العدد 4142 - الأربعاء 08 يناير 2014م الموافق 06 ربيع الاول 1435هـ

إيقاف الحوار الحالي ليس مستغرباً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

حوار التوافق الوطني الذي بدأ في 10 فبراير/ شباط 2013 توقف أمس (8 يناير/ كانون الثاني 2014)، ولعله أمر كان متوقعاً منذ تعليق المعارضة مشاركتها في 18 سبتمبر/ أيلول 2013. جلسات الحوار لم تستطع الانتقال من المقدمة، إذ إن الجلسات كان أكثرها للتراشق وكسب النقاط، إضافة الى عدم وجود أرضيات مهيأة، أو بيئة حميمية. على العكس من ذلك، فلقد صاحب انعقاد الجلسات حملات أمنية وتحشيد إعلامي واعتقالات واسعة جداً، في الوقت الذي تسارعت فيه المحاكمات، وصدرت أحكام بالسجن لمدد طويلة جداً على أكثر من 650 شخصاً (خلال انعقاد الحوار)، كما أن المحاكم زاد عددها إلى أربع محاكم تداوم صباحاً ومساءً، ولم تتوقف المحاكمات، هذا في الوقت الذي تعطلت فيه جلسات الحوار لخمسة أشهر من مجموع 11 شهراً منذ انطلاقها... إضافة إلى ذلك، فقد منعت السلطات مقرر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب خوان منديز من زيارة البحرين وذلك تحت ذريعة عدم الرغبة في الإضرار بمخرجات الحوار.

وعليه، فقد تم «تعليق جلسات حوار التوافق الوطني حتى إشعار آخر»، وحمَّلت الحكومة جمعيات المعارضة «مسئولية تعليق جلسات الحوار»، وبيَّن ممثلو الحكومة أنهم سيستمرون في «التشاور والعمل الوطني وتعزيز المكتسبات السياسية لصالح الجميع».

عندما توقف الحوار لشهرين (قبيل شهر رمضان المبارك الماضي في 27 يونيو/ حزيران 2013 حتى 28 أغسطس/ آب 2013)، كانت التوجهات مختلفة عما هي عليه الآن، إذ كان من المؤمل أن يكون شهر رمضان فرصة لتهيئة الأجواء من أجل طرح مبادرة بدأ الحديث عنها آنذاك... ولكن الأمور سارت على عكس ذلك تماماً، متأثرة بما جرى في مصر بعد تسلم العسكر شئون الدولة هناك.

وبعد ذلك توتَّرت الأجواء، اجتمع المجلس الوطني (الذي يجمع مجلسي الشورى والنواب) لأول مرة في تاريخه، وذلك في 28 يوليو/ تموز 2013، وأصدر 22 توصية أطلق من خلالها العنان للسلطات، وغلب بذلك الحل الأمني على الحل السياسي. بعدها تطورت الأحداث بصورة سلبية وتم توقيف قيادات من المعارضة ومنعهم من السفر، واقترب وضعنا من أجواء ما قبل التصويت على ميثاق العمل الوطني. وعليه، فليس مستغرباً أن يتوقف الحوار وتتوتر الأجواء مع انغلاق الآفاق الإيجابية لمستقبل المصالحة الوطنية. ما نحتاجه هو تصفية النوايا المصحوبة بتدابير لبناء الثقة، وحوار حقيقي وجاد يكون له واقع ملموس ينعكس إيجابياً على الجميع.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4142 - الأربعاء 08 يناير 2014م الموافق 06 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 2:54 م

      الحوار سيستمر بدون ال

      لسنا في حاجه للجمعيات الخمس التي انسحبت من الحوار لانها لا تمثل لاھ من الشعب البحريني فالحوار سيستمر بدونها.

    • زائر 16 | 8:52 ص

      محمد

      اي اكيد هدا حوار توافق انت ما شفت النواب يبتسمون ويا رئيس الوزراء هم ما عندهم مشكلة ولا خلاف هم متفقين ؟
      والشيخ علي سلمان مو عاجبنه الوضع ولا هو راضي يتكلم على انه احد المشرعين يمكن شاك ؟ ولا هو راضي ايجيب وياه كم قاضي ويتقدمون بعريضه للملك ولا هو راضي ايخلي الجمعيات النسائية تتكلم ولا حتى جمعيه اي جمعية او مواطن يتكلم
      لك الحمد والشكر يارب زادت الجمعيات

    • زائر 15 | 8:22 ص

      حوار شنوا

      اعتقد النظام مرتاح على الاخر والسبب المعارضه ضعيفة من الاول الجمعيات ارسلت اشارة الى النظام ان احنا اضعاف هذا سبب استهزاء النظام بالمعارضه

    • زائر 14 | 4:49 ص

      هذه الحقيقة

      مهما لفيوا ودرتوا فإن الطرف الثاني المعارض شعب له مكانه حقيقية وليش شرذمة فلن ينهض الوطن الا الاعتراف به وبحقوقة واسلوب الغرور وتكابر لا يجدي نفعا لاي طرف مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، فتفاخر بقوة السلاح على شعب اعزل فهذا قمة الجبن والاستهتار

    • زائر 13 | 1:40 ص

      شكراً جزيلاً لقلمك الحر

      مقالاتك سعادة الدكتور صغيره لكنها كبيره في محتواها

    • زائر 12 | 1:16 ص

      ليس غريبا

      سوف تكون الأوضاع أكثر شده وأنتقام من المعارضه وسوف لن يكون أى مواطن غيور بمأمن .... .

    • زائر 11 | 1:04 ص

      شكرا لك ايها الجمري

      الحوار كان جوله من جولات الحكومه في المماطله و اضاعة الوقت و شغل الناس به عن المطالب التساسيه و في مقدمتها الحكومة المنتخبه

    • زائر 10 | 12:58 ص

      سنصدم المعارضة

      سنصطدم المعارضة برفع سقف المطالب هكذا كنتم تقولون...فلماذا تنسحبون و لاتواصلون حق مطالب شارعكم العريض كما تتوهمون ان لكم ذلك هههه

    • زائر 9 | 12:44 ص

      استدراك

      انه استدراك من السلطه لاحد الاسباب. اما خوفا من ضهور خلاف عند المتحاورين وفيه تبعثر المزيد من اوراق السلطه او هو استنفاذ الغرض من الاستهلاك الخارجي ولعلا هذا هو الارجح.
      بن صالح

    • زائر 8 | 11:42 م

      متابع

      الان يجب على المعارضة عدم العودة الى الحوار قبل الافراج عن جميع المعتقلين وفي مقدمتهم الرموز السياسية وان يكون شركاء في الحوار ويكون دليل على جدية الحكومة في حل المشكلة السياسية .

    • زائر 7 | 11:31 م

      شحوالكم ،

      لا أدري دكتور لماذا أتوقع أن السلطة هنا تراقب كثيراً ما يجري في مصر وتبني عليه بعض إجراءاتها بل تحاول استنساخ ما تقوم به السلطات المصرية ثم لا أفق للحل أو للتهدئة على الأقل حتى الآن بل مزيد من القمع واستقدام كل الجنسيات الإقليمية للمشاركة في ردع المطالبين بالحرية والعدالة

    • زائر 5 | 11:29 م

      بداية النزول للهاوية

      على البحرين السلام؛ فنحن في نفق مظلم.. نتمنى ان يكون في رخره ضوء يزيح عتمة استمرت لمئات السنين.

    • زائر 4 | 11:27 م

      وجهان للسطات في البحرين

      في الخارج وعبر شركات العلاقات العامة الدولية البحرين واحة حقوق الإنسان وبلد المشاريع الإصلاحية والحوار لكن البحرين تتعرض رغم طيبتها لهجمات ارهابية خارجية فقط
      أما في الداخل فباقمع حدث ولا حرج
      قمع الحريات والتنكيل يالمعارضين
      التعذيب في السجون وفي الطرقات
      عدم ادانة الجرائم ضد حقوق الإنسان
      ....
      التمييز الطائفي
      الفساد المالي وخصوصا سرقة الأراضي والسواحل
      ملاحضة: لا يسع هنا ذكر صورة الوضع الداخلي المأساوية في ب 500 حرف

    • زائر 3 | 10:51 م

      الدليل واضح

      هذا ان دل على شيء انما يدل على ان المولاه لا تساوي عند الحكومة شيء ، وقد اثبتت الآن و بالدليل القاطع انها فعلاً ريموت كونترول ، فقد كان الاحرى بها ان تستمر و لو من باب ان تدافع عن شارعها العريض كما تزعم .

    • زائر 2 | 10:50 م

      عن جد

      عن جد مسخرة و الله.
      لكن أفا راحت جلسات القهوة و الشاي .

    • زائر 1 | 10:33 م

      اي حوار يا دكتور وعقلية القرار متصلبة ومتشنجة

      الحوار كان تغطية للفتك بالمعارضة من يملك قرار تصحيح الامور خارج الحوار فذلك يعني لا نتيجة من حوار خاوي وخير عملت المعارضة

اقرأ ايضاً