العدد 4077 - الإثنين 04 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ

علاقة غير منظمة

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

العلاقة القائمة بين الأندية ولاعبيها هي علاقة فوضوية غير منظمة قائمة على محاولة كل طرف الحصول على أفضل مردود مقابل أقل التزام.

هذه العلاقة غير المنظمة هي نتاج طبيعي لما تحدثت عنه سابقا من غياب للرؤية القادرة على عبور مرحلة التردد والشك التي سنظل نراوح فيها دون أن نتمكن من حسم الأمور.

من أهم مميزات هذه المرحلة هي أن نقع في منتصف الطريق بين الاحتراف والهواية فلا نحن قادرون على العودة للنظام القديم القائم على الهواية حصرا ولا نحن قادرون على الوصول للنظام الاحترافي الكامل.

أمام هذا الواقع فإن الكثير من اللاعبين باتوا خارج الخدمة لعدم قدرتهم أو قدرة أنديتهم على تنظيم العلاقة بينهم في ظل حالة الارتباك القائمة من الجانبين.

الأندية لن تستطيع حسم أمورها من دون أن تكون الرؤية واضحة أمامها وهي غير قادرة بعد على تفهم متطلبات المرحلة، واللاعبون كل ينظر لما يحصل عليه زميله ويطالب بالمثل ما أدى إلى فقدان الملاعب الرياضية الكثير من المواهب.

ما نحن بحاجة إليه كما ذكرت سابقا ضرورة وجود رؤية حقيقية للانتقال الكامل إلى عالم الاحتراف لأن هذا أصبح أمرا مفروضا ومفروغا منه، وكلما بقينا في مرحلة التردد والشك دون أن نحسم الأمور فإن المشاكل ستتضاعف بدل أن تحل.

تنظيم العلاقة لا بد أن يكون وفق قوانين ولوائح عصرية تؤمن لكل طرف حقوقه وتبين واجباته، وهذه لن تتم بصورة فردية بين الأندية ولاعبيها وإنما لا بد من عملية متكاملة يتشارك فيها الجميع من دولة بمؤسساتها والقطاع الخاص بإسهامه الرياضي وصولا إلى الاتحادات والأندية واللاعبين وكل الأطراف التي لها علاقة، والأهم العمل وفق منظومة احترافية كاملة نبتعد من خلالها عن النظرة الشخصية وعلى التقييم الشخصي.

الأندية واللاعبين لوحدهم لن يتمكنوا أبدا من صياغة علاقة منظمة بل سيظل الحال كما هو عليه كل طرف ينظر لمصلحته ويراعي إمكانياته المتاحة، وكل يستغل الفرصة من أجل تأمين نفسه.

العلاقة المنظمة بحاجة إلى بنية احترافية متكاملة لا يوجد فيها مكان لأي استغلال، وإنما هناك تبادل مصالح بقيمة ثابتة تحددها التشريعات والقوانين وتدعمها منظومة عمل متكاملة.

دون الوصول إلى ذلك سنظل نراوح مكاننا، وستظل الكثير من المواهب خارج الملاعب في حين سيظل من هم أقل منهم يتحصلون أكثر مما يستحقون في ظل علاقة متناقضة وغير منظمة تتدخل فيها منظومة مصالح شخصية تضر بالرياضة البحرينية أكثر مما تنفعها.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4077 - الإثنين 04 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً