العدد 4261 - الأربعاء 07 مايو 2014م الموافق 08 رجب 1435هـ

حرية الصحافة

جعفر الشايب comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

يحتفل العالم في الثالث من مايو من كل عام، باليوم العالمي لحرية الصحافة، وذلك منذ العام 1993، بعد أن أقرته الأمم المتحدة بغرض تذكير الحكومات بالتزاماتها لاحترام حرية الصحافة، وتأكيد أخلاقيات المهنة، وتكريم الصحافيين الذين غامروا بحياتهم من أجل الحرية.

وقد ناشد الأمين العام للأمم المتحدة الدول والمجتمعات والأفراد الدفاع بفعالية عن حرية التعبير والصحافة بوصفهما من الحقوق الأساسية لتحقيق الديمقراطية والشفافية والمساءلة وسيادة القانون، كما أنهما تؤديان دوراً حيوياً في النهوض بالكرامة الإنسانية والتقدم الاجتماعي والتنمية الشاملة.

وعلى الرغم من التقدّم الملموس في حرية الصحافة في معظم دول العالم، إلا أنه لا تزال هناك عشرات الدول حول العالم تفرض فيها الرقابة على المطبوعات، كما تفرض عليها الغرامات وأحياناً يتم تعليق صدورها من الأساس، بينما يلقى الصحافيون والناشرون ألواناً مختلفة من المضايقات والاعتداءات والتهديدات والاعتقالات، بل يتعرض بعضهم للاغتيالات في بعض الأحيان.

وتحتل دولنا العربية في أكثر استطلاعات الرأي والدراسات المراتب الدنيا في مؤشرات حرية الرأي والصحافة بشكل عام مع تفاوت ضئيل بينها، وقد رصدت منظمة «فريدوم هاوس» الدولية المعنية بحرية التعبير، تراجع مراكز عديد من الدول العربية عمّا كانت عليه في العام الماضي خصوصاً مصر.

سبب هذا التراجع العام، وكذلك الموقع المتدني للدول العربية، يعود لأسباب عديدة، أبرزها تغوّل بعض السلطات العربية في عمل الصحافة وتقييد حريتها، كتعيين وفصل رؤساء تحرير الصحف، وانعدام البيئة القانونية من تشريعات وأنظمة تحمي هذه الحريات، وعدم توفير المعلومات بشفافية للعاملين في الصحافة.

من الأسباب أيضاً أن المؤسسات الصحفية في المنطقة العربية لا تتمتع باستقلالية في عملها، ما يعني أن دورها في معظم الأحيان يكون تابعاً للسلطات الرسمية ومواقفها، ولا تقوم بصياغة أية مواقف مستقلة أو آراء خلاف الرأي الرسمي. وتهتم المؤسسات الصحفية في معظم الأحيان بكسب جمهورها عبر إعلانات ومسابقات وجوائز أكثر من اهتمامها بتقديم مادة صحافية ثرية ومتميزة.

العاملون في الصحافة أيضاً لا يتمتع أكثرهم بمهنية صحافية عالية، فعديد منهم ينقل الأخبار من مصادر محددة دون أن يغطيها بصورة حيادية وموضوعية ومن عدة جهات، ولهذا لا نجد تميّزاً في المادة الصحافية المنشورة، ولا جهداً حقيقياً للصحافي في إعداد المادة بصورة مهنية واحترافية.

إن انعدام حرية الصحافة في أي مجتمع – وكما هو واضح – يقود إلى مختلف أشكال الفساد، وتضليل الرأي العام، وتجهيل المجتمع. من هنا فإن حرية الصحافة تبقى مطلباً رئيساً ومهماً لكل المهتمين بتنمية المجتمع وتقدمه. ولابد من عمل جاد وحقيقي يقوم به مختلف الأطراف، من أجل الوصول لمستوى عالمي مقبول في هذا المجال.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"

العدد 4261 - الأربعاء 07 مايو 2014م الموافق 08 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:41 ص

      مع الاعتذار لام كلثوم

      "" حرية إيه اللي جاي تتكلم عليه "" لو وجدت نشرة واحدة في عالمنا غير مربوطة بأفكار و مصالح ، ارجو اخباري عن إسمها و عنوانها.

اقرأ ايضاً