العدد 4161 - الإثنين 27 يناير 2014م الموافق 26 ربيع الاول 1435هـ

بحثاً عن الأرقام الحقيقية للتجنيس

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في ورقته المهمة المقدمة إلى ورشة العمل الخاصة بـ «التجنيس السياسي... المخطط والآثار المدمرة»، حاول الباحث عبدالله جناحي أن يتلمس أبعاد المشكلة الحقيقية بالأرقام.

السلطات في البحرين تحيط هذا الموضوع بالغموض المتعمد، ولا تقدّم أية أرقام حقيقية من شانها كشف خطورته على مستقبل الأجيال المقبلة، فضلاً عن الجيل الحالي الذي يعاني من مشاكل متفاقمة في الإسكان والتعليم والصحة وتراجع في الأداء الاقتصادي. هذا التراجع من جملة عوامل دفعت الحكومة للتفكير في رفع الدعم عن الديزل ثم تراجعت عنه، ولمّحت مراراً إلى رفع الدعم عن سلع أخرى أكثر حيوية كاللحوم.

عند الحديث عن التجنيس لا توجد أرقام رسمية، لذلك تكتسب محاولة جناحي تقديم الأرقام أهميةً خاصةً، خصوصاً لاعتماده على الأرقام الرسمية المنشورة قبل سنوات، ومحاولة استنطاقها. وقد تلمّس طريق إبراهيم شريف السيد، الذي أجرى دراسةً في العام 2010، على ضوء تصريح رئيس الجهاز المركزي للإحصاء في العام 2008، بخصوص نسبة النمو السكاني التي بلغت 5.8 في المئة يومها.

هنا يجب أن نتذكّر جميعاً، أن نسبة النمو السكاني في البحرين كانت في حدود 3.5 في المئة العام 1971، انخفضت إلى 3 % العام 1981، وإلى 2.9 % في 1991، و2.1 % في 2001، وكان المتوقع أن تستقر عند هذه النسبة مع ميل الأسرة البحرينية إلى تفضيل إنجاب طفلين. لكن ما حدث هو أن النسبة عادت لتصعد بصورة غير مفهومة، خلال السنوات الست التالية إلى 4.2 %، ما يشير إلى وجود «شيء ما»!

من حسن حظ شعب البحرين أن لديه إحصاءات منتظمة منذ الأربعينيات، تجري كل عشر سنوات تقريباً، فلا مجال للمغالطة أو التضليل بخصوص الأرقام. وإذا كان متوسط النمو الطبيعي للبحرينيين في حدود 2.5 %، فإن هناك 50 ألف شخص تم إضافتهم كبحرينيين خلال هذه الفترة (حتى 2007)، وهي زيادةٌ غير طبيعية، إنّما مصطنعة، تفسرها عملية «التجنيس السياسي». فعالمياً، النمو السكاني لا يصل إلى الضعف إلا كل ثلاثين عاماً، وفي الدول المتقدمة كل خمسين عاماً، أما في البحرين فتضاعفت النسبة خلال خمس سنوات فقط.

المعارضة لا تعارض التجنيس من حيث المبدأ، وطالما طالبت بالالتزام الحرفي بالقانون، الذي ينصّ على تجنيس العربي بعد 15 عاماً، والأجنبي بعد 25 عاماً، مع ما يشترطه القانون من تقديمه «خدمات جليلة» للبحرين. وهو شرطٌ لا يتوفّر حتماً في 95 % من هذه الحالات التي تجري خفيةً واستعجالاً وتكتماً. (في الإمارات يجري تجنيس خمسين شخصاً سنوياً فقط وعلى أضيق نطاق).

الأخطر هو أن الأرقام الرسمية -التي استنطقها جناحي- تشير إلى تجنيس ما بين 7 إلى 8 آلاف شخص سنوياً، حتى 2007، وإذا استمرت بوتيرة النمو نفسها، سيكون هناك 10 آلاف في 2008، و10.600 شخص في 2009، و11.300 شخص في 2010. كلّ ذلك تمّ قبل الحراك السياسي الكبير في 2011، نقول ذلك لكي لا يتهم بعض المرجفين الحراك الشعبي بأنه السبب وراء المشكلة، حيث من الواضح أن خطة استهداف التركيبة الديمغرافية كانت قائمةً قبل سنوات.

لا يظنن أحدٌّ أن التجنيس سيخدم مجموعةً سكانيةً أو طائفةً على حساب أخرى، فالسقف حين ينهار كما علّمنا التاريخ... ينهار على رؤوس الجميع. ولا عزاء للنائمين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4161 - الإثنين 27 يناير 2014م الموافق 26 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 39 | 11:26 ص

      حبيبي

      إلي يرضى بهذا النوع من التجنيس لا عنده غيره ولا حب لهذا الوطن

    • زائر 34 | 8:08 ص

      اللى يزعل ان الكثير من البحرينيين راضيين

      لا ومرحبين وهناك كثيرين ايضا رافضبن لكن المثل يقول قال من امرك قال من نهانى الخلاصة ان البحرين بالوتيرة المتصاعدة للتجنيس الطائفى امام مستقبل ملىء بالالغام التى ستتفجر تباعا فى السنين القادمة رجاء من الحكومة ياريت تجنس اجانب مو عرب احسن لنا وياريت مو مسلمين بعد احسن واحسن

    • زائر 29 | 3:33 ص

      من المشاكل زيادة عدد سكان أرخبيل الذر لكن

      عند ما يحمل الإنسان على الجد لا يكون حمله حمل جمل ولكن من حقائق تاريخيه كانت وما اليوم إلا وتيرة زيادة الكثافه السكانيه للبحرين ويقال تجنيس! فقبل 200 سنة ونيف جلب الكثير من الناس من أفريقيا وزنجبار ومناطق عدة من العالم وزج بهم في البحرين. وهذا ليس سرا من الأسرار ولكن للتذكير. فالكثير من سكان البحرين ليسوا من أصول عربيه وإنما يقال لهم مخلوطي العرق. فشعب البحرين ليس كما الشعوب العربيه الأخرى مثل شبه جزيره قطر وشبه جزيره العرب (...) ...

    • زائر 25 | 3:13 ص

      كلنا ضد التجنيس السياسي

      كلنا ضد التجنيس السياسي؛ لكي لا نصادم حقوق الإنسان و الشرائع الدولية؛ نريد أن نعرف ما هي الشروط حسب القوانين الدولية التي بموجبها يستحق العامل أو الموظف الأجنبي حق الإقامة الدائمة أو الجنسية؟ إذا كان كل من أقام في بلد بصورة قانونية أكثر من 15 سنة يستحق الجنسية، فمعنى ذلك أنَّ لدينا أكثر من ربع مليون حالة يستحق أصحابها الجنسية!

    • زائر 24 | 3:06 ص

      النمو السكاني

      عالميا يتم النمو السكاني الى الضعف كل ثلاثين سنة, وفي الدول المتقدمة كل خمسين سنة, أما في البحرين فتضاعفت النسبة خلال خمس سنوات فقط. هل نسيت أخي الفاضل بأن البحرين سباقة في كل شيئ, لا تحسدون بلادكم على هذا التقدم. (محرقي/حايكي)

    • زائر 23 | 3:04 ص

      يبي يكحلها عماها . .

      هذا مثل شعبي دارج معناه ان أحدا يريد أن يفعل الأمر الحسن فأدى ذلك إلى الأسوأ . . في بلد صغير محدود المساحة والإمكانيات كالبحرين يصبح هذا الفعل الغير مدروس بعناية وبدون إدراك العواقب جريمة كبرى في حق الوطن والمواطنين . . وأهل السنة العقلاء ومعهم كل الشعب الأصلي الذين ولدوا هم وأجدادهم وترعرعوا على هذه الرض الطيبة في جو من الألفة والتسامح يرفضون هذا التوجه الأرعن الغير محسوب والذي أدى إلى حدوث ازمات ومشاكل كبيرة وضغط غير مبرر على الإسكان والشوارع والخدمات العامة .

    • زائر 22 | 2:26 ص

      الإحصائيات خاظئة يا سيد

      الأرقام غير صحيحة بالمرة حسب كلام أحد الموظفين العارفين ببواطن الأمور في إدارة الهجرة والجوازات.
      لأنه حسب كلام هذا الموظف فإنه ما لايقل عن 50 جواز جديد يصدر للمجنسين يوميا. فإذا حسبتها يكون 1500 جواز شهريا يعني في السنة 18000 مجنس . ونسبة 99% منهم لم يقيموا في البحرين شهرا واحدا وبعضهم يرسل لهم الجواز وهو في ديرته. إذا عليكم مراجعة الأرقام لأن أعداد المجنسين يزداد سنويا ويشكل رقما مخيفا يهدد مستقبل البلد وأولادكم .

    • زائر 21 | 1:54 ص

      الموضوع مستمر

      خلال الأسبوعين الفائتين قام معظم المدرسين .....بالتقديم للجنسية بعد توارد معلومات لهم في المساجد بأن مجال الجنسية مفتوح لهم فكان معظمهم يستأذن من الصباح الباكر في الدوام لتخليص أوراقم مثل الذهاب للمحكمة وغيره

    • زائر 20 | 1:38 ص

      حسابات أولية

      تدل الحسابات الاولية ان عدد المجنسيين السياسية تقدر ب 220 ألف تقريبا و إن عدد السكان الكلي في البحرين يقدر ب مليونيين و 400 ألف فيما تعلن الحكومة العدد الكلي ب مليون و 200 ألف فقط.. ان تفاصيل هذه الارقام تبشر بحدوث كوارث يصعب السيطرة عليها و الله الحافظ.

    • زائر 19 | 1:36 ص

      ياسيد لانلوم الحكومة بقدر ما نلوم انفسنا

      فنحن من افسحنا المجال الى التجنيس عندما كنا نرفع الصوت بانا اكثرية وقول المعرضة هيا لنحتكم الى صوت الشعب .
      كل ذلك افرز وشكل عقدة لدى النظام بوجوب تغيير هذه التركيبة السكانية خصوصا مع لهجة المعارضة الرخوة واللينة الى ابعد الحدود (سنبقى نطالب بحقوقنا ولو لعشرات السنين )
      لماذا تمكن الجلاد من رقبتك وتعطيه الفرصة وتطمنه بهذا الخطاب؟بانك ستطالب لعشرات السنين؟طالب لعشرات السنين ولكن لاترمي بهذه الورقة في خطاباتك
      لاتحدد سقفا زمنيا.
      لسان الحكومة يقول طالبو لعشرات السنين وسنكمل مشروعنا وسنذهب للاستفتاء

    • زائر 18 | 1:22 ص

      المخطط كبير

      الهوامير الاعودة والمتمصلحين من الاوضاع يبنون عمارات تستغرب منو راح يسكنها بس معروفه السالفه التجنيس على ودنه بدون حرج ولا خجل ولا حيا المصريين ترسوا المحرق والبلد مستحيل تكون في سوق او في لفت او اي داهية الا تشوف مصري صوبك والحبل على الجرار

    • زائر 17 | 1:22 ص

      لن يجيبوك ولن يعطوك الارقام الحقيقية مستحيل

      اذا كان النواب لم يستطيعوا ان يحصلوا على الارقام الحقيقية للتجنيس ولم يستطيعوا فتح الملّف وحلحلته كما يجب فما بال مقال بجريدة سيكشف المستور ؟
      المستور خطير يا سيد والمخطط اكبر من ان تتناوله في مقال
      جزاك الله خيرا فالمحاولات ودق الاجراس هو لتحميل كامل المجتمع المسؤلية ليس فقط المعارضة بل كل من يعيش على هذه الارض سيتضرر بمسألة التجنيس لذلك على الجميع تحمّل مسؤليته

    • زائر 16 | 1:19 ص

      لن تجدوا الأرقام الحقيقية !!

      ببساطة لأن جهاز الاحصاء والمعلومات تحت سيطرة المنفذين والمؤسسين لمشروع التجنيس السياسي !!

    • زائر 13 | 12:28 ص

      الجمعة لا الفرقة

      يجب ان يعي الشعب البحريني بان التجنيس يضر الكل وعليه ان يعي انهم يغتصبون مستقبل ابناءنا من الطائفتين

    • زائر 11 | 11:59 م

      بنكون نفس سنغافورة

      بس في المشمش

    • زائر 10 | 11:50 م

      لا يوجد نائمين

      بل متغافلين!!
      لماذا لا تطرح المعارضة موضوع صلاح البندر... هل احترقت هذه الورقة؟

    • زائر 9 | 11:50 م

      ولا عزاء للنائمين الحاقدين

      يوما ستتنادي الاقلام للمحن التي جناها علينا تجنيس اناس من اوطان عديده لا يهمها سوي ارتزاق الاموالز يوما عندما تشتد بنا المحن على بلدنا فسوف ترونهم قد هربو الى اوطانهم تاركين هذا البلد لانهم ببساطه لا يهتمون به, نحن فقط من سيصارع ويبني من جديد لاننا نحن من خرجنا من رحم هذا الوطن الصغير

    • زائر 27 زائر 9 | 3:18 ص

      2011

      في ايام الازمه كان الكثير يراهن على خروجهم من البحرين ولكن اثبتوا عكس ذلك فهم أوفياء ومخلصون للبحرين

    • زائر 8 | 11:43 م

      لا يوجد رقم حقيقي لتجنيس

      تجنيس الغرباء وتوظيفهم وتوطينهم في هذا البلد وسوف ينفلب السحر على الساحر في ذات يوم ولا تجنسوا ما هذا الذي يخطط لتجنيس الغرباء عندنا لتغيير التركيبة السكانية

    • زائر 7 | 11:42 م

      التقرير المثير

      من زمان منوع الخوض في خلية ال...بعد ان كشف خطرها السوداني البندر.

    • زائر 6 | 11:21 م

      اذا أردت ان تبحث عن الأرقام الحقيقية للتجنيس

      فابحث عن نسبه الأميه في البحرين التي كنا تتفاخر بالقضاء عليها تقريبا مقارنه مع دول المنطقة وانظر اليها اليوم حيث ارتفعت النسبه الى اربعه أضعاف عندها ستعرف رقم التجنيس والمشكلة ان لا احد يرى الجوانب السلبيه للعملية غير ازدياد السكان حيث لا يرون التدني في الخدمات ولا يرون الازدحام السكاني في السكن والشوارع بل ابسط شي فأي برامج للتوعيه توجه للجمهور لا يعلم بها الأفراد الأميين او الذي لا يجيد اللغة العربيه أصلا من المجنسين

    • زائر 4 | 10:57 م

      الله على الظالم

      الله ياخذ الحق من أعداء الإنسانية

    • زائر 2 | 9:51 م

      والله منكدين عيشتنا هالمجنسين

      أخذوا كراسي طلابنا في المدارس ، أخذوا بعثاتنا ، أخذوا الكراسي الجامعية للمواطنين الاصلين "بينما عزف المواطنين عن جامعة البحرين وراحوا يدرسون برا تاركين الجامعة للمصاروة ولهنود والباكستانية ولمجنسين ناقي وغيره "، أخذوا وظايفنا ، أسرتنا في المستشفيات ،،،والقائمة تطووووووووووول .
      لكن أوجه كلمة للمجنسين : دوام الحال من المحال ...

    • زائر 26 زائر 2 | 3:13 ص

      هؤلاء خدمو البحرين بكل إخلاص

      يستاهلوا كل خير

    • زائر 37 زائر 2 | 9:42 ص

      زائر 26

      و هل خدموا البحرين بكل اخلاص على قولتك بدون مقابل؟

    • زائر 1 | 9:01 م

      كلامك

      نعم السقف سينهار عل الجميع . ولكنهم سيهربون با المبالغ المنهوبه من الشعب للخارج ويتركون البلد لأهلها (عظم بدون لحم.)

اقرأ ايضاً