العدد 4210 - الإثنين 17 مارس 2014م الموافق 16 جمادى الأولى 1435هـ

«حقول القتل»... باسم دين الإسلام

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل ثلاثة عقود كان أحد أهم الأفلام عن كمبوديا قد تم إنتاجه باسم The Killing Fields، أي «حقول القتل»، وهو فيلم فاز بجوائز عديدة ويحكي تجارب أحد مراسلي «نيويورك تايمز» ومساعده الكمبودي وهما يغطيان ماذا فعل «الخمير الحمر» بقيادة بول بوت بسكّان كمبوديا ما بين 1975 و1979، وكيف قتل هؤلاء المتطرفون مليوني كمبودي، بحيث أصبح لكل عائلة كمبودية فقيد واحد على الأقل.

أخبار الإذاعات في سبعينات القرن الماضي كانت تتحدث عن حجم القتل آنذاك، وفي كثير من الأحيان كان الخبر عن كمبوديا لا يهز السامع لأن القتل أصبح عادياً. وإنه لمن المؤسف جداً، وبعد كل تلك السنين تنتقل «حقول القتل» إلى منطقتنا العربية، بحيث أصبحت أخبار القتل والتفجيرات والدمار والمعاناة التي تصب على الناس وكأنها أخبار اعتيادية.

قائد الخمير الحمر، بول بوت، كان حينها قد أعلن خطته لتطهير المجتمع الكمبودي من الرأسمالية والثقافة الغربية والدين ومن جميع المؤثرات الخارجية، وقال حينها إنه يريد جعل كمبوديا مكتفية ذاتياً من ناحية الزراعة، ولذا أجبر السكان على الانتقال إلى معسكرات العمل الزراعي... غير أن حقوله الزراعية تحوّلت إلى حقول للقتل جوعاً حتى الموت، أو التعذيب أو الإعدام لأتفه الأسباب.

المتتبع للأخبار في بلدان عربية متحضرة، وفي الهلال الخصيب، يستغرب كيف تحوّلت إلى حقول للقتل، وكيف تُخنَق المرأة بسلك حول رقبتها لأتفه الأسباب، وكيف يُقتَل الناس بصورة بشعة، وكيف يتم استخدام حتى الأطفال في أعمال القتل، بل ويبث من يقوم بذلك وحشيته على اليوتيوب ليرى العالم ما يقوم به. إن متابعة الكثير مما يتوافر على وسائل الاتصال الاجتماعي توضح أن ما كنا نسمعه عن بول بوت من ذبح وقتل للناس باسم الشيوعية، لا يختلف في بشاعته ووحشيته عن ما يقوم به البعض في المنطقة العربية باسم الدين الإسلامي.

إن الايديولوجية المتطرفة (شيوعية كانت أو إسلامية) تتوحد في نهج وحشي واحد، وهذا لا ينفي حق الآخر في العيش الكريم فحسب، وإنما يُحوِّل أيضاً حقول المزارع في الهلال الخصيب إلى حقول الموت والقتل والدمار. لعلَّ هناك من يفكر في إنتاج الحلقة الثانية من حقول القتل، وهذه المرة ربما تتحسن صورة الخمير الحمر بالمقارنة مع الجماعات التي تعبث بمعنى الحياة وبكرامة الإنسان باسم دين الإسلام.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4210 - الإثنين 17 مارس 2014م الموافق 16 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 8:53 ص

      علاوة المؤهل

      السلام دكتور منصور... بعد عناء بين التتدريس والدراسة...نفاجأ بأن وزارة التربية تلغي علاوة مؤهل الماجستير!!!فحبذا لو يتم عرض موضوعنا في الصحف. .ولكم منا جزيل الشكر

    • زائر 9 | 5:53 ص

      رد على زائر 6

      اولا اغسل كبدك من الحقد من كلامك انك موافق على قتل الابرياء وشجع التكفيريين على قتل الناس وتفجيرهم حشرك الله وياهم فى نار جهنم وقاتل الله الجهل المشتكى لله

    • زائر 8 | 4:28 ص

      الإسلام بريء منهم

      مخطأ من يقول بأن من يقتل الأبرياء ينتمي للإسلام بشيء, الإسلام دين رحمه وهؤلاء لا دين لهم ولا مذهب, وحتى الدول التي تدّعي الإسلام وتطبقه بالقتل بالسيف وغيره من وسائل زهق الأرواح فهي بعيده جدا عن الإسلام الذي جاء به نبي الرحمه محمد المصطفى صل الله عليه وآله.

    • زائر 7 | 3:51 ص

      «حقول القتل»

      لأن القتل أصبح عادياً ، بل واصبحت مشاهدة نشراة الاخبار التي تحوي مناظر القتل المروعة والجثث المكبلة والممزقة والغارقة بالدماء انها مناظر اعتيادية لا داعي لتحذير اصحاب القلوب الضعيفة منها فلا حول ولا قوة الا بالله

    • زائر 5 | 1:49 ص

      وقفة بسيطة مع القتلة وماذا حققوا للإسلام؟

      هل ساهموا بنشر الاسلام بقتلهم ام شوهوا صورة الاسلام
      ماذا قدموا للمسلمين وللانسانية غير القتل والخراب والدمار
      هل هذا ما جاءت به الرسالات السماوية
      هل تصفية بني البشر وكل من يختلف معهم هي هدف اديان السماء
      انهم شوهوا الاسلام وشوهوا العروبة وكل جميل

    • زائر 6 زائر 5 | 3:14 ص

      سؤال خارج الموضوع

      و ماذا حققت المعارضة في البحرين.. ولا احد يقول لي و ماذا حققت الدولة سؤالي عن المعارضة بالذات

    • زائر 4 | 1:31 ص

      نبي الاسلام نشر الدين في أقل من 970 قتيل في كل الغزوات

      البعض ممن يسوّق ان الاسلام دين القتل فإن حقيقة الحال ان مجموع من قتل في غزوات النبي ص لا يتجاوز الالف شخص في اكثر من 80 غزوة والمعنى ان الدين الاسلامي دين رحمة ولولا تعدي الآخرين على منع النبي ص من ايصال رسالته ولو تركوه يوصل رسالته للعالم من دون ان يقفوا سدا امامها لما احتاج لقتل شخص واحد
      هذا هو دين الاسلام فأين المسلمين من هذا الدين السمح
      اين المسلمين من اخلاق النبي
      هل قام النبي بقطع الرؤوس وأكل القلوب وحفر قبور الموتى

    • زائر 3 | 1:00 ص

      التكفيريين

      التكفيريين هم السبب الرءيسي في التفجيرات والمفخخات التي تحصل في البلاد العربيه ويقتلون الابرياء باسم الدين هوءلاء يجب القضاء عليهم.

    • زائر 2 | 12:49 ص

      ...

      انه الفكر ...اللقيط

    • زائر 1 | 10:54 م

      انها بؤرة الشر المسكوت عنها

      ماذا حدث لا سلامنا العظيم هل اصبحنا قتله انظر ماذا يحدث للمسلمين من قتل في النيبال وبورما وأفريقيا الوسطى وكيف يحز رقبة المسلم ويلعب به ككرة قدم وانظر كيف يذهب للموت تفجيرا في المساكين الابرياء وأقول انها بؤرة الشر المسكوت عنها تعمدا من الغرب كونها تخدم مخططاتهم وأقول حان وقت تجفيف منابعها ومحاربتها علميا فلقد فاض الكاس

اقرأ ايضاً