العدد 4260 - الثلثاء 06 مايو 2014م الموافق 07 رجب 1435هـ

البحرين بحاجة إلى مجلة أطفال

منصور محمد سرحان comments [at] alwasatnews.com

كنت أتصفح في يوم الخميس الأول من مايو/أيار 2014 في عطلة «عيد العمال» الصحف المحلية، وأثناء تصفحي «الوسط» شدّ انتباهي ملحق خاص بالأطفال «مناهل»، الذي قرأته من صفحته الأولى إلى صفحته الأخيرة، وكان الملحق بإخراج فني جيد وبمواضيع تناسب مستويات الأطفال التعليمية.

وقد رجعت بي الذاكرة إلى مرحلة الطفولة في أواسط الخمسينات وأوائل الستينات من القرن العشرين، عندما كنا نقرأ مجلة «السندباد» التي تصدر من مصر، وقد تأثرت بها كثيراً ولازمت قراءتها بشكل مستمر، خصوصاً أنه كان يوضع مع كل عدد هدية من الورق المقوّى يجذب انتباه الأطفال حينذاك، لما تتوافر به من رسومات يتم تقطيعها وتركيبها لتأخذ شكلاً مجسماً كالأهرام أو السد العالي.

لقد راجت حركة إصدار مجلات للأطفال في منطقة الخليج العربي في العقود الثلاثة الأخيرة، وكانت المجلة الأكثر نجاحاً هي مجلة «ماجد». وجرت عدة محاولات لإصدار مجلة أطفال في البحرين، إلا أن تلك الجهود لم يكتب لها النجاح. وكانت مجلة «بانوراما الخليج» الصادرة في العام 1983، لصاحبها إبراهيم بشمي، تبنت إصدار ملحق خاص بالأطفال إلا أنها لم تستمر في ذلك. وعندما صدرت «الأيام» في العام 1989، عملت على إصدار ملحق للأطفال بشكل أسبوعي، كل يوم جمعة، تحت مسمى «البراعم» إلا أنه توقف فيما بعد. وتحاول بعض صحفنا المحلية حالياً إصدار ملاحق خاصة بالأطفال، إلا أن ذلك لا يرقى إلى ما نتطلع إليه في بلادٍ عرفت بازدهار الثقافة فيها على مر العصور.

من بين التجارب الرائدة في إصدار مجلة للأطفال في مملكة البحرين تجربة شركة المصطفى التي أصدرت مجلة «مصطفى» في يناير/كانون الثاني العام 1995. وقد احتوت على الكثير من المواضيع الشيقة والمبسطة ذات الأبعاد التاريخية والعلمية والأدبية التي تتماشى وقدرات الأطفال التعليمية. وزينت المجلة بالصور والرسومات الملونة والزاهية، كما تم إخراجها إخراجاً فنياً رائعاً، وتمت الاستعانة بخبرات من خارج البحرين لإصدار هذه المجلة.

مثّل إصدار مجلة «مصطفى» منعطفاً جديداً في مسار حركة الكتابة للأطفال باعتبارها أول حدث من نوعه يطل على الساحة الثقافية المحلية. ومن أسف شديد أن هذه التجربة الرائدة والمتميزة لم يكتب لها النجاح ولم يرخص لها أن تصدر باسم مجلة، وإنما رخص لها على أن تصدر ككتاب، على رغم أنها تصدر بإخراج فني كمجلة للأطفال، الأمر الذي عاق إصدارها بانتظام باعتبار أن إصدار الكتاب بحاجة إلى ترخيص في كل مرة يصدر. وتؤكد العبارة الأخيرة من مقدمة العدد الأول الصادر في يناير 1995 ذلك، حيث تقول العبارة: «لنشارك جميعاً في إعداد هذا الكتاب، لأنه ليس كتاب (مصطفى) وحده... إنه كتاب كل الأطفال الطيبين في عالمنا العربي والإسلامي الكبير»... حيث تم استخدام مصطلح «كتاب» وليس «مجلة».

كان العدد الصادر في 14 سبتمبر/أيلول العام 1995 آخر أعداد هذه التجربة الرائعة. ومنذ أن توقفت مجلة «مصطفى» لم تشهد البحرين محاولة إصدار مجلة للأطفال بشكل مستمر على رغم حاجة الطفل البحريني لإصدار مثل هذه المجلة، لما لها من تأثير على نفسية الأطفال وبناء شخصياتهم وتوسيع مداركهم العلمية والثقافية وحثهم على الوحدة والترابط.

كانت المحاولة الثانية الجديرة بالذكر إصدار مجلة «أنس»، وهي مجلة ثقافية تربوية تصدرها المؤسسة الخيرية الملكية. فقد صدر العدد الأول في أغسطس/آب العام 2008، واستبشرنا خيراً بأن تواصل هذه المجلة مشوارها خصوصاً أنها كانت تجربة رائعة جداً حيث تم إصدار المجلة بإخراج فني راق، كما ضمت الكثير من المواضيع المناسبة للأطفال... إلا أن شأنها شأن التجارب السابقة، لم ينتظم إصدارها على رغم الإقبال الذي لاقته.

إن الحلم الذي نتمناه جميعاً نحن أبناء البحرين، أن تكون لأطفالنا مجلتهم الخاصة بهم... فهذا الحلم طال انتظاره.

إقرأ أيضا لـ "منصور محمد سرحان"

العدد 4260 - الثلثاء 06 مايو 2014م الموافق 07 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:48 ص

      انت وين

      وتوجهات… لتدمير الاجيال وين؟

    • زائر 4 | 1:11 ص

      خلهم يعترفون بالطفل وحقوقه

      خل الطفل يسلم من شرهم اولا ويجد الامان للقراءة في بيته ومدرسته والشارع والله متفرغ الا تسنع الا تشم الا الا تقرأ

    • زائر 3 | 11:51 م

      نعم

      خل يحترمون الاطفال بالبحرين اول

    • زائر 2 | 11:23 م

      هههههه الدنيا قريه صغيره

      استاذ الحين جايه على مجله الثقافه يحصلها في كل مكان الطفل محتاج لكتاب تعليمي شيق مو ثلاثين سنه وهذا عامر وأمه وووووو

    • زائر 1 | 11:18 م

      التطور الزمني

      اولاد هذا الزمان يتماشون مع زمانهم. في عامهم الثاني يلعبون علي ال اي فون و في عامهم الثالث يتراسلون عليها. حتي الصحف و المجلات الأكثر قراءة بدات تغلق اعترافا بتغيير الزمان. الناس يفضلون اكل الساندويشدات بدلا من الدخول في عملية الطهي. يفضلون الأشياء السريعة بدلا من ضياع وقتهم في قراءة امر مطول. هل نقف امام هذا السيل ام نجد وسيلة لتثقيفهم ضمن الوسائل المفضلة؟؟

اقرأ ايضاً