التقى جمع غفير من علماء البحرين يتقدمهم السيدجواد الوداعي والشيخ عيسى قاسم والسيدعبدالله الغريفي في الوقفة التضامنية التي أقيمت مساء أمس في مأتم السنابس الكبير تضامنًا مع الشيخ حسين النجاتي، تميزت بحضور شعبي لافت.

وتصدرت الوقفة التضامنية كلمة للسيد الغريفي خاطب فيها الحضور بالقول: «مادمنا نملك شعبًا وفيًا لإسلامه ولدينه ولمبادئه ولقيمه ولوطنه ولرموزه فنحن بخير... مهما قست علينا قرارات السياسة... ومادمنا نملك شعبًا، صابرًا، صامدًا، محتسبًا، حريصًا على أمن هذا الوطن فنحن بخير، وإن أرجف المرجفون وحرض المحرضون... إن هذا الشعب الوفي لا يستحق كل هذا العذاب وكل هذا العناء والظلم ولكن... قاتل الله السياسة القاتلة، حسبنا الله ونعم الوكيل».

وزاد السيد الغريفي قوله «نجتمع الليلة، علماء وجماهير متضامنين مع الشيخ النجاتي... فقرار الإبعاد لسماحته هو قرار ظالم وفق كل المعاير، ولكي نفهم حجم هذا الظلم، يجب أن نجيب على سؤالين: السؤال الأول ماذا يمثل الشيخ النجاتي بالنسبة لهذا الوطن؟ والسؤال الثاني: ما دلالات هذا القرار؟ فالإجابة على السؤال الأول باختصار شديد وبلا تفصيل هي لأن سماحته علم من أعلام هذا الوطن... ولم نسمع عنه في يوم ما وقد تحول خطابه إلى خطاب فتنة طائفية وفرقة وعداوة أو خطاب عنف وتطرف وإرهاب».

أما عن دلالات القرار، في اجابته على السؤال الثاني، فقال ان الدلالة الأولى هي انه انتهاك صارخ لحق المواطنة، فكل من ينتمي لهذا الوطن صغيرًا كان أم كبيرًا لا يجوز الاعتداء على حقه في المواطنة فهذا الاعتداء يشكل جنايةً أخرى «فكيف إذا كان هذا المواطن بقامة الشيخ النجاتي؟ ولم يطرح أي مبرر واضح لهذا القرار، وعجيب ما يحدث في هذا الوطن، من انتهاكات صارخة لحق المواطنة وبلا مسوغات واضحة ومقنعة... إن قرارًا سياسيًا بإلغاء جنسية أو إبعاد عن الوطن لا يلغي مواطنة تجذرت في الأرض والتاريخ.

وقال الغريفي: «تجذرنا قوميًا وسياسيًا في هذا الوطن منذ عبدالقيس وتغلب وبكر بن وائل في منطقة البحرين التاريخية وجزيرة أوال في عصور ما قبل الإسلام ويأتي كتاب التزوير في الأزمنة المتأخرة ليقولوا اننا دخلاء... ولسنا أصلاء، في الوقت الذي يزحف على هذه الأرض مجنسون ليصبحوا المواطنين الأصلاء... هكذا تصنع أغراض السياسة... أما الدلالة الثانية للقرار فإنه استهداف طائفي مكشوف، يأتي ضمن استهدافات طائفية ممنهجة»، على حد قوله.

وفي كلمته، عبّر رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيدمجيد المشعل عن الاستنكار «لسحب الجنسية ثم التهديد والابتزاز والتهديد بالإجبار على مغادرة البلد في منظر سيئ وممارسة سيئة بالانتهاكات لحقوق الإنسان وحقوق المواطنين».

وقال: «ان الشعب لم يطالب سوى بالعدالة والكرامة، وأن يكون صاحب قرار في تحديد مصيره، وأن يكون شريكاً في ادارة شئون هذا البلد، وأن يعيش حرًا عزيزًا كريمًا في بلده وأن يتخلص من التهميش والتمييز، وهي مطالب يقرها العالم كله وتعتبر من المطالب البديهية في العالم المتحضر اليوم، إلا أنها تعتبر هنا من المستحيلات ويرتكب من أجل حرمان الشعب منها مختلف الجرائم والانتهاكات».

وفيما يتعلق بالمجلس الاسلامي العلمائي، أشار إلى ما أعلنت عنه وزارة العدل من سعيها ومحاولتها لغلقه «وهو مؤسسة إسلامية تمارس دور التبليغ والإرشاد والنصح وايصال الكلمة الصادقة المخلصة التي يراد منها الإصلاح في هذه الأمة وهذا المجتمع وهذا البلد».

وفي كلمة الحوزات العلمية في البحرين، تحدث الشيخ جاسم الخياط عن نبذة تاريخية عن دور الحوزات، مركزًا على أن «الحوزات وأبناء الشعب الكريم يرفضون ما يتعرض له الشيخ النجاتي من عمل مخالف للأعراف الدولية هو والأخوة المسقطة عنهم جنسياتهم»، رافضًا التجنيس السياسي والتصعيد الأمني.