يبحث علماء ألمان إمكانية توفير العلاج الفيزيائي وإعادة تأهيل المرضى من البيت عبر الإنترنت من خلال معالجة افتراضية بواسطة برنامج خاص طوّره العلماء، لكنه بحاجة إلى مزيد من الاختبارات والتطوير قبل استخدامه على نطاق واسع.

ويحتاج المريض للقيام ببرنامج «التأهيل الشخصي» للعلاج الفيزيائي الطبيعي، تقنية خاصة ليبدأ في تطبيق برنامج المعالجة الفيزيائية الافتراضية، وتتمثل هذه التقنية في حاسوب عادي وجهاز تلفزيون شاشته مسطحة وكذلك كاميرا ويب وجهاز استشعار بصري.

ويجب ربط الكاميرا وجهاز الاستشعار البصري مع شاشة التلفزيون المسطحة ووصله بالحاسوب، ويمكن حينها للمريض متابعة ما يظهره رسم متحرك على الشاشة المسطحة التي تظهر رسماً لمدرب بلباس رياضة يبدو وكأنه اختصاصي بالعلاج الفيزيائي الطبيعي سيبدأ حالاً بحركات وعلى المريض تقليدها.

وترافق حركات الاختصاصي على شاشة التلفاز تعليقات إضافية بصوت امرأة تُعطي تعليمات للمريض حول كيفية تحركه، وتنبهه للحركات الخاطئة التي يقوم بها.

ويتضح من خلال هذه التمارين أن برنامج «التأهيل الشخصي» يمكن أن يكون مهمّاً بالفعل، خاصة في أمراض العظام. فهناك تمارين يعتمدها هذا النظام مناسبة للمرضى الذين يعانون من تصلّب في الكتف أو لأشخاص خضعوا لعمليات جراحية في الفخذ أو الركبة، ويشير أحد العلماء المشاركين في البحث إلى أن «هذا البرنامج يمكن أن يُستعمل كذلك في إعادة تأهيل الأشخاص الذين أصيبوا بجلطات دماغية».

ويُعتبر هذا البرنامج نظاماً مرافقاً للعلاج الفيزيائي الطبيعي أيضاً، ويمكن للاختصاصيين الاعتماد عليه عبر الإنترنت لمعالجة مرضاهم. فبواسطة هذا النظام لا يمكن فقط الحصول على بيانات حركات المريض، وإنما وضع جدول تمارين جديدة له أيضاً.

كما أن هذا البرنامج يُتيح للمستخدمين - عن طريق نظام مؤتمرات الفيديو - فرصة الاتصال الشخصي بالاختصاصيين بالمستشفيات والمصحّات، وبالتالي الحصول على استفسارات منهم وطرح أسئلة عليهم.

ويقول الباحث في إعادة التأهيل بمستشفى شاريتي في برلين، سيباستيان بيرنيرت «يمكن لبرنامج التأهيل الشخصي أن يُكمل خدمات مصحّات وعيادات العلاج الفيزيائي الطبيعي» وهذا هو الغرض من هذا البرنامج.

ويؤكد بيرنيرت أن «الكثير من المرضى بعد إعادة التأهيل ينسون بسرعة التدريبات التي تعلموها». ويضيف «بواسطة برنامج التأهيل الشخصي يمكن تجنب ذلك إذا ما استمر المريض في ممارسة هذه التمارين في منزله».

ولا يُعد استخدام هذا البرنامج بديلاً للعلاج الفيزيائي الطبيعي عند الاختصاصيين بالمستشفيات والمصحّات، وإنما هو فقط نظام متمّم مفيد. فبفضل هذا البرنامج التدريبي في المنزل يمكن الاستغناء عن عودة المريض إلى المستشفى أو المصحّة للعلاج الفيزيائي الطبيعي، والاكتفاء بممارسة التمارين بالبيت.

والتعامل مع تقنية هذا البرنامج بسيطة للغاية كما أظهرت أول الدراسات التي قام بها الباحثون عند اختبار بعض المرضى لهذا البرنامج. ويقول سيباستيان بيرنيرت «تسعون في المئة من المرضى وجدوا سهولة في استخدام هذا البرنامج»، ويضيف «كذلك المتقدمون في السن والأشخاص الذين ليست لديهم خبرة كافية في التعامل مع الحاسوب لم يلقوا أي صعوبة في التدرب مع هذا البرنامج». ولكن قبل طرح البرنامج في الأسواق واستخدامه بشكل عملي، يجب إجراء مزيد من الدراسات واختبار فوائده الطبية وتوثيقها.