العدد 4126 - الإثنين 23 ديسمبر 2013م الموافق 20 صفر 1435هـ

انشروا السلام... ولَوْ بِغرس شجرة!

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

بقدر ما تمتد يد الغدر والإرهاب فتسفك الدماء وتخطف حياة الأبرياء في أرجاء المعمورة، تتحرك المنظمات الراعية للسلام وترسل سفراءها نحو بؤر التوتر سعياً لنزع فتيل الحرب. وبقدر ما ينشر، كذلك، تجار السلاح رائحة الموت، يسعى محبو السلام، ولو سيراً على الأقدام، إلى غرس شجر السلام لعلّ أريجها يفوح برائحة الحياة العطرة.

نعم، ذلك هو شأن الرحالة الكشفي المغربي بحسين الخراض الذي وصل مؤخراً إلى البحرين بعد رحلة طويلة مشياً على الأقدام لغرس شجرة في مشروع المئة شجرة بعواصم الوطن العربيّ.

هو عضو الكشفية الحسنيّة المغربية، قام في سياق جولة عربية سيراً، بغرس شجرتين بمنطقة الوسمية جنوب البحرين بالمخيم الكشفي الدائم الذي يشرف عليه قسم التربية الكشفية بوزارة التربية والتعليم. غرس شجرتين للسلام ومن ورائهما غرس ثقافة الحب والتآخي والتضامن، حيث تلا الرحالة المغربي نص رسالته الكشفية للسلام والتسامح والتضامن عبر الدول العربية، والتي أكد فيها أن السلام في العالم العربي يفرض على الأسرة العربية عموماً والكشفية خصوصاً، التضامن والتآزر لمواجهة المشاكل والخلافات القائمة. وشدّد الرحالة المغربي على ضرورة قيام تضامن فعلي وصادق بين مختلف الأجيال والأجناس والحضارات والثقافات، مبرزاً أن على عاتق الحركة الكشفية التزامات تجاه الأجيال الصاعدة خدمةً للسلام والتسامح والتعايش.

بحسين الخراض الكشاف المغربيّ قدم إلى البحرين بعد أن مرّ بمصر والمملكة العربية السعودية واليمن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وقطر، قَدِم حاملاً على عاتقه الكشفيّ رسالة سلام مفادها «كلّنا يد واحدة من أجل السلام والتسامح والتضامن». وبادرته هذه لنشر السلام لم تلق العناية من قبل ممثلين عن المنظمة الكشفية بمملكة البحرين فقط، وإنّما وجدت الدعم المعهود من مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج، هذا المركز الذي ما فتئ ينشط دون كلل في خدمة قضايا السلام والعيش المشترك والأمن. وقد اعتبر مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج نجيب فريجي أنّ مبادرة الكشاف المغربي ترمي إلى تعزيز قيم السلام والوئام والتضامن، مبرزاً أن الهدف الذي تسعى إليه دائماً كل من الكشافة والأمم المتحدة هو خلق عالم أفضل، وأن المنظمتين معاً تعملان وتساهمان في نشر السلام العالمي وتحقيق التنمية ودعم حقوق الإنسان وتربية الشباب.

وكما لا يخفى على محبّي السلام، يدشن العالم أوّل أيام العام الجديد بإحياء يوم السلام العالميّ، والسلام لايزال حلماً نتطلّع معه كل عام لعالم أفضل، ولايزال العالم متعطشاً لهذه القيمة الإنسانيّة الأساسية لاستمرار الشعوب خاصة وقد بات السلام غائباً في بلادنا العربية أو في حكم المغيّب، بعد أن وجدت الحرب لها وقوداً جديداً في العراق وسورية ولبنان واليمن والسودان والقائمة تطول وتطول.

لكنّ ذلك لم يمنع محبّي السلام في العالم العربي والساعين إليه بإخلاص، من العمل على الدعوة إلى احترام كرامة الإنسان وتعزيز الحرية الدينية والتعاون بين المذاهب والطوائف ونبذ العنف ونشر ثقافة العيش المشترك.

نعم، لم تمنع الحروب والانفلات الأمني الرحالة المغربي من أن يقدّم لنا هدية نهاية العام الإداري، حقاً لقد أحسن بحسين الخراض اختيار الهدية لمحبي السلام في نهاية هذا العام ولربّما يسَّر على الكثيرين عناء البحث عن هدية لأحبابه؛ وهل غير السلام ترتضون لأحبابكم هديّة؟ وهل غير الشجرة ترمز وتعبّر بكلّ قوة عن السلام؟

السلام حقّاً شجرةٌ يغرسها العقلاء، ويستأمنونها عامة الناس: فإمّا يسقونها فيحيونها فتخصب فنتفيّأ ظلالها ونجني ثمارها، وإمّا نهملها فتذبل الشجرة ويموت الأمل المعلق عليها. والبحرين، بلد المليون نخلة، أرض خصبة لا للشجر فقط وإنما للتسامح بين البشر والتعايش بين الأعراق والأديان والمذاهب، لذلك ستنمو الشجرتان وسوف تؤتي أكلها بإذن الله.

نعم برسالة محبة وسلام يجوب سفير الكشفية العربية، الرحالة المغربي، بحسين الخراض، بلدان العالم العربي، سيراً على الأقدام، مؤمناً بأن المحبة والسلام هي الكلمة التي تجمع الكل على اختلاف الانتماءات والأفكار والعقائد.

السلام رسالةٌ آمن بها بحسين الخراض، رحلة طويلة عبر بلدان العالم العربي، انطلقت من الرباط في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي، وتتواصل تحفّها مخاطر انعدام الأمن في بعض المناطق، وانتشار الحروب في أخرى، ولكنه يعلم أنه ينقل رسالة المحبة أينما حلّ وارتحل. رسالةٌ من أجل السلام والتسامح والتضامن بين البلدان العربية هي الأولى من نوعها في هذه الربوع، نعم تستمر مسيرة بحسين الخراض الكشفية، قاطعاً خلالها آلاف الكيلومترات مشياً على الأقدام على مدى عامين حتى إتمام الرحلة، وغرس مئة شجرةٍ للسلام.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 4126 - الإثنين 23 ديسمبر 2013م الموافق 20 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 11:58 م

      نشدّ على أياديهم

      ذلك لم يمنع محبّي السلام في العالم العربي والساعين إليه بإخلاص، من العمل على الدعوة إلى احترام كرامة الإنسان وتعزيز الحرية الدينية والتعاون بين المذاهب والطوائف ونبذ العنف ونشر ثقافة العيش المشترك.

    • زائر 8 | 11:17 ص

      مأساة جديدة في مصر اليوم

      بقدر ما تمتد يد الغدر والإرهاب فتسفك الدماء وتخطف حياة الأبرياء في أرجاء المعمورة، تتحرك المنظمات الراعية للسلام وترسل سفراءها نحو بؤر التوتر سعياً لنزع فتيل الحرب. وبقدر ما ينشر، كذلك، تجار السلاح رائحة الموت، يسعى محبو السلام، ولو سيراً على الأقدام، إلى غرس شجر السلام لعلّ أريجها يفوح برائحة الحياة العطرة.

    • زائر 7 | 3:54 ص

      الله محبة وسلام

      السلام عليكم
      وعليكم السلام

    • زائر 6 | 2:35 ص

      شكرا وتحية لمحبي السلام

      كل عام والعالم بسلام

    • زائر 5 | 1:43 ص

      الحب في الله والبغض في الله لكن كيف تثير الجدل؟

      يقال جدلاً لا بدلا عن السلام لكن من زرع حصد بينما من زرع الغيره الحسد والحقد والعداوه البغضاء بين الناس؟ البعض قد يجيب وسوسة الشيطان والأخر قد يقول بأن أفكار جهنميه التي دارة في رأسه! وهنا يقال من أعداء السلام النفس الأماره بالسوء كما يقال بشيطان رجيم ولا يرحم! فثلاثة أعداء للإنسان منها آفة النسيان لكن كيف يمكنه أن يسلم نفسه الى الظلمه المثار اليهم؟

    • زائر 4 | 1:35 ص

      متى ما كانت كلمة سلام تجمع لما المجتمع مفتت ومشتت؟

      ليس من السرار لكن نهايه الرأسماليه والمسلمون أخوه بينما يقال عن بعض الجماعات من الناس الأخوه المسلمون أو التيارات السلفيه! قد كشفت الدراسات أن سلاح الإمبرياليه الجديد أي الإستعمار الجديد مجاميع إرهابيه تكفيريه لا تعرف من الإسلام إلا الإسم ومن القرآن الرسم فقط. فيستخدموا السور القرآنيه صور معلقه على الحيطان كما شعوذات ورقيات ومشعوذون يتعاملون بالسحر الأسود. قد لا يكونوا منافقين وإنما يقول أويقال عن البعض ناكثون لعهد الله. بمعنى قالوا ربهم الله لكنهم يعتدون على الناس كيف يصير سأل قرعويه؟

    • زائر 3 | 1:28 ص

      يقال سلام فيه محبه ولا عدواه ولا بغضاء لكن يقال خلك ساكت!

      يقال قال جحا كيف ننشر السلام متى ما كانت معاهدات سلام منتهيه الصلاحيه إلا أنه لا يقال عنها من الأخطاء التاريخيه! فيقال هنا كما توجد معاهدة بيع فلسطين هناك معاهدة سلام أو ما يطلق عليها مكب نفايات تلموذيه ولا علاقه لها بالنبي داوود لكن يقال معاهدة كامب ديفيد Camp Dived Or Divided- يعني مخيمات ولاجئون الى العنف ضد الفلسطينون. وهذا يقال اليوم ليس من الحرب على الإرهاب وإنما حرب على ناس مستضعفه ويتقوون عليهم بالسلاح الناري وتشريد وسجن وتنكيل وتجويع .. فمن أين يأتي السلام أو كيف نحل ونربط السلام?

    • زائر 2 | 1:15 ص

      قليلون من يعرفون معنى السلام

      عزيزي الكاتب سليم, قليلون هم فقط من يعيشون السلام بذاتهم والكثيرون فقط يتغنون به. المغربي بحسين الخراض وعى أن أفضل الأعمال وأكثرها فائدة للبشر والحيوانات هي غرس شجرة.
      لعلنا في يوماً ما نقتدي به ونسير على سيره في نشر السلام.
      شكراً لمقالك الرفيع المقام ..

    • زائر 1 | 12:11 ص

      شكرا على الموضوع

      تحية إكبارتحية وتقدير لكل محبي السلام

اقرأ ايضاً