العدد 4013 - الأحد 01 سبتمبر 2013م الموافق 25 شوال 1434هـ

استعادة الثقة المفقودة بين الحكومات والشباب العرب

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

ناشط مغربي، والمقال ينشر بالاتفاق مع خدمة «كومون غراوند»>

كشف استطلاع للرأي أجراه مركز الجزيرة للدراسات في قطر، الذي يجري تحليلات للشئون الحالية في السياسة الجغرافية والتطورات الاستراتيجية في العالم العربي والمنطقة المحيطة، الأسبوع الماضي، أن غالبية الشباب في مصر وتونس وليبيا واليمن يشعرون بالحرمان من العملية السياسية في بلادهم.

ووجدت الدراسة أن معظم الـ 8045 شخصاً الذين شملهم الاستطلاع من النساء والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 17- 31 سنة، لا يعتقدون أن البرلمانات المنتخبة مؤخراً ممثلة لهم. وأشعر كمغربي شاب بنفس الإحساس، ما يدلّ على أن العرب يوحّدهم نفس القاسم المشترك، ألا وهو انعدام الثقة في برلماناتهم. نحن اليوم بحاجة إلى آلية لجمع السياسيين والشباب الناشط معاً لبناء مجتمع متكامل مبني على مشاركة الجميع الكاملة في صنع القرار، والانتقال إلى ما وراء التوترات الحالية.

بدأ في السنوات العشرة الأخيرة حراك كبير من الشباب في العالم العربي في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، رأى فيه الشباب أنه قادر على تحقيق تغيير إيجابي في مجتمعه وبلده. ووصل الشباب إلى قمة من العنفوان عند خروجهم إلى الشارع في مظاهرات سلمية نادت في المغرب بإصلاحات، الأمر الذي سرّع وتيرة التغيير الفعلي. ففي المغرب على سبيل المثال، أدى الحراك الشعبي إلى تلبية المؤسسة الملكية لجزء كبير من مطالب الشارع، وتسليم السلطة إلى رئيس الحكومة ونقاش عام كبير حول الدستور الجديد، واستفتاء وطني عليه.

ولكن بعد هذه الإصلاحات بفترة وجيزة، شعر الشباب بأنهم أُخرجوا من الدائرة السياسية ولم يتم تمثيلهم في البرلمان، ما أدى إلى فقدان الثقة لدى الشباب بالعملية السياسة وبالسياسيين، وجعل شباب الحراك يعيش بإحساس من المرارة والتذمر واليأس، ويؤدي إلى تأزم أكثر بين علاقة النشطاء وحكومتهم وسياسييهم.

الشباب اليوم على استعداد للانخراط في السياسة، وقد أثبتوا ذلك فعلاً. وقد أوجدت مجموعةٌ من الشباب في العام 2011 على سبيل المثال حركة الشباب للإصلاح في المغرب، وكنت جزءاً منها. تؤمن الجماعة أن الخلافات في الرأي تقع في قلب تقدّم المجتمع. أوجدت هذه الحركة العديد من مجتمعات الحوار بين الشباب المطالب بالإصلاح، والشباب الداعم للنظام الملكي، حيث أن كلاهما يريد الازدهار لبلده، والسلام والاحترام لجميع مكوّنات المجتمع. تظهر هذه النقاشات أن الشباب له نفس المثل الأساسية لصالح بلده ويشكّل شريكاً ناضجاً للسياسيين لحل المشاكل الحقيقية.

يحتاج الشباب والسياسيون اليوم إلى الوقوف معاً للتفكير بالسبيل الأفضل الذي يتخذه الوطن لتجنّب التوترات الاجتماعية الناتجة عن انعدام الثقة بين السياسيين التقليديين وجيل طموح من الشباب له مطالب شرعية في المشاركة بصنع القرار في العالم العربي.

كما أثبت الشباب أن باستطاعتهم التأثير على التغيير محلياً وتطوير مجتمعاتهم. بالتأكيد، وفي الفترة من 1999 – 2011، أوجدت جماعة من الطلبة كنت عضواً فيها جمعية اسمها «الحياة الجديدة» في قرية صغيرة مهمّشة اسمها تفلت شمال المغرب. نظم الشباب دورة في الحاسوب لهؤلاء الأصغر سناً وشكلوا فرقاً رياضية بين شباب القرية، وقاموا بتنظيم عملية تبادل ثقافية عالمية، ضمن نشاطات أخرى. وتظهر هذه الأمثلة أن الشباب يمكن أن يكون شريكاً للسياسيين لحلّ المشاكل الحقيقية.

وحتى يتسنى لنا الانتقال إلى ما وراء حالة انعدام الثقة الحالية، نحن بحاجة إلى آلية تجمع السياسيين والفاعلين الشباب حول أرضية مشتركة، لمناقشة بناء مجتمع متكامل مبني على مشاركة الجميع في الإدارة والتسيير والقرار.

إن الشباب يشكلون قاعدة لبناء أي أساس صلب للمجتمع. وسوف يخلق بناء قاعدة تشاركية صلبة مجتمعاً منيعاً وقوياً ينظر إلى المستقبل من موقف فاعل.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 4013 - الأحد 01 سبتمبر 2013م الموافق 25 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:14 ص

      مقترح للشراكه الحقيقيه بالمجتمع

      العمل المؤقت بنظام الكوته في مؤسسات المجتمع المدني ، وان يكون نصف للعنصر النسائي ونصف للرجال ومقسومين نصفين نصف من الشباب ونصف من الكبار والاختيار يتم وفق الامانه والكفاءة

اقرأ ايضاً