العدد 4141 - الثلثاء 07 يناير 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1435هـ

في البحرين... أين الخلل في العلاقة المجتمعية؟

يعقوب سيادي comments [at] alwasatnews.com

.كاتب بحريني

لو نظرنا إلى المطالب التي رفعها الحراك منذ فبراير 2011 إلى اليوم، لما وجدنا إلا أنها جامعة للمواطنين، لا تثريب طائفي في منطوقها، ولكن...

لماذا انقسم المجتمع إلى فريقين؟ فريق متمترس بطائفته على حساب المواطنة، فاتخذ الموقف الحكومي وتصدّى اعتراضاً على مطالب الحراك في جمعها، تاركاً الفريق الآخر من الطائفة الأخرى، ومن الجماعات الوسطية المتبنية المعيار المواطني المتساوي، يتحمل إجراءات الحملات الأمنية الحكومية المفرطة، بما تتجاوز المعايير الدستورية المحلية، والمواثيق الدولية فيما يخص الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين.

فالطرف الأول يرى أنها مطالب طائفية للآخر، فحرّض جماعاته على التصدي لها، بانياً موقفه على أن الحراك، طالب بحكومة منتخبة، بمعيار الصوت الانتخابي المتساوي لكل مواطن، وبما يترتب على ذلك من سنّ دستور عقدي، وإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية لتجتمع في دائرة واحدة، أو على أكثر تقدير خمس دوائر بعدد المحافظات، بما يعني لديه، بناءً على علمه بتشتت جماعاته، ووهنهم إزاء الحكومة، أن جماعاته الواحدة تلو الأخرى، خاسرةٌ في أية منافسة انتخابية، قبالة اجتماع الطرف الآخر في جماعة واحدة.

فبحكم أن الطرف الأول منقسم إلى جماعات، تعتاش كل منها سياسياً على العمل الخيري وسط طائفتها المسنود حكومياً، في مساحة ضيقة بتعداد شعبي محدود، فتبقى كل جماعة من هذا الطرف موقنةً خسارتها الانتخابية، متى ما توسعت تلك المساحة لتعم مساحات وجموعاً شعبية، وجماعات أخرى من جماعاتها، فما بالك إن حوت مساحات وجماعات شعبية من الطرف الآخر، أو الجماعات التي تتبنى معيار المواطنة المتساوية؟

ومن حيث العامل المشترك بين جماعات هذا الطرف، في ضيق مساحاتها وشعبيتها الانتخابية، التي لا تتجاوز منطقة أو منطقتين لكل منها، في هذه المحافظة أو تلك، التقت مصالح هذه الجماعات، خصوصاً جماعات الإسلام السياسي منها، في التقوقع الطائفي، على رغم تعددها الفرعي من سلفيين وإخوان مسلمين وآخرين، وبادروا ومازالوا، بخطابات التحريض على الفرقة الطائفية في جانب، وفي الجانب الآخر بتكفير وتخوين مكوّنات الطرف الآخر.

وسيَّروا المسيرات المعارِضة للمعارَضة، والداعمة للحكومة، ولتبيان زخم حراكهم، أشركوا في مسيراتهم، العرب والأجانب العاملين والمقيمين في البحرين، فأضحت الحال بالنسبة لهم، هي الفرقة والصراع ما بين طائفتي المجتمع السنية والشيعية.

وتوافقوا مع الحكومة، أن لا شيء سيجمع أفراد طائفتهم ضد أفراد الطائفة الأخرى، أكثر من إيهام عامة أفراد طائفتهم، بطائفية الطرف الآخر المزعومة، وسِيلَتُهم في ذلك أمرين، الأول الاتهام الرسمي لأطراف الحراك الشعبي، بالخيانة الوطنية، والتبعية لإيران خصوصاً، وذلك بحكم بنود اتفاقية استقلال البحرين العام 1971، وبحكم الاشتراك المذهبي الإسلامي وإياها لغالبية أطراف الحراك؛ والأمر الثاني، التعزيز الحكومي الرسمي، لتلك التهم، عبر التصدي الأمني المفرط القوة، لقيادات وناشطي الحراك، وفصل أفراد الطائفة الأخرى من الأعمال في المؤسسات والشركات الحكومية، والضغط على الشركات الأخرى للإتيان بالمثل، ودعوة العاطلين والمتقاعدين، من طائفتهم إلى التطوّع في الإحلال محل المفصولين، بغض النظر عن الكفاءة والإقتدار.

كل الأحداث ومعالجاتها الطائفية والأمنية، منذ فبراير 2011 إلى وقت قريب، لم يتجاوز غرضها، تحقيق لحظة خروج السلطة من عنق الزجاجة، والقفز على مطالب الحراك الشعبي، وتشويه وطنيته أمام المجتمع الدولي، الأمر الذي انكشف أمام العالم بحكم افتقاره للحقيقة، بما أدخل العلاقة بين طائفتي المجتمع والحكم في مرحلة مزيجة ما بين القديم والجديد، لتبدأ التصريحات الرسمية، غير المسنودة بالأفعال، لتبرئة ساحة الحكومة مما أتاه الشعب بطائفتيه، من فرقة طائفية، فبدلاً من تجريم الأقوال والأفعال الحاضَّة على الفرقة، وتطبيق القوانين المختصة ضد مقترفيها، نجد التصريحات الرسمية لا تتجاوز التوجيهات والدعوات! ولإشغال الناس وإيهامهم بجدوى مجلس النواب الحالي، بما عليه من السلبيات الدستورية والقانونية، في الضغط على الحكومة بدلاً من الحراكات الشعبية، وكانت مسرحية رفع أسعار الديزل وانسحاب النواب بأنفسهم من أنفسهم، من صالة اجتماع مجلس لا يحوي عداهم، فكفانا تذاكيكم أيها النواب.

إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"

العدد 4141 - الثلثاء 07 يناير 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 4:52 ص

      مقال اكئر من رائع

      والله ياولد المحرق الوطني والمخلص لوطنك دائما صريح مع جميع الطراف وكلامك موجع لهم,لانهم وبكل بساطه على قولت المئل الشعبي بغوه طرب وجائة نشب في صدورهم والله المستعان لينقد هذا البلد وابنائه الطيبين من عبدت الدينار.

    • زائر 12 | 4:25 ص

      جائت

      جائت الافراجات فى الالفيه وافرجوا عن جميع معتقلين وكل الناس فرحوا لماذا بعدين انقلبو على الشعب وغيرو الدستور وجنسو الاجانب بالاف كان الاولى اعطاء هادى الاموال الى الشعب وكانت البحرين ستصبح بخير ماذا استفادو البلد الان لايطاق كله فتن واطرابات المشتكى لله والله ينتقم من التكفريين هم السبب فى دمار بلادنا

    • زائر 10 | 3:00 ص

      قناص

      شكرا استاذنا العزيز كل الاتهامات الباطلة من الطرف الاول للطرف الثاني بالتبعية لأيران فهذه صادرة من اشخاص هم بالاصل ليسوا من اصل هذا النسيج العربي الاصيل وهم من أصل ايراتي او افغاني أو ماشابه ذلك ولكي يبعد الشبهة عن نفسه وعن ولائه الاصلي لبلده فيرمي غيره بهذا الولاء ولهذا سبب البلاء في هذا البلد هي هذه الفئة التي ليس لها ولاء لأي ارض او وطن فتعيش كالديدان وتعتاش على الفضلات وليس لها أي انتماء دائم لوطن فيجب على الحكومات الحذر من مثل هؤلاء .

    • زائر 8 | 2:48 ص

      شكرًا لبطن أنجبتك

      تحليل دقيق ورائع ، ينم عن ثقافة وطنية متأصلة وحس وطني متجر وقلق حقيقي على الوطن وأبنائه ، دائماً كنت وما زلت أردد لو أن المثقفين من الطائفة السنية الكريمة يقفون موقفك المشرف لما وصل حالنا لهذا الحال ولبرأت جروح من يشعر انه مستقصد ولا معين ، شكرًا أستاذي الفاضل لوقف آتكم المستمرة مع الحق ومناصرة أبنائه.

    • زائر 7 | 1:21 ص

      الخلل ان طائفة قبلت ان تكون مطية

      رغم قناعة الكل في البحرين بالفساد والظلم والسرقات من المال العام لكن عندما تحركت طائفة نكصت اخرى بل ووقفت موقف المدافع عن كل ما تعرف انه حق ولكن مكابرة ومناكفة ومساهمة في زيادة الظلم على اخوتهم

    • زائر 6 | 1:07 ص

      ما فيه خلل

      الخلل بس في تويتر و صحف الفتنة اما نحن لا زلنا بخير سنة وشيعة متحابين على ارض البحرين

    • زائر 5 | 1:00 ص

      شعب طالب بحقه فما كان لديهم الا سلاح الفتنة

      عرفوا وتيقنوا ان مطالب الشعب محقة 100% وهي في ادنى مستواياتها فلم يكن لديهم سلاح غير بث الفتن واشعال اوارها وهم يعلمون ان جريمة الفتن عند الله من اكبر الكبائر لكن من الذي سيتورع عن ذلك وقد تركوا الدين والقيم بعيدا من اجل المطامع الفتنة اشد او اكبر من القتل في آيتين منفصلتين لم يعرها حتى شيوخ الدين اي اهتمام وراح يصفق لقضايا اثبت التحقيق انها مختلقة وغير معقولة ولكن من اجل الفتنة قال وحرض

    • زائر 4 | 12:36 ص

      شكرا ايها المواطن الشريف على هذه المقالات الرائعة ، ولكن الى متى هذه المغالطات ؟ فقد انكشفت الحقيقة بصورة جلية للعالم اجمع بما يدور في هذا البلد المجروح ومعانات شعبه المسالم ؟

      هذه كوريا تمنع شحنة الغازات السامة بعد ان تعرضت للانتقاد الدولي والحقوقي الشديد بسبب البطش الامني التى تمارسه قوات الامن ضد المطالبين سلميا بالحقوق الوطنية المسلوبة للشعب بجميع مكوناته والعدد الكبير من الضحايا اللذين فقدوا ارواحهم من جراء الاستخدام المفرط لهده السموم الفتاكة باسلوب همجي ضد المدن والقري كعقاب جماعي ضد ساكنيها من العوائل بكل فئاتها دون تفريق .

    • زائر 3 | 12:21 ص

      من أسباب الانقسام

      أضافه الى الأسباب التي ذكرتها سيدي الفاضل هناك سبب مهم في الاصطفاف والانقسام الذي شهده المجتمع البحريني هو مستوى الوعي السياسي فطائفة تجدها في وضع تحدي دائم فلا بد ان تقاتل وتتعلم من اجل البقاء فيرتفع لديها نسبه الوعي وأخرى في حاله ارتخاء دائم فالسياسة لا تعنيها والمستقبل مضمون لها ولاجيالها على جميع المستويات فوضعت كل حملها وثقتها في يد حكومتها فنراهم لا يطالبون بحقوقهم وإنما بمكرمات وهنا الفرق

    • زائر 1 | 10:05 م

      أصيل

      صباح الخيرات أستاذي الجليل تتميزمقالاتك بالتحليل وتلامس الجرح الوطني الذي نعيشه..حبذا سبدب حبذا لو أفردت مقالا خاصا عن الدوائر الانتخابية فبه شيء من التبسط حفظك أله وحمإك خلف عمري

اقرأ ايضاً