العدد 4180 - السبت 15 فبراير 2014م الموافق 15 ربيع الثاني 1435هـ

من أين لقيادات الفاتح تلك المواقف؟

يعقوب سيادي comments [at] alwasatnews.com

.كاتب بحريني

الحديث هنا موجّه لجموع الفاتح من الطيبين الأصيلين في عمومه، ولكن في خصوصه وتشخيصه، فهو معنية به قياداته المزعومة. لماذا جاءت التسمية أولاً؟ سواءً لدى ائتلاف شبابه، أو جمعيات كهوله، فهذه المفردة ليس لها صلة.

وأيضاً ليس من الحصافة الوطنية والسياسية، الربط ما بين المكان والحراك. وفي ذلك مصيبة ممن يتزعم حراكاً شعبياً، يصل تعداده حسب تصريحاتهم إلى 450 ألفاً، أي بما يفوق تعداد المواطنين بالغي الرشد القانوني، أم هو امتثال لتوجيهات رسمية، ولقاؤه جزيل العطايا للقيادات المزعومة دون الرعية؟ وتلك مصيبة أكبر من الأولى، أم هو الارتباط الوجداني وخداع الجماهير بخلافه؟ وفي ذلك مصائب متراكبة، من أجل تشويه تاريخ الوطن، لدى جماهير الفاتح، وإنسائهم حراكات شعب البحرين منذ أيام هيئة الاتحاد الوطني وما قبلها، إلى اليوم.

وقيادات حراكات الفاتح، انقسمت إلى ثلاث فرق أو أكثر، بانشقاق إحداها وهي الشباب، عن رحمٍ وَلَدَها، للإضفاء عليهم صورة الإبن المتمرد على ترهات أمّهِ وأبيه، ليكون الحاضن لمن ينحسر عن حراك الفاتح الأصل، في حالٍ ميقونة نتيجة الترهات التاريخية والسياسية لأداء حراك الفاتح الأب، ولحساب مرحلة جديدة بالتوارث من بعد الوفاة، وهناك الفرق الدينية الأخرى، من «المنبر» و«الأصالة» الإسلاميتين، اللتين تقومان بدور عصا التكفير.

جميع هذه الفرق فشلت في تبادل الأدوار المرسومة لها، والمُوهِمَة لجماهير الفاتح، بأن إحداها بديلة للأخرى، لسبب بسيط، أنه رغم الاختلاف الثانوي والبسيط ما بينها، إلا أن رؤى جميعها تجتمع حول بقاء الوضع على ما هو عليه، من استبداد وسواه، ومن تصدٍّ مفرط القوة، بما طال ممارسات القتل والممارسات الأخرى خارج القانون، وذلك بإعلان الحرب الضروس على شعب البحرين، ولغايتين، الأولى الصد العنيف للمطالبات والمطالبين بها من غالبية شعب البحرين، وثانيها الردع لجماهير الفاتح من حتى التفكير في أية مطالبات خارج إرادة السلطات، فلم تكن لهم غير «هبَّة» واحدة جراء التضليل والحماية الرسمية، لبث الفرقة والكراهية للمواطن الآخر، مختلف المذهب، وكان هذا غاية ما نشدته السلطات، وأنجزته قيادات الفاتح، ونالت جراءه العطايا، دون جماهيرها ممن تَعُدُّهم من رعاياها، وهي أي هذه القيادات، شاطرة في قلب أطراف المعادلة، حين تناولها موضوعات الفعل ورَدّات الفعل، فها هو أحد قيادييها، يلخص ذلك بقوله «إن عنف الشارع، لا يمكن أن يحقق المطالب المنشودة، ( إلى هنا نتفق معه في هذه الجزئية، ولكنه يكمل)، بل إنه يؤدي إلى العنف المضاد»، يالروعته الفكرية السياسية، في وضع النتائج كأسباب، والأسباب كنتائج، فحين تفجير رأس الشهيد أحمد فرحان، ومن بعد أن استشهد العشرات من المواطنين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، جراء الاستخدام المفرط للقوة، واعتقال الآلاف وفصل عدادهم من أعمالهم، لم يطلَّ علينا للنصح بأن العنف يولد العنف المضاد، بل سارع وأشباهه من قيادات الفاتح، بالمطالبة بالقصاص من أفراد شعب البحرين.

ولخشيتهم تبيان حقيقة ضآلة موقعهم في ما يزعمون أنه حاضنتهم من أهل الفاتح، التي يُعدُّونها غالبية شعب البحرين في مواطنيه، فها هم يفاضلون الصد الأمني، المفرط القوة وخارج جميع القوانين المحلية والعهود الدولية، في مجالي الحقوق المدنية والسياسية، على الرجوع إلى شعب البحرين، صاحب الحق الأول والأخير في الاستفتاء على مخرجات الحوار، وفي انتخاب السلطات، فَلِمَ الخشية من القرار الشعبي؟

إن من المسلم به أن الثقافة والمعرفة بالعلوم والقوانين الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك الحقوق المدنية والسياسية، لها الدور الكبير في بلورة موقف أي إنسان، إلا أنه بجانب الفكر والعقل، هناك الوجدان المرتبط بالأخلاق، تلك الأخلاق التي إما تكون إنسانية المنبع في اتساعها، ومواطنية في ضيقها، وإما أن تكون غير ذلك بالسوء، من حيث ارتباطها بالطائفة أو الملة أو المذهب أو القبيلة أو العائلة، وفي أسوئها إذا ما ارتبطت بالأنا الأنانية، التي لا تود ولا تحترم أي آخر، لا حليفاً لها ولا صديقاً، بل هي حين تُصادق وتُحالف، فإنما هي تغدر في آخر المطاف.

إذن هي ثلاث حالات، فإلى أي منها، ينتمي قادة الفاتح والى أي منها تنتمي جموع شعب البحرين بما في ذلك جمهور الفاتح؟

إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"

العدد 4180 - السبت 15 فبراير 2014م الموافق 15 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 10:29 ص

      مقال روعة

      تسلم اناملك فكر وعلم وثقافه

    • سيوف من رصاص | 6:59 ص

      رحم الله بطن شالك

      رحم الله بطن شالك يا ولد سيادي سلمت يمناك ولا هنت

    • زائر 23 | 6:52 ص

      انه

      انه استغرب من الجموع الى يلتفون حولهم اليس لهم عقول دائما امصدقينهم هل على وجوههم غشاوة لايعرفون الحق من الباطل والمستفيد هم قادتهم وهم لايحصلون شى افيقوا ياشباب الفاتح هؤلاء شعبكم الاصيل لاتعادونهم واتحطون ايدكم ويه الاجانب افيقوا افيقوا والله يصلح هاده البلد ويبعد عنه الظلم تعب شعب البحرين من الظلم المشتكى لله والله افرج عنا وشكرا للكاتب الشريف

    • زائر 20 | 4:59 ص

      عغارم عليك

      مقالاتك يا استاذنا الفاضل هي مواد تثقيفيه تستفيد منها المعارضه وينفر منها الموالاة.... واصل فهناك الكثير من الاستفاده بتحليلاتك

    • زائر 19 | 4:49 ص

      ثلاث حالات، فإلى أي منها، ينتمي ؟

      لا حظيت برجيلها ولا خدت سيد علي

    • زائر 18 | 3:33 ص

      طريق الموالاة

      طريق الموالاة هو تفنيد كل اطروحات المعارضة وهو طريق يسلكه النظام عبر تلك الجمعيات التي لا توجد لها اجندة سوى عكس ما تطلبه المعارضة وتتبناه.

    • زائر 16 | 2:52 ص

      العزيز

      مقال روعة وفي الصميم شكرا لك أيها الوطني الحر وسلمت يداك

    • زائر 14 | 1:49 ص

      بوركت يا سيادي

      مقال رائع وصريح
      يضع الإصبع على الجرح الدامي بصوره مباشره دون لف او دوران
      ويكشف الأمور ..... ويضعها في نصابها ووزنها الحقيقي

    • زائر 13 | 1:34 ص

      قم فاشددا لعيس للترحال معتتزما

      نعم استاذي الجليل يراد لهذا الشعب طمس تاريخ ومسخ هويته فلا إسلام ولاتاريخ الا بعد الفاتح وما قبلهم من قبائل وعيونيين وصعصة ومسجد خميس و...ال اكذوبة وخرافة من الخرافات الي كانت تقصها علينا الجدات فننام هادئين بين النخل والسيبان

    • زائر 12 | 1:30 ص

      بارك الله فيك

      وسدد الله خطاك وحفظك

    • زائر 11 | 1:29 ص

      التجنيس السياسي هي المشكلة الاخطر

      نرجو من الاخ يعقوب أن يركز على تحليل ضاهرة التجنيس السياسي و يوعي الراي العام بمخاطرها على مستقبل ابناءنا و يقترح الحلول القانونية و الانسانية في كيفية التعامل مع المجنسين و سحب جنسياتهم باسلوب انساني

    • زائر 10 | 1:29 ص

      حفظكم الله

      اقلام حرة لعقول نيرة.. سلمت يابن سيادي

    • زائر 9 | 1:19 ص

      مصيبة

      ان الغالبية الغالبة من تلك الجموع تصدق ما يقوله المتزعمين منهم دون تحقق اما عن جهل او دون تفكير وهذه هي المصيبة

    • زائر 8 | 12:53 ص

      هذه عقولهم يا استادي الكريم

      وهي أي هذه القيادات، شاطرة في قلب أطراف المعادلة، حين تناولها موضوعات الفعل ورَدّات الفعل، فها هو أحد قيادييها، يلخص ذلك بقوله «إن عنف الشارع، لا يمكن أن يحقق المطالب المنشودة، ( إلى هنا نتفق معه في هذه الجزئية، ولكنه يكمل)، بل إنه يؤدي إلى العنف المضاد»، يالروعته الفكرية السياسية، في وضع النتائج كأسباب، والأسباب كنتائج، فحين تفجير رأس الشهيد أحمد فرحان، ومن بعد أن استشهد العشرات من المواطنين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، جراء الاستخدام المفرط للقوة، واعتقال الآلاف وفصل عدادهم من أعمالهم،

    • زائر 7 | 12:45 ص

      الحق يعلو ولا يعلى عليه

      جزاك الله خير الجزاء على قول كلمة الحق ،، شكرا لكم

    • زائر 5 | 12:27 ص

      لكل وضع فاسد مستفيد منه، والمستفيد من الفساد لا يقبل بأي اصلاح

      لن يقبلوا بأي اصلاح فهؤلاء تربوا وكبروا ونشأوا على وضع فاسد لأكثر من عقود بمعنى انهم ادمنوا الوضع الفاسد، ادمنوا التمييز بحيث انهم يرون انفسهم مقدمون على بني وطنهم في كل مكان.
      كيف تريد من يعيش ويعتاش على الفساد ان يقبل بإصلاح هذا الفساد؟
      اذا ترك الامر لهؤلاء فلن يقبلوا ولن يخرج البلد من محنته والحكم بذلك يستغلهم للتذرع بهم في عدم الاصلاح الحقيقي

    • زائر 4 | 11:59 م

      هبوط مدوي .

      انا اعتقد ان جماعة الفاتح في العد التنازلي من بعد الصفر ..والى مزبلة التاريخ.

    • زائر 3 | 11:57 م

      قلم حر

      انت مثال للعقل السياسي الناضج
      تحليل وترتيب راقي
      سلمت أناملك

    • زائر 2 | 11:51 م

      قل مثيلك في هذا الزمن

      قلب نظيف
      قلم جريء
      سلاسة في الطرح
      منطقية وتدرج واستنباط
      أصالة
      حب للوطن والوطنية
      كلمات وصفات لا توفيك حقك يا شريف

    • زائر 1 | 10:33 م

      شكرًا لك سيدي يعقوب سيادي

      شكرًا لشجاعتك شكرًا لقولك كلمة حق باسمي وعائلتي وانا والد شهيد من المحرق قتل غدرا وظلما اشكرك من أعمق قلبي واطلب من الله الانتقام ممن امر وغطى وقتل ابني ظلما وغدرا وهدم مساجد يذكر فيها اسم الله

    • زائر 6 زائر 1 | 12:40 ص

      سلمت يداك

      لا فض فوك سيادي يبن سيادي

اقرأ ايضاً