العدد 4175 - الإثنين 10 فبراير 2014م الموافق 10 ربيع الثاني 1435هـ

القانون شعار أم تطبيق؟

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

دولة القانون هو الشعار الذي تحمله جميع الدول حول العالم سواء الأكثر تقدما منها أو الأكثر تخلفا، ولكن القلة هي من تطبق هذا الشعار بشكل حقيقي وعملي، فالقانون في دولنا حمال أوجه يدور حيثما ما أردنا له أن يدور.

عندما يغيب التطبيق العادل للقوانين في مختلف القطاعات لا شك في أن النتيجة تكون واضحة تماما وهي مزيد من التخلف عن الركب الحضاري العالمي، فكلما سارت دول العالم إلى الأمام نسير نحن في عالمنا العربي إلى الخلف غير أن الشعار يبقى هو الشعار.

الرياضة حول العالم قائمة على منظومة قانونية تسيرها، وهي من المنظومات القانونية الرائعة التي تحكم بالعدل في الكثير من الأحيان وخصوصا في دول الرياضة العالمية.

بمثل هذه القوانين التي تطبق سواسية على الجميع سارت الرياضة في أوروبا وأميركا بشكل متسارع فاق نظيرتها في بقية أنحاء العالم.

فالقانون هناك ليس شعار وإنما فعل، يطبق بسواسية وخير دليل على ذلك القرار الأخير للاتحاد الاسباني لكرة القدم بايقاف أفضل لاعب في العالم لهذا العام البرتغالي رونالدو 3 مباريات كاملة وهو يلعب في أهم فرق إسبانيا بل في أهم فرق العالم وأكثرها سلطة.

رونالدو الفائز للتو بالكرة الذهبية لم تشفع له في تجنب العقاب اللازم والرادع لأنه لو تم التساهل معه اكراما له أو لناديه فلا مجال بعدها على تطبيقه على أي كان.

يدرك المسئولون هناك أن رئيس نادي برشلونة عندما تجاوز في قضية انتقال البرازيلي نيمار فعليه أن يدفع الثمن، ورونالدو عندما تجاوز على الحكم عليه دفع الثمن أيضا.

الاتحاد الاسباني عندما قرر ايقاف رونالدو لثلاث مباريات كان يعلم أن عقوبة الطرد كانت مباراة واحدة ولكن المباراتين الاضافيتين كانتا فقط للحركة التي قام بها لحكم اللقاء، وهي حركة لا تقاس أبدا بما يفعله بعض لاعبينا اتجاه الحكام.

هذه الحركة كلفت رونالدو مباراتين اضافيتين على رغم أن الاتحاد الاسباني نفسه أوقف الحكم لشهر كامل لأخطائه الكثيرة والكارثية في هذا اللقاء.

فخطأ الحكم لا يبرره شيء، وخطأ الحكم لا يعطي الحق لرونالدو وهو أفضل لاعب في العالم أن يسيء للحكم ولو من باب الاستهزاء بحركة اليد.

عندما يعطى الحكم المخطئ كل هذه الحصانة وكل هذا الدعم، فإنك بلا شك أمام منظومة قانونية حقيقية مطبقة على أرض الواقع لا مجال فيها لناد أو لاعب مهما كبر أو صغر من أن يتجاوزها أو يتعداها لأن في ذلك إن حصل بداية النهاية للرياضة هناك.

في المقلب الآخر كنت أشاهد مباراة في الدوري المصري بين الأهلي وغزل المحلة وفيها قرر الحكم طرد مدافع الأهلي وائل جمعة لايقافه لاعبا من الانفراد، فكان الاعتراض والاستهزاء بقرار الحكم ليس من اللاعبين أو الجهاز الفني أو الإداري فحسب وإنما سبقهم لذلك معلق المباراة التي كان مفترضا فيه الحيادية، فأخذ بهجاء الحكم والهجوم عليه دون أي مراعاة لمشاعر أحد!.

ومحليا فالأمثلة في رياضتنا أوسع من أن يتحملها مقال.

ما يجب أن نستفيد منه، أن نكون نحن أحرص الناس على أن نرفع القانون فعلا وليس شعارا، فنحن الأجدر بإرساء مدرسة القانون قياسا لتاريخنا وديننا وحضارتنا، ولكني كل ما أخشاه أن يرتفع القانون شعارا ويبقى تطبيقه بحسب ما نشاهده الآن.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4175 - الإثنين 10 فبراير 2014م الموافق 10 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:52 ص

      هليلي

      تذكر الحكم يوسف حسين في مباراة النهاءي بين الرفاع و المحرق
      اعتدوا عليه لاعبين المحرق بالضرب ولا حسيب و لا رقيب

    • زائر 1 | 2:27 ص

      يامحمد عباس

      فاقد الشى لا يعطيه .. هنا وعلى سبيل المثال اتحاد السله يقف بجانب اللاعب المخالف حتى لا يوقف مباريات حسب اللائحه لان فريقه له علاقه قويه بالرئيس ولانه احد اضلاع المربع لذا نجد صاحب القرار يجامل اللاعب والنادى ويتدخل فى اداء اللجان حتى لا تعمل بالشكل الصحيح .. فكيف نتعلم ماتقول

اقرأ ايضاً