العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ

الأمراض النفسية والطرق الملتوية للهيمنة على المرأة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تتابعاً للحديث عن الامراض النفسية للمجتمعات وما يدور في كواليس حياتنا من حكاياتٍ متنوعة تفرض جدالاً وشروطاً من القوانين والاحكام التي نعيشها ما بين الثقافة العامة والدينية على وجه الخصوص! والتي باتت تتصدر وتهيمن على معظم تصرفات البشر والتي نمر بها في ايامنا الحالية. وسوف اتناول بعضاً منها للأهمية ونظراً إلى اننا اصبحنا جميعاً نعاني الانفلات الديني في وسط صخب الربيع العربي!

هذا الربيع والذي اصبح شتاءً قارس البرودة بسبب المؤامرات الخارجية والداخلية وعدم النضج الثوري للشباب! والذي اعطى عمره فداءً للوطن ولم يدرك ان هنالك وحوشا يختبئون تحت التراب ليغتالوا ثورتهم! واهدافها الحقيقية فتمحورت وابتعدت عما كان متوقعاً. لها من تغير وتطوير من السمو للنهوض بمجتمعاتنا بعد ان تمادت في النوم والكسل! واستهلاك جهود الآخرين في شراء كل شيء من الابرة الى الطائرة ونحن نعيش بلا انتاج أو صناعة ونُحارَب من كل صوبٍ! فبتنا ابد الدهر شعوبا تعيش لتأكل وليست شعوبا تأكل لتعيش وتنتج أو تفيد الآخرين.

وابدأ بظروف المرأة ومعاناتها اجتماعياً وعائلياً وكيف ان حياتها مهددة من رجال الدين المتشددين والذين يستعملونه كستارة ولتغطية عيوبهم النفسية والشخصية! ولفرض طقوسهم على العامة وتعويض نواقصهم وتحقيق السيطرة والولاء والتي تؤدي الى الشعور اللاواعي للنفوس المريضة؟! بالانتصار! ومنها الفتاوى يميناً وشمالاً وفي كل صغيرة وكبيرة! وتحليل وتحريم الاشياء وبحسب متطلبات المواسم! أو بحجة اللجوء الى بعض النصوص لما قبل التاريخ وتدويرها وفرضها! في عصر التقدم الحضاري الالكتروني والصعود الى الفضاء.

واشغال الناس بأمورٍ هامشية وقد لا تزيد أو تُنِقص من ايمانهم! وعلى سبيل المثال طريقة لبس الحجاب وانواعه وملمسه والوانه! وان الاسود اكثر قبولاً! والاحمر مكروه، الخ! وكمية الشعر المسموح اظهاره من تحت الحجاب! حتى لا تدخل المرأة الى جهنم! والاظافر وطولها، أو صبغها أحلالٌ ام انها تنقض الوضوء وبالتالي لا تصح معها الصلاةَ!

وهل يا ترى تكحيل العيون والمكياج من الفروض اليومية كما يبدو ونراه على معظم، المحجبات والمنقبات! أو ان وضعه ليس بحرام شرعاً، وانه غير محبوب فقط! الى ما الى ذلك من المصنفات المجنونة!

وتثبيت خُرافاتٍ اجتماعية لا يمكن للعقل الواعي المثقف تصديقها والبدع! من انواع الزواجات المؤقتة! والفتاوى الاكثر غرابة! وان لكل طائفةٍ فتوى! تختلف بتحريمها وتحليلها للاشياء! وباشكالٍ لا تتناسب اطلاقاً مع حرية المرأة وكرامتها!

من زواج المُتعة والسفر (المسيار) وانتشار زواج الجهاد بعد جهاد المقاومة في سورية! في المخيمات مع اللاجئين المساكين! وقد يكون الزواج لعدة ايام أو ليومٍ واحياناً لنصف ساعة! ولقضاء حاجةً! وقد ينتج عنها ثمار واطفال ابرياء! لا يعرفون آباءهم ونساءٌ يبتلين بأطفالٍ بلا عائل.

ان هذه الفتاوى هي جرحٌ غائر لنساءٍ اليوم! من مربياتٍ فاضلات لاجيالٍ سيصعدون للقمر وسيفتتون السحاب لانزال المطر! أو طبيباتٍ ومهندساتٍ بارعات الخ.

والغريب ان معظم هذه الاجتهادات هي لامتاع الرجل وتحقيق شهواته فقط!

ولم ُتترك مناسبة لتحليل المعاشرة الا وقامت الفتوى فيها! ووجدوا حلاً لكل مناسبة وظرف يود الرجل فيه معاشرة امرأة!

وقد يكون لغرضٍ مادي بحت وباستغلال الظروف العصيبة التي يمر بها اللاجئون! أو ان يكون لديهم ازدواج في شخصياتهم ضد المرأة بسبب أمراضٍ نفسية متأزمة جنسياً منذ سنوات الطفولة والمراهقة! أو لفشل زواج، أو في الدراسة! وَتفوق اخواتهن عليهن! ومهما كانت الاسباب فجميعها مُرٌ وغير مقبول!

وقد تتجذر هذه العُقد وتبقى مخزونة في عمق الذاكرة وتتسبب في الكثير من القهر والحرمان، حينما يتسنم هؤلاء المرضى المناصب وزمام الامور! فيعيثون في الارض فساداً.

واما النساء من الضحايا ممن اضطرتهن الظروف في العيش في هذه البيئة المريضة! ومع الأهالي ممن حرموهن من التعليم المتفتح والواعي لابسط حقوقهن الانسانية! يجعلهن يعشن في خوف ورعب من الحياة لإرضاء شهوات الرجل النفسية والجنسية المعقدة! ويُقتادون لما يُملى عليهن ويطبقونه يُسراً أو قَسراً كما العقاب! سواء من حجابٍ أو سفورٍ أو ان يجبرن بأنواع الزواج المؤقت المادي العاهر!

وان تلك الافعال والفسق حلالٌ ومقبولة دينياً! ويستغل هؤلاء المزيفون الكل بدءا من الاطفال من البنات والاولاد من سن العاشرة وبانتحال صبغة التدين والدين! يبيعون لحوم المسلمين لممارسة الفاحشة، تحت مسميات الجهاد والواجب الديني! وعلناً وفي وضح النهار!

ويبقوا المُسيطرين على المجتمعات المتورطة بهم والتي لا تعرف حماية ابنائها اما خوفاً أو جهلاً!

وكما واجب الدولة بألا تسمح بتاتاً لأي كائنٍ من الفتوى أو التشريع الا لمن درسوا القوانين العصرية! لحماية مواطنيها.

وان تضرب بيدٍ من حديد لكل من يتجرأ بالفتاوى والاعمال المشينة! ان هذه المجتمعات والتي تتوانى وتتساهل بحجة حرية التعبير قد تهلك مجتمعاتها وتؤخرها الى حرية التدمير!

عَلنا نصحو من ُسباتنا ونرى ما يدور حولنا في العالم المتقدم وكيف ان المرأة لها جل الاحترام والتقدير ولا تُسخر أو ينتقص من قدرها مهما كانت الظروف! وتبوأت اعتى المناصب من رئاسة الوزارة واثبتت جدارتها من انديرا غاندي ومارغريت ثاتشر والكثيرات غيرهن ممن غيرن التاريخ! واثبتن ان صبغ الاظافر ولبس الحجاب أو عدمه لن ولا يؤثر ابداً على ادائهن ولا على الثواب أو العقاب!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 4:28 م

      فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم و "قلوبهن"

      أسأل الله أن لا يتوفق من يعز عليك من النساء للزواج حتى يبلغن الأربعين والخمسين.. لتعرفي هل أن زواج المتعة فيه حفظ للمرأة أو لا..
      إذا كانت بعض الأمثلة التي ذكرتها الكاتبة صحيحة، فهذا لا يسمح لها أن تمكيج كل شيء وفق ما تشتهيه ليبدو قبيحاً لا جمال فيه..
      إن كان لك نصيب من صحة في هذا المقال، فنصيبك من الخطأ أضعاف ذلك..

    • زائر 21 | 3:22 م

      وجهة نظر

      شكرا لك يا كتورة على هذا المفاول والذي يتضمن بعض الامور الصحيحة وبعضها الاخر بعيد عن الصواب كما ذكر ذلك الزائر رقم 2

    • زائر 20 | 2:00 م

      تمعنوا اذا ماجائكم قومٌ بجهاله

      اللي ياخذون من لمقاله نتفه وينسون اهم ماقالته الدكتوره وهي صراحه لم تنتقد الحجاب بل انها قالت شغلوا الناس باشياء ليست من صلب الدين عوضاً عن الهتمام بمنع الزواجات المتعه وصون فروج المسلمين مسكتوا في نتفتة الحجاب ،، وهيذا السبب في تأخرنا الله يهديكم اگروا وتمعنوا في الكلام قبل ماتههاجمون وسعدوا المرأة ان تتحرر من الاستماع الى الفاضي كتابه جميله للدكتوره وعقل نظيف وواعي حقيقه

    • زائر 18 | 9:35 ص

      يقال :

      فاقد الشيء لايعطيه تماما وبتاتا بتاتا . والحجاب صان ويصون وتاج ع راس المراة وبدونه لا تسوى شيء والقران خص باية الحجاب وقدوتنا فاطمة الزهراء وابنتها العقيلة زينب سلام الله عليهم .

    • زائر 17 | 7:16 ص

      من النساء ومن الرجال لكن نسوان ورجال ليش قال جحا؟

      يقال المرء قد يكون مره لكنه رجال أو قد يكون رجال لكنه مره!. تسائل جحا عن كيف ذلك؟ أجاب قرعويه من يعرف نفسه ليس كمن لا يرعفها! ويش يعني محجبه أو محجوب العقل عنها ولابس إعقال لكن مو عاقل؟

    • زائر 16 | 6:50 ص

      الله على التحليل الدقيق

      الانسانه الاضعف اللي تحمل هموم وامراض الرجل النفسيه والجنسيه وبعد تبقى ملامه طوال عمرها بين المجتمع الظالم والعئله التي لاتقدره

    • زائر 14 | 6:21 ص

      الخوف والهلع بينما قساوة القلب من أين جاءت؟

      يقال عليل كما يقال مريض لكن واحد نفسه عليله وجسمه صاحي لكنه مجنون. هنا الجنون من شدة الجهل بالنفس وليس من الخباله أو الهباله. فقد يكون البعض يضن أنه وصل الى معرفة ما حوله أو معرفة لما خلقه الله؟ ومن أجل ما؟ قد تكون الأسئله هنا أقرب الى الفسفه منه الى باب من أبوبا العلم يعني نفس أماره بالسوء. وهنا العله في السوء يعني أثر فعل الأمر التي فعلته نفس الفرد. فأين السبب والمتسبب في حالة الهيجان النفسي عند بعض الناس؟

    • زائر 11 | 2:44 ص

      نسائنا

      نسائنا والحمد لله مقتنعين بحجابهم وهم متبوئين مراكز عاليه ومتفوقات في كل شيئ ، اختي العزيزه لا تخلطي الحابل بالنابل ولماذا هذا التدخل في خصوصيات اختيارهن الحجاب ، نعم عليك واجب الدفاع عن المرأه لأنك كاتبه ممتازه ولاكن لا تحشري الاسلام الاصيل في مقالك فالاسلام بريئ من افعال هؤلاء والمرأه تاج رأسنا كيف لا وهي امنا واختا وزوجتنا وابنتنا وزميلتنا في العمل واحترامها جاء من القرآن ووصايه من محمد واله الاطهار

    • زائر 9 | 1:54 ص

      مطلوب من المراءه الكبت لحد الموت !

      اذا تكلمت ما يجري لها من قلة عقل وانانية الزوج وسوء تربيته ودلاله الزائد بسبب انه كان الاجمل او الاصغر وفيما بعد زيادة توقعاته ولا يضع حساب لمشاعر الزوجه فماذا يكون مصير تلك المراه غير اللوم واشارة التهم الاهمال او قلة التدبير مع الزوج العزيز !

    • زائر 13 زائر 9 | 6:00 ص

      هههه

      ليش ما تكون المراه هي الدليعه وتشوف نفسها من عائله مرموقه خلاف الرجل فلنكن منصفين

    • زائر 6 | 11:36 م

      ايجب تعديل الانطمه

      يجب على القوانين ان تعمل على زواج الرجل من واحده فقط وان يمنع الرواج الآخرى الا لظروفٍ محدده مثل عدم قدرة الاولى على الانجاب اومرضها الشديد وان تكون بموافقة الولى

    • زائر 5 | 11:31 م

      الاسلام في خطر

      يجب وضع قانون اسلامي عام لجميع المسلمين بغض النظر عن طوائفهم لحماييته من الانفلات وتشويه سمعته عند الآخرين

    • زائر 4 | 11:27 م

      مزيداً من الحراك والوعي

      نحتاج الى التعمق اكثر فإن الدين لايسمح لكل فتوى ويجب ان تتدخل الدول الاسلاميه وتضع قانوناً صارماً للزواج وتوعي الناس لذلك وترحم مجتمعاتنا

    • زائر 3 | 11:23 م

      رائعه فنية يادكتوره

      هذه الكلمات المدروسة بعمق وتشمل الانحلال الاخلاقي في المجتمعات الاسلاميه يجب محاربة هؤلاء الكفره ووضع مكانه عاليه للدين لايطالها سوى العقلاء ومنع الزواجات المؤقته وشكراً

    • زائر 2 | 10:30 م

      شكرا، ولكن

      اشارك الكاتبه في امر جهادات النكاح وماشابه. ولكن ارى في المقالة فكرا ليبراليا واضح فان تشريع الحجاب وامر الالتزام به ليس من ابتداع رجال الدين بل هو من امر الله ومخالفته مخالفة لله.ومن قال ان المرأة اذا كانت عارية من الحجاب وصلت لقمة الحرية؟ بل هو اكبر مصدر لتخلف

    • زائر 12 زائر 2 | 3:39 ص

      واذا كان المقال يحمل فكر ليبارلي شنو فيها يعني ؟

      واذا كان المقال يحمل فكر ليبارلي شنو فيها يعني ؟ .. ولا عندكم عادة ماتتقبلون الراي الأخر ورايكم اهو الصح ؟ .

    • زائر 1 | 10:21 م

      قصة ألف مرأة ومرأة

      هذا احنا والمرأة! سالفة ما تخلص

اقرأ ايضاً