العدد 4143 - الخميس 09 يناير 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

طريقٌ مجهول

سرنا على خطى طريق مجهول من دون إدراك ما يوجد في نهاية المطاف، وضعنا الاحتمالات وقوانين نسيرُ عليها في طريقنا المجهول، مسكنا الأيدي جيداً وحملنا الأمتعة لنبدأ مشوارنا الطويل، أسميناه طويلاً ونحن لا نُدرك هل هو طويل أم سنفنى قبل معرفة الجواب!

ولكننا كنا نحمل إصراراً وعزيمة للوصول إلى ما نريده خلف ذلك الطريق، سرنا جمعينا بشتى مذاهبنا، أدياننا، وجنسياتنا أيضاً، في البداية لم نختلف وكنا نسير ونحن نضحك ونغني أجمل الأغاني والألحان، ولكن بعد مرور زمن بسيط بدأ هذا الجمع ينشقُ إلى شقين، الأول أنا مُسلم والثَاني أنا مسيحي وأنا من ديانة أخرى، ولم يتوقف هذا الشق عند هذه النقطة فقط، بل استمر في التضخم إلى تفرق الشقين وأصبحوا يتحدثُون بالمذاهب والأديان وبالجنسيات وبالعروق وعلى رغم هذه الشقوق واصلنا المسير ولكن النفوس لم تعد كما كانت، فهناك من يُحرض على القتال وهناك من ينصُب الأفخاخ وهناك من يلدغ كالعقرب في عتمة الليل.

فازدادت الشقوق وبدأت الاشتباكات والحروب، قُتل البعض، وفارقت روحه الدنيا من دون أي ذنب مثل ذلك الطفل الذي أصيب بسهم رمح اخترق وريده وهو على صدر والده، فامتلأ ذلك الطريق بالجُثث المقطعة، وسار الباقون وأيديهم مُلطخة بدماء الأبرياء، فبدأ الخَوف يجتاح قلوب السائرين، فمنهم من قرر العودة ولكن لا يوجد مجال لهم، فالإرهاب أغلق طريق العودة، فمن كانوا يطمحون للوصول أصبحوا مُجرد أسرى تُكبل أيديهم وأرجلهم، بدأ الترويع وبدأ الصراخ وبدأ الناس يستغيثون بالله ولأن رحمة الله وسعت كُل شيء.

فبدأ السائرون يثورون على الطُغاة وانتصروا لأنهم يؤمنون بأن رحمة الله ستظهر قريباً جداً وأدركوا حينها أن نهاية هذا الطريق هو زمان يحكمهُ رجُل من خير الرجَال، يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

رباب سمير النايم


العدل أساس الملك

تعليقا على مقال علي فخرو المنشور تحت عنوان «جدلية الاستبداد الظالم والعادل»، يمكن تشبيه الدول العربية التي مر بها الربيع العربي وإلى الآن لم تستقر ببيوت كانت في جدارها شقوق ضارة عميقة تصل سلبياتها الى ساكني هذه البيوت وكان أرباب هذه البيوت متغافلين عن عمق هذه الشقوق ولم يحاولوا اصلاحها بطريقة ترضي ساكنيها، وفجأة وبطريقة غير متوقعة انتفض سكان هذه البيوت، ويمكن تشبيه هذه الانتفاضات بالهواء في زجاجات مغلقة سخنتها الظروف السلبية العميقة، فانفجرت.

وهذا ما حدث في البيوت ذات الشقوق العميقة وغير القوية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فتهالكت هذه البيوت من سقوفها إلى اساسها، ومن الصعب جدا اعادة بنائها في وقت قصير، لأن الهدم كبير وحتى الآن هناك اختلاف في مواد البناء المطلوبة لتشييدها وخاصة أساساتها.

طبعا العلاج الأمثل لمثل هذه الحالات هو الإسراع في صيانة هذه الشقوق وترميمها بالمواد المناسبة القوية التي تحمي البناء من شقوقها وتملأها بخلطات مواد بناء قوية راسخة ترضي سكنة البيوت، ويطمئنون إلى حياتهم فيها كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.

وكما ورد في مقال فخرو فإن الديمقراطية هي المطلب الرئيسي لهكذا حركات، ولكن ان اضطرت فإنها تقبل الاستبداد العادل كمرحلة انتقالية ولكن العودة الى الاستبداد امر مرفوض جملة وتفصيلا وخاصة اذا كان هذا الاستبداد يتخذ من الدين عذرا لاستبداده كما ورد في كتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» لعبدالرحمن الكواكبى حين قال «ما من مستبد سياسي الا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله أو تعطيه مقاما ذا علاقة بالله» (من مقال لجعفر الجمري).

برأيي المتواضع فإن الفترة الانتقالية لهكذا انتفاضات تعتمد على عمق الشقوق في هذه البيوت فأرباب هذه البيوت تخيلوا ان هذه الشقوق امر طبيعي ولم يحاولوا جادين ترميمها وصيانتها بطريقة ترضي ساكنيها، وساكنو هذه البيوت لم يطيقوا صبرا على الشقوق التي كانت تؤثر سلبا على حياتهم فحدث ما حدث، والبيت الوحيد في العالم العربي الذي مر به الربيع ولم يلحق به ما لحق بالآخرين هو المغرب حيث أجريت اصلاحات تم عن طريقها صيانة هذه الشقوق الى حد رضي بها سكانها حتى الآن ومن المعروف علميا ومن المتفق عليه عالميا أن الصيانة الاستباقية هي الدرع الأمثل لدرء الضرر والهدم.

عبدالعزيز علي حسين


شارون رجل المنشار الحديد

سيسعد العالم الإسلامي ويطلق التباشير والأناشيد في الساعات والأيام المقبلة لانتظار نبأ وفاة أكبر سفاح إسرائيلي من سفاحي الدولة العبرية «أرييل شارون» رجل المنشار الحديدي الأسرائيلي الذي لم تسلم آلته العسكرية من الفلسطينيين واللبنانيين والعرب صغاراً وكباراً شيوخاً ونساءً حيث لم يكتفِ بحرق الأخضر والشجر بل الخيم وهدم البيوت الفلسطينية على ساكنيها ولم يستنثنِ دولة ما ولم يراعِ اتفاقية ولا هدنة! فأي شعب عربي أو دولة أصابها ما أصابها من آلته العسكرية ستحزن عليه؟ بل العالم الإسلامي والعربي مطالب بإظهارالفرح والبهجة والسرور على رحيله من دار الدنيا إلى دار الآخرة لتأكله النار وتلتهم جسده الثعابين!

إنني أستذكر فيه حقده وغضبه الذي يكنه باستمرار على المسلمين والذي صبه على اللبنانيين في مجازر صبرا وشاتيلا، حيث زادت من كراهية اللبنانيين والفلسطينيين له، كما أنها تسببت في طرده من منصبه العام 1983 بعد إدانته بالقتل من خلال التحقيقات التي أجرتها محكمة اسرائيلية في عملية غزو ل بنان! شارون المولود في فلسطين عام 1928 يعد من قدامى المحاربين والوحش المظلي الذي حارب في جميع الحروب التي خاضتها «إسرائيل» منذ تأسيسها العام 1948، وحظي بشهرة وسمعة كجندي ومخطط استراتيجي، وقاد كتيبة مظليين في حرب السويس العام 1956 وترقى إلى رتبة جنرال الذي انضم إلى منظمة الهاجاناه اليهودية المسلحة، وحارب كقائد فصيلة إبان حرب 48 بين العرب وإسرائيل وتسبب شارون في تشريد مئات الفلسطينيين وقتل الآخرين من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالعاصمة بيروت، كما سمح للميليشيات المسيحية المسلحة بقتل الفلسطينيين في المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي! وما زاد حنق وغضب الفلسطينين عليه أكثر حينما قام في العام 2000 بخطوة وبصورة مفاجئة زيارة المسجد الأقصى، وهو ما سبب في إطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أصيب بأول سكتة دماغية هالكة والتي لم يعافَ منها حتى الآن ودخل في غيبوبة طويلة لم تنتهِ بل انتهى مشواره السياسي ومهنته الأساسية في حز رقاب وقتل الشبان والثوار الفلسطينين لم يخرج منها حتى الآن.

مهدي خليل


مسّ أمنية

في الصف عند أمين صندوق السوبر ماركت سمح لأحدهم أن يتجاوزه لخفة بنود تبضعه. شكره وقال: أنت من بلاد الشام؟ جَحَّمَت واغرورقت عيناه بالدمع ورد: أوجعتني كثيراً.

أمنية صغيرة

تعلقت الصغيرة برقبة أبيها. سألته وعداً صغيراً: «ألا يتركها ويرحل إلى السماء كما فعلت أمها».

انتصار الشعب

استيقظ الطاغية الذي يتقن فن تحطيم المعنويات وقتل المختلف عنه. نادى على حاشيته فلم يجبه أحد. استدعى حرسه الجمهوري فلم يجد جندياً واحداً. قال: «أنا في حلم أو علم». نزل إلى الشارع صارخاً بملء رئتيه: «يا شعب». ردت الشوارع والمحلات والمنازل الصدى. لقد ترك الشعب البلد له يتصرف بها كيفما يشاء. نهاية حزينة بانتصار المستبد على الشعب لم ترق للقارئ الذي وضع النهاية المنطقية «أن الحاكم يذهب ويبقى الشعب المنتصر...».

صداقة عصا

راقبته وهو يجلس على كرسي القش المتهالك ليستريح من احتباس الهواجس في أعماقه. استيقظ داخله صدى المكان والزمان؛ الناس، والشوارع، والبيوت، وطعم الوقت تغيروا عليه. فقط عيناه تحكيان فقدان شبابه وارتسامة الطريق في وجهه. أصرت يده الممسكة بعصا خشنة الملمس على مشاركته هم حياته وارتداء أيامه القادمة. مازال في أفقه ما هو آتٍ يستحق البقاء من أجله.

بكاء

التقتا بعد غياب عشر سنوات. الأولى، تزوجت من يكبرها سناً كي لا تموت منسية. والأخرى بقيت وحيدة غريبة. غرقتا في نحيب صامت.

يوسف فضل


انتهاء العضوية

في حالة إخطار رئيس المجلس من إحدى الجهات الرسمية بصدور أحكام قضائية أو تصرفات أو قرارات مما يترتب عليه إسقاط العضوية طبقا للمادة (99) من الدستور، يحيل رئيس المجلس الأمر إلى لجنـة الشئون التشريعية والقانونية خلال ثلاثة أيام من تاريخ الإخطار، ويبلغ المجلس بذلك في أول جلسة تالية.

وتقوم اللجنة ـ بعد سماع أقوال العضو وتحقيق دفاعه ـ ببحث الموضوع من الناحيتين الدستورية والقانونية، فإذا انتهت اللجنة إلى أن ما ثبت لديها يترتب عليه إسقاط العضوية قدمت تقريراً برأيها إلى مكتب المجلس لإحالته إلى المجلس لنظره فى أول جلسة تالية ليقرر في شأنه ما يراه.

يجوز لعشرة من أعضاء المجلس على الأقل أن يتقدموا بطلب كتابي إلى رئيس المجلس باقتراح بإسقاط العضوية عن أحد أعضائه، وذلك لأحد الأسباب المبينة في المادة (99) من الدستور، ويجب أن تبين في الطلب الأسباب الداعية لذلك.

ويخطر رئيس المجلس العضو كتابة بصورة من اقتراح إسقاط العضوية عنه، وذلك بعد أن يتحقق مكتب المجلس من توافر الشروط الشكلية في الطلب.

ويدرج طلب إسقاط العضوية في جدول أعمال أول جلسة للمجلس تالية لإخطار العضو بصورة من الطلب، ليقرر إحالته إلى لجنة الشئون التشريعية والقانونية.

لا يجوز للجنة الشئون التشريعية والقانونية البدء في إجراءاتها إلا بعد إخطار العضو كتابة للحضور في الميعاد الذي تحدده لذلك، على ألا تقل المدة بين تاريخ الإخطار والميعاد المحدد لانعقاد اللجنة عن ثلاثة أيام.

وعلى اللجنة أن تستمع لأقوال العضو وأن تحقق أوجه دفاعه، ويغادر العضو مقر الاجتماع عند أخذ الأصوات.

وإذا تخلف العضو عن الحضور أعادت اللجنة إخطاره طبقاً للقواعد السابقة، فإذا تخلف بعد ذلك دون عذر مقبول تستمر اللجنة في مباشرة إجراءاتها.

وللعضو أن يختار أحد أعضاء المجلس لمعاونته في إبداء دفاعه أمام اللجنة.

وتقدم اللجنة تقريرها إلى رئيس المجلس بعد موافقة أغلبية ثلثي أعضائها عليه خلال أسبوعين على الأكثر من تاريخ إحالته إليها. ويعرض هذا التقرير على المجلس في أول جلسة تالية، ويجب صدور قرار المجلس بشأنه في مدة لا تجاوز أسبوعين من تاريخ عرض التقرير عليه.

يتلى تقرير اللجنة عن إسقاط العضوية أمام المجلس، ويؤخذ الرأي عليه نداء بالاسم، ولا يصدر قرار المجلس بإسقاط العضوية إلا بموافقة ثلثي أعضائه على الأقل، ويجوز للمجلس أن يقرر جعل التصويت سرياً.

يقدم طلب إلغاء الأثر المانع من الترشيح المترتب على إسقاط العضوية وفقاً لما ورد في البند (د) من المادة (57) من الدستور كتابة إلى رئيس المجلس، ويجب أن يرفق بالطلب بيان بقرار المجلس وأسبابه ومبررات إزالة الأثر المانع من الترشيح والمستندات المؤيدة له.

ويعرض الرئيس الطلب على المجلس لإحالته إلى لجنة الشئون التشريعية والقانونية لإعداد تقرير عنه للمجلس.

وعلى اللجنة أن تستدعي من سبق إسقاط العضوية عنه، وأن تستمع إلى أقواله وأن تحقق أوجه دفاعه، ويجب أن يتضمن تقريرها مناقشة ما أبداه من أسباب وأسانيد لطلبه.

ويعرض التقرير على المجلس، ويجب أن يصدر المجلس قراره في شأنه خلال أسبوعين على الأكثر من تاريخ عرض التقرير عليه.


سيرةُ إلهٍ سومريّ

يُخبِّئُ في مزمارِهِ... صمْتَ ثغرِهِ

ويحملُ فِي كفِّيهِ... جمْرةَ سرِّهِ

يُسافرُ في اللاوقتِ... صَوماً مُؤَجَّلاً

ولا عيدَ صلَّى فِي مَحطَّةِ فِطْرِهِ

وتَذبحُهُ عُمْيُ السَّكاكينِ

واقفاً طويلاً... تَلمَّسْنَ الطريقَ لنَحْرِهِ

يَفُورُ على نارِ انتظاراتِ غائبٍ

يُقلِّبُ مِن بُعدٍ... مَنَاقلَ جَمْرِهِ

فُقَاعَةُ وَحْلٍ صَبْرُهُ... لو تَمَسُّها يَدُ القَدَرِ الأَعمى

تنُوءُ بصَبْرِهِ

حَبَا فوقَ صحراءِ الجليدِ... يَرى يَداً...

تُوارِبُهُ لَحْداً... بسِيْماءِ قبْرِهِ

تَقافَزَ من موتٍ لآخرَ...

عَلَّهُ... فتَزهَدُ كَفُّ الموتِ في مَحْوِ عُمْرِهِ

فمُذ أَربعينَ التِّيْهِ... وهْوَ مُشرَّدٌ

يُفتِّشُ عن ربٍّ يَليقُ بكُفْرِهِ

يُفتِّشُ عن قبرٍ يَلُمُّ شَتاتَهُ

ووَرْقةِ توتٍ... لا تَضيقُ بسَتْرِهِ

هُوَ القُبلةُ المَنسِيَّةٌ هَمْهَماتُها

ولكنْ صَداها... ما يَزالُ بثغْرِهِ

هُوَ ابنُ جَنوبِ الأَرضِ... مِلْحُ تُرابها

لهُ كبرياءُ النَّخْلِ... بَرْحِيُّ تمْرِهِ

هُمومُ سُلالاتٍ... تَضاريسُ وَجْهِهِ

وأَثقالُ أرضٍ... شَالَها فوقَ ظهْرِهِ

تَمَطَّى

فلا حيٌّ... ولا هوَ ميِّتٌ هَيُولَى

وعزرائيلُ حَارَ بأَمْرِهِ

أَيَقبضُهُ؟

معنى الفناءِ حياتُهُ...!

أَيَبسِطُهُ؟

هلْ مِن مَقامٍ لكَسْرِهِ؟!

***

تُجَرْجِرُهُ أَيدي المَنافِي منَ القَفا

ولَم يَدْرِ يوماً... ما علامةُ جَرِّهِ؟

وكم يَتبدَّى جَرَّةً بعْدَ جَرَّةٍ؟

وقد مُلِئَتْ كُلُّ الجِرارِ بخَمْرِهِ

نبيذاً...

وقابيلُ اسْتَقاءَ احْمِرَارَهُ

ووارى غُرابُ الأَرضِ... سَوأَةَ بَذرِهِ

ليَنبُتَ ناياً...

شاعراً نَزفُ رُوحِهِ غِناهُ

ويُحيي الرَّوحَ... فِي نَزفِ شِعْرِهِ...!

شاكر الغزي

العدد 4143 - الخميس 09 يناير 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً