العدد 4034 - الأحد 22 سبتمبر 2013م الموافق 17 ذي القعدة 1434هـ

نسعى دوماً لتعزيز شراكة القطاع الخاص في الشئون الإنسانية بدول الخليج (1)

فاليري أموس

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية في ملتقى منظمات الإغاثة في الكويت

 

مرحباً بكم في المؤتمر السنوي الرابع بشأن تبادل المعلومات والشراكة الفعالة من أجل عمل إنساني أفضل، الذي يعد فرصتنا السنوية لمناقشة العمل الإنساني في منطقة الخليج والشرق الأوسط الكبير.

أتوجه بالشكر إلى أمير دولة الكويت، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وحكومة الكويت على استضافة هذا الاجتماع مرة أخرى هذا العام وعلى الدعم القوي المتواصل للمعونة الإنسانية. وأود أيضاً أن أشكر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية (IICO) وجمعية العون المباشر على استمرار شراكتهما معنا ومساهمتها في تنظيم هذا المؤتمر. وأرجو أن تتقبلوا خالص التعازي في وفاة مؤسس جمعية العون المباشر هذا العام، عبدالرحمن السميط، الذي عرفه الكثيرون منكم بالتأكيد.

إن المشاركة واسعة النطاق في مؤتمرنا من قبل هذه المجموعة الكبيرة والمتنوعة من أصحاب المصلحة يدل على دينامية القطاع الإنساني في منطقة الخليج والشراكات والشبكات التي يتواصل تشكيلها بين وكالات الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات الإقليمية والمجتمعية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.

في السنة الماضية وحدها، شهدنا مؤتمر الكويت لإعلان التبرعات لصالح سورية، وتعيين مبعوث الأمين العام الخاص للشئون الإنسانية المعتوق - المناصر لعملنا الذي لا يكل ولا يمل، واستمرار نجاح ديهاد (معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير)، والتوقيع على خطة عمل بين مكتب تنسيق الشئون الإنسانية وجامعة الدول العربية، وعقد اجتماعات لجمع التبرعات لصالح ميانمار، ودعمكم المتواصل للشعوب التي تواجه أزمات في جميع أنحاء العالم، وكل هذا أبرز الدور المهم الذي تلعبه بلدان هذه المنطقة في مجال العمل الإنساني العالمي.

إننا نواصل العمل لبناء نظام إنساني أكثر تنوعاً وشمولاً. ولقد أصبح المستجيبون الآن أكثر تنوعاً وعدداً من أي وقت مضى، والاتجاهات العالمية في التركيبة السكانية والجغرافيا السياسية والتكنولوجيا والبيئة غيرت طريقة تنفيذ العمل الإنساني اليوم، وعلى أرض الواقع، يبين الوضع في اليمن والصومال والسودان، على سبيل المثال، اننا أصبحنا نفهم بعضنا البعض ونعمل معاً بشكل أفضل.

إنني أتذكر قدومي لحضور هذا المؤتمر منذ عامين، وكان هناك الكثير من سوء الفهم وعدم الثقة بين الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة لنا ويسعدني أن أرى مدى التقدم الذي تمكنا من تحقيقه من خلال العمل معاً.

وسوف يعقد الأمين العام للأمم المتحدة مؤتمر قمة إنساني عالمي في عام 2016 لمساعدتنا في وضع جدول أعمال العمل الإنساني في مرحلة ما بعد عام 2015.

وسيوفر لنا جميعا فرصة للعمل معاً لتشكيل مستقبل النظام الإنساني. وستبدأ المشاورات الإقليمية في العام المقبل، وستكون هذه المشاورات الإقليمية حاسمة لأنها ستكون فرصة لجمع شركائنا كافة - الحكومات والمنظمات الخيرية والقطاع الخاص ووكالات الأمم المتحدة - لمناقشة التحديات التي نواجهها والاتفاق على طريقة للمضي قدماً.

ويحدوني أمل في أن يشارك كل واحد منكم، الحاضرين هنا اليوم، في هذه المشاورات وأن تدرس حكومات المنطقة إمكانية استضافة واحد أو اثنين من هذه المشاورات الإقليمية.

واسمحوا لي الآن أن أنتقل إلى بعض أنشطتنا المشتركة منذ مؤتمرنا الأخير:

نظم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية ومنظمة التعاون الإسلامي بعثتي شراكة مشتركتين إلى منطقة الساحل في غرب افريقيا والفلبين في العام الماضي. وقد شاهدتم بعض اللقطات في فيلم الافتتاح القصير. شارك فيهما ممثلون من عدة دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الإقليمية وغيرها من جماعات المجتمع المدني، وكللت كلتا البعثتين بالنجاح، ونحن نأمل أن نبني على أساسهما في المستقبل.

إننا في المراحل النهائية من توقيع مذكرة تفاهم مع حكومة المملكة العربية السعودية، والتي آمل أن تؤدي إلى تنسيق أكبر وأفضل بين المبادرات الإنسانية للمملكة العربية السعودية والنظام المتعدد الأطراف. وأود أيضاً أن أهنئ دولة الإمارات العربية المتحدة على إنشاء وزارة للتعاون الدولي والتنمية؛ وأتمنى أن تؤدي هذه التطورات إلى المزيد من تعزيز شراكاتنا.

وعلى مستوى العمل، أصبحت البوابة العربية للشئون الإنسانية (ArabHum)، التي تم تدشينها في مؤتمر العام الماضي، تعمل بكامل طاقتها الآن وتستخدم بشكل منتظم من قبل العديد منكم هنا. كما قمنا بتنظيم دورتين تدريبيتين مشتركتين بشأن المعايير الإنسانية مع منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات التابعة لها هذا العام.

وبصفة عامة، لاتزال شراكتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة فيما يتعلق ببعض القضايا السياسية التي تؤثر على العمل الإنساني، مستمرة.

إن أحد الموضوعات الرئيسية في مؤتمر هذا العام هو زيادة مشاركتنا مع القطاع الخاص. وقد حقق مكتب تنسيق الشئون الإنسانية بعض النجاح في هذا المجال بالفعل. على سبيل المثال، لدينا علاقة قوية مع شركة دي إتش إل لخدمات النقل، التي يمكن من خلالها نشر الموظفين بسرعة بعد وقوع كارثة لإدارة مستودعات المطارات وفرز التبرعات. كما نعمل بشكل وثيق مع شركائنا العالميين في مجال المناصرة. على سبيل المثال، في الحملة التي ننظمها في شهر أغسطس/ اب من كل عام بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني. وفي هذا العام، قدم القطاع الخاص في دولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة دعماً استثنائياً لليوم العالمي للعمل الإنساني من خلال الترويج للرسائل الرئيسية للحملة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المؤتمرات. وكانت شركات اتصالات وإعمار ومول دبي وزين للاتصالات وبنك الخليج من بين الشركات المشاركة.

إن الشراكات تضمن الفوز دائماً للشركات التجارية والوكالات الإنسانية على حد سواء. نحن نستفيد من معرفتهم وخبراتهم، في حين تستطيع منظمات القطاع الخاص إثبات الالتزام بالقضايا الاجتماعية وأيضاً تكون لديها الفرصة للوصول إلى أسواق جديدة. وإنني أتطلع إلى المناقشات التي ستدور خلال هذا المؤتمر بشأن سبل تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص في منطقة الخليج.

 

فاليري أموس

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية في ملتقى منظمات الإغاثة في الكويت كلمة إلى المؤتمر السنوي الرابع بشأن تبادل المعلومات والشراكة الفعالة من أجل عمل إنساني أفضل في الكويت .

 

العدد 4034 - الأحد 22 سبتمبر 2013م الموافق 17 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً