العدد 4077 - الإثنين 04 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ

المحمود لايزال يحلم بالمارد

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما يمكن الخروج به من محصلة لمقابلة «الوسط» مع رئيس جمعية تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود والتي نشرت يوم الأحد الماضي هو الإحباط الشديد من قائد لمجموعة كبيرة من المواطنين ورئيس لعدد من الجمعيات، وشخصية سياسية ودينية تحظى بتقدير الجهات الرسمية التي رشحته لهذا المنصب بحسب توصيات «التقرير المثير» في جزئه الثاني ليكون القائد الأوحد والممثل لطائفة كبيرة من المجتمع البحريني.

وللأسف، فإن الشيخ المحمود وعلى رغم الأسئلة المفتوحة (جدا) التي وجهت إليه في بادرة طيبة لم يكن ليحظى بها أي من رموز المعارضة السياسية، لو أن أيّاً من الصحف الأخرى أجرت مقابلة معهم، ولتتاح له الفرصة من دون قيود ليقول ما يشاء ويشرح موقفه من الأحداث بكل حرية، فإنه وللمرة الألف يفوِّت فرصةً ما كانت لتتاح لغيره في مخاطبة جمهور غير جمهوره وطيف سياسي يختلف معه وكأنه لم يتعلم شيئاً من الضربات الكثيرة التي وجهت إليه شخصيّاً ولتجمعه من قبل السلطة لم تكن آخرها اعترافه شخصيّاً بأن السلطة عملت على تحجيم التجمع واستغلاله لضرب المكون الآخر.

الشيخ المحمود في المقابلة لم يطرح أي جديد، وظل يردد الاتهامات نفسها المكررة للمعارضة وكأنه تجمد عند نقطة الصفر التي لا يسعه تخطيها سواء لمجارات الواقع السياسي أو الالتزام بالتعليمات المحددة، أو بسبب نقص في التفكير المبدع أو ربما لجميع هذه الأمور.

وفي تحليل سياسي قاصر بشكل فاضح يضع المحمود جميع الجمعيات السياسية المعارضة في سلة واحدة هي كما سماها (جمعيات التأزيم) التي تتبع الأجندة الايرانية، وتضع يدها في يد من يريد أن يتناحر المسلمون فيما بينهم، ويعني بذلك الولايات المتحدة الأميركية وتعتمد على القوى الطائفية، متجاهلاً أن بين هذه الجمعيات قوى سياسية علمانية، وأن أميركا، كانت ولاتزال، الحليف الأكبر والأوثق للأنظمة في العالم العربي على مدى عقود من الزمن، وأن هذه الأنظمة لم تكن لتستمر لولا مساندة الإدارة الأميركية لها، وأن القوى الطائفية مفهوم عائم لا يمكن أن ينفيه عن تجمعه الذي لا يضم أي فرد من الطائفة الشيعية في قيادته على أقل تقدير.

كان بإمكانه (لو كان بمقدرته أو كان له من قدرات خلاقة يجب أن يتميز بها أي قائد سياسي) أن يطرح ولو أفكاراً عامة وفضفاضة تقرب الناس من بعضها بعضاً ليكسب ولو شخصاً واحداً لم يتخذ موقفاً حتى الآن، وكان من المفترض عليه أن يوجد بديلاً، وأن يخلق حلاًّ يتوافق في الحد الأدنى مع ما يتطلع اليه أنصاره، ولكن يبدو أن المحمود لايزال يحلم بالمارد الذي انتفض فجأة على رغم أن كل الوقائع تشير إلى أن هذا المارد الذي صنع من دخان تبعثر مع الزمن من دون الحاجة إلى هبة رياح باردة لترجعه الى النوم في الكهف الذي طالما ظل قابعاً فيه.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4077 - الإثنين 04 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 2:49 م

      محمد أ

      أتفق مع الزائر رقم 7 ، حيث غضبنا كثيراً ، لكننـي مستغرب من إخواننا العرب السنه كيف يرضون أن يقودهم ...

    • زائر 25 | 2:51 ص

      صنم لاغير

      مجرد أداة لاغير يحتاجها العاجز وقت الشدة ويلفظها ..يتحمل هذا الشخص كل ماحصل لشرفاء هذا الوطن أمام الله سبحانه وتعالى .

    • زائر 24 | 2:36 ص

      الثقافة ودورها في التهذيب !

      احترم وجهة نظرك وأسلوبك في النقاش فهو أسلوب المثقفين في دفع الحجة بالحجة وليس أسلوب الرعاع في الهجوم والتطاول

    • زائر 19 | 1:36 ص

      انت استاذ والشيخ له جلاله

      مقالك ينم عن سعة افقك استاذ جميل. اعجبني احترامك لكل من يختلف معك وتخاطبهم بألقابهم. هكذا نتعلم من اخلاقكم وعلمكم استاذ جميل.
      الشيخ الكريم عبداللطيف كان استاذا لنا في الاخلاق والدين بجامعة البحرين وكان مدافعا بشراسة عن وحدة المسلمين وكان ينهر من يتهجم على مذهب أهل البيت وقد سجن في الثمانينات لمطالبه العادلة.
      الشيخ المحمود طاقة في سماء العلم ولذلك نتمنى ان لاتهدر هذه الطاقة وفي الوقت الذي لانتفق مع نهجه السياسي لانستطيع ان نحط من قدره لأن له جلال واحترام عند علماء الشيعة قبل السنة.

    • زائر 16 | 1:02 ص

      رب ارجعوني..

      حقا قد أصبت كبد الحقيقة إصابة بليغة وبلغة بليغة ،، إنه المحمود الذي أضحى كقرضاوي البحرين الذي سينحدر أسفل سافلين بعد أن تلفظه السلطة وتحرق ما تبقى من أوراقه الخريفية ، حيث لا ندم ولا أسف ولا اعتذار سيخلق له بيتا فيه سكينة نفسية بين أبناء البلد ، هو ومن لف لفيفه سيعودون بين أهليهم صغارا وأذلاء ومستكينين في يوم وشيك ، كما عادت الأعراب تجاه سوريا مرجفين بعد أن لفظتهم كعبتهم ( أميركا )

    • زائر 14 | 12:40 ص

      المارد موجود

      المارد لايزال موجود وبيضل موجود والمارد هو سند وحامي حما البحرين وهو يضهر عند الشدائد...

    • زائر 20 زائر 14 | 1:41 ص

      مارد بس لئيم

      هل من شيم العرب انك لمى تختلف مع خصمك تهدم مساجده هل من شيم العرب ان واحد فقيره ورماه حظه العاثر عند حاجز به موتورون فينكلوا به ويرمى في الزباله هل من الشيم ان يعذب المعتقل وبعد خمسة ايام يسلم لاهله جثه هامده وهي منكل بها ويقولون ان سبب الوفاة سكلر للاسف صفات المارد الشريف ليس من شيمكم فاذا ابتليتم فاستتروا

    • زائر 13 | 12:39 ص

      المارد يربد الوحدة الوطنية لا التفرق والطائفية

      ياأخي الكريم المارد موجود ستجده واقف في اي لحظة يحتاج له الوطن ولكن الشد والجذب لا يولد الا كثر الاحتقان ونحن لا نأتمر بارمر رجل واحد مع احترامي لرئس التجمع الوطني ولا لغيره ولاكن عندما يحتاجنا الوطن ستلاقينه واقفون صفا واحد حتي لو كان تحت قيادة اي شخص عادي

    • زائر 10 | 12:10 ص

      نظرة الماديين

      هو قبض الكثير وهذا التصريحات جزء من ماقبض

    • زائر 7 | 12:02 ص

      كيف تسير السفينة بمثل عقليات المحمود

      أطالب الوسط بعدم تشويه صورتها وذلك بالإمتناع عن إعطاء فرصة للظهور لمثل هذه الشخصيات
      أجعلوهم في صحفهم .... فقط

    • زائر 4 | 10:44 م

      كلام جميل يا جميل

      كلام جميل يا جميل

    • زائر 5 زائر 4 | 11:11 م

      ادات فقط

      انه مسير لا مخير لفترة وتنهي الصلاحية

    • زائر 3 | 10:44 م

      احسنت على المقال

      احسنت يا استاذ جميل على هذا المقال و لكن لك الحشيمة >>>> ممكن يتعلم بس هذه الاشكال مستحيل ان تتعلم

    • زائر 2 | 9:42 م

      الظاهر بانك نايم ولد المحاري المار د رجعوه الغرشة

      التسعينيات القرن الماضي أحضر وعرفوه بأن مصيره سيكون بارجاعه الموطن اباءه فخاف وسكت حتى حانت الفرصة ومثل ماقال سيد قاسم في مقاله هذا اليوم تحققت النبوءة والتي استغرقت ست سنوات وانقد النظام من الانقلاب واستحق على إثرها أن يكون زعيم شعب البحرين الذي اجتمع له في النداء الأول أكثر من 450000مواطن لبس بينهم مقيم ولااجنبي

    • زائر 8 زائر 2 | 12:10 ص

      العبد مهب من الصبغة لا لا

      فازت عبيد أبها ومنها خابت أحرار .............سلام الله عليك يا البندر اللي كشف المستور والمحفور ،،،،،،،،،،،، الله سوف يأخذ بحق الشعب المظلوم

اقرأ ايضاً