العدد 4168 - الإثنين 03 فبراير 2014م الموافق 03 ربيع الثاني 1435هـ

المجتمع الدولي لم يعد يقبل بعودة ممارسات «الأبارتهايد»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مؤشرات عديدة تشير إلى متغيرات ستؤثر مباشرة على جميع ملفات المنطقة، وكان آخرها يوم السبت الماضي (1 فبراير/ شباط 2014) عندما صدر أخطر تصريح لوزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن إسرائيل، وذلك عندما أشار إلى الآثار التي سيتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي بفعل حركة المقاطعة الدولية، مشيراً إلى «حملة متزايدة من نزع الشرعية عن إسرائيل» عبر المقاطعة الاقتصادية. وبعد ذلك ذكرت وسائل إعلامية أن وزارة الخارجية الأميركية «وَبَّخت» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحريفه تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد «مشاحنة علنية». وكان وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز قد صوّر كيري بأنه يُصوِّب بندقية إلى رأس إسرائيل في محادثات السلام مع الفلسطينيين.

إسرائيل تعوّدت على عدم الاعتراف بالقانون الدولي، معتمدة في ذلك على حماية أميركا لها في مجلس الأمن الدولي (استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو 42 مرة لحماية إسرائيل)، وتعتمد على السند الاقتصادي الأميركي غير المحدود، كما تعتمد على السند العسكري الأميركي الذي يضمن لها التفوق على جيرانها، وهي الوحيدة التي تمتلك رؤوساً نووية من دون أن يتمكن أحد من محاسبتها.

هذا «الدلع» الإسرائيلي تدعمه الآلة الإعلامية التي تتحدث عن المآسي والمحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين، وتتحدث عن النظام الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط... وعليه فإن إسرائيل كانت تفعل ما تشاء، وهذا أدى إلى إحراج أميركا وزيادة مشاعر العداء لها لاتهامها بالانتقائية وعدم الجدية في الالتزام بالمبادئ التي تتعارض مع المصالح.

على أن هذه العلاقة «ذات الاتجاه الواحد» ربما وصلت إلى مرحلتها النهائية، وإسرائيل اليوم متهمة بأنها دولة عنصرية كما كان نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا. ولأن نظام الأبارتهايد سقط من خلال مقاطعة دولية شملت معظم دول العالم المهمة، فإن حركة دولية قد بدأت مؤخراً ضد إسرائيل، وقد سحبت شركة أوروبية مؤخراً استثماراتها من بنوك إسرائيلية متهمة ببناء مستوطنات يُحرِّمها القانون الدولي... كما أن المجتمع الدولي يرفض إفساح المجال لنظام شبيه بـ «الأبارتهايد» يُجرِّم الفلسطينيين ويعزلهم ما بين جدران فاصلة ويضطهدهم على أرضهم. والمشكلة أن الأنموذج الإسرائيلي في «تجريم الآخر» بدأ ينتشر إلى دول أخرى، بمعنى أن إسرائيل أصبحت أنموذجاً قبيحاً لنشر ثقافة وممارسات ممقوتة دولياً. وعليه، فإن المتغيرات الأخيرة ربما تكون إشارة بأن المجتمع الدولي لم يعد يحتمل تكرار ممارسات الفصل العنصري في أيِّ بلدٍ كان، حتى لو كان لدى دولة مدللة جداً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4168 - الإثنين 03 فبراير 2014م الموافق 03 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 2:28 م

      معايير مزدوجة وبراجماتية سياسية

      المجتمع الدولي كباقي المجتمعات الإنسانية به اختلافات وتنوع كبير .. به الصادق والكاذب، والمؤمن والمنافق، والصالح والطالح، الباحث عن السلام ومجرم الحرب .. ما يبعث على الأسى والحزن أن العالم اليوم تتفجر فيه المعرفة ويتضاعف فيه العلم ولكن يبقى الإنسان لاهثا وراء المادة ومتنافسا على القوة والسلطة .. ولا تزال العنصرية موجودة عبر الزمن منذ فرعون إلى جنكيز خان إلى جورج بوش وتبقى الإزدواجية في المعايير والبراجماتية هي الأداة السياسية الأقوى في هذا الزمان ولا عزاء للأغلبية المسالمة والمستسلمة ..

    • زائر 21 | 5:24 ص

      نحن

      نحن شعب البحرانى صابرون وراح ناخد حقوقنا لو تستمر الثورة 20 سنه لن نرجع البيوت حتى تحقيق مطالبنا وسنصبر لان الله مع الصابرين وراح ينصرنه هو الله الذى لابرضى بالظلم

    • زائر 20 | 2:45 ص

      لا امريكا ولا اوروبا

      اختلف معك دكتور الرأي في هذا الزمان الباب مفتوح على مصراعيه والعنصرية صارت ماركة مسجلة في الدول العربية والاجنبية تحت مسمى فرق تسد وصباحك خير وبركة يا دكتور والله يحفظكم للوطن

    • زائر 19 | 2:44 ص

      سيقبلون

      في دنيا المصالح كل شئ مباح هذا ما تعلمناه من سياستهم وحق الفيتو . لا نتوقع خيرا منهم ومن غيرهم ، ولو كان هناك بارقة أمل لرأيناها منذ زمن .
      أبحث عن النفط وستلقى إجابه لكل وسوسه ففي منطقهم أنا ومن بعدي الطوفان

    • زائر 16 | 1:47 ص

      شكرا لكم

      قراءة صحيفة الوسط كل صباح متعة لا يدركها الا مدمن

    • زائر 15 | 1:20 ص

      المصالح الامريكية بدت تتجه الى اماكن اخرى وعليه فسوف تتغير قواعد الدعم

      أمريكا ليس لديها قانون حقوق انسان ولا حيوان وليس لديها اخلاقيات الالتزام بالعهود والمواثيق امريكا لديها المصالح اين حلّت واين ارتحلت تركض وراءها واذا ما وجدت البديل فستضرب بالجميع عرض الحائط وهذا يعرفه السياسيون جيدا

    • زائر 14 | 12:13 ص

      اسمعي وعي ياجارة

      الكلام لكي ان لم تتعظي بوقف وجبر الضرر الذي تمارسينه ضد طائفة لها عمقها واصالتها وتراثها في عالم اليوم لا يعيش الاقوياء الذين لايملكون عقلا رشيدا حكيما ولى زمن الذي كنتم فيه تستفحلون

    • زائر 13 | 11:20 م

      ابارتايد وزارة الاسكان

      ياريت دكتور تكتب عن سياسة وزارة الاسكان في تقديم الخدمات الاسكانية للمواطنين فهي تقوم وفق مخطط تحدث عنه النائب المالكي سابقا بفصل مكونات المجتمع في الخدمات الاسكانية وقد تم تطبيق هذا المخطط بشكل واضح في جزيرة المحرق حيث تم حشر جميع طلبات احد الطوائف الكريمة بالمحرق في مشروع صغير لا يتجاوز 38 هكتار وهو مشروع الدير وسماهيج الاسكاني وبالمقابل حرموا من الاستفادة من المشاريع الاخرى العملاقة مثل مشروع شمال شرق المحرق ومشروع شرق الحد واخيراً حرم اهالي قرية عراد من مشروعهم واعطوا في سماهيج

    • زائر 12 | 11:09 م

      اسرائيل زائلة

      اسرائيل ليست دولة بل قوة إستعمارية ستزول حالها حال كل القوى الإستعمارية التى إحتلت هذه المنطقة من العالم ذى أطول عمق حضارى. لربما لا يصدق البعض هذا الأمر و ليفكروا بكل القوى التى إستعمرت هذه المنطقة و التى أمست فى صفحات التاريخ. إنتهاء اسرائيل و سقوطها من الداخل لا يتجاوز عام 2020، حيث عدد أعدائها فى العالم اليوم أكثر من أمس و العالم تعرف على عدوانيتها و عدم شرعيتها.

    • زائر 10 | 11:09 م

      احسنت دكتور

      مانتلمسه اليوم في البحرين ان الفصل العنصري بين قرى البحرين وسياسة التخوين لم تجدي نفعاً مهما وتقليد اسرائيل لم يدوم كثيرا
      شكرًا دكتور وهل من متعض

    • زائر 9 | 10:52 م

      اختلف معك

      الدول الكبرى تهتم بمصالحها فقط و تتغير المسميات و المصطلحات و يبقى الظلم و الاستغلال نفسة و قد عادت العبودية الجاهلية بالصيغة العصرية

    • زائر 7 | 10:40 م

      العالم قد يتغاضى عن الدكتاتورية ولكن مجبر على مواجهة الانظمة العنصرية

    • زائر 6 | 10:11 م

      أنموذج الاسرائيلي للابارتهايد وصل لدول اخرى وتطبقة بحدافيره

      هناك دولة صغيرة تطبق ذلك الابارتاهيد فصل مناطق منع بناء مساجد في مناطق بحجة الخصوصية هدمت مساجدهم ونكلت بالمحسوبين على تلك الفئة كان يمنع شراء اوبيع فئة محددة اي عقار في منطقة جغرافية محددة اصبحت الان تشمل الكثير من المناطق تمييز في التوظيف منع من العمل في السلك العسكري مضايقات في لقمة عيشهم أحكام قاسية محددة لهم ونفس التهمة للمحسوبين عليهم شهور وبراءة بعدها البعثات تقنين عليهم والكثير الكثير من التجاوزات والمفرح بان لديهم منديلا في السجن يقوم ظلمهم وسيقوم بقيادة شعبه للحرية

    • زائر 5 | 10:00 م

      ونسأل

      إلى متى ستبقى حكومة بلادنا مدللة لدى الأمريكان وهم يعلمون تماماً مدى سياسة العنصرية والتمييز والتغيير الديمغرافي والسيطرة الاستبدادية على القرار والثروة؟ كل ذلك سيكون عكس المصالح الأمريكية والأوروبية في المنطقة كلما استمر.

    • زائر 3 | 9:43 م

      لا أعتقد ذلك

      العالم يقبل بذلك والا لما عزم أوباما على زيارة دولة أقل ما يقال عنها أنها مقبرة حقوق الإنسان. إنه المال.

    • زائر 2 | 9:37 م

      صبااح الخير

      بالعكس لا أمريكا راح تتخلا عن أسرائيل ولا اروبا وجهان لعمله واحده

    • زائر 1 | 8:59 م

      في الصميم

      جدار طائفي لكل قريه!! .... ما ادري؟ دول الخليج من ضمن الدول المدللة جداً!!!!

اقرأ ايضاً