العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ

الرسومات الجدارية... من أجل مغرب أكثر شمولية

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

عضو في مجلس القادة الشباب في أغادير، ومدير الصحيفة الإلكترونية «تلفزيون أغادير» ينشر هذا المقال بالتعاون مع خدمة كومن غراوند.

عندما أتجول في دروب وأزقة «الدشيرة الجهادية»، تثير انتباهي الكتابات والرسومات الجميلة الملونة على الجدران، والتي تحث على حماية البيئة. وقد تستيقظ صباحاً في الدشيرة بجنوب المغرب لتجد واجهة منزلك تحمل عبارات ورسومات تكون في الغالب للفت نظر الآخرين إلى موضوع أو ظاهرة ما، تعبّر عن آراء وخواطر دفينة يتخذها الشباب وسيلة للتعبير عن آراء ومواقف، ونبض الشباب.

تستحوذ الرسومات الجدارية على مكانة خاصة في قلوب الشباب المغربي. وربما تضم مقتطفات لكلمات أو جمل مشفّرة تحتاج لقاموس جديد يفهمه الشباب فقط. إنها لغة الشارع، فيها شيء من التمرّد والخروج عن المألوف، لكن نادراً ما تكون غايتها التجريح أو الإهانة.

ولكنها أكثر من مجرد وسيلة تعبير، فقد أثبتت هذه السنة أنها كذلك وسيلة للشباب المغربي، والمجتمع المدني والحكومة للعمل معاً.

ففي شهر يونيو/ حزيران الماضي، اجتمع المجلس البلدي للدشيرة ومنظمات المجتمع المدني، مثل منتدى جمعيات الدشيرة (مجد)، بمشاركة سكان الأحياء، اجتمعوا معاً للاحتفال بيوم البيئة العالمي، وقاموا بتنظيم مبادرات للسكان لتزيين بعض جدران المدينة بجداريات تبرز ثقافة المنطقة وفنها وتاريخها.

وشارك شباب المدينة من خلال رسم جداريات فنية تهدف إلى التربية على المواطنة وترسيخ السلوك المدني، وتعزيز شعور الفرد بانتمائه إلى المجتمع، وقيمه ونظامه وبيئته وثقافته.

يوفّر المزيد من الدعم لفن رسم الجداريات للشباب تشجيعاً على استخدام مواهبهم للعمل الاجتماعي التطوعي، ويوفر لهم التجارب والقدرات وغيرها من المهارات، بينما يساعد المجلس البلدي في الدشيرة على تحقيق حماية بيئية أكبر ورفع مستوى الوعي بقضايا أخرى تؤثر على المدينة.

أوجدت المبادرة مساحة ومتنفساً للشباب لاستخدام طاقاتهم بأسلوب بنّاء. ظهرت شعارات مثل «حي نظيف بسكانه يليق» و»إن الله جميل يحب الجمال» و»كن ابن من شئت واكتسب أدباً يغنيك محموده عن النسب» على جدران البيوت بين ليلة وضحاها.

وهدفت رسومات مثل العلم المغربي وشعار المملكة «الله، الوطن، الملك» إلى التعبير عن الانتماء الوطني والتعددية الثقافية واللغوية والفنية. كانت الكتابات بالعربية والأمازيغية، (لغة السكان الأمازيغ الأصليين لشمال إفريقيا) منادية بالتعايش بين السكان من أصول عربية وأمازيغية. وتعزز رسائل كهذه الإصلاح الدستوري لعام 2011، الذي ينص على أن اللغة الأمازيغية لغة رسمية في المغرب.

لقد تفنّن الشباب المشارك في هذه المبادرة بشكل طوعي في استخدام الألوان، وتحويل شارع المدينة الرئيسي إلى لوحة فنية فريدة من نوعها برسم كل ما يجول في خاطرهم من أفكار وتصورات.

ويخصص مجلس المدينة جوائز رمزيّة وتحفيزية، مثل جائزة أحسن حي نظيف وأحسن جدارية وأحسن شعار لهذه الأيام البيئية، مما شجع الشباب وجمعيات المجتمع المدني على الانخراط بقوة والمشاركة في هذه الجمعيات.

وتكفي حماسة هؤلاء الشباب ووعيهم بالمشاكل التي يعاني مجتمعهم منها، لاتخاذهم عبارات لنشر الوعي بالقضايا البيئية وغيرها.

أصبح الشباب يحتلون المراكز المتقدمة في النشاطات البيئية في الدشيرة، حيث يعملون على الحدّ من إنتاج القمامة في منازلهم والمساهمة في جهود التدوير وتنظيم الحملات لطلاء الجدران وتنظيف الأزقة والحفاظ على المساحات الخضراء.

وتوفر مبادرات كهذه للشباب الدعم المالي ونشاطات لملء أوقات الفراغ، وتشجيعهم على القيام بأعمال تطوعية، وتوفر هذه المبادرات بدائل للشباب من الفقراء والمهمشين والمعرضين لمخاطر المخدرات والكحول والانحراف.

طالما كانت الرسومات الجدارية وسيلة يعبّر من خلالها الشباب عن مشاعرهم. ومن خلال مشاريع كهذه، تصبح الرسومات الجدارية وسيلة للشباب للمشاركة في مجتمعاتهم المحلية ونشاطاتها، وتقديم حلول بنّاء للتحديات التي تواجه جميع المغاربة.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً