العدد 3983 - الجمعة 02 أغسطس 2013م الموافق 24 رمضان 1434هـ

القطان: التفريط في أمن المجتمع تدمير له ولمكتسباته... ولابد من تماسك الصف وبذل النصيحة

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن التفريط في أمن المجتمع تدمير له ولمكتسباته ودعائمه، مشدداً على ضرورة التماسك وبذل النصيحة والإصلاح عن طريق القنوات الصحيحة.

ودعا القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (2 أغسطس/ آب 2013)، الشباب إلى المحافظة على أمن البلاد، وعدم الانجرار إلى أعمال التخريب والعنف والفوضى، مطالباً المواطنين ورجال الدين وأصحاب الكلمة بجمع الشمل، وتوحيد الصف والكلمة.

واستنكر تصرفات «بعض الفئات التي تهدف إلى زعزعة الأمن في البحرين، وتتحدى القانون، وتثير الفتنَ، وتولِّد التحزّب الذي يدمّر الطاقات، ويشتِّت الجهود، ويهدر المكتسَبات، ويؤخِّر مسيرةَ الإصلاح، ويفتح أبوابَ الشرّ أمام ألوانٍ من الصِّراعات الطائفية، بل ربّما هيّأ فرَصاً للتّدخّلات الخارجيّة والمحاولات الأجنبيّة».

وأوضح أن «التفريطَ في أمن المجتمع تدميرٌ له ولمكتسباته ودعائمه، لذلك يجب علينا جميعاً حُكَّاماً ومحكومينَ، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، أن نسعَى إلى الحفاظ على هذا الأمن بسدِّ الثغراتِ التي يمكن أن تُحدِث شرخًا في المجتمع أو تجعلَ جسدَه مثقَلاً بالجراح».

ولفت إلى أن البحرين «كغيرها من البلدان المجاورة، تعيش مرحلةً خطيرة ومنعطفاً صَعباً، فلا بدّ من تماسُك الصفّ مع بذل النصيحة والإصلاح عن طريق القنوات الصحيحة في المجالس النيابية والشورية والبلدية، وطريقُ التغيير، الإصلاحُ والبناء، لا الهدم والتدمير».

وقال إن: «على الجميع أن يُحِسّوا بواجبهم الشرعيّ والوطني لرأب الصَّدع في البناء، ومعظَم النار من مستصغَر الشرر، وإنّ فتناً عظيمةً في أُممٍ ماضيةٍ ودُوَلٍ حاضرة كان أولّها شرارةً يسيرة، تساهل الناس وأولو العلم والرأي والفكر في إطفائِها، فألهبت الأرض جحيماً لا ينطفئ ودماً لا ينقطع وفتنةً تركت الحليم حيران... أمنُ الفردِ عباد الله جزءٌ من أمنِ مجتمعه، وتوطيد الأمن يستلزم أن يؤدّيَ كلّ فردٍ مسئوليتَه في حِفظ الأمن، قال رسول الله (ص): (كلُّكم راع، وكّلكم مسئول عن رعيته)، إنّ الأمّة اليوم تعيش مآسيَ وحروباً وكروباً ومصائب وبلايا في كثير من مواطنها، فلِمَ ينبري فئامٌ من بني جلدتِنا لإيقاد فتنٍ داخلية واحترابٍ لا مسوِّغ له؟! لن يكونَ فيه كاسبٌ سوى العدوّ المتربِّص، وسنبوء جميعاً بآثارها، ونُلذع بشَررها.

وخاطب الشباب قائلاً: «اتقوا الله تعالى في بلادكم وأنفسكم وأهاليكم، وتبصَّروا في واقعكم، واعلموا عظيمَ نعمة الأمن التي تعيشون فيها، فهي نعمةٌ عظيمة سابغة، تفضَّل الله بها عليكم، فاشكروا الله على نعمته، واسألوه الثبات على الحقّ، وتعوَّذوا بالله من زوال النعم، وتحوّل العافية وفجاءة النقم».

وأضاف في كلامه الموجه إلى الشباب «احذروا الدعوات المضللة للخروج في يوم معين للمظاهرات والاعتصامات، وإحداث الفوضى في البلاد وتعطيل مصالح العباد، انظروا واعتبروا بحال من فقدوا الأمنَ في بلدانهم كيف يعيشون، وكيف حالُهم الآن، تدبَّروا غيْركم لتعرفوا واقعَكم، وما أنتم فيه من النعم، فلا يتَّخذكم المحرضون في الداخل والخارج مطايا لهم، ليقضوا بكم أغراضَهم، وينفِّذوا على أيديكم مخطّطاتِهم ومؤامراتهم، لتكونوا على حذر في أموركم كلّها، فإنّ المسئوليةَ عظمى، والجميعَ في وطن واحد، وفي سفينةٍ واحدَة، ربانها جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه، ومَن خرقها أغرقَ الجميع».

وأكد أن «الواجب على الجميع تقوى الله في كلّ الأحوال، والتناصحُ والتعاون، وتبصير الجاهلين، وتوضيحُ الحقّ لأولئك المغرر بهم، حتى يعلَموا الخطأ الذي هم واقعون فيه، فيجتنبوه، ويكفوا عنه، ويعودوا إلى رشدهم، وينيبوا إلى ربهم، فكلنا والله يريد الإصلاح وينشده، وحرية التعبير عن الرأي حق كفله الميثاق والدستور، ونظمه القانون، الذي علينا جميعاً احترامه والالتزام به. كما أن المطالبة بالحقوق والإصلاحات تكون عبر القنوات المشروعة التي أقرها ميثاق العمل الوطني. وتوافق عليها جميع المواطنين. وكذلك عن طريق الحوار الوطني الذي دعا إليه جلالة الملك وباركه في أكثر من مرة».

وتابع «حافظوا أيها الشباب على أمن وطنكم، واحذروا أن يصدر من أحد منكم شيءٌ يثير الفتنة الطائفية، أو يسوِّغ لمثيري الفتن؛ الفوضى والتخريب، وتهديد أرواح الناس، والسلم الأهلي، ورفع الشعارات الفئوية، والسب والشتم والتحريض على كراهية القيادة أو فئة من فئات الشعب، وعدم احترام النظام والقانون والدستور الذي أقره الشعب وتوافق عليه الجميع».

وواصل «إن الواجب على كل مواطن ومقيم، وخصوصاً العلماء وأهل الرأي والكتاب والمفكرين والعقلاء أن يكونَ كل واحد منهم رجل أمن، وأن يكون صالحاً مُصلحاً، محافظاً على مصلحة الوطن، يجمع الشّمل ويوحِّد الصف والكلمة، يقوم على الحقّ، ويتخذ الحكمة له سبيلاً ومنهجاً في إسداء النصح والتوجيه، ويلتفّ حولَ ولاة الأمر وطاعتهم في المعروف. كما يجب على الآباءِ والأمهات جميعاً أن يتقوا الله في وطنهم وأولادهم، وأن يكونوا عوناً لشبابِهم على الخيرِ، محذِّرين لهم من الشرّ، مراقبين أخلاقَهم وجلساءهم ومن يصاحبهم حتّى ينقِذوا شبابَهم من هذه الغوايات ويخلّصونهم من هذا البلاء الذي ابتلينا به في هذه البلاد.

واعتبر «أن الأمنَ مطلبٌ عزيزٌ وكنـزٌ ثمينٌ، هو قِوام الحياة الإنسانيّة كلّها، وأساس الحضارة المدنيّة أجمعها، تتطلّع إليه المجتمعات، وتتسابق لتحقيقِه السّلطات، وتتنافس في تأمينه الحكومات، تُسخَّر له الإمكانات الماديّة، والوسائلُ العلميّة، والدراسات الاجتماعيّة والنفسيّة، وتُحشَد له الأجهزة الأمنيّة والعسكرية، وتُستنفَر له الطاقات البشريّة».

وذكر أن «مطلب الأمن يسبق طلبَ الغذاء، بغيرِ الأمن لا يُستساغ طعام، ولا يهنَأ عيش، ولا يلذُّ نوم، ولا يُنعَم براحة، قيل لحكيم: أينَ تجِد السّرور؟ قال: في الأمن، فإنّي وجدتُ الخائفَ لا عيشَ له. في ظلِّ الأمن تحفَظُ النفوس، وتُصان الأعراض والأموال، وتأمن السبل، ويسود العمران، وتنمو الثّروات، وتتوافر الخيرات، وينجح اقتصاد البلاد، ويتآلف العباد، وتتلاشى البطالة، وتنتعش التنمية، وتكثر فرص العمل، وينتشر العلم، ويتسابق الناس في ميادين الخير والفضل. في ظلّ الأمن تقوم الدعوة إلى الله، وتُعمَر المساجد، وتُقام الجُمَع والجماعات، ويسود الشّرع، ويفشو المعروف، ويقلُّ المنكَر، ويحصل الاستقرار النفسيّ والاطمئنان الاجتماعيّ».

وأشار إلى أن «الأمن حاجة فطرية للناس جميعاً، مسلِمِهم، وغير مسلمهم، صغيرِهِم وكبيرِهِم، مسافِرِهم ومقيمِهِم، الناس جميعاً يحتاجون إلى الاطمئنان والأمن والراحة النفسية، ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية الكاملة الخاتمة التي أكملها الله تبارك وتعالى، وأتمها علينا ورضيها لنا ديناً، جاءت بتحصيل كل سبب يحقق الأمن ويحفظه، وجاءت بالندب إلى العناية بالأمن، وحذرت من كل وسيلة تخل بأمن الناس أو تجلب لهم الخوف والاضطراب».

وقال إن: «الشرع حرم على المسلم أن يروّع أخاه المسلم، انظروا إلى أي حدٍّ وصلت العناية بالأمن، فلا يجوز للمسلم أن يروّع أخاه، ولا يجوز للمسلم أن يحمل السلاح في أسواق المسلمين، ومن دخل بسيف أو سهم فليمسك بنصالها حتى لا يؤذي بها أحدًا من عباد الله. انظروا إلى أي حدٍّ بلغت عناية الشرع المطهر بأمن الناس حتى في المناظر المخيفة، وحتى في الإزعاج الذي ربما يتسبب فيه بعض الناس من غير قصد، فما بالكم إذا كان مقصوداً مع سبق الإصرار». وبيّن أنه إذا اضطرب الأمن «ظهرت الفتَن، وتزلزل الوطن، وتخلخَلت أركانُه، وكثُر الخبث، والتبَس الحقّ بالباطل، واستعصى الإصلاح على أهلِ الحقّ. إذا اختلَّ الأمن حكم قطّاع الطريق، وسادت شريعةُ الغاب، وعمّت الفوضى، وهلك النّاس. وتأمّلوا بلدانًا من حولِكم اختلَّ فيها الأمن، فهلك فيها الحرث والنّسل، وسُلِبت الأموال، وانتُهكت الأعراض، وفسد المعاش، وانتشر الإرهاب والعنف والكراهية بين الناس، وأصبحت تلك الدول والحكومات تشكل بناء على المحاصصة الطائفية، وتحت مهب التدخلات الخارجية».

وفي سياق آخر، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي إلى إخراج زكاة الفطرة، عن الكبير والصغير، واستثمار ما بقي من شهر رمضان في الاستغفار والتوبة إلى الله.

العدد 3983 - الجمعة 02 أغسطس 2013م الموافق 24 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 3:59 ص

      لا يا شيخ

      الامن يكون للجميع وليس لفئة دون الاخرى . ايها الشيخ الجليل لماذا لا توجه كلامك الى السلطة والذى بيدها القوة وتستخدمها بافراط وتفريط , والا كيف سقط اكثر من 130 شهيدا ؟! وفى السجون اكثر من 2000 معتقل وهناك الالاف المفصولين . وفى ذمتك ايها الشيخ صمتك على المساجد التى هدمتها السلطة ولم نسمع منك كلمة . الا تعنيك بيوت الله ؟! سيأتى يوما وستقف بين يد الله سبحانه وتسأل , فماذا سيكون جوابك ؟!

    • زائر 12 | 2:44 ص

      ياشيخ

      (مشدداً على ضرورة التماسك وبذل النصيحة والإصلاح عن طريق القنوات الصحيحة.) وماهي القنوات الصحيحة لا تقل لي البرلمان .

    • زائر 11 | 2:37 ص

      ماهي مطالب الناس ياشيخ

      سكن وظيفة حرية كرامة هل هذه موجودة في البحرين اين حقوق الشهداء لماذا لا تتحدث عن التجنيس السياسي وكم عاد على الشعب من الم وتعب نفسي اين انت من هدم بيوت الله اين انت من هتك الحرمات أين انت من سرقة البيوت اين انت من شتم طائفة كبيرى في المجتمع في القناة الرسمية وعلى المنابر اين انت من تخريب محلات المواطنين الشيعة اين انت من تقرير بسيوني أتمنى منك كما طلبت من الشباب ان يتقوا الله أتمنى منك ان تتق الله في هذا الشعب الفقير الصابر أكثر من 40 سنة من العذاب ولكن ثمن الحرية يدفع من قبل ناس والمستفيدين ؟

    • زائر 10 | 2:22 ص

      من اغرب التهم ياشيخ التي تضر بأمن المجتمع

      مدهامات المنازل في شهر رمضان والناس صائمون
      والغريب أن يعتقل الأب والأولاد في المنزل والتهمة أم تجمهر ومقاومة رجال الآمن أو خلية تخريبية !
      أمس ينقل أحد الأفراد الذي ليس له في السياسة او الأحداث في شي
      خرج بسيارته في أحد طرقات المنامة مع زوجته وأوقوفوا مدنين وسألوا اين تذهب قال للمأتم .. فنزلوا عليه ضربا مبرحا .. ألى من يشتكي
      حسبنا الله ونعم الوكيل .

    • زائر 9 | 2:18 ص

      أن التفريط في أمن المجتمع تدمير له ولمكتسباته ودعائمه

      من هم المجمتمع
      الجزء كبير منه يعيش في القرى التي تمثل احدى مكونات
      تعيش ليلا على مسيلات الدموع والمداهمات والمسرحيات والتعدي على معتقداتهم والاعتقالات والقتل ووووووو
      والسب والشتم في الصحف اليومية والطعن في الهوية
      أليس كل ذلك تفريط في أمن المجتمع يا شيخ
      اجبني بالله عليك

    • و لد الرفاع | 1:38 ص

      الذي دمر الامن معروف فهو من هجم على الامنين فجرا و قتل وحرق

      الذي دمر الامن معروف فهو من هجم على الامنين فجرا و قتل وحرق وتبداء منذ فجر الخميس الدامى

    • زائر 6 | 12:21 ص

      جزاك الله ياشيخ

      في كل ماقلته واتفق معك ان الأمن هو ماذكرت لكن ياشيخ انت تتكلم عن الأمن في مناطقكم واسواقكم وقراكم ومدنكم اما مناطقنا ياشيخ فلا أمان لها تعال الى قرانا كل ليلة لترى الأمان الذي نعيشه وتعال لتشم ما نشمه وتعال لتسمع ما نسمعه فحالنا مرير وعذاب وجحيم قد يخرج ولد او ولدين للشارع فتتم معاقبة القرية بأكملها اللي له دخل واللي ماله دخل يعامل بالمثل تعبنا قسم بالله تعبنا الحل ياشيخ ليس بالأمن لمناطقكم ومناطقنا لا امان لها ،الحل ياشيخ بتوفير الأمن للجميع

    • زائر 5 | 11:34 م

      من أمن المواطن

      لاخلاف ومن أمن المواطن عدم سرقة سواحله وجزره وسرقة ماله العام ومن أمنه إذا تكلم عدم سحله وسحقه وقتله في الشوارع والسجون.

    • زائر 4 | 11:32 م

      دام عزك

      كبير ياشيخنا

    • زائر 3 | 11:30 م

      الحداد

      الامن يجب ان يكون للجميع
      اما الانتهاكات فحصلت لطائفة معينة في البلاد واعتقد انك تعلم بها
      ولم نراك في خطبة من خطبك تدينها

    • زائر 2 | 10:20 م

      واحنا

      نعيش بدون أمان

اقرأ ايضاً