العدد 4261 - الأربعاء 07 مايو 2014م الموافق 08 رجب 1435هـ

بين القاهرة والمنامة!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

قبل أيام حطت قدماي في مطار القاهرة الدولي، وهي أول زيارة أقوم بها إلى جمهورية مصر العربية، والحقيقة أن ما كانت تتناقله وسائل الإعلام في كل مكان أن الأوضاع الأمنية هناك تزداد سوءًا، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي يتنافس عليها اثنان فقط هما وزير الدفاع المستقيل عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي، تدفع الإنسان إلى القلق عندما يقرّر للمرة الأولى زيارة هذا البلد. غير أن كل هذا القلق يتبدد بعد أن تطأ قدماك أرض الكنانة، وتشعر بمزيد من الاطمئنان وتسمع الكلمة الشهيرة وأنت في المطار «نوّرت مصر يا بيه».

التشابه في الحالة السياسية في مصر قريبٌ إلى حد ما من الحالة التي تعيشها البحرين، مع الفارق طبعاً في التفاصيل، فالمجتمعان منقسمان بصورة واضحة، في البحرين الانقسام السياسي يتلبس بغطاء طائفي، فيما ينقسم المصريون بين كارهٍ ورافضٍ للإخوان المسلمين وبين محبٍ لهم، وهي حالة لها علاقة بالمعتقد والفكر الديني نوعاً ما. وفي الحالتين يبدو التباين المجتمعي في أفكار الناس ومواقفهم وحراكهم.

مصر تضم حالياً 94 مليون نسمة، بينما في البحرين لا يتعدى تعداد البحرينيين 650 ألف نسمة، ولكن المجتمعين يحملان الكثير من الصفات المشتركة في التواضع والتسامح وحب الحياة، ولكن الحالة السياسية تضغط في الجهتين كثيراً وبشكل واضح.

في مصر، يتوقع أغلب المصريين فوز السيسي في الانتخابات الرئاسية، ولكنهم جميعاً قلقون على مستقبل وطنهم، وعندما تتكلم معهم، تدرك أن هذا الشعب يأمل برئيس يحقّق لهم الاستقرار والأمن أكثر مما يتمنونه من الديمقراطية والمشاركة في القرار السياسي، خصوصاً بعد حالة الفوضى التي سادت بلادهم خلال العامين الماضيين، بدءًا من ثورة 25 يناير 2011، مروراً بحكم الإخوان المسلمين، ومن ثم الانقلاب عليهم وبدء الحكم الانتقالي لمصر المستمر حتى الانتخابات الرئاسية المرتقبة.

وفي البحرين، البلد مقبلةٌ على انتخابات برلمانية هذا العام، ولكن حالة من الإحباط الواضح تسود المجتمع البحريني، خصوصاً مع تراجع الحديث عن الحوار الوطني، والاستغراق في الحالة الأمنية. فالتوقعات حتى اللحظة تشير إلى أن الانتخابات المقبلة، لا يبدو أنها ستغيّر من الواقع شيئاً في ظل غياب أية مؤشرات على وجود نية واضحة للتغيير، خصوصاً مع توقع استمرار غياب قوى المعارضة عنها.

الحكم الجديد في مصر يؤكد أنه لا توجد نية مقبلة للمصالحة مع الإخوان الذين يملكون جزءًا واسعاً من الشارع المصري، وهكذا يبدو الحال في البحرين. فلا بوادر لمصالحة وطنية مع قوى المعارضة، التي تملك وراءها كذلك شارعاً عريضاً من البحرينيين، وعليه فالواقع الحالي بين الحالتين متشابه، كما أن المستقبل القريب بينهما يبدو أنه يسير على ذات المنوال.

أمنياتنا للمصريين جميعاً أن يتجاوزوا أزمتهم السياسية، ويدركوا أن الشراكة التي تقوم على دولة المواطنة المتساوية هي الخيار الأفضل لهم، وهي ذات الأمنيات التي نرجوها لكل البحرينيين.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4261 - الأربعاء 07 مايو 2014م الموافق 08 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:54 ص

      نعم

      في تشابه بين مصر والبحرين ان الشيعي فيها يسجن لانه شيعي منذ اسبوع سجن لمدة 5 سنوات المتشيع عمرو عبدالله ابراهيم وغيره وهنا بالبحرين كل شيعي يسجن

    • زائر 1 | 12:38 ص

      حمدالله علي سلامة العودة

      بالنسبة الي أمال المصريين في المستقبل كان بالإمكان أخبارهم : قابلني في المشمش. هم افضل من يمكنه تفسير هذا المثل.

اقرأ ايضاً