العدد 357 - الخميس 28 أغسطس 2003م الموافق 29 جمادى الآخرة 1424هـ

كريمات الجلادين

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عندما يأتي الحديث عن جلاد أودكتاتور في المنطقة العربية التي تحوي أنظمة قمعية شمولية تفتك بكل مظاهر الحياة والبسمة في وجوه شعوبها التي تبدو غير قادرة على مواجهة هذه الأنظمة بسبب ما زرعته تلك الأنظمة من خوف لا يتصوره أحد...

لكن على رغم ذلك نرى في الكفة الاخرى هناك من يدافع عن الجلاد والدكتاتور الملطخة ايديهما بدماء الابرياء.

هؤلاء هم ابناء الجلادين والدكتاتوريين، فهم أول من يبادر بالدفاع من دون خجل عما اقترفته ايدي آبائهم من جرائم مشهودة تملأ ملفات منظمات حقوق الانسان... وقد تصف حالهم بالطبيعية وان كانت حقيقة ابائهم قائمة أمام مرأى أعينهم.

وكريمات الجلادين والدكتاتوريين مثل «رغد» ابنة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين نموذج جيد وقد بدا ذلك واضحاً عندما ظهرت على شاشة «العربية» مدافعة بكل قوة عن والدها الطاغية مبررة أن خيانة ما حدثت وان والدها صدام كان «الضحية»! «رغد» تجاهلت كل ما فعله والدها... وأبدت هدوءاً مصطنعاً طوال هذا اللقاء... وكأن صدام رجل السلام وألف خسارة على فقدانه...!

اما مليكة أوفقير (ابنة الجنرال المغربي أوفقير الذي لقي مصرعه اثر محاولة انقلابية في مطلع السبعينات) فهي ايضاً تحدثت في كتابها «السجينة» الذي طبعته واصدرته «دور نشر فرنسية ثم ترجم إلى لغات عدة منها العربية، عن والدها وكأنه لم يقترف جرما بحق الشعب المغربي قبل ان يختلف مع سياسة الملك الراحل الحسن الثاني ويؤدي ذلك إلى مقتله. ووالدها اتهم ايضاً في قضية اختفاء ومقتل المعارض المغربي مهدي بن بركة في باريس في فترة الستينات. وهذه القضية لحد الآن لم تكشف تفاصيلها بالكامل إلا ان احد الفرنسيين الذين كانوا يعملون في المخابرات الفرنسية قد كشف منذ سنتين تقريباً عن بعض تفاصيل قضية بن بركة ما اثار شجون المغربيين.

أما ابنته مليكة فلم تتحدث عن ذلك وانما طرحت شخصية اخرى لوالدها، على رغم انها هي ذاتها تعرضت لعقاب من السلطات المغربية مع عائلتها لمدة عشرين عاماً بسبب تورط والدها في محاولة انقلابية. ومع تعاطفنا مع معاناتها الا انها مسئولة عن قول الحقيقة ايضاً وعن المعاناة التي تسبب فيها والدها للآخرين. فهي الآن تنطلق من فرنسا، وتقول ما تقول، ولكن والدها كان مطلوباً في فرنسا بتهم تجاوز حقوق الانسان. فكيف يمكن قول نصف الحقيقة؟

رغد صدام ومليكة أوفقير نموذجان لضحايا من نوع آخر، كانتا تعيشان في وسط عائلة ورب الأسرة متورط في ظلم الاخرين لم تكونا تريان ذلك. ولكنهما عندما تذوقا ظلم الآخرين تحدثا من دون ان يكملا حديثهما ليشمل أبويهما

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 357 - الخميس 28 أغسطس 2003م الموافق 29 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً