في ما يلي مقتطفات من المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر والمتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية والتواصل الدولي للولايات المتحدة. يتوفر مقطع فيديو للمؤتمر الصحفي ونص تصريحات الرئيس على موقع البيت الأبيض.
قاعة جيمس إس برادي للمؤتمرات الصحفية
الساعة 2:15 بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة
الرئيس: طاب مساؤكم، جميعًا. إنني حريص على تلقي أسئلتكم، ولذلك سأحاول أن أوجز في البداية.
...
روبرتا رامبتون
سؤال: شكرًا. لقد تحدثتم قليلا عن ضربة للمصداقية حول العالم تسبب فيها هذا المأزق. وأنا أتساءل عما تقولونه أنتم وحكومتكم للدائنين الأجانب القلقين- الصين واليابان- الذين يتصلون ويسألون عما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تتجنب التخلف عن سداد ديونها.
الرئيس: حسنًا، لن أكشف عن أي محادثات محددة. ولكن رسالتي إلى العالم بكل وضوح هي أن الولايات المتحدة دائمًا تسدّد التزاماتها المالية وأنها سوف تفعل ذلك مرة أخرى. ولكن أعتقد أنهم لا ينظرون فقط إلى ما أقول، إنما ينظرون إلى ما يقوم به الكونغرس. وهذا الأمر في نهاية المطاف عائد إلى رئيس مجلس النواب بينر.
هذا لن يؤدي إلى حل، فنحن لسنا بصدد تهدئة الدائنين حتى يروا رئيس مجلس النواب بينر يقر مشروع قانون يعيد فتح الحكومة ويخول لوزير المالية دفع التزاماتنا في وقتها المحدد. وإلى أن يروا ذلك، فسوف تكون هناك غمامة تلقي بظلالها على مصداقية الولايات المتحدة الاقتصادية.
ولكنها ليست غمامة لا يمكننا التعافي منها. أعني، لقد مررنا بذلك من قبل. وكل بلد- وعلى وجه الخصوص كل ديمقراطية- لديها منازعات وخلافات على الميزانية، وأعتقد أن معظم قادة العالم يفهمون ذلك. هم أنفسهم خبروا ذلك إذا كانوا في دولة ديمقراطية. وأعتقد أن ما لم تروه من قبل، من وجهة نظر كثيرين من قادة العالم، هو فكرة أن حزبًا واحدًا في الكونغرس قد ينسف كل شيء إذا لم تتجه الأمور نحو ما يريدون. إنهم لم يشهدوا ذلك أبدًا من قبل. وذلك يجعلهم متوترين، لا سيما في ضوء ما حدث في العام 2011.
...
مارك لاندلر
سؤال: شكرًا لك، سيدي الرئيس. هذا الأسبوع، زار الرئيس الصيني العديد من الدول الآسيوية التي كنتم ستذهبون لزيارتها، واضطررتم إلى إلغاء ذلك بسبب الإغلاق الحكومي.
الرئيس: هذا صحيح.
سؤال: والرئيس الصيني لعب دورًا كبيرًا في قمتين إقليميتين كانت حكومتكم قد وضعت أولوية كبيرة عليهما كونهما جزءًا من المحور الآسيوي الأشمل. فهل تستفيد الصين من الفوضى في واشنطن؟ ثم، بصورة أوسع نطاقًا، ذكرت أن ذلك بصفة عامة يضر بسمعة الولايات المتحدة في الخارج. هل من أمور معينة يمكنكم أن تشيروا إليها حيث لمستم بعض الضرر حتى الآن؟ وما يتبادر إلى ذهني هو الصفقة التجارية التي حاولتم إتمامها في آسيا. والقادة (في بالي) أعلنوا اليوم أنهم ما زالوا راغبين في عقدها لكن لم يعد بمقدورهم القول إنهم يريدون إنجازها بحلول نهاية العام الحالي. لو كنت حاضرًا في القمة هل كنتم، باعتقادكم، ستقدرون على إعطائها دفعة إضافية؟
الرئيس: أعتقد أن هذا مثال عظيم، ونحن لا نعلم. لكن عدم حضوري لم يكن عاملا مساعدًا من أجل التيقن من أننا مضينا وعقدنا صفقة تجارية كان من شأنها أن تفتح الأسواق وأن توجد فرص عمل في الولايات المتحدة وتضمن أن الدول تتاجر معنا بصورة منصفة في السوق الأكثر ديناميكية والأسرع نموًا في العام. فنعم، كان يجب أن أكون حاضرًا هناك.
لكن بإمكاني أن أقول لك ما يلي: لأنني اعتذرت لبعض الدول المضيفة فقد تفهّمت تلك الدول أن الشيء الأهم الذي يمكنني القيام به من أجلها، والشيء الأهم الذي يمكنني القيام به من أجل علاقاتنا الثنائية ومن أجل سمعة أميركا هو التيقن من أننا سنعيد فتح أبواب حكومتنا وألا نتخلف (عن سداد مستحقاتنا المالية).
لهذا فإنني لا أعتقد أن ذلك سيخلف ضررًا يدوم لفترة طويلة. وكما ذكرت، إذا تعاملنا مع هذا الأمر كما ينبغي أن نفعل، فإن الناس في جميع أرجاء العالم سيعزون ذلك للفوضى المعتادة في عملية الديمقراطية الأميركية لكن ذلك لن يخلف ضررًا مستديمًا.
على المدى القصير يمكنني أن أصف الوضع بالفرص المفوّتة. فنحن ما نزال البلد الوحيد الذي لا يمكن الاستغناء عنه. وهناك بلدان عبر آسيا رحبت بدورنا المحوري لأنها تريد التعامل تجاريًا معنا وهي معجبة باقتصادنا وبروّاد أعمالنا وتعرف أن نموّها سيكون مرهونًا بالعمل معنا. وهي تحرص على مناخ الأمن الذي حافظنا عليه وساهمنا في الحفاظ عليه، وحرية الملاحة وحرية التجارة وهو ما يعنيهم كثيرًا. فالأمر ليس وكأن أمام هذه الدول أماكن أخرى ستذهب إليها. فهي تريدنا أن نكون حاضرين وتريد أن تعمل معنا.
لكن في كل من هذه الاجتماعات الكبيرة التي نحضرها حول العالم، يتم عقد صفقات كثيرة. وبنفس الطريقة التي يتبعها رئيس مجلس إدارة شركة، إذا أرادت شركته أن تعقد صفقة، فإن إتمامها لا يكون عن طريق الهاتف. إنما يريد أن يحضر شخصيًا، وأن يكون هناك من يستطيع أن تتلاقى نظراته معه، وأن يحدّثه عن أهمية الصفقة وأن يصافحه بعد ذلك. والشيء نفسه ينطبق ويصح بالنسبة للزعماء العالميين.
والغريب هو أن فرق عملنا تفعل أكثر من أي جهة أخرى من أجل تنظيم الكثير من هذه المحافل المتعددة الأطراف، ووضع جدول أعمالها. أعني أننا في نهاية المطاف ننخرط أكثر بكثير من الصين، على سبيل المثال، في وضع جدول الأعمال والدفع قدمًا بهذه الأمور. إذن،... فإن الأمر يبدو كما لو أنني تغيبت عن حفل أقيم لي. وفي اعتقادي أن من شأن ذلك أن يولّد إحساسًا بالقلق من جانب الزعماء الآخرين. ولكن بمجرد أن نستطيع تجاوز ذلك، فإنهم سوف يتفهمون الأمر، وسيتمكنون، حسب اعتقادي، من إنجاز هذه الصفقات.
------
سؤال: سيدي، سؤال للمتابعة فقط- لقد سألت خصيصًا عن الصين، وإنني أتساءل: إلى أي مدى ستكون خسارتنا ربحًا لهم.
الرئيس: إنني متأكد من أن الصينيين لا يمانعون البتّة في عدم وجودي هناك الآن، من حيث أن هناك مجالات نختلف إزاءها، وهم يستطيعون شرح وجهات نظرهم دون أن يتعرضوا لرد قوي بسبب غيابي... لكن وزير الخارجية كيري موجود هناك، وإنني متأكد من أنه يؤدي دورًا عظيمًا.
غير أنني قلت أيضًا إن تعاوننا مع الصين ليس معادلة صفرية يكسب فيها طرف كل شيء بينما يخسر الطرف الآخر كل شيء. هنالك مجالات عديدة نتفق فيها مع الصينيين. إلا أن موضوع التجارة، وعلى وجه الخصوص، مجال نحاول فيه تحسين معايير حماية الملكية الفكرية، على سبيل المثال؛ مما يخلق أحيانًا مشكلة كبرى في الصين. فإذا تمكّنا من إبرام اتفاقية تجارية مع جميع الدول الأخرى في آسيا، وكانت هذه الاتفاقية تنص على ضرورة حماية الملكية الفكرية، فإن ذلك سيساعدنا في مفاوضاتنا مع الصين.
-----------------
الرئيس: ستيفن كولينسون.
سؤال: شكرًا السيد الرئيس.
الرئيس: إنني آخذ الأسماء حسب ترتيبها في القائمة التي معي، أيها الصحب. وجهوا شكاواكم إلى جاي. (ضحك).
سؤال: توحي العمليات الجارية في القارة الأفريقية خلال هذه العطلة الأسبوعية بأن القارة أصبحت الآن الجبهة المركزية في الحملة على الإرهاب؛ وإذا كنا سنشهد عمليات عسكرية أميركية في شتى أرجاء القارة، فكيف يتواءم ذلك مع رأيكم الذي تجادلون به عن أنه لا يمكن للأميركيين أن يخوضوا حروبًا إلى الأبد؟
الرئيس: حسنًا، إذا اطلعت على الخطاب الذي ألقيته في كلية الدفاع الوطني قبل عدة أشهر، فسوف ترى أنني شرحت نظرتي للتحول في أنماط الإرهاب حول العالم، وكيف ينبغي علينا الرد عليه. ومما قلته آنذاك هو أننا قد اجتثثنا قلب القاعدة الذي كان يعمل في المقام الأول بين أفغانستان وباكستان. ولكننا الآن نواجه جماعات إقليمية، بعضها ينحصر نشاطه في أماكن محلية. وقلة من هذه الجماعات لديها القدرة على الانطلاق إلى ما وراء حدودها، ولكنها تستطيع إلحاق الكثير من الدمار داخل حدودها.
وأفريقيا هي واحدة من الأماكن التي نرى فيها، في بعض الحالات بسبب الافتقار إلى القدرة من جانب الحكومات، وفي بعض الحالات لأنه يكون من السهل على الأشخاص الاختباء في الأراضي الشاسعة ذات الكثافة السكانية القليلة، نرى وجود تجمعات لبعض هذه المجاميع (الإرهابية). وإننا سنواصل ملاحقتهم.
ولكن هناك فرق بين قيامنا بملاحقة الإرهابيين الذين يخططون ويتآمرون مباشرة لإلحاق الضرر والأذى بالولايات المتحدة، وبين التورط في الحروب. فمخاطر الإرهاب وشبكات الإرهاب سوف تستمر لبعض الوقت في المستقبل. إذ لا بد أن تكون هناك خطة طويلة الأمد لا تستند فقط على أساس عسكري؛ وإنما يتوجب علينا الانخراط في حرب الأفكار في المنطقة، والانخراط مع البلدان الإسلامية ومحاولة عزل العناصر المتطرفة التي تلحق الأضرار بالمسلمين أكثر من أي شخص آخر. ويجب علينا التفكير في التنمية الاقتصادية، لأنه على الرغم من أنه لا توجد هناك علاقة مباشرة بين الإرهاب والاقتصاد، فلا شك أنه عندما تتواجد أعداد كبيرة من الشبان العاطلين عن العمل وغير المتعلمين في المجتمعات، فإن الاحتمال يكون أكبر أمام الإرهابيين لاستقطاب المجندين.
ولكنه حينما تكون هناك مؤامرات وشبكات نشطة، فإننا سوف نقوم بملاحقتهم وتعقبهم. إننا نفضل إقامة الشراكات مع البلدان التي يحدث فيها ذلك بقدر ما نستطيع، ونحن نريد بناء قدرات هذه البلدان. ولكننا لن نضحي بدفاعنا من أجل الدفاع عن الآخرين.
وأود أن أقول، بالمناسبة، إن العمليتين اللتين نُفّذتا في كل من ليبيا والصومال تشكلان نموذجين للمهارة الاستثنائية والتفاني والموهبة التي يتحلى بها رجالنا ونساؤنا في القوات المسلحة. إنهم يؤدون واجبهم على خير ما يرام وبدقة فائقة، معرضين أنفسهم لمخاطر جمّة. وأعتقد أنهم يشكلون قدوة حسنة لنا نحن الموجودون هنا في واشنطن ينبغي أن نقتدي بها.
سؤال: السيد الرئيس، هل عملية القبض على الليبي تتماشى مع القانون الدولي؟
الرئيس: إننا نعلم أن السيد الليبي خطط وتآمر وساعد في تنفيذ مخططات قُتل فيها المئات من الناس، وعدد كبير من الأميركيين. وتتوفر لدينا أدلة قوية على ذلك. وسيتم تقديمه للعدالة.