العدد 4269 - الخميس 15 مايو 2014م الموافق 16 رجب 1435هـ

(رسالة إلى الاجتماع الدولي بشأن قضية القدس في أنقرة بتركيا، في 12 أيار/ مايو 2014)

ملتزمون بمساعدة الطرفين على إنهاء الاحتلال وتسوية النزاع العربي الإسرائيلي

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

يسرني أن أتوجه بتحياتي إلى جميع المشاركين في الاجتماع الدولي بشأن قضية القدس. وأشكر اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وكذلك حكومة تركيا ومنظمة التعاون الإسلامي، لتنظيمها لهذه المناسبة.

ويعقد هذا الاجتماع أسبوعين بعد التاريخ الذي كان يُتوخى أن تتوصل فيه المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة بين إسرائيل وفلسطين إلى اتفاق سلام شامل. فالمأزق السياسي الحالي يطرح مخاطر كبيرة تحدق بآفاق حل الدولتين، كما أن استمرار الجمود قد يفضي إلى المزيد من عدم الاستقرار.

وينبغي أن يدرك الطرفان أن عدم اختيار خيار السلام والتعايش داخل إطار الدولتين هو خيار أشد إضراراً بالجميع. فعدم مواصلة مفاوضات هادفة من أجل إقرار حل الدولتين سيفضي إلى مسلك الدولة الواحدة على أرض الواقع. ولذلك دعوت الطرفين إلى الإحجام عن اتخاذ أي خطوات انفرادية من شأنها أن تزيد من تفاقم الوضع وتضعف آفاق استئناف المفاوضات.

إن المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير مشروعة بمقتضى القانون الدولي وتشكل عائقاً كبيراً يحول دون تحقيق السلام. وتدمير بيوت الفلسطينيين والممتلكات الأخرى يتنافى مع التزام إسرائيل بحماية السكان المدنيين الخاضعين لاحتلالها. وفي الوقت ذاته، فإن استمرار العنف والهجمات ضد المدنيين، بما في ذلك إطلاق نيران القذائف من غزة إلى إسرائيل أمر غير مقبول.

ومن دواعي القلق البالغ الأزمة الإنسانية القائمة في غزة. وفي هذا الصدد، يحظى بتقديرنا التبرع الذي أعلنت عنه حكومة تركيا مؤخراً لمنظمة الصحة العالمية بمبلغ 1.5 مليون دولار لسد النقص في الأدوية الأساسية. وأحث أيضاً على اتخاذ خطوات لتحسين الظروف وضمان الفتح الكامل للمعابر إلى غزة، بما فيها معبر رفح، للسماح بالتجارة المشروعة وتنقل الناس.

وتبحث المناسبة المعقودة هذا اليوم قضية القدس التي ربما تعتبر من المسائل الأساسية التي يشتد بشأنها الخلاف. ويقلقني بصفة خاصة احتدام التوترات مؤخراً حول قضية القدس الحساسة وإمكانية الوصول إلى الأماكن المقدسة في المدينة العتيقة. فالقدس هي القِبلة التي تلهم المسلمين واليهود والمسيحيين وإليها تصبو أفئدتهم. ولابد أن تكون مفتوحة للجميع وأن يتأتى الوصول إليها. وبالحل التفاوضي وحده يمكن أن تكون القدس عاصمة لدولتين بترتيبات للأماكن المقدسة يقبلها الجميع. وفي الوقت ذاته، ينبغي أن يمتنع الطرفان عن القيام بمحاولات تسعى إلى خلق حقائق على أرض الواقع لتغير طابع المدينة العتيقة، أو السماح باستفزازات من شأنها أن تتسبب في المزيد من القلاقل وتعمق جو انعدام الثقة.

لقد آن الأوان لقيام الطرفين باتخاذ إجراءات، يدعمها المجتمع الدولي، للوفاء بالتزامهما بتحقيق رؤية دولتين لشعبين، هما دولتا إسرائيل وفلسطين، اللتان تعيشان جنباً إلى جنب، في سلام وأمن واعتراف متبادل بالحقوق المشروعة لكل منهما وبحقوق مواطني كل منهما، مع تسوية وضع القدس في إطار هذا الحل. وتظل الأمم المتحدة ملتزمة بمساعدة الطرفين على إنهاء الاحتلال وتسوية هذا النزاع وما يرتبط به من مطالب، سعياً إلى سلام وأمن دائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء.

وانطلاقاً من هذه الروح، أرجو أن تتقبلوا أصدق تمنياتي لكم بأن تكلل هذه المناسبة بالنجاح.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 4269 - الخميس 15 مايو 2014م الموافق 16 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً