العدد 4034 - الأحد 22 سبتمبر 2013م الموافق 17 ذي القعدة 1434هـ

الله يكون بعون الحكومة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الله يكون بعون الحكومة، فهي منذ نحو عامين ونصف العام تخضع للكثير من التوصيات الواجب عليها تنفيذها بسرعة، كما تقع تحت ضغط الجميع من شارع محلي، ومجتمع دولي.

الحكومة الموقرة محاصرة، بثلاث مجموعات من التوصيات، ألزمت نفسها بتنفيذها، وهي توصيات اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق التي أعلن عنها رئيس اللجنة البرفيسور محمود شريف بسيوني بإرادة ملكية وسلمها الى عاهل البلاد في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، وتوصيات مجلس حقوق الإنسان (والتي عرفت بتوصيات جنيف) الـ176 توصية التي صدرت في (21 مايو/ أيار 2012) وهي تعبر عن الإرادة الدولية، بالإضافة إلى توصيات المجلس الوطني الـ22 التي صدرت في الأحد (28 يوليو/ تموز 2013) وهي بإرادة رسمية حكومية، وليس كما يقال «شعبية».

الحكومة المشكورة، أنهت سريعاً أولاً التوصيات التي سعت لها وطالبت بها، وتحركت من اجلها، وهي توصياتها، ولا نلومها إن سارعت في تنفيذها أولاً، إذ أكدت الحكومة بعد جلسة مجلس الوزراء في (25 أغسطس/ آب 2013) وبعد أقل من شهر، تنفيذ معظم التوصيات الصادرة عن المجلس الوطني، كما أعلن رئيس هيئة الإفتاء والتشريع القانوني عبدالله البوعينين في 5 سبتمبر/ أيلول 2013 - بحسب صحيفة محلية - أن «جميع المراسيم بقوانين التي طلبتها الحكومة، والمتعلقة بتوصيات المجلس الوطني تم الانتهاء منها، وأصدر الملك مراسيم بها».

يقول وزير شئون حقوق الإنسان صلاح علي خلال لقاءاته «المكثفة» في المدينة السويسرية (جنيف) على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان إن «حكومة البحرين أمامها ثلاث مجموعات من التوصيات. حيث تم تنفيذ 127 توصية من أصل 158 توصية قبلتها البحرين أثناء اعتماد تقريرها في مجلس حقوق الإنسان، كما تم تنفيذ 18 توصية من أصل 26 توصية صدرت عن لجنة تقصي الحقائق، بالإضافة الى توصيات المجلس الوطني البالغة 22 توصية». الوزير لم يتحدث عن عدد التوصيات التي لم يتم تنفيذها من توصيات المجلس الوطني، إذا ما عرفنا أن جميعها تم تنفيذها.

لن نلوم الحكومة أبداً، فكل الظروف غير مهيأة ومساعدة لها، في تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق (الـ26 توصية) رغم مرور نحو 660 يوماً فقط على صدورها، وتسلمها، وتعهد الحكومة علناً بتنفيذها بالكامل، وذلك لظروف كثيرة أهمها التشريعية، والإجراءات القانونية.

لن نلوم الحكومة لمرور أكثر من 480 يوماً على «توصيات جنيف» ومازالت حتى الآن تعِد وتتعهد بتنفيذها كاملة.

لن نلوم الحكومة ولن نعاتبها، فالحمد لله استطاعت الحكومة في أقل من 29 يوماً فقط تنفيذ معظم توصيات المجلس الوطني (الـ22)، رغم أنها احتاجت إلى 48 يوماً من أجل أن تحدث فرقاً في تنفيذ توصيات جنيف على حد قولها، من خلال تنفيذ توصية واحدة، إذ كان وزير شئون حقوق الإنسان صرح في 23 يوليو/ تموز 2013 بتنفيذ 126 توصية من أصل 176، وفي 11 سبتمبر 2013 أكد تنفيذ 127 توصية، فالحمد لله.

لن نسأل، كيف استطاعت هيئة الإفتاء والتشريع القانوني في 30 يوماً الانتهاء من جميع المراسيم بقوانين التي طلبتها الحكومة، والمتعلقة بتوصيات المجلس الوطني، فيما لاتزال الحكومة تتذرع بأن السبب في تأخر تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق وكذلك توصيات جنيف، هو الإجراءات القانونية والتشريعية!

الحمد لله رب العالمين، فلم تفرق الحكومة أبداً بين توصيات «تقصي الحقائق» وتوصيات المجلس الوطني، فكلاهما لقيا المعاملة ذاتها وحظيا بالاهتمام والتصريحات نفسها.

لماذا نلوم الحكومة أساساً على عدم إكمال تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، وتوصيات جنيف، فالأولى هي توصيات لم تكن بإرادتها، ولم تسعَ لها، والثانية، توصيات دولية أجبرت عليها، وحاولت الهروب والتملص منها، فلم تجد سبيلاً إلا القبول بها مجبرة.

مع كل تلك الأرقام التي قلتها، عن كلام وحديث الحكومة بتنفيذ ما يحوطها من توصيات، فإن الشارع العام لم يتلمس على أرض الواقع منها، سوى تطبيق 22 توصية للمجلس الوطني ضمن الحملة الأمنية، فيما لايزال يتلمس عكس توصيات مجلس حقوق الإنسان وتقرير تقصي الحقائق.

مع كل تلك الأرقام والإنجازات التي حققتها الحكومة على صعيد جملة التوصيات، يخرج علينا وزيرها لشئون حقوق الإنسان في 13 سبتمبر 2013 خلال لقائه سفراء دول لاتينية على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان «يستجدي» منها «إعطاء وقت كافٍ للسلطات في البحرين لتثبت نيتها الصادقة في حماية وتعزيز حقوق الإنسان».

مع كل تلك «الإنجازات والمكتسبات الحقوقية التي حققتها الحكومة»، نقول الله يكون بعونها ليس على المجتمع الدولي ولا الشارع المحلي بل على وزيرها صلاح علي.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4034 - الأحد 22 سبتمبر 2013م الموافق 17 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 41 | 12:05 م

      إخوان الحكومة وحكومة الأخوان

      لم يعد سراً لكنه جهراً بأن جماعات الجمعيات المحسوبة ليست على النظام لكنها تبع تنظيم الإخوان وتحرض على الإسلام وتستخدم المحسوبية والحسابات البنكية في البنوك الإسلامية - يقال أن يقالوا من مناصبهم ويحضر عملهم. فلم يثبت إلا بالبرهان أنهم يصلون في مساجد إسلاميه كما يدعن إلا أنهم يقتلون الناس ويتآمرون ويدعمون الإرهاب ويتجسسون ويفتنون مقابل المال العام. فهل لهم في مجتمعات الدنيا مصر مكان؟

    • زائر 35 | 9:17 ص

      عون وفرعون وجماعاتعربية مسلحة بالاهمال والغفلة

      من الجماعات – جماعة تردي السلطة لكنها لا تعرفا مرتدة أو مرتديه عبائة الإسلام وجماعة دائمة العضوية للسلطة ومدعومة بالمال ومدججة بالسلاح - يعني بينما الشعوب مطحونة ومفتونة – يعني عايشة المرطه ماتت الله رحمها لئلا ترى ما يدور في الخليج الفارسي الذي يقولون أنه عربي كما شبه الجزيرة العربية غير عربيه؟؟

    • زائر 34 | 9:11 ص

      معهد بسيوني فاز بمناقصة بنصف مليون دينار لتدريب قضاء

      ويش قصة المناقصة مع بسيوني.

    • زائر 33 | 7:35 ص

      مديون لا يوفي ولا ينكر

      يا أخ هاني التوصيات لعق على ألسنة مسئولي الحكومة يطبقون مازيتفق ومصالحهم ويزيد من قبضتهم وبطشهم وماهداه لا يساوي قيمة الحبر والورق ولسان حالهم يقول هي تحت أقدامنا.

    • زائر 32 | 6:19 ص

      اخر

      اخر انجازات الحكومة ارسال احضاريه الى مجلس العلمائى والهجوم على جمعية الوفاق لاكن مااقول الى المشتكى لله والله ياخد الحق قريبا ياشعبى اصبروا

    • زائر 31 | 6:08 ص

      انت قلت توصيات

      مو قرارات القرار ملزم اما التوصية توصية اللى تبيه الحكومة تنفذه واللى ماعاجبهه تركته لك تكتب عنه ولممثلين المعارضة يحنّون ليل نهار فى جنيف وغير جنيف لين يتعبون اما بيانات الهيئات والمؤسسات الدولية والمدنية فهى عمل روتينى من ضمن اعمالها اصدار هذه البيانات والستيتمنتات والبريفات وبذلك لايوجد اى نوع من الضغوط

    • زائر 29 | 3:59 ص

      كبش فداء

      في النهاية الحكومة سوفة تقيل الوزير صلاح علي بحجة عدم تنفيذ توصيات حقوق الإنسان. .وبتثبت للأمم المتحدة بأنها جادة في تنفيذ التوصيات ولكن الوزير متقاعس ومقصر في شغلة ولذلك اقلنا ..وبعدها تعيين شخص ثاني لمتابعة التوصيات من جديد .. واعطاء فرصة ووقت للوزير الجديد..وبذلك تكسب حكومة البحرين الوقت والمصداقية .. واكبر دليل على كلامي هوه تلميح الحكومة بالتخلص من الإخوان في المناصب القيادة في البحرين والخليج

    • زائر 28 | 3:43 ص

      تنصيب ونصب أو إحتيال بإسم القانون لكن ما فيها قانون

      يقال من الحكومات حكومات تصريف أعمال وحل مشاكل المجتمع كما تفصل في قضايا بين الناس بينا يقال أردت عون صرت فرعون – يعني نصب هامان فرعون على كرسي وقال للناس في أم الدنيا مصر إعبدوه فهذا الهكم. اليوم وأمس وقد يكون باكر إلا أن الناس في توهان من أمرهم. واحد يقول يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر لكنه ينأى عن ذلك – يعني ليس قريب لكنه بعيد. ما الفرق بين أصحاب الفخامة الرؤساء أو السلاطين والفرعون المصري؟

    • زائر 26 | 3:18 ص

      أصيل

      لا أسكت الله لك صوتا أستاذ

    • زائر 25 | 2:36 ص

      حبذا لو كان العنوان الله يكون بعون المعارضة لان الحكومة ليست في عجلة من امرها وحتي الآن

      يبدو للمراقب ان الحكومة قد احرزت السبق في احراز النقاط علي المعارضة. ان قضية حقوق الانسان قد فقدت بريقها لان الدول الغربية هي كذلك فقدت مصداقيتها والدليل ما يجري في سوريا الآن وقضية الكيماوي ومقتل المئات دون ان تتحرك القوي الغربية بالجهد المطلوب. الحكومة تعلمت الدرس وتدير الازمة باقتدار اكفأ والدليل فشل حركة تمرد يوم الرابع عشر من اغسطس بكل المقاييس. مطلوب من المعارضة مراجعة تكتيكاتها واستراتيجتها لان الحكومة ستقضمها قطعة قطعة وما حبس نبيل رجب والقبض اخيرا علي خليل مرزوق

    • زائر 24 | 2:36 ص

      كذب الاطفال وبراءة الاطفال

      بعض انواع الكذب يكون فاضحا ومفضوحا

    • زائر 23 | 2:24 ص

      آية المنافق 3

      اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا أؤتمن خان

    • زائر 22 | 2:13 ص

      هذه اكاااااذيب هههههه

      ههههههه

    • زائر 21 | 2:01 ص

      أي توصيات ؟؟

      التوصيات خل المعارضه تبلها وتشرف مايها ،، لن يحدث شئ ،، كل ما طلع تقرير ضدهم هللنا ونحن نعرف ان شئ لن يحدث للحكومة ،، فكونه لاعت جبدنا ،، تجارتنا بارت وانتم وراء سراب

    • زائر 20 | 2:00 ص

      من تسأل

      لمن كل هذه الأسئلة؟ الحكومة تعلم بأن كل التوصيات لن تنفذ، فقط نفذت توصيات المجلس الوطني، لانها توصياتها وهي من تريدها

    • زائر 19 | 1:59 ص

      عجبتني

      بصدق الله يكون في عون الحكومة على وزبرها صلاح علي .... قوية

    • زائر 17 | 1:22 ص

      خله يجهزالجنطة

      الحكومات الخليجية قاعدة تشيل الإخوان من المواقع القيادية.. يمكن في البحرين ( لا )

    • زائر 16 | 1:21 ص

      خله يجهزالجنطة

      الحكومات الخليجية قاعدة تشيل الإخوان من المواقع القيادية.. يمكن في البحرين ( لا )

    • زائر 15 | 1:14 ص

      ههههههه

      يشوف شنهو مكتوب من سهو ولا يشوف 49 عاصمة ادانت النظام وبعدين قالوا 49 عاصمة ايدت النظام هههههههههههههههههههههه

    • زائر 14 | 1:12 ص

      مفلسون يتصيدون في الكلمات

      ما عندهم.... بس الغلط اليعرف الحق ويقلب الحقيقة
      هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

    • زائر 12 | 12:45 ص

      عدال يالمثقف

      خف علينا يا دكتور الجغرافيا... سلمت يدات ياولد الفردان.

    • زائر 10 | 12:42 ص

      زمن فرعون

      اليوم هو يوم تلاحم الأنظمة والحكومات مع شعوبها.. لنعيش قوة أمام المحن والصعوبات

    • زائر 9 | 12:35 ص

      رد على الزائر 4

      شكرا للمعلومه المفيدة عن جنيف، بس ياريت بعد تتفضل علينه وترد على المقال وتوضح لينه عبقريتك واتساع افق معلوماتك والعمق الثقافي، يلا يا بوعمق فند لينه الحقائق الموجوده بالمقال. عجبتني عمق ثقافي من جاهل يقرأ من الكتاب عنوانه.

    • زائر 37 زائر 9 | 9:33 ص

      بعض الاحيان

      الكتاب واضح من عنوانه...

    • زائر 8 | 12:25 ص

      أول مرة أشوف حكومة هكذا

      الحمد لله أنا غاسل يدي عدل من ها الحكومة ولا أترجى منها خير أبداً ولا أتوقع إنفراج

    • زائر 30 زائر 8 | 4:24 ص

      أم البنات

      الإنفراج سيأتي متى ما شاء الله ولن يكون من الحكومة أو من أي مكان ، هو القادر وهو الحاكم العادل وهو المفرج وبيده كل شي ولكن علينا بالصبر وما بعد الصبر إلا الفرج ( اللهم عجل لوليك الفرج )

    • زائر 7 | 12:24 ص

      الموضوع ليس في المنامة

      الموضوع عن المنامه وتوصيات جنيف وتقصي الحقائق وليس عن العواصم. لقد تم تنفيذ توصيات المنامه في اسبوع

    • زائر 3 | 11:43 م

      الله يكون بعون الشعب

      احسنت مقالك رائع كما عدناك

    • زائر 1 | 10:03 م

      كل شي يقدرون عليه بلا هرار

      في يوم تنفذ مو سنين .. هذا للى عنده اراده .. خسارة بحريني يسمى

    • زائر 11 زائر 1 | 12:43 ص

      أقول خوك

      بل هذي التوصيات في ماي واشربها ههههه

اقرأ ايضاً