العدد 3997 - الجمعة 16 أغسطس 2013م الموافق 09 شوال 1434هـ

«البهائم المفخخة»... تدخل الجنة!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

ربما أصبحت مشاهد النحر والقتل وسفك الدماء في بعض البؤر بالوطن العربي والإسلامي من المشاهد المحببة لدى مشايخ البترودولار وعلماء الفتنة ومن يتبعهم ويوافقهم ويطبق فتاواهم الشيطانية التي يجب أن تُرجم! لكن مصاصي الدماء «دراكولات» الاقتتال الطائفي، وأسماء بعضهم كبيرة شهيرة، لم يعملوا هكذا من تلقاء أنفسهم... فخلفهم دول تدعمهم وتمدهم بالمال... خلفهم رؤوس كبيرة تستمتع بلعق الدم.

في الأمة، لا يمكن أن تترك المؤسسات الدينية الكبرى، أيّاً يكن انتماؤها ومنطلقات تأسيسها... لا يمكن أن يترك مطلقو فتاوى التحريض والقتل والنحر الطائفي دون محاسبة ومساءلة! ويجب إيقاف بعضهم لما أثاروه في السنوات الماضية في فتاوى... مطلقين «دراكولا» الموعود بالجنة، وعلى موائد الغداء والعشاء الفاخرة في الحضرة المقدسة، لكي يستبيح الدماء بالقتل على الهوية، وتحت مسميات ودوافع لا علاقة لها بأحكام القرآن الكريم ولا بالشريعة الإسلامية.

كل زمرة مصاصي دماء متنوعة التشكيل والجنسيات والأهواء والشيكات، تتناسل مجاميع من مصاصي الدماء في المجتمع الإسلامي تحمل عقيدة واحدة... قتل المخالف في الدين أو المذهب أو حتى في الأفكار، هو بمثابة تمهيد مؤكد لدخول جنة عرضها السماوات والأرض، أما الفتاوى التي تتعالى من تلك الأفواه العفنة، فهي تجارة خسيسة لكنها مربحة دون شك... يجب علينا أن نتذكر حديث الرسول «ص»: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار».

ولعلني أنقل القارئ الكريم معي إلى ما طرحه الباحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني عبده البحش بتشديده على أن «أكبر بلوى ابتلي بها العالم العربي والإسلامي هم علماء الدولار... علماء الدنيا... علماء السياسة... علماء التجارة... علماء البورصات والبنوك والأسواق المالية...علماء الاستثمارات والعقارات والأمور الدنيوية»، كل أولئك الذين ربطوا مصالحهم بمصالح أعداء الإسلام فجعلوا من أنفسهم أدوات ومعاول هدم لوحدة المجتمعات الإسلامية، فكانت الفتاوى التي صدرت منهم وحيّرت الكثير من أصحاب العقول السليمة... إذ كيف يمكن لعالم أن يفتي بوجوب الاقتتال بين المسلمين؟، وكيف لعالم أن يدعو إلى تحريض فئة من المسلمين ضد أخرى؟، وكيف لعالم أن يسعى إلى تهييج الناس وإيقاظ الفتنة بين المسلمين؟.

وبلا شك، فإن تلك الفتاوى البعيدة عن المسئولية الشرعية والإنسانية هي أفعال إجرامية تصل إلى مستوى الاتفاق الجنائي على ارتكاب الجنايات باسم الدين وتحت ستار الشريعة، وتحت وهْم ضمان وصول الجاني (المجرم والفاعل الأصلي) إلى الجنة، حتى أصبحت جنان الخلد يمكن أن تصلها البهائم المفخخة والانتحاريون بالجملة مادامت الفتاوى تسهل لهم الطريق، وتمنحهم بطاقات الدخول بأقصر الطرق، غير أن العقوبة الجنائية التي شرعتها القوانين تعاقب مطلقي تلك الفتاوى أيّاً يكن موقعهم ومنصبهم، وبأي شكل من الأشكال... وسواء كان يرتدي زي رجال الدين أو لم يكن منهم، وفي أي مذهب من المذاهب، فإن بإمكان المجتمع الدولي والشعوب التي يلحقها الضرر الأكيد من جراء تلك الفتاوى التحريضية أن يضعوهم تحت طائلة القانون، وأن بالإمكان إصدار القرارات القضائية لملاحقتهم والقبض عليهم. (انظر: فتاوى التحريض- زهير كاظم- الحوار المتمدن 1822).

باحثون ومفكرون وأكاديميون من أبناء الأمة العربية والإسلامية، اتفقوا مع مخاطر (فتاوى التحريض) انطلاقاً من أخطر نتائج الأزمة السورية الدامية، فاتفقوا على أن من أخطر نتائجها على المدى الاستراتيجي ليس الأسلحة الكيماوية ومخاطرها، وليس موت الديمقراطية أو غيابها، وليس النزوح واللجوء والتشرد على أهمية وخطورة تلك الملفات وضرورة معالجتها بالقدر الممكن والمستطاع وبوقت قياسي، لكن الخطر الحقيقي الناجم عن الأزمة السورية هو هدم الدولة السورية وتقسيم الوطن السوري... والخطر الثاني، وهو بيت قصيدنا، هو تحويل سورية وما يجري فيها من تطورات إلى الحلقة الأخيرة والحاسمة في أخذ العالم العربي والإسلامي نحو مواجهة طائفية دموية بين المذهب السني والشيعي، فبعد أن كان المشروع قد بدأ في منتصف السبعينات من القرن الماضي في لبنان على أساس مسلم - مسيحي وتمت السيطرة عليه بفعل عوامل خارجية كثيرة وبحكم أن حرباً من هذا النوع لن تبقى مشتعلة؛ لأن المكون المسيحي في لبنان لا يشكل أغلبية وكذلك في العالم العربي، جرى التفكير في البديل المناسب، فكان الحرب الطائفية داخل الدين الإسلامي بين المذهبين الأساسيين السني والشيعي.

إذن، على الدول والحكومات والرؤوس التي تدعم وتمول دراكولا الفتاوى الدموية أن تدرك أن هؤلاء لن يخيفوا الناس، لكنهم قد يعودون إلى من رباهم وسمَّنهم فيذوقون منهم الويل. إنما يجب على نفر قليل... نعم نفر قليل هو البقية الباقية من علماء الأمة الإسلامية المحترمين، أن يتحركوا، ومن خلال الأزهر الشريف، للتصدي لمصاصي الدماء بكل قوة وحزم، فالمجتمعات الإسلامية تحتاج إلى مثل هذه الحملات لتدمير حاضنة دراكولا في كل بقاع الأمة.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 3997 - الجمعة 16 أغسطس 2013م الموافق 09 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • mra2free | 12:00 م

      اليس بينهم رجل دين غير امعة وتبعي

      هل من المعقول ان لا ينطق أي من رجال الدين في العالمين الاسلامي والعربي باي كلمة تكون في صالح الامة والاسلام.. ام ان ولاة الامر اهم من النبي واحاديثة واللة وقرآن ؟

    • زائر 26 | 8:50 ص

      لعنة الله علي نظام ايران

      لعنة الله على نظام ايران ومن يتبع نظام ايران

    • زائر 25 | 8:46 ص

      فكر منحط

      لقد شوه هؤلاء الدين الاسلامي دين المحبة و التسامح و السلام،فالذبح و النحر و التفجير و التسمم واكل لحوم و اكباد البشر هو دين و مذهب هؤلاء ،هؤلاء وحوش في اشكال بشر خسرو الدنيا و الاخرة ،ولعنة الله عليهم وعلى فكرهم التكفيري المنحط ولا بارك الله في من يكون حاضن لهم.

    • زائر 24 | 8:45 ص

      عندما يحارب الارهاب التكفيري ويهزم ويفضح .... سوف يسقط معاه جميع الظلم في الوطن العربي

      اليوم الظلم والفساد يختبئ وراء هذا الفكر التكفيري ... لكن المجتع العربي والأسلامي بدأ يدرك أن هذا الارهاب التكفيري هو ليس إسلام.
      الذبح والقتل وسفك الدماء وهتك الاعراض والدعارة (جهاد النكاح وجهاد اللواط وجهاد المحارم وهذه الدعارة )..كيف التكبير ثلاث مرات على رأس المرأة يجعل نكاحها حلال. هذا ليس دين وليس حضارة وهذا الفكر التكفيري حتما سيهزم ... وعندها ستحرر العرب والمسلمون ويصبحوا قوة في هذا العالم.

    • زائر 22 | 8:26 ص

      سترتد

      هذة الافعال سترتد على الدول التي دعمت هذا النهج الحيواني ، نعم في المستقبل القريب جدا" سنرى الهوايل ببلدانا.

    • زائر 18 | 6:34 ص

      من الأسئلة التي سألها جحا لنفسه

      يقال محشوم لحمار لو يحمل أسفار ما يعرف ويش على ظهره لكونه بهيمه من بهائم الأنعام لكن الأرض خلقت للأنام لكن مشكلة جيوش وحروب شنتها بعض الدويلات التي كانت تدعى الاسلام مثل العباسيين وغيرهم وغزو وسلب ونهب تحت راية الاسلام، بينما الاكتشافات التي لحقت بسقوط الامبراطوريه الرومانيه في القسطنطينيه أو الأناضول – تركيا تلتها الأساطيل البريطانيه تحت راية أو علم بريطانيا العظمى أو التاج الملكي وإكتشفت أو حولت كثير من الثروات الطبيعيه الى شركات أجنبيه بأسماء وطنيه. ويش دعايه حرب على الارهاب؟ أو من صنعهم؟

    • زائر 16 | 5:27 ص

      لذلك

      لا تراهم بين الناس الاسوياء يمشون دائما هم مختفون اما في الجحور او بين الجدران لا يخرجون الا للقتل والذبح ليس لهم دولة ولا رجولة ولا مشروع سياسي بلغة العصر فهم ينتمون لزمن الجاهلية الاولى واخذ الناس بالسيف يفرحون بسيل الدماء.... والبهائم انفع منهم يستفيد الناس منهم ولكن اولئك الناس وبال عل البشر وعل البهائم حتى فهم يتدربون عل الذبح فيهم البهائم اولا

    • زائر 13 | 3:50 ص

      هذا الكلام جدا مهم......... هؤلاء الخوارج ............باتوا يشكلون خطرا على الاسلام والمسلمين والحضارة والتمدن

      تدعمهم دول اقليمية ودول عالمية منافقة تدعي الحضارة وهي غير متحضرة.
      .
      أنا أرى أن الخلاص من هذا الارهاب والتخلف والجاهلية العمياء هي حرب ضده ، حرب طاحنه لتدميرة ويجب أن تسمى كل المسميات بأسمائها.

    • زائر 11 | 3:06 ص

      الله كريم

      مقال يستحق الاعجاب فيه ... مقال في قمة الصراحة... مقال يوعي البشر من غفلتهم في النوم كثيرا / لكن من يسمعك يا سعيد محمد!! لاحياة لمن تنادي.

    • زائر 10 | 2:20 ص

      العنوان اكثر من روعه

      جميل جدا

    • زائر 9 | 2:15 ص

      مه زاائر 3

      اخي زائر 3...اعتقد ان اختيار الكاتب للازهر فيه اشارة الى أن اولئك المجرمين يسيئون لمذهب ااخواننا اهل السنة

    • زائر 8 | 2:14 ص

      صباح الخير

      بارك الله فيك يا أستاذي على هذا المقال
      لأكن هناك سؤال :لا يوجد في المذهب الشيعي فتاوي بلجهالد بين المسلم وأخيه المسلم وهم معروفون لدى جميع المسلمين من هم ؟ يا أستاذي وفي البحرين عندنا أمثالهم ونواب أيضاً
      لأكن الله على الظالم

    • زائر 5 | 1:52 ص

      بل هم اضلّ

      هؤلاء اضل من الانعام لأن الانعام تعمل وفق ما منحها الله من عقل ولكن هؤلاء منحهم الله عقلا دخل به امثالهم الى الجنة حين اعملوا عقولهم ولكن هؤلاء عطلوا عقولهم فدخلوا النار ويوم القيامة يخاطبهم الله فيقول (اولم نعمّركم ما يتذكر فيه من تذكر) يقول لهم الباري لقد اعطيتكم عمرا كما اعطيت اخوانكم من البشر ولكن اولئك تذكروا وتابوا ورجعوا الى الله ولكنكم ابيتم الا ان تخسروا الدنيا والآخرة واصبحتم من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا

    • زائر 4 | 1:25 ص

      خسران الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين

      إن يخسر شخص الدنيا فهذا امر طبيعي ومتوقع ولكن ان يخسر الثنتين مع بعض فذلك هو الخسران المبين اي ان ذلك خسران واضح وبين يعرفه من لديه عقل وفكر يميّز به ولكن البعض اصبح اضل من الانعام حيث قال الله عنهم (بل هم اضل) اي انهم اضلّ من الانعام التي كرم الله الانسان عنها بالفكر والعقل اللذان يقودان الانسان الى تبوء جنة الخلد. وكما روي العقل هو ما عبد به الرحمن ولكن ماهو الحل لمن ترك عقله وركنه جانبا واصبح اضل من البهيمة يساق الى حتف
      نهايته جهنم

    • زائر 3 | 12:52 ص

      يا أستاذ سعيد !

      " نعم نفر قليل هو البقية الباقية من علماء الأمة الإسلامية المحترمين، أن يتحركوا، ومن خلال الأزهر الشريف،"
      لماذا اختزلت علماء الأمة الإسلامية في مؤسسة واحدة فقط؟
      أليس هذا إجحاف في حق العلماء المخلصين والحواضر العلمية الدينية الإسلامية الرشيدة في كثير من بلدان المسلمين.؟
      أأمل أن يكون هذا قد حدث منك سهواً وغفلة .

    • زائر 2 | 12:41 ص

      والله خوفي توصل البحرين

      مدام الفتنه شغاله

    • زائر 1 | 12:02 ص

      نعم نعم بهائم

      عنوان المقال وفىَ وكفى..بارك الله بكم

اقرأ ايضاً