العدد 4133 - الإثنين 30 ديسمبر 2013م الموافق 26 صفر 1435هـ

شوماخر يسدل 2013

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

يصارع المتسابق العالمي الأسطوري الألماني مايكل شوماخر الموت في أحد المستشفيات الفرنسية، وذلك بعد تعرضه لإصابة بليغة في الرأس اثر حادث تزلج في جبال الألب.

شوماخر الفائز ببطولة العالم 7 مرات للفورمولا 1 وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بـ 91 سباقا، والمعتزل نهائيا سباقات الفورمولا 1 العام الماضي بعد عودته الأخيرة إليها لم يسقط طوال مشواره الحافل في واحدة من أصعب وأخطر الرياضات وهي سباقات الفورمولا 1 ولكنه سقط في هواية التزلج على الجليد وسط جبال الألب!.

العام 2013 الذي نودعه اليوم كان مليئا بالأحداث الرياضية المتعددة والكبيرة غير أن قصته الأخيرة وهو شوماخر ستمثل أهم قصص العام في آخر يوم فيه.

عندما خاض شوماخر مضمار سباقات السيارات وتحديدا سباقات الفورمولا 1 كان يدرك تماما مدى خطورة هذه الرياضة المحفوفة بالحوادث القاتلة، والتي حصدت قبله الكثير من الأرواح وأنتجت الكثير من الإصابات، ولكنه لم يدر في خلده أن سقوطه لن يكون داخل هذا المضمار وإنما في قمم الجبال!.

علامة فارقة تؤكد لنا مجددا أن الحياة بيد خالقها وحده لا شريك له، فلا تدري نفس ماذا تلقى غدا ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ومهما جاهدنا في الابتعاد عن مواطن الخطر والمغامرة فإن اللحظة الموعودة ستدركنا أينما كنا.

تلك هي المعادلة التي تسير عليها حياتنا، وهي المعادلة التي يجب أن تكون أمامنا في جميع خطواتنا وقراراتنا، وهي المعادلة التي سار عليها الانسان الأوروبي والغربي عموما وتمكن من خلالها منذ عصر فاسكو دي غاما في القرن الـ 14 وصولا إلى رائد الفضاء المغامر النمسوي فيلكسبومغارتنر صاحب القفزة التاريخية من الفضاء إلى الأرض في العام 2012 وما بينهما من إنجازات ومغامرات ولحظات حزن وفرح ألهبت العالم وغيرت مساره، فهؤلاء بمغامراتهم صنعوا تاريخا جديدا لدولهم وللإنسانية ولأنفسهم.

روح المغامرة التي يمتاز بها الانسان الغربي أمنت له السيطرة والتطور وصولا إلى استكشاف الفضاء واستكشاف الأرض والبحار، وهذه الروح مثلت الدافع لكل الإنجازات، فباتت دولهم في المقدمة في جميع المجالات ومنها المجال الرياضي موضوع بحثنا، حتى أنهم مازالوا يمارسون رياضات خطرة ومثيرة لم نتجرأ بعد على الدخول فيها أو استكشافها.

ما بلغته الرياضة الغربية ليس وليد صدفة وإنما وليد جهد وعمل شاق قام به بشر مثلنا ولكنهم امتازوا علينا بإيمانهم بقدرتهم على تجاوز المستحيل، ففعلوا وأنجزوا وتقدموا مستغلين البيئة التي سمحت لهم بإبراز طاقاتهم دون تمييز ودون تجاهل ودون واسطة، فكان أن ولدت هذه البيئة رياضيين وعباقرة أبهروا العالم على مدار قرون وعقود وسنوات، ومن بينهم شوماخر.

أتذكر جيدا دخول البحرين عالم سباقات الفورمولا 1 بحلبة الصخير في العام 2004 وبداية تغطيتي أول السباقات في العام 2005 حينها لم يكن أحد يعرف من الفورمولا 1 إلا شوماخر، فقد كان أسطورتها الحية التي دفعت معظم الجماهير في حلبة الصخير إلى لبس اللون الأحمر.

اليوم ونحن نودع العام 2013، لا نعلم إن كان من ترك العام الماضي سباقات الفورمولا 1 بخطورتها البالغة سالما سيدخل العام 2014 أم ستغادرنا روحه في قمم جبال الألب.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4133 - الإثنين 30 ديسمبر 2013م الموافق 26 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً