العدد 4049 - الإثنين 07 أكتوبر 2013م الموافق 02 ذي الحجة 1434هـ

تبذير الطاقات وتعقيد فرص الخروج من الأزمة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحديث عن «حوار التوافق الوطني» في البحرين منذ 10 فبراير/ شباط 2013 صاحبته حملات أمنية متواصلة وإصدار أحكام طويلة الأمد، إذ بلغ عدد الذين حُكم عليهم لفترات سجن طويلة جداً أكثر من 500 شخص منذ بدء هذا الحوار، والعدد يرتفع أكثر كل يوم. في الوقت ذاته، يستمر منع الحكومة لمقرر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب خوان مانديس من زيارة البحرين بحجة عدم عرقلة «الحوار»، هذا في الوقت الذي تزداد حدة الحملات الإعلامية والخطاب المستخدم في التحشيد من كل جانب، ما يجعل الحديث عن الحوار نوعاً من «السريالية»، إذ إن «مضمون» ما يجري على أرض الواقع يختلف بصورة جذرية عن «شكله الظاهري».

الواقع المعقد عالمياً وإقليمياً، وانسداد آفاق الحل السياسي محلياً، جميع ذلك ولّد حالة من التشدد، أدت إلى تراجع الأفكار التي كانت مطروحة بقوة في يونيو/ حزيران الماضي من أجل حلحلة الوضع سياسياً. وأعتقد أن أحد الأسباب في تراجع تلك الأفكار هو ما حدث في مصر في نهاية ذلك الشهر، إذ كانت هناك دعوة للتمرد على حكومة الرئيس المخلوع محمد مرسي، ومن ثم تدخل الجيش وعزل مرسي، واستلم زمام المرحلة الحالية.

وفي البحرين، سارع بعض المعارضين لتقليد دعوة «تمرد»، ولكن ما حدث في مصر انعكس على البحرين بصورة مقلوبة، وانتهينا إلى استدعاء المجلس الوطني من أجل مباركة كل الخطوات التي اتخذتها، أو ستتخذها، السلطة ضد المعارضة، سواء كانت تلك التي دعت إلى أعمال احتجاجية، أو تلك التي التزمت بالإطار الصارم المفروض على نشاط الجمعيات السياسية... وتصاعد الأمر إلى اعتقال القيادي في جمعية الوفاق خليل المرزوق.

وحالياً، فإنه لا يبدو في الأفق أي تحرك جاد لتنشيط الأفكار التي كانت ستوجه الساحة نحو الانفراج، وهناك على ما يبدو رغبة في «انتظار» مجريات الأمور، وفي الوقت ذاته تتم الاستفادة من هذا الانتظار في تنفيذ المزيد من الإجراءات المشددة وتغليظ العقوبات وتصعيد الاتهامات بحسب سيناريوهات يقترب بعضها من الخيال... إن كل ذلك ليس تضييعاً للوقت فقط، وإنما هو أيضاً تبذير للطاقات وتعقيد لفرص الخروج من الأزمة السياسية التي طالت كثيراً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4049 - الإثنين 07 أكتوبر 2013م الموافق 02 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 12:43 م

      زائر

      كلامك ينطبق علي صحبك

    • زائر 28 | 12:37 م

      حوار فى خبر كان

      صيح ان اكثر ما ذكرته يادكتور سليم ولكن كان ينقصه ان تذكر ايضا ان الحور منذوا ان بداء صاحبه حرق وتفحيرات وسد طرق ومنع الناس من الذهاب الى اعمالهم ومدارسهم ومرضاهم الى المستشفيات . اذا اردا ان نكون منصفين فيجب ذكر الحقيقه امله كما علمتنا دائما .

    • زائر 27 | 8:28 ص

      مهتم

      السؤال ما هو الفرق بين المعتقل والموقوف

    • زائر 22 | 4:32 ص

      مهتم

      عزيزي الدكتور منصور ، لماذا الاصرار بان الأخ خليل المرزوق معتقل وليس موقوف .

    • زائر 24 زائر 22 | 5:59 ص

      الى مهتم

      مشكلتكم انكم مبتدئين في السياسة وردودكم تدل على ذلك حتى يمكن تكون مو بحريني اصيل بس راح اوضح لك شغله المصريين خرجوا من اجل مطالب وكانوا ياملون في العداله ولم يتهمهم احد بالطائفيه وطالبوا
      لان الشعب من حسن حظهم كله سني نحن هنا في البحرين اللي خرج اكثرهم شيعه فاتهموا بالطائفيه لان المكون الاخر لا يريد ان يخسر بعض امتيازاته هذه كل السالفه فحكموا عقولكم قبل قلوبكم مع تحياتي لك

    • زائر 21 | 4:22 ص

      اي افكار اذا كانت النوايا تخطط لمزيد من الدمار فماذا تتوقع يا دكتور

      هناك خطط استراتيجية خطيرة تمارس على الارض تدلّل على امور ومستقبل مظلم لهذا البلد ان لم يتدارك عقلاء البلد زمام الامور من الايدي التي تريد بالبلد الخراب وزج سكانه كلهم في السجون والمعتقلات وتهجير سكان البحرين

    • زائر 17 | 2:20 ص

      منذ بداية الحراك لم تطرح اي نية صادقة لحلحلة الازمة

      مبادرة امير الكويت مرتين حسب معرفتي وغيرها من المبادرات لم تلقى اي صدى لأن الجماعة لديهم هدف واحد وهو تركيع الشعب فقط وفقط ومن يقل غير ذلك فهو واهم. هناك عقلية امنية هدفها القضاء على اي معارضة واي خروج عن خط الرأي الأحادي والتفرّد بالبلد وما ولد. تاريخه ومضارعه ومستقبله نرى بأعيننا ان وطنا يضيع ويذهب للمجهول واذا تكلم احد كلمة حق فمكانه ينتظره وعليه فراق اهله

    • زائر 16 | 2:10 ص

      استبداال

      الخروج من الأزمة يتطلب عقول نيرة.. ولكن للأسف فان هذه العقول قد ازيحت من قبل السلطة وتم استبدالها بطبول

    • زائر 15 | 1:52 ص

      سبحان اللة

      اللة قال في كتابة حتى اذا بلغت زخرفها جعلنا عاليها سافلها

    • زائر 19 زائر 15 | 2:33 ص

      لم يقل الله ذلك وتحرى الدقة واذا لم تعرف فمحرك البحث سيجلب لك الاية

      وانما قال (انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما ياكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون)الاية 24 من سورة يونس
      او اذكر معنى الاية من دون ان تقول قال الله تعالى فاذا قلت قال الله تعالى لزمك ان تاتي بنص الاية او جزء منها من غير زياة او نقصان
      وسامحني يا اخي على التعليق

    • زائر 14 | 1:32 ص

      عفوية التمرد

      إن الفكرة التي انطلقت منها دعوة التمرد ما كانت لتكون إلا نتيجة لاستمرار ذات النهج الحكومي في معالجة الأمور، ولقد كانت عفوية متعاطفة مع كل مجريات الداخل والخارج، غير أن الحكومة رأت فيها فرصة مؤاتية لفرض سياسات طالما كرستها متذرعة بأوهم الحجج مبتعدة كل البعد عما يكمن به الحل، غير أن الواقع كان غير ذلك فما حدث في أيام تمرد التي دعى لها البعض لم تتجاوز بعض التجاوزات. فمن الملام؟!

    • زائر 13 | 1:10 ص

      من بركات الغطاء السياسي الأمريكي

      لا يمكن أن يستمر هذا الوضع من دون الغطاء السياسي الأمريكي لحكمة البحرين الصديق والحليف ومقر قيادة الإسطول الخامس وبلد إتفاقية التجارة الحرة كل هذا يعزز عدم الإستقرار واستمرار القمع ولكي تكتمل الطبخة يأتي التمييز والتجنيس الذي يعد من أنواع الإبادة حسب الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والتي هي فضل أمريكا حاليا في الثلاجة، لو كانت أمريكا جادة في دعم الديمقراطية لن تحتاج سوى اتصال بالتلفون فقط وتنتهي أزمة شعب البحرين

    • زائر 12 | 1:04 ص

      اين العدالة

      يا دكتور إذا قلنا لا العدالة في هذا البلد قالوا إذهبوا الى إيران كأننا نعرف إيران

    • زائر 11 | 12:52 ص

      المختار الثقفي

      تحليل جدا منطقي للوضع .... ولكن طمبورها

    • زائر 9 | 12:07 ص

      وما حدث في نهاية أزمة التسعينات ليس ببعيد.. توكلنا على رب العباد للفرج عن أهل البلاد..

      تنفيذ المزيد من الإجراءات المشددة وتغليظ العقوبات وتصعيد الاتهامات بحسب سيناريوهات يقترب بعضها من الخيال ...

    • زائر 8 | 12:00 ص

      شكرا لك يادكتور على هذه الافكار النيرة

      واوافقك الراي بان الافق مسدود ولا يوجد نسبة 1% لدى السلطة بتغيير الواقع ولو استطاعو محوك من خارطة الوجود لفعلو وهاهم يفعلون بطرق اخرى باحلال شعب مكانك فالحل بيد الله ولا مهرب من عدله والكون كله بقبضته فليس لنا رجاء غيره فقد تكالبت الدنيا باجمعها علينا فجميع الانظمة الغربية والشرقية والاسلامية والعربية الجمهوري منه وغير ذلك كل اولئك وقفو ضدنا وفتحت خزانات الدول على مصراعيها وسخرت الاموال واشتغلت ماكينة الاعلام باقصى سرعتها من اجل اخماد صوتنا ومحونا من الوجود فمهما كتبت يادكتور لن يسمعك احد

    • زائر 7 | 11:34 م

      كثر الله من امثلكم ايها الدكتور

      يابن الوطن المخلص وابن المخلص رحمه الله تعالى لايكل قلمك ولايجف ان شاء الله تعالى وانتى تسعى الى ان يجد لهذا الوطن حلا يخذه الى بر الامان والسلامة فشكرا لكم ودمتم موفقا .

    • زائر 6 | 10:45 م

      سد الافق

      الحوار حاجة امريكية غربية لايهام اطراف ان عملية سياسية تحضر و قبلت المعارضة يالضغط

    • زائر 5 | 10:27 م

      @

      ازمة البحرين بين خيارين اما ان تستجيب السلطة لإرادة الشعب بمحض ارادتها وهذا مستبعدا او يفرض الحل من الخارج وتكون بالتالي مجبرة ومرغمه على تلبية مطالبه وحقوقه ..

    • زائر 4 | 10:19 م

      عقلية

      السبب الذي جعلك تقضي أنت وكثيرون حياتهم في الغربة مهجرين ومغتربين هو ذاته السبب .. لم يتبدل وهو ذاته الذي يعيد انتاج المأساة .. لقد ابتلى الله هذا الشعب بمحنة ونسأله أن يلهمه العزيمة لتحقيق النصر وفك قيد العبودية الذي طال

    • زائر 3 | 10:09 م

      وهناك على ما يبدو رغبة في «انتظار» مجريات الأمور

      يعني الحل ليس داخليا (ما لهم نية في الحل ) والحوار نوع من التمرد طويل الأجل
      اي الحل ينتظر التغييرات الأقليمية او بمعنى التقارب الايراني الأمريكي

    • زائر 2 | 10:09 م

      سيفرض الحل على الأغبياء

      التخبط في الظلام لابد أن ينتج ما لا يشتهيه العمي .. وهذا ما سيحصل لمن لا يجيد قراءة مجريات فاقعة الوضوح بالمنطقة مدعيا الحنكة والباع الطويل في السياسة .. هذا هو نتاج تسليم زمام الأمور لعجوز خرف أعماه الحقد

اقرأ ايضاً