العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ

مع تقدم العمر... كيف نحافظ على الشباب والصحة؟

من الطبيعي جداً، أن تعاني المرأة من الضعف أو البطء أو النسيان أو الإصابة بالأمراض مع تقدم العمر، ولكنني هنا كمتخصصة، أود أن أقدم للجمهور، وخصوصاً شريحة النساء، بضع أفكار تضيف إلى معلوماتهم الشيء الكثير من الأسس التي تجعلهم يحافظون على حالتهم الصحية، ويستمتعون بالحياة أياً ما بلغ بهم العمر، والوصول إلى حالة من العافية الاستثنائية والحفاظ على الصحة والشباب مع تقدم السن. هذا هو بإيجاز عزيزتي المرأة، ما يهدف إليه الطب الشمولي Holistic Healing المناهض للشيخوخة المبكرة، وله أصوله وقواعده التي سنأتي على محطات مهمة منها:

أنت وبشرتك

الجمال هو أحد النعم الكبيرة من الله سبحانه وتعالى، وهو بذلك يعني المسار الرئيسي في الحياة والجمال والدائم، وهذا الأمر، ليس معجزة تنزل من السماء، بل يمكن أن نقول إنها خطة سهلة ومنظمة، فالبشرة بلا عيوب تعني عناية داخلية وخارجية باستخدام المستحضرات التجميلية الطبيعية الغنية بالفيتامينات والمعادن، وإبقاء البشرة تستعيد رونقها بشرب الماء الكافي، بالإضافة إلى التغذية المتوازنة والمكملات الغذائية الذكية.

إن التغيرات التي تتعرض لها بشرة الإنسان، رجلاً كان أم امرأة، تحدث بسبب عاملين رئيسيين:

أولهما: مدى كفاءة الجسم الداخلية في التخلص من السموم.

ثانيهما: مدى النقص في الفيتامينات والمعادن في الجسم.

ولابد من التأكيد أن هذه التغيرات، وخاصة التجاعيد التي تظهر بسبب ما، لا يجب أن تظهر في واقع الأمر إلا على مشارف الستين من العمر، بيد أنها قد تداهم المرأة في وقت مبكر... أي في أواخر العشرينات وفي عقد الثلاثينات.. وهنا نتساءل: «ترى... ما السبب؟ وهل من الممكن تدارك الأمر؟ والإجابة... نعم، يمكن ذلك؟

وأقول بإمكانك تجنب كل التجاعيد ومنع تكونها من جديد، وتخفيف أو إزالة الأسوأ منها بما يمكن تسميته اصطلاحاً «الصيانة الطبيعية»، وهنا لابد من الانتباه والتركيز على تجديد البشرة، وهو تركيز يبدأ بملاحظة تغيير سلوك خلايا الجلد بحيث تعمل مثل خلايا البشرة الشابة... دعونا ننظر إلى المرآة، فعندما نصبح أكبر سناً، يتحول الجلد الناعم والصلب وغير المجعد في مرحلة الشباب، إلى جلد أكثر رخاوة وأقل صلابة شيئاً فشيئاً، كما تزداد فيه التجاعيد والتغضنات.

ينجم تشيخ الجلد skin Aging المبكر، بسبب عوامل عديدة، منها الحالة النفسية والإجهاد المتواصل، فمع تقدمنا في السن، تؤدي إلى تغيرات في السلوك الخلوي، ومنها إلى تغيرات في المستويات الهرمونية، ويؤدي ذلك إلى زيادة في ترقق الجلد وانخفاض كفاءته، ما يعرض الجلد لجفاف أكثر أيضاً، وتسوء حالة الجلد عندما يزيد العبء على الكبد والكلى والأمعاء والجهاز اللمفاوي، وبما أن الجهاز اللمفاوي يعمل كمنقٍ (فلتر)، وحينما تكون الغدد اللمفاوية محتقنةً بهذه الترسبات، فإن تنقية أنسجة الجسم لا تتم بطريقة كافية، ولهذا يتعرض الجلد لتغيرات داخلية تتضاعف بالتأثيرات الخارجية أيضاً.

ثم إن التلوث الخارجي بحد ذاته أحد العوامل التي تسرع الشيخوخة المبكرة لحدوث ردة فعل الأكسدة ما يؤدي إلى أكسدة الخلية، وجميع الهياكل الرئيسية في الجلد، وعلى رغم وجود طبقة من ألياف الكولاجين، إلا أن خلايا الجلد الشائخة تنتج المزيد من الكولاجيناز Collagenase وهي إنزيم يحطم الكولاجين، وتصبح الخلايا أقل استجابة للإرشادات في إنتاجها الكولاجين الجديد، وتبدأ طبقة الكولاجين تحت الجلد بالانكماش والتضاؤل، أما سطح الجلد فيصبح أسفنجيا وأكثر رخاوة وتهدلاً، ويبدأ بالتجعد والانطواء على نفسه مشكلاً خطوطاً وتجاعيدَ وبقعاً جلدية pigmentation، ثم ربما يؤدي إلى غيره من الأمراض الجلدية.

مبادئ الإصلاح... كيف؟

هناك بالطبع مبادئ للتخلص من الخطوط المبكرة وللاحتفاظ بالشباب الدائم تختلف تبعاً لاحتياجات كل شخص، وفي الحقيقة، فإن محاربة مشاكل البشرة لا تكمن فقط بالعلاجات الخارجية أو الجراحية، بل بجلسات العناية بالبشرة بعد المعاينة الاستشارية، والتنظيف بمضادات الأكسدة وترطيب وتنعيم بالفيتامينات والمعادن الطبيعية لتغذية أعماق الأنسجة لتحقيق صفاء البشرة.

أيضاً، وهذا جانب نفساني وأخلاقي وصحي مهم... بالتسامح وحب الحياة والرياضة والنوم الكافي... بهذا البروتوكول، فعليك أن تتقدمي في العمر (وأنت في بداية الثلاثينات أو الأربعينات)... من دون أن تظهر علامات الشيخوخة وتتمتعين بحياة صحية ومن المهم اتباع التالي:

- اختبري مستويات هرموناتك، وحافظي على التوازن الهرموني بطرق طبيعية بالاستعانة الهرمونية الحيوية Bioidentical hormone replacement therapy BHRT، وهذا يساعد على الوقاية، وتضمن مكملات غنية بالاستروجينات النباتية الخفيفة لإعادة الحيوية إلى الجلد، وزيادة كثافة العظام والمساعدة في تحسين الذاكرة.

- التغلب على تأثيرات الإجهاد stress المسببة للشيخوخة، والحرص على النوم الكافي وتجنب الضغوط العصبية وتنال السكر والمنبهات، وتقليل أكل اللحوم ومنتجات الألبان.

- تناولي الدهون الأساسية، فيتامين ب 6 والمغنسيوم سيتريت والزنك.

- نامي وأنتِ تضعين مغذياً ومقاوماً للتجاعيد.

وأخيراً، إن أحببت صحتك فبذلك... قد أحببت حياتك، مع تمنياتي للجميع رجالاً ونساءً وشباباً وأطفالاً، حياة مليئة بعبق الصحة والعافية.

العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً