العدد 4057 - الثلثاء 15 أكتوبر 2013م الموافق 10 ذي الحجة 1434هـ

نموذجان للعمل «غير السياسي»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كان من المفترض وبحسب ما عُمِّم، نشر، وروج له أن نشهد غداً الخميس (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) اعتصاماً أمام منزل السفير الأميركي لدى البحرين توماس كراجيسكي.

إلا أنه وكما توقع الجميع أن تلك الدعوة التي روج لها عقيد أمني سابق باسم الدين باءت بالفشل، تحت ذريعة التأجيل، أو نقله إلى مكان آخر، وهو ما أفقد الدعوة قوتها وعمقها، إن كان لها ذلك.

ولأن الداعي للاعتصام عقيد سابق في الجهاز الأمني، فهو أعلم بأن هذا الاعتصام لن يكون ولن يحدث أبداً، مهما كان، وأنه غير قادر على تنفيذه ولو كان بمفرده.

العقيد السابق توعّد السفير الأميركي بتطبيق «الواجب الديني» في حال استمر ما اعتبره «أذى للمسلمين»، على حد قوله، ولذلك فله الحق بالاعتصام عند منزل السفير، ومع ذلك تراجع عن دعوته عارفاً بأنه عاجز عن الوفاء بوعده.

كان من المفترض أيضاً، بعد شهر رمضان الكريم أن يرسل رئيس تجمع الوحدة عبداللطيف المحمود، عريضته الشعبية إلى الإدارة الأميركية من أجل طرد السفير الأميركي في البحرين وتغيير سياساتها.

المحمود توقع أن يتم الانتهاء من عريضته خلال الشهر الكريم على أن ترفع إلى الرئيس الأميركي بعد الشهر الفضيل، على حد قوله، للاحتجاج على تدخلات وتجاوزات السفير في الشأن الداخلي البحريني.

الواقع يقول إن التيار المؤيد لاستمرار الأوضاع على ماهي عليه يقوده أشخاص يلعبون بـ «البيضة والحجر»، لا يزِنون ما يقولون، ولا يفون بما يعدون، فلا العريضة الشعبية أنجزت، ولا الاعتصام أمام بيت السفير الأميركي سيحدث.

في يوم الأربعاء (14 أغسطس/ آب 2013) زار المحمود مجالس مدينة حمد، وأطلق تصريحاً «جميلاً» وثَّقه الحساب الخاص للتجمع، وهو أن «العمل السياسي فُرض عليه بحيث لا يؤخذ على حين غرّة»، وهو الأمر الواضح أن المحمود لم يكن له في السياسة شيء من قبل، وما قوله إنه «فُرض عليه» إلا حقيقة مطلقة واضحة.

العقيد السابق هو الآخر لم تفرض عليه السياسة، بل يريد أن يفرض نفسه عليها، ليجعل من نفسه قائداً ضمن مشروع «مؤزمين»، إلا أنه حتى الآن عجز عن بلوغ ذلك، حتى بعد أن خطب في مصلين وتحدث لهم عن الدين وشرع الله، وحتى بعد أن وصف الأهالي بـ «المرتزقة» من داخل مركز الشيخ إبراهيم الثقافي في حادثة شهيرة.

من الغباء أن يعتقد العقيد الأمني السابق أنه أصبح قائداً سياسياً، يمكنه أن يحرك قواعد بذرائع دينية لأهداف «تأزيمية» مكشوفة للجميع.

من الخطأ أن يعتقد المحمود بأن الناس ستنسى عريضته الشعبية، وستغفر له زلته السياسية، حتى وإن حاول إقناع قواعده بأن الهدف من العريضة بلغ الإدارة الأميركية، دون الحاجة لإرسال عريضته لها.

المحمود تحدث في مجلس الدوي بالمحرق (24 أغسطس 2013) عن صدور أوامر من الإدارة الأميركية لسفيرها في البحرين بمنع العريضة الشعبية، التي لا تهدف فقط إلى «طرد السفير الأميركي، بل تغيير السياسة الأميركية».

ربما أن السفير الأميركي «نجح» في منع العريضة الشعبية، ولذلك صمت المحمود عن الحديث عنها، ولكن أثر المحمود على السياسة الأميركية نعرفه بعد شهر كامل من حديثه، عندما وقف الرئيس الأميركي باراك أوباما في (24 سبتمبر/ أيلول 2013) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ليتطرق للشأن البحريني، ويصف ما يحدث في البحرين بـ «توتر طائفي»، بل يربط الأزمة البحرينية بالأزمة العراقية والسورية، ويعطيها بعداً إقليمياً، في تغير سياسي «غير متوقع» أربك السلطة ومواليها.

ما يمكن أن نخلص إليه من الموقفين السابقين هو أنه لن تكون هناك عريضة شعبية بحرينية ترسل إلى الإدارة الأميركية لطرد السفير، ولن يكون هناك اعتصام أمام منزل السفير لـ«تطبيق الواجب الديني».

العقيد السابق والمحمود نموذجان للعمل «غير السياسي»، الذي يمارس على فئة من أبناء هذا الوطن، نموذجان لعدم الفهم واستيعاب الدروس، وحتى فهم طبيعة القواعد التي يتعاطون معها ويسعون للتأثير عليها.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4057 - الثلثاء 15 أكتوبر 2013م الموافق 10 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 7:04 ص

      الاموال التي حصلو علية ليس لها مثيل

      المحمود والمتقاعد هم من حصلوا على اموال والضحية الشعب وفي النهاية الهروب وغسل الاموال

    • زائر 34 | 5:45 م

      اوسمه أمريكية

      لا ننسي الأوسمة التي تقلدت بها في يوم من الأيام والآن تحاربهم،

    • زائر 33 | 11:33 ص

      كونوا احرار في دنياكم

      كل يوم تبين لنا ان هولاء عندما يتكلمون عن شئ لايستطيعون تنفيذه هل ياتري الخوف الذي ساكنا في قلوبهم ام الاوامر العليا هي التي مسيطرتنا عليهم

    • زائر 32 | 6:14 ص

      تسلم

      تسلم عزيزي، والله خايفين عليك... يتعرضون لك في يوم من الايام، الله يحفظك ويسدد خطاك على طريق الحق....جميل الدرازي

    • زائر 31 | 5:49 ص

      جماعة الفاتح كونوا أحرارا في دنياكم فلا تدعوا أمثال هؤلاء يتلاعبون بكم

    • زائر 30 | 4:50 ص

      وازيد من الشعر بيتاً

      ازيدك من الشعر بيت يا اخ هاني الفردان و لا اعتقد انه يخفى عليك ، و هو انه بعد التفجير الارهابي المزعوم في الرفاع قال المحمود بأنه سوف يأم صلاة تراويح ( مركزية ) وبعد ايام خرج لنا بتصريح قال فيه تم تأجيل الصلاة و السؤال هنا هل سوف يصلي التراويح في ايام الفطر مثلاً ؟

    • زائر 29 | 4:33 ص

      انا لا اعتب على هؤلاء ولكني اعتب على الشعوب التي تقبل الاستحمار في هذا الزمن

      في الأزمنة السالفة كان الانسان يعذر لتخلفه بسبب الجهل وعدم توفّر المعلومات ولكن في زمن العلم والعولمة ويبقى البعض قابلا للاستحمار وان يصبح مطية في يد الآخرين يحركونه كأوراق اللعب فهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق. وصدق الشاعر حيث قال (يا امة ضحكت من جهلها الامم)

    • زائر 28 | 4:24 ص

      بنشوف .....

      نعم بنشوف فزعتهم ....

    • زائر 27 | 4:05 ص

      الله بالمرصاد لمن فسد عمله

      العقيد السابق والذي يتمظهر بالدين الإسلامي ويلتحف عباءة الطائفية البغيضة وامتهن فتح البارات والمراقص وهو على راس وظيفتة السابقة حتى نزل علية الإلهام بعد عودته المخزية مارس بذاءاته اللفضية في السابق حتى على رجال الدين ولكن الله يمهل ولا يهمل

    • زائر 26 | 3:55 ص

      ...

      مقال اكثر من رائع ما يحزن فعلا كيف يرضى البعض بأن يتحول شخص معروف بدنائته وارتكابه المنكرات والفواحش وبنى ثروته بسرقة ضحاياه يوم كان عقيد في الامن كيف اصبح داعية ورجل دين يوصف بفضيلة الشيخ الدكتور .كيف تنطلي هذه الالاعيب عليهم ليصبح امثال هؤلاء يقودون الساحة الدينية . اعجب من هكذا عقول!!

    • زائر 25 | 3:21 ص

      الصاق انفسهم بالدين واين هم من الدين

      عندما يتحدث شخص عليه توابع وقضايا وقد تم العفو عنه بمرسوم فمثل هؤلاء الاشخاص لا يجب ان يسمحوا لأنفسهم بالظهور على انهم قادة الاسلام ويمثلون اي قيم دينية او اخلاقية ويحمدوا الله ان فلتوا بقضاياهم من خلال مراسيم والا فالقضاء كان يطارهم الى درجة الهروب الى خارج البلد. ومن هو في هذه الحالة كيف يتقبله الناس بأن يظهر هو المصلح الديني؟ لا مشكلة في التوبة ولكن للتوبة شروط وهي اعادة حقوق الناس

    • زائر 23 | 3:17 ص

      العقيد الأمني المفروض عليه ان ينكفيء ولا يظهر بأي مظهر

      لقد كان هذا العقيد في فترة من الفترات مطلوبا للعدالة وقد فرّ من ذلك وعاد . ومن يكن بهذه الصورة فلا يحق له العودة الى واجهة الحياة وعليه ان ينكفيء ولا يظهر ان كانت له ذرّة من الحياء . لأن هناك قضايا هو مطلوب فيها وتم العفو عنه. فهل العفو عنه مقابل ان يكون اداة طيعة مرة اخرى لاهداف بعض السياسيين؟

    • زائر 22 | 3:12 ص

      المصلي

      أخي هاني كل عام وأنتم بخير ما سمعت عن المثل الشعبي ماذا يقول (بكحلها عماها) هذا المثل ينطبق تماماً على هؤلاء النماذج عقيد أمني ملطخه يداه القبيحتين بدماء الأبرياء والفالت من العقاب وسيلقى عقابه في الدنيا قبل الآخرة أنشاء الله والشخص الثاني مايطلق عليه في المسطلح الجديد شيوخ الدين الرموت كنترول وعاظ السلاطين الذين قال فيهم مولانا الأمام الحسين عليه السلام ( الدين لعق على السنتهم يحيطون به مادرت معائشهم فأذا محصوا للبلاء قل الديانون) نعم هؤلاء هم يلبسون عباءة الدين للمتاجرة بها فقط ويقتاتون بجماجم

    • زائر 21 | 3:09 ص

      لأ لأأأأأأأأأأأأأأأأأأ.... وينهم و يين السياسه

      على قولتنا هذلين تعو تعو ..برو برو

    • زائر 19 | 2:40 ص

      مابالهم يسلمون عقولهم لمنتحلي صفة التدين وكأن لا عقول لهم؟!!وهم يرون تهافت هوؤلاء على مصالحهم الشخصية دون مصالحهم ؟!!!!!!!

    • زائر 17 | 1:59 ص

      هناك من يحركهما يمين وشمال بالرموت كنترول .. لكن السؤال هو:

      إلى متى يستمران بتحريك من يتجمع معهم يمين شمال، أمام خلف، فوق تحت
      .
      والله حيروا الجماعة
      .
      يا ناس قولوا لينا
      .
      أنتم وين رايحين.
      . هاهاهاهاهاهاهاها.

    • زائر 16 | 1:45 ص

      دائماً فاضحنهم

      لا تعريهم وتحرجهم ترى ربعهم يعرفون بس انت تعرف بعد الاسباب الا تخليهم قيادات من ورق

    • زائر 15 | 1:44 ص

      مقال رائع

      كل عام وانت بخير... مقال رائع

    • زائر 14 | 1:39 ص

      عيدك مبارك

      بوركت يافردان

    • زائر 13 | 1:03 ص

      ليس مجرد مزحة

      بل من يحركهما هو من لا يجيد اللعب السياسي بالرغم من انه تراكم عليه الدهر، يتعامل بسياسة الانتقام ....شكرا لكل معتقل.... شكرا لكل عوائل الشهداء على صبرهم

    • زائر 12 | 12:16 ص

      روووعه

      كلامك مو بس في الجبهه إلا بط الجبهه

    • زائر 11 | 12:14 ص

      المثل يقول

      من دخل في شئ لا يعنيه خرج بشئ لا يرضيه. وما هما من دون وعي ولا معرفة هذا هو حالهم أين ما توجد مشكلة يسارعون في تأزيمها
      وما بّني علي باطل فهو باطل. ولن يفلحوا في ما يريدون

    • زائر 10 | 12:07 ص

      يدورون ما دارت معيشتهم

      لا دين و لا سياسة بل تخبط واضح لكثرت الكذب و الافتراء

    • زائر 8 | 11:50 م

      المصريين يسمون هذا النوع من الناس

      "كذابين الزفه" يتأجرونهم ألناس إذا عندهم زفه معاريس علشان يزيدون عدد الناس و يسوون ضجه في الشارع و عند الموت يتأجرونهم علشان يصيحون و يلطمون من أجل التأثير على الجماهير ... في النهاية هم يأدون عمل و يقبضون فلوس

    • زائر 7 | 11:36 م

      فاقد الشيء لا يعطيه..

      وهما كذلك نودجان لمشكلتان، إحداهما تتمثل في القيادة، والأخرى في الوعي الديني، وكلاهما سقطا فيهما، ونالا عدم بلوغ شيء منهما

    • زائر 6 | 11:13 م

      مسمار

      في قول مشهور لدي العرب يقول رحم الله امرء عرف قدره نفسه بهذا المقال يا ولد الفردان لو انا منهم استحي اطلع من بيتنا اشلون لي وجه اطالع الناس 

    • زائر 5 | 11:11 م

      رموت كنترول

      أحد سأل كم حسابهما ورصيدهما بنايات و أراضي وارصدة في البنك بأرقام خيالية

    • زائر 4 | 11:05 م

      الدرس

      احسنت استاذ هاني على هذا المقال الرائع جدا ولكن الدرس هو ان امثال هؤلاء مكانهم الطبيعي يكون بمزبلة التاريخ

    • زائر 3 | 10:32 م

      قرأت بيان العقيد السايق خيل ان الظًواهري كاتبه.

      لو كان لصاحب البيان قوة تأثير لاصبحت حياة السفير الامريكي مهددة بعمل ارهابي لما تحمله من معاني التأجيج و الوعيد بالجهاد و صد العدوان و المؤامرة و صور السفير انه يعمل ويكيد للاسلام واهله. والتأجيج ضد المواطنين الشيعة اصبح لازمة بيانلته

    • زائر 2 | 10:26 م

      لا يكلف الله نفسا الا وسعها

      من تتحدث عنهم احجامهم معروفة وقدراتهم محدودة وادوارهم مرسومة ويعتقدون بوفائهم بالدور ( أ ) سيفتح لهم الطريق ليحربوا غيره ونسوا أو تناسوا أنهم أشبه بالكبارس في الأفلام المصرية متى ما انتفت الحاجة إليه وكن لموقف ومشهد إخر الا أنه يصر على لعب دور في العرض المسرحي المطول في البلد ليضاف اسمه ضمن القائمة فليطمئنوا بأنهم سيكونونون بداية القرابين التي سيكفر بها فلا يستعجلوا فمن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانهوفي التروي السلامة.

    • زائر 1 | 9:52 م

      صح لسانك

      أحلف با الله بأن هذا الكلام منزل ولكن من الفردان فصح لسانك وحجب الله اعين أعدائك عنك يا فردان فكلامك أبوا الصح.

اقرأ ايضاً