العدد 4225 - الثلثاء 01 أبريل 2014م الموافق 01 جمادى الآخرة 1435هـ

إدماج ذوي القدرات المختلفة في المجتمعات

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

بان كي مون

(كلمة بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد) 

يهيئ الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، فرصةً لأن نحتفي بالمهارات الخلاقة التي تتسم بها عقول المصابين باضطرابات طيف التوحد، وأن نجدّد العهد الذي قطعناه على أنفسنا بأن نساعدهم على تفجير ما لديهم من طاقات عظيمة.

وإنني لأعتز باللقاءات التي تجمعني مع المتأثرين بمرض التوحد، سواءً كانوا من الآباء أو الأطفال أو المعلمين أو الأصدقاء. فالقوة الكامنة لديهم هي نبع للإلهام. وهم جديرون بكل ما يمكن توفيره لهم من فرص التعليم، والعمل، والإدماج.

وينبغي لنا كي نقيس مدى نجاح مجتمعاتنا، أن ننظر في مدى نجاحنا في إدماج ذوي القدرات المختلفة، بمن فيهم المصابون بمرض التوحد، في تلك المجتمعات باعتبارهم أعضاء كاملي العضوية يحظون بالتقدير.

وللتعليم والعمل أهمية أساسية، فالمدارس تربط الأطفال بمجتمعاتهم المحلية، والعمل يربط البالغين بالمجتمع عموماً. والمصابون بالتوحد جديرون بالسير على نفس الدرب الذي يسير عليه الآخرون. فمن خلال إدماج الأطفال الذين تختلف قدرتهم على التعلم عن غيرهم في المدارس العادية والمتخصصة، يمكننا أن نغيّر المواقف ونعزّز الاحترام. ومن خلال إيجاد فرص عمل مناسبة للبالغين المصابين بالتوحد، يمكننا أن ندمجهم في المجتمع.

وفي هذا الوقت الذي تحفه المعوقات الاقتصادية، ينبغي للحكومات أن تواصل الاستثمار في الخدمات التي تفيد المصابين بالتوحد. فنحن بتمكيننا لهم إنما نفيد الأجيال الحالية والمقبلة.

ومن المؤسف أن هؤلاء الأفراد محرومون في أنحاء كثيرة من العالم من حقوق الإنسان الأساسية الواجبة لهم. وهم يكافحون ضد التمييز والاستبعاد. وحتى في الأماكن التي تكفل حقوقهم لايزال عليهم في كثير من الأحيان أن يكافحوا من أجل الحصول على الخدمات الأساسية.

وتوفر اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إطاراً متيناً للعمل من أجل إيجاد عالم أفضل للجميع.

ولا يقتصر الهدف من الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد على إيجاد فهمٍ لهذا المرض، وإنما يشكّل الاحتفال دعوة إلى العمل. وأحثّ جميع الأطراف المعنية على المشاركة في تعزيز التقدم عن طريق دعم برامج التعليم، وفرص العمالة، وغير ذلك من تدابير تساعد على تحقيق رؤيتنا المشتركة لعالم أكثر انفتاحاً على الجميع.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 4225 - الثلثاء 01 أبريل 2014م الموافق 01 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً