤس ومظلومية طفلات يانعات لم يحن اختطافهن في عمر الزهور «بسمة» الوردة الجميلة المختطفة أنموذجاً!

بسمة البسمة هي طفلة صغيرة لم تتجاوز السابعة ربيعاً تجد نفسها يومياً بين أحضان شيخ يكح ويبصق من القات ورجلاه واحدة على باب قبره والأخرى ساقطة فيه، بدلاً من أن يجدها جيرانها على طاولة صفها وبين زميلاتها أو هي عائدة من مدرستها التي أغلقت أبوابها في صيفها وبدلاً من أن تلهو وتحلم بأزهارها ، بدلاً من أن يودعهها أبوها في المدرسة لاهية مع كتبها وكراساتها المدرسية يودعهها لشبح أفقدها عذريتها وحياتها فإما أن يموت والنار بانتظاره، أو أن يعاق ويتكسح وتتكسر عظامه بقية حياته فتخدمه بسمة حتى هلاكه، لتغسل أحلامها دموعها يومياً وتكنس بنفسها همومها وغبارها وفضيحتها في كوخ شيبة عجوزعلى قائمة الموتى يكبرها بخمسين سنة!

بسمة ليست الضحية الأولى في اليمن الحزين ولا الأخيرة فهناك بسمات سبقوها انتهكت أعراضهن وعذريتهن!

بسمة ضحية ظاهرة شاسعة قديمة تسكن في بيت كل يمني بسبب غياب الروادع القانونية والتشريعات النارية التي تمنع مثل هذا الزواج، بسمة تنتظر بسمتها التي سلبت وعذريتها التي انتهكت، ها هي تلهو في قرية أبين أمام كوخها وحينما ينتهي اللعب تذهب كل زميلاتها إلى دفء حضن والدتها بينما هي تنتظر شيخ عجوز يجرّها إلى قبره جراً.

ليبقى العالم يتفرج يومياً على قرية نساؤها فيها يأنّ أنين الثكالى كلما وقعت القرعة على إحدى بناتهن الصغيرات للزواج اللواتي لا يبصرن كيفية اللعب مع الصغار نهاراً فكيف اللعب مع الكبار ليلاً...

مهدي خليل


الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك

هذه هي العبارة الشهيرة التي أسرت قلوب الملايين أصبحت هي شعار حياتنا ونصبت أمام أعيننا كهدف للنجاح في تنظيم الوقت، في بداية الأمر كان الأمر كالمنافسة في استغلال الوقت فيما يفيدنا ومع مرور الوقت أصبحت هذه العبارة مجرد حبر على ورق واستهان بها البعض.

في أواخر القرن العشرين اعتلت هذه العبارة المنصة من جديد هي كالقانون إن لم نتبعه لم يعد لحياتنا أهمية هذه العبارة لا نستطيع فصلها عن حياتنا كما لو أنها ذهب يصعب فصل بريقه عنه.

الكثير من الناس يقولون بأنهم يعانون من نفاذ الوقت ولكن للأسف أحبتي هذه مشكلة تخصكم نظموا وقتكم فالوقت لا ينفذ أبداً، الأعمال عمل تلو الآخر ضغط في حياتنا اليومية افتقار للتركيز قد أدى لليأس من حياتنا حتى أن هذه العوامل أدت إلى عدم أخذ الأمور بجدية لم نشعر بالراحة ولم نصل إلى هدفنا المطلوب والمرغوب به النجاح ولكن لم تعد هنالك خطة لتحقيق النجاح وحرز أعلى المراتب.

اجعلوا لحياتكم أهمية ونظموا وقتكم فالوقت هو أساس النجاح والنجاح هو الهدف في الحياة وبذلك نحقق السعادة.

الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك هذه هي عبارتنا.

يارا خلف

العدد 3982 - الخميس 01 أغسطس 2013م الموافق 23 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً