العدد 4019 - السبت 07 سبتمبر 2013م الموافق 02 ذي القعدة 1434هـ

أنت في دلمون جنة حقوق الإنسان

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

بموجب الفلسفة الوجودية التي ابتدعها الفلاسفة نيتشه وهيدجر وجان بول سارتر، فإنها تعتمد أساساً على الإحساس، فأنت حرٌّ مثل طائر السنونو حتى ولو كنت في زنزانة ظلماء تحت الأرض.

وبالفعل هذا ما يدعونا إليه وزير حقوق الإنسان في البحرين صلاح علي وغيره من كبار المسئولين والمنظرين والحواريين. فليس مهماً معاناتك، وليس مهماً معايشتك، ومعاناة أو معايشة أهلك وأصدقائك ومن حولك من عذابات وآلام، المهم هو ما تشعر به في حالة نشوة!

ليس مهماً الواقع المهين لانتهاكات حقوق الإنسان من قتل وتعذيب وتشريد وحصار، فهذه كلها يمكن التسامي عليها، والشعور الوجداني بالحبور والسعادة والرضا. أنت تعيش في دلمون جنة حقوق الإنسان، دون أن تقدّر النعمة حق قدرها.

الوزير يؤكّد لنا أنه تم إنجاز 126 توصية كلية من التوصيات الـ 158 لمجلس حقوق الإنسان في المراجعة الدورية لمجلس حقوق الإنسان لسجل مملكة البحرين في مجال حقوق الإنسان خلال عام فقط، أي من سبتمبر/ أيلول 2012 حتى سبتمبر 2013، في حين كان أمامها أربع سنوات لتنفيذها، أي حتى حلول المراجعة الدورية الثانية في سبتمبر 2016. كما أنها نفّذت 95 في المئة من توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق (لجنة بسيوني)، أما أنك أيها السجين أو الجريح أو المكلوم بفقد شهيد أو المهجّر في أقاصي الأرض، فإنك إن لم تكن تدرك ذلك فهذه مشكلتك!

حلّق في الفضاء وأطلق العنان لخيالك، وستجد أن الواقع عكس ما تعيشه البحرين جنة حقوق الإنسان. ولذا تسابقت دول الجامعة العربية لاختيار البحرين مقراً للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، تقديراً لإنجازاتها في مجال احترام حقوق الإنسان، وفي القضاء العادل بالتحديد. لا يهم أن يُحكم طفلٌ بالسجن سبع سنوات لمشاركته في مظاهرة غير مرخصة، والحكم على شرطي متهم بالقتل، بالسجن 6 أشهر فقط، فهذه الحكمة لا تدركها أنت، لكن كبار فقهاء القانون العرب أدركوها، ولذلك كرّموا البحرين باستضافة المحكمة العربية لحقوق الإنسان، والتي ستبسط العدالة الناجزة على امتداد الأرض العربية من مراكش إلى البحرين، ولن يبقى مواطن عربي أو مقيم بأرض العرب لا ينال حقه، ويتندر العالم على محكمة العدل الأوروبية في ستراسبورج.

نحن ماضون إذاً في طريق الإصلاحات في كل مجال، وفي مقدمته حقوق الإنسان حيث أنجزت البنية التشريعية الشاملة من قوانين ولوائح تتعلق بجميع جوانب حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية والرياضية والفنية والمسرحية... إلخ، لجميع الفئات، رجالاً ونساء، شيوخاً وأطفالاً، أصحاء ومرضى وذوي احتياجات خاصة. كما أنها أكملت إقامة جميع المؤسسات والبني المطلوبة من وزارة حقوق الإنسان والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان والهيئة المستقلة للرقابة على السجون والمفتش العام لحقوق الإنسان والوحدة الخاصة للتحقيق في دعاوى التعذيب، ووحدة تلقّي الشكاوى بوزارة الداخلية ولجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى، ولجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، واللجنة الوزارية لحقوق الإنسان... وهناك المزيد على الطريق، بالإضافة إلى إقامة خط ساخن مجاني لتلقي الشكاوى من أيٍّ كان بسرية تامة، ومتابعة حثيثة حسب مبدأ «شبيك لبيك... مارد الحقوق بين يديك»، كأنه الجني الذي يخرج لمجرد فرك مصباح علاء الدين.

أنت في دلمون جنة حقوق الإنسان على الأرض ولو كره الكارهون.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 4019 - السبت 07 سبتمبر 2013م الموافق 02 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 9:14 ص

      الخطا

      هناك خطا فى سجن الاطفال لكن مفروض يسجن ولى امره لانة فشل فى تربية و مراقبة سلوك اطفاله قصر لو رباهم تربية عدله لما تورطو فى المشكلة مع الحكومة

    • زائر 16 | 8:42 ص

      من الفقودات قد يقال لمن فقد عقله

      يقال والعهدة على القائل أو الراوي أن سيد القوم خادمهم بينما يقال خادم الشيخ شيخ!. إشلون إتصير فسروها أو فهموها الأجيال القادمة من المريخ؟ أو هذه فقط على أرض دلمون؟

    • زائر 15 | 8:06 ص

      طنبورها

      هذي جنة طنبورها في حقوق الانسان مو جنة دلمون

    • زائر 14 | 7:00 ص

      دكتور

      دكتور الله يحفضك هاؤلاء الظلمة استوحد الشيطان على قلوبهم لا يرون الى الباطل هو الحق الحق داسو بارجلهم لانهم لا يخافون الله لان الى اخاف من الله لايعمل فى الابرياء هادا الله ياخد الحق واقول الى الشعب الطيب صبرا

    • زائر 13 | 5:24 ص

      وابوحسين

      يا دكتور لبومنصور الفاضل هدة الوزارة والوزير الموقر وجميع منظمات والمؤسسات
      الحقوقية الرسمية او شبة الرسمي مع كثر العدد التى خرجت من الفطر من الارض
      والاشخاص مجرد موظف كبيراو صغير وبدون اي تاريخ حقوقية هي واجه جميلة
      وبراقة في التصريحات والبنانات اي ديكور جميل من الاستهلاك الخارجي فقط بعيد جدا
      عن الواقع الواقع على الارض لم يتغير ابدا ولكن الشكل والصورة الورداي كالسراب في
      الصحراء القاحلة شعب البحرين ينتظر العمل ام الحبر علر الورق شبعنا منه

    • زائر 12 | 4:44 ص

      شكرا ابو منصور على هذا المقال الرائع ، الله لا يهينك ابو منصور ترا (حقوق الانسان) المقصودة من حكومتنا للاجانب والعرب فقط وليس لمواطن البحريني للاسف انت فاهم غلط

      يا ابو منصور لا تتكلم عن حقوق الانسان البحريني لان حكومتنا الموقرة لديها اهداف سامية للحقوق الانسان اكبر بكثير من مما تتصور فهي حقوق عالمية ودوليه وعربية ومستعدين لتحقيقي احلام الشعوب العربية المظلومة بطريقة سريعة وفعالة لم تتوصل لها اي مؤسسة حقوقية اممية او دولية او شعبية وهي تعويض كل عربي وتحقييق احلامة وهي اعطاء الجنسية البحرينية لتشمله واهله العطائات والمنح من سكن وعمل وتعليم و عناية ورعاية صحيه والرحمة لتعويضة عن المعانات في بلدة ،فكيف لها ان تقوم بهذا العمل الجبار بدون ان تستثني المواطن

    • زائر 11 | 4:19 ص

      حقوق انسان قال

      حتى العصافير اختنقت من الغازات عفر يقصدون انسان البقعة.زهراء

    • زائر 10 | 4:09 ص

      الوراثة والجينات الوراثية

      يقال دار الزمن ويقال طارة الطيور بأرزاقها لكن كشف ودل وأدلة وبراهين من الكلمات المستخدمة في التحريات بينما كشوف حساب ودلائل وقرائن قد تكون في التدقيق أكثر مستخدمه. لذا كشفت دراسة ومراجعة تاريخ الجزيرة وشبه الجزير القطرية وشبه الجزيرة العربية أن هناك قبائل نازحة. قد تكون زحزحت من اليمن من حضرموت ولا تربطها لا بتاريخ هجري مثل هجرة الطيور الى جزيرة دلمون الخضراء ولا بأصل شعب البحرين أو هلها. فمن يكونوا؟

    • زائر 9 | 3:04 ص

      إذا ابتليتم فاستتروا

      أخي الكريم ابومنصور ...الله يحب الستر ...اسال الله الستر والعافية ...واقول ولا حول ولا قوة الا بالله ...قال ايه ...قال حقوق الانسان ...لا في وين ...قال في البحرين ...ولا البحرين مقر حقوق الانسان العربية ..نحتاج الى افلاطون عربي يعطينا شرح للمأساة هذه ...

    • زائر 8 | 1:57 ص

      مقال برائحة الوطن

      يسعد صباحك ايها المناضل , انه مقال برائحة الوطن الذى ( لا يرجف فيه الامل ) البحرين واحة حقوق الانسان وجنة دلمون .لذا يقتل فيها الاطفال بلا هوادة وتفقأ عين النهام بلا ذنب , ويعذب طفل فى عمر 14 ويحكم ل19 عاما . واحة حقوق الانسان فى عيون صلاح علي وجوقته . ولكنها مقبرة لحقوق الانسان نعم مقبرة لحقوق الانسان لما يقوله ويجسده الواقع المعاش .

    • زائر 7 | 1:47 ص

      عاجبك اقعد

      مو عاجبنك اطلع من جنة حقوق الانسان . نحن من نتحكم في البشر ايروح يمين شمال غرب كيفنة البحرين احنه فتحناه وعلي كيفنة سجنة اعدمنا طاردنا البحرين مالت اجدادنا

    • زائر 6 | 1:21 ص

      حرية أبو فراس وحريات لناس وناس ليست حره لكن

      يقال أراكا عصي الدمع شيمتك الصبر بينما أراك عصي شميتك الغدر! فأين الحرية؟ عند ما تكره ولا تحب الناس وتقتل الحر بمبررات واهية وإتهامات ملفقة وتكفر الآخر من أجل مال؟ وكيف تكون حرة مقيدة وأخرى مطلقة؟ أين التوازن الطبيعي في قول حريتي تنتهي عند ما تبدأ حريتك؟ بينما حقية الواقع اليوم حرية منفله أمنياً وغير منضبطة؟ وكيف نضبط النفس الغير منضبطة؟

    • زائر 5 | 1:04 ص

      الامام علي عليه السلام

      لو كنت طيرا ما حللت يوما على غصن من اغصان جزيرة اوال
      جزيرة اوال وما ادراك ما جزيرة اوال وما تلاقي من الذل وال اهوال

    • زائر 4 | 12:52 ص

      حيلة فتيلة

      ما يندهش له المرء هو كيف تنطلي هذه الحيلة على تلك الدول صاحبةالباع في السياسة , ففي الامر سر . وكم من الاموال سترصد فهذا العالم مليئ بعديمي الذمم . واه اه يا وطني ولك الله يا شعبي.

    • زائر 2 | 12:45 ص

      انعيش وانشوف

      إذا عشت في بلد الجمبزه في زمن الجمبزه, فاعلم بأنها مطنزه

    • زائر 1 | 12:42 ص

      مقال رائع

      سلمت اناملك

اقرأ ايضاً