العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ

«الأديـبات العربيات»... يُطرزن دور المرأة في التنوير

اختصرت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب حين حلت ضيفة شرف على الملتقى الرابع للأديبات العربيات الذي انعقد في الفترة من 4 حتى 9 أبريل/ نيسان 2013، دور المرأة العربية المعاصرة في ميادين الأدب والثقافة والمعرفة بالقول: «إنهن يحملن الخصب والنماء وصناعة المستقبل... فهن الأم والمعلمة والمربية وصانعة وجدان الشعور والقابضة على جمر التنوير لمستقبل أفضل».

ومن بين ما طرحته الفنانة الكبيرة، أن الوطن العربي يضم نخبة من الأديبات العربيات اللواتي يقدمن عملاً ابداعيّاً في شتى مجالات الثقافة والمعرفة والمضي في إثبات وجودهن، ولا شك في أن الدور التنويري للمرأة العربية مطلوب في هذه المرحلة التي تشهد تحولات كبرى في الوطن العربي، ولا يمكن الاستغناء عنه أبداً، فهو يتكامل مع دور الرجل ويسير الاثنان في اتجاه تقديم نتاجهما بما يسهم في تقدم المجتمع العربي.

حركة المرأة نحو الريادة

وعلى مستوى الإيمان بدور المرأة في التنوير، فإنها - أي المرأة - أحد عناصر المجتمع الفاعلة والمؤثرة يشهد التاريخ لها بطول الباع ليس فقط في بناء الحوار ومناقشة المفاهيم الثقافية، إنما في المساهمة في إرساء بعض جوانب الحضارة سواء في جانبها العلمي أم الثقافي أم التربوي، وبحسب الرئيس التنفيذي لملتقى الأديبات العربيات الأديبة اللبنان سلوى الأمين خليل، فإن الأديبة العربية هي اليوم تمثل غصن الزيتون المرفوع في الوطن العربي، ولا يمكن لإنسان ما أن يتجاهل حركة المرأة نحو أخذ بعض مواقع القيادة والصدارة في شئون المجتمع وخاصة ما يتصل بثقافة الأمة وتربية الجيل وتنشئة الأفراد، وهي تؤمن جيداً، سواء كانت عنصراً نشطاً في المجتمع أم ربة بيت، بأن دورها لم يعد محصوراً وفق النظرة التقليدية الموروثة، بل تمكنت خلال العقود الماضية من أن تمثل حركة ناهضة في مختلف المجالات، وهل هناك ما يدعو إلى الجحود والإنكار اليوم لقيمة المرأة كقوة مؤثرة لا يمكن دونها تطور حركة المجتمع نحو النمو والتقدم والازدهار؟

مسيرة عطاء وطني

وطبق ما يرى الكثيرون، فإن المرأة تقاسمت مع الرجل الهموم وتحملت نصيباً ليس يسيراً من الأعباء حيث هي عنوان لكل خير وعوناً عليه، ففي حياة المنزل تقف وراء الرجل تربي وتهذب وتدير البيت وتصرف شئون الحياة اليومية وتشارك الرجل في تخفيف الأعباء، وفي خارج البيت مارست مجموعة من الأعمال تعتبر بمقياس الماضي في صلب عملية التنمية والإنتاج، ثم انتقلت الى ما يفيد حركة الأسرة والمجتمع... حتى في الماضي، حيث تمثلت بوضوح وبرزت بجلاء في الجانب التعليمي والتربوي في رعاية الطفولة وتعليم القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم، أما الجانب الثاني فيتمثل في أغنيات المواسم والأعياد والأفراح التي تحاول فيها المرأة التعبير عن مشاعرها وأحاسيسها.

مناسبة انعقاد الملتقى الرابع للأديبات العربيات كانت فرصة سانحة لتكريم أسماء عربية لمثقفات قدمن عصارة فكرهن ونتاجهن للأوطان، ولهذا تم تكريم كل الأديبات المشاركات فيما كانت الشاعرة الفلسطينية انتصار الدنان تمثل صورة من العطاء والنضال، فهي القادمة من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكذلك الكاتبة سهير المقدادي الأديبة الفلسطينية التي جاءت محملة بنبض رام الله... وكلاهما... فلسطينيتان حملتا سلاح القلم في نضالهما ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم، وترى الشاعرة انتصار الدنان أن المرأة العربية التي لم تكن يوماً إلا (مسيرة عطاء وطني)، تواصل ذلك المشوار الذي يتعاظم ويكبر كلما بذلت وأعطت، والكل هنا يفخر ويعتز بهذه المسيرة، وهناك اشارة جميلة قالتها وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة حين أكدت التلاحم الثقافي والأخوي البحريني الفلسطيني بقولها: «أفتخر لأنني أحمل جواز سفر فلسطينيّاً الى جانب جواز سفري البحريني»، وسنكون دائماً نحن الأديبات والمثقفات العربيات مقصرات دائماً مهما قدمنا من عطائنا المتواضع لنسهم في التنوير ورسم المستقبل المشرق لأمتنا الإسلامية والعربية.

وعبرت الروائية السعودية سمر المقرن عن تقديرها واعتزازها الكبيرين لإصرار وثبات المرأة العربية المثقفة على أن تتحدى كل الصعاب والمعوقات وترسخ وجودها في صياغة مستقبل هذه الأمة من باب العلم والثقافة والأدب، منوهةً الى أن الساحة الثقافية والفكرية العربية شهدت تجارب ابداعية رائعة للمرأة العربية، وكلها تصب في اتجاه تعزيز الكم المعرفي الذي بواسطته يمكن بناء مجتمع قادر على البذل والعطاء بشكل مستمر.

إنتاج في ظروف صعبة

ودور المثقفة العربية له كل التقدير، وربما كان الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري تؤكد ما يجب أن يتكرر من رسائل عن هذا الدور، فهي حين استقبلت المشاركات في الملتقى الرابع للأديبات العربيات بحضور عدد من عضوات المجلس، نقلت اعتزاز قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بأن تحتضن مملكة البحرين النسخة الرابعة لملتقى الأديبات العربيات، الأمر الذي يجسّد اهتمام البلاد بالعطاء الثقافي وما يقدمه العقل العربي من انتاج فكري وثقافي نحن في أمس الحاجة اليه في ظل الظروف الصعبة التي تمر علينا في وطننا العربي.

ونوهت العربية التي تحرص على الحضور بكل امكاناتها لتؤازر وطنها ولتثبت مشاركتها، معتبرةً سلاح الكلمة اليوم من أشد الأسلحة فتكاً إذا لم يحسن استخدامه بالدرجة المطلوبة من الموضوعية والتعقل، معربةً عن اعتزازها بما يقدمه القلم العربي المسئول، وعمله على إبراز صورة المرأة العربية بالشكل المطلوب بعيداً عما نشاهده، أحياناً، من تشويه لصورتها في وسائل الاعلام، مؤكدةً أن هذه اللقاءات والتجمعات الفكرية المتخصصة إحدى الوسائل العملية التي توضح الصورة الحقيقية للمرأة العربية بطرحها وعرضها للأفكار والأعمال التي لا تأتي اليوم حكراً على أحد، ومن الضرورة بمكان أن تكون هذه الملتقيات الأدبية التي تحتضنها البلاد فرصة لمد جسور التواصل بين الأديبات البحرينيات مع أخواتهن العربيات، وتبادل الخبرات في هذا المجال بما يسمح بالانفتاح نحو الآخرين لتقديم كل ما هو جديد ومميز والاستفادة من كل ما هو مفيد ومتاح.

العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً