العدد 4008 - الثلثاء 27 أغسطس 2013م الموافق 20 شوال 1434هـ

عرب الحرب

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لقد بدأ الغرب يقرع طبول حرب جديدة في الشرق الأوسط تكون هذه المرة ضد سورية، وعلى العرب المغرمين بالحرب الاصطفاف لتسجيل أسمائهم في سجل المتطوعين.

في أعقاب هجمات سبتمبر 2001 على نيويورك، أعلنت الولايات المتحدة «الحرب على الإرهاب»، فأسقطت نظام طالبان في أفغانستان 2002، وفي العام التالي قامت بغزو العراق. وإذا كان هناك مبرّرٌ لحرب أفغانستان بإيواء الطالبان تنظيم «القاعدة»، لم يكن هناك مبرّر لإسقاط نظام صدام، فعملت الإدارة الأميركية على تقديم الحجج الواهية، فاتهمته بدعم القاعدة أيضاً، وامتلاك أسلحة الدمار الشامل.

في عصر ذلك اليوم من فبراير 2003، كنا نتابع الحدث في القسم الدولي بالصحيفة، وقف وزير الخارجية الأميركية آنذاك كولن باول، أمام مجلس الأمن، ليقدّم عرضاً لبعض الصور لإثبات وجود أسلحة دمار شامل. وتم الغزو، وتجنّدت أكثر الدول العربية في هذه الحرب حتى أسقط النظام، ودخلت القوات الأميركية من أراضي دول عربية لاحتلال العراق.

كانت هناك أهداف معلنة للغزو: وضع اليد على أكبر مخزون احتياطي نفطي، وإنشاء قواعد عسكرية تبقى خمسين عاماً. مناهضة العراقيين لمشروع بين العمليات العسكرية وممارسة الدبلوماسية، بالإضافة إلى مواقف الدول المجاورة المناهضة للغزو (سورية وإيران تحديداً)، أسهم في إنهاء هذا الوجود وأدّى إلى انسحاب الأميركان العام الماضي.

بعد سنوات، خرج كولن باول في مؤتمر شهير معلناً أن الأدلة التي قدّمها للغزو كانت مفبركة، وقبل ذلك تيقن العالم من عدم وجود أسلحة دمار شامل، وإنّما هي السياسة الغربية: حين تعوزك الأدلة عليك باختلاقها، وسوف يصدّقك العالم ويجري خلفك، وستجد من يدفع لك تكاليف غزوك لجيرانه.

السيناريو نفسه يجري اتباعه في هذا التعجيل للحرب الطارئة على سورية هذه المرة، بحجة استخدام الأسلحة الكيماوية، رغم إعلان حليفتها روسيا عن أدلة تدين المعارضة المسلحة. فيما يجري التخطيط لزيادة إنهاك هذا البلد العربي وتدمير أجزاء أخرى من قدراته العسكرية. كل ذلك تصفيةً لحسابات مواقفه في بعدها العربي، في دعم حركات المقاومة، (لبنان، فلسطين والعراق) بعيداً عن كل ما يقال عن تصدير الديمقراطية للشعوب العربية.

في 2003، كان باول يرسم سياسة غزو العراق، وكنا نشاهده يستعرض صوره المفبركة بأسى، واليوم أقرأ تصريح كيري وهو يرسم الخطوط العامة لإعلان الحرب على سورية، في خطابٍ ضعيفٍ ومتهافت، ويحوي الكثير من الثرثرة التي لا تليق بوزير خارجية دولة عظمى. فقد أكّد أن «واشنطن تجمع وتراجع معلومات حول استخدام السلاح الكيماوي»، و«إنه لا يمكن إنكار استخدامه في سورية»، و«المعلومات التي بحوزتنا اليوم حقيقة وأكيدة، ونعلم أن النظام السوري يمتلك هذه الأسلحة»، وأن استخدامه «عملٌ غير أخلاقي يجب أن يصدم ضمير العالم»، وأن لدى بلاده «المزيد من المعلومات عن الهجوم الكيماوي، ستكشف عنها في الأيام القادمة»!

استخدام السلاح الكيماوي جريمةٌ لا شك فيها ضد الانسانية، سواءً كانت من النظام السوري أو معارضيه المسلحين، لكن إعلان الحروب ضد الدول دون تحقيق إنّما يدل على سياسة مبيّتة لتصفية الحسابات ليس أكثر، بدليل تسترهم على صدام حين استخدم السلاح ذاته ضد الأكراد.

في الحرب ضد العراق، كانت الـ (سي ان ان) إحدى أدوات المعركة، وليس مصادفةً أن تعود اليوم بقوةٍ لتسريب الأخبار والتوقعات والتقارير الاستخباراتية. لقد قرع الغرب طبول الحرب، ولم يبق غير رقصة العرب.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4008 - الثلثاء 27 أغسطس 2013م الموافق 20 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 2:46 م

      رب ارجعوني.................................

      أعجبتني عبارة ( لم يبق غير رقصة العرب ) ،، ولكن في هذه المرة بالذات ستلحق رياحهم الموسمية المصلحية رياح عاتية وصرصرية

    • زائر 22 | 7:04 ص

      v

      اي و الله
      رقصة الموت

    • زائر 21 | 5:34 ص

      العربان بيرقصون بعدها رقصة العرضة بالسيوف

      كشفت سوريا حقيقة العربان المتأمركين كشفت الوجه القبيح لهم لا انسانية ولا دين لهم بل حجر شطرنج يحرك ويوضع في اي مكان ومقدراتهم فقط بطشهم شعوبهم لا اكثر

    • زائر 19 | 3:38 ص

      بدعة من البدع لقتل الناس وسرقت الغاز وإشعال مزيد من الحروب - حيلة ضعيف

      ليس من الاسرار أن الكرة الأرضية بسبب الجور على الطبيعه والاسراف والتبذير وصلت الى حافة الهاوية بينما التجار الشطار بالتعاون الفني مع أطراف مثل منظمة التجارة والبنك الدولي ومجلس النقد ولا يستبعد منظمة الامم وناتو وناسا وبنتاغون. يعني حالفين حلف اليمين متطرف أطلسي على طريقة إتبع الشيطان الرجيم وقتل الناس علشان تزداد تفكير وتدبير وتدير العالم كيف ما تريد.

    • زائر 17 | 3:01 ص

      أسد عليّ وفي الحروب دجاجة

      ليسو اسودا الا على سوريا ومحور المقاومة فقط وما الجبهة مع العدو الصهيوني فلم ولن يطأوها ولن يقربوا منها. بل ان حربهم الآن على من كشف حقيقة الاعراب واظهر عورتهم للعالم.
      حزب واحد استطاع عمل ما عجزت عنه 22 حكومة من الحكومات الفاشلة التي تمتلك الاموال والعتاد والجيوش.
      ولكن جيوشهم موجهة فقط للداخل ولا تعرف الجبهات الفلسطينية

    • زائر 15 | 2:06 ص

      لم يبق غير رقصة (النعاج) العرب.

      المعلمه امريكا بترئص العرب علي وحده ونص وبفلوسهم.!.!.!.
      ( عبد خذ من جيبه وعشيه )

    • زائر 14 | 1:57 ص

      الراقصون

      هل كان العرب الا راقصون على جثثهم دائما

    • زائر 13 | 1:38 ص

      قرع الغرب طبول الحرب، ولم يبق غير رقصة العرب

      بصراحة سيد أرى أن هذا العنوان يناسب مقالك أكثر من عرب الحرب.
      لأنه أكثر تشويقا ومقاربة للواقع.
      شكرا جزيلا لمقالك الأكثر من رائع

    • زائر 12 | 1:27 ص

      بين الأمس واليوم

      بالأمس خون العرب المعارضة العراقية يوم دخل الأمريكان العراق دون ان يكون لهم ولا لمن خونهم قدرة على الرد او الصد ،، بينما اليوم المعارضة السورية تجاهر بقبولها ضرب بلادها من قبل الغرب والأمريكان ،، ولكن هذه المرة بمباركة العرب لتلك المعارضة فهل سيخونون المعارضة السورية كما فعلوا في العراق ؟؟؟؟

    • زائر 11 | 1:21 ص

      قناص

      الاعراب أشد كفرا زنفاق وغباء امريكا هي الاارهاب والارهاب هو امريكا وهؤلاء الاعراب الاغبياء هم من سيدمرون أوطاننا العربية الان امريكا تتهم سوريا بأستخدام الاسلحة الكيمياوية وتستعد لشن حرب على سوربا ولماذا ل نمطق بكلمة واحدة حتى استنكار عندما ضربت اسرائيل غزة بالفوسفات الابيض القاتل ولكن الغربان العربية ذات الشعر الاسود القاتم هي من ستحرق هذه الشعوب الفقيرة المظلومة .

    • زائر 10 | 1:07 ص

      تناقضات

      بحجة استخدام الأسلحة الكيماوية !!! و قدراته العسكريه !!! اصحي يا أستاذ وارفع عنك الغطاء

    • زائر 9 | 12:45 ص

      في الصميم

      لقد قرع الغرب طبول الحرب، ولم يبق غير رقصة العرب.

    • زائر 8 | 12:37 ص

      بارك الله فيك

      المسالة يا أستاذي واضحة كوضوح الشمش
      يوم شافوا بشار بينتصر قاموا بهل الفبركة للأيهام الدول ان سوريا تستخدم الغاز
      ولنفرض ان سوريا تستخدم الغاز أليس من الحق والصدق التحقيق في من قام بهذه الفعلة بي الأدلة
      أم ان هناك تصفية حسابات وحقد دفين عندما شارف يشار الأسد على الأنتصار
      ومعه حزب الله

    • زائر 6 | 12:32 ص

      اللهم اهلك الظالمين بالظالمين

      سوريا الشعب وليس بشار
      واللبيب بالاشارة يفهم

    • زائر 16 زائر 6 | 2:07 ص

      رد

      نعم فليذهب بشار إلى الجحيم

    • زائر 18 زائر 6 | 3:18 ص

      سوريا الشعب والشعب قد دمّر والاسد باق

      الظالم آخر من يقع لذلك الحرب هي من اجل اضعاف وانها سوريا الشعب والجيش
      والقوة العربية الممانعة والا فالاسد حاكم ظالم كباقي الحكام الذين يحاربونه.
      الاسد لا يفرق قيد انملة عن باقي الحكام الذين يهدرون اموال بلادهم من اجل اسقاطه فهم سيان لا فرق بين الاسد وبين من يحاربه كلهم في الهوى سواء
      والشعوب المستضعفة هي الوقود في بلد الاسد وفي البلاد التي ترسل العتاد والاموال لكي تحاربه
      هذه الاموال تسرق من افواه الشعوب وترسل سلاحا وعتادا والشعوب في امس الحاجة لها

    • زائر 5 | 11:42 م

      إلي ماله أول

      1433 حا ولو ولما نصبتهم أمريكا في العراق فشلوا متل الإخوان في مصر

    • زائر 7 زائر 5 | 12:35 ص

      تعرف ليش العراق غير مستقر

      دع الدولة الجارة تترك الدول العربية والاسلامية في حالها ولا تتدخل في شئون الغير ولا تمول التكفيريين عندها سيكون الامن والامان يعم البشرية

    • زائر 4 | 10:49 م

      رقصة العرب

      الانسان الذي يضحك اولا يبكي اخيرا والانسان الذي يبكي اولا يضحك اخيرا ومن يرقص ويتشمت لآلام اخيه العربي او المسلم لا انسانية له

    • زائر 3 | 10:13 م

      صبااح الخير

      صج لاقاالو العرق دسااس

    • زائر 20 زائر 3 | 3:45 ص

      نعم العرق دساس

      هل تعرف لماذا عندما يصبح مافي سوريه في السعوديه سوف نقف مع السعوديه لاننا بشر وكلنا اخوه نقف مع الشعوب وليس مع الانظمه تجربتنا بالعراق خلتنا نخاف من اي تدخل في اي وطن لان الشعب هو الخاسر الاول وليس بشار وغيره لان شخص واحد ليش امريكا ما يغتالون بشار ويخلون الشعب يختار اللي يبغيه ليش تدمير سوريه وقتل الشعب هل تعرف لماذا لانهم يريدون السلطه على العرب كل مره يحتلون بلد والعرب يصطفون وراهم حتى اسراىيل اصبحت شرعيه عند العرب

    • زائر 2 | 10:00 م

      قميص عثمان السورى و حلبجه

      عندما مات أكثر من خمسة آلاف شخص بعد سقوط الكيمياوى على قرية حلبجه، لم تتحرك ضمائر العالم، لأنهم كانوا بجانب صدام. المستخلص: المعايير مطاطية، إنتهازية تتقلص و تتمدد حسب المصالح. أمنيتنا أن تتعامل القوى العالمية معنا بإخلاص و تعتبرنا أناس فى جمجمتنا شيء إسمه " العقل". حدثونا بمستوانا يا أمم.

    • زائر 1 | 9:49 م

      هل تغيرت اخلاق الغرب منذ مذبحة حلبجة

      وقعت مذبحة حلبجة وراح ضحيتها اكراد سنة لم نسمع ولولة الغرب وانسانيتاه و لم نسمع ولولوة العرب و سنيتاه لان القانل يتزود بالمعدات القانلة من الغرب و تكنلوجيا الكيماوي و المادة غربية و التمويل عربي فهل تغيرت اخلاق الجميع فصاروا لا يتحملون رؤية قتيل بالكيماوي

اقرأ ايضاً