العدد 4292 - السبت 07 يونيو 2014م الموافق 09 شعبان 1435هـ

الجريمة والعقاب... احذروا انتشار السرقات ليلاً

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كنت في جلسة عائلية وسمعت عن سرقة غريبة حدثت لأحد الاقرباء من الشباب المتزوجين حديثاً بعد الانتقال إلى بيتٍ في مجمع يضم الاهل، وبمهاجمة سارق للبيت بعد منتصف الليل من الشباك الارضي والصعود الى الطابق الثاني ودخوله غرفة النوم الرئيسية وسرقة شنطة الزوجة وبعض النقود والنثريات الذهبية وساعة ثمينة، والكروت البنكية وحتى الـ(cpr)! وكانت الى جانب رأس الزوجة اثناء نومها إلى جانب زوجها! والغريب في الأمر ولخفة حركة السارق في السرقة لم يشعر الزوجان بدخوله اثناء السرقة!
كما لم تشعر به الممرضة الليلية التي كانت تسهر في الغرفة المجاورة بجوار الطفلة، إلا بعد أن اتم السرقة وتمكنت من مشاهدة وجهه وهو هارب على السلم، وبدأت حينها بالصراخ عالياً لإيقاظ الزوجين والجيران والخدم في المجمع والذين اصيبوا بالرعب والخوف الشديدين.
لكن الملفت هو حضور الشرطة السريع، خلال اربع دقائق، والذي يستحقون عليه الشكر والتقدير، رغم أن معظمهم كان من غير البحرينيين، وبدأت التحريات وأخذ البصمات، رغم عدم إرجاع المسروقات، أو القبض على السارق حتى الآن.
اما المزعج والمخيف في الأمر انه قد تم في ذلك اليوم الابلاغ عن سرقة سبعة عشر منزلاً في منطقة البديع.
وقد ذكر لي بعدها قريبي ان معظم من يعرفهم من أصدقائه قد تم الاعتداء على بيوتهم أو مكاتبهم أو سياراتهم أو هروب خدمهم، وهذه جميعها امراض وجرائم اجتماعية حديثة لم نعرفها قبلاً، وتمضي دون القبض على السارق أو إرجاع الهاربين من الخدم.
وان يسَرق بيتٌ أمر وارد بين حينٍ وآخر ولكن في الغالب تحدث السرقات في غياب اصحابها نهاراً أو اثناء سفرهم ولكن ان تغدو السرقة في الليل وصعود السلالم، وللدور الثاني وفي وجود اصحاب البيت، فهذا الأمر في الواقع جرأة لا تصدق ما بعدها جرأة وتعني الكثير من اللغط، الا في حالة واحدة وهي انه سارقٌ محترفٌ ولا يهاب من شيء، والامر الآخر الأكثر غرابة هو ان يسرق سبعة عشر بيتاً في تلك المنطقة عدا المناطق الاخرى، ما يعني ان اللصوص المحترفين يغزوننا، ونشطاء، ونرجو الحذر وحماية بيوتكم.
أرى ان بلادنا باتت مفتوحة وعرضة للسارقين المحترفين (professional theef) من خفافيش الليل والذين بامكانهم اختراقنا وسرقة النائمين، وبكل ثقة وجرأة ووقاحة أيضا.
ودعونا نتحقق من الاسباب الرئيسية لكثرة السرقات في هذه المرحلة المؤلمة والتي تقتحم بلادنا، ومسبباتها! وخاصةً انها لم تكن موجودة سابقاً بهذا الزخم، وقبل الانفلات السياسي، والقصور الاجتماعي، ومن غزو الاجانب والمجنسين من كل حدبٍ وصوب للعمل بالوظائف الشاغرة والتي طرد منها من اسموهم بالمشاغبين من اهل البلاد اثناء مطالبتهم بحقوقهم، أو المستحدثة خصيصاً لهم لملء الخانات البشرية من صنفٍ معين.
هذا ومن ناحية اخرى بطالة ابناء البلاد والذين لربما قد تدعوهم الفاقة والعوز لعمل الغلط أو للسرقة احياناً (ونعرف جميعاً ان الجوع كافر) علاوة على انتشار «الفري ڤيزا» والهاربين من ارباب العمل بشكلٍ مكثف نتيجةً للانحسار الاقتصادي أو تسريب البعض وهروب الآخرين، ما حذف بكل هؤلاء الى مسرح الشوارع والاماكن البعيدة عن الانظار لممارسة انشطتهم وسرقاتهم والانحلال الاخلاقي للتجارة السوداء من السرقة والمسروقات لمختلف الاماكن والاشياء!
اما كيفية محاربة هؤلاء المجرمين الجدد فوضوحها كوضوح الشمس وبارجاع جميع المفصولين من اعمالهم واعادة تأهيل الشباب الجامعي للوظائف التي يحتلها الاجانب لتشغيل كل العاطلين وعدم التمييز للطوائف وتطبيق القوانين الصارمة لمنع «الفري ڤيزا» تماماً وجمع الهاربين من العمال والخدم واعتبارهم مخالفين وتطبق عليهم قوانين المخالفات من الغرامة المادية أو السجن وارجاعهم بلدانهم!
حينها سنضرب بيدٍ من حديد على الغرباء وستختفي الجرائم والسرقات وستنام بيوتنا وابوابها مفتوحة كأجمل الاحلام لأيام زمان وتعود بحريننا بلد الامان والكرام.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4292 - السبت 07 يونيو 2014م الموافق 09 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:01 م

      الحل موجود

      الرجاء تحقيق هذه الشروط على الاقل لحل مشاكل السرقات وشكراً ياحكومة

    • زائر 5 | 5:59 ص

      مستقبل كئيب قادم ومخيف ياويلتاه

      مستقبل كئيب قادم ومخيف ياويلتاهمستقبل كئيب قادم ومخيف ياويلتاهمستقبل كئيب قادم ومخيف ياويلتاه

    • زائر 4 | 3:10 ص

      انت من فهمت تفسير الدكتوره خطاء فهى لا تقصد الاساءة

      جواب على ان المفصولين لا يسرقون الدكتوره لاتقصد انهم قد اصبحوا حرامية ولكن بعضهم يسرق خاصة من يعول عائلات لانه يعتقد ان توزيع الرزق غير عادل وهو ياخذ ماهو المفروض ان يكون رزقه وفي هذه الحاله يصبح رزقاً مشروعاً حتى ولو عن طريق غير مألوف والا كيف سيعيش ممن اغتصبوا رزقه واعطيت لهم البيوت والوظائف على طبق من ذهب وهو ينظر اليهم وهو جائع مقال في الصميم ورائع

    • زائر 3 | 1:13 ص

      البلد سايبة

      بلد الأمان بلا أمان فيها ، حسبي الله ونعم الوكيل على من وصل بلدنا الجميلة الى هذا الحال من التردي وأصبحت مكب .................. ، فهذا الخليط من .................. أصبحوا كلهم بحرينيون وأصبحنا نخجل من إخواننا الخليجيين بدل ما كان نفتخر ونعتز بكوننا بحرينيين ، ولكن أملنا في الله كبير ، لا بد ان تشرق شمس الحق .

    • زائر 2 | 11:56 م

      حلم

      الحلم ببلاش . شكله روبن هود

    • زائر 1 | 11:51 م

      آسف دكتورة سهيلة وقعت في خطأ ربما غير مقصود

      ( اما كيفية محاربة هؤلاء المجرمين الجدد فوضوحها كوضوح الشمس وبارجاع جميع المفصولين من اعمالهم )
      في هذه الفقرة جانبك الصواب فليس المفصولين هم من يقومون بالسرقة وقد وقعت في الخطأ ، من تم سرقة قوته وقوت عياله لا يمكن أن يمارس هذه المهنة ويسرق الآخرين وإلا كان واحد منهم ، ونحن نعرف جيدا من يقوم بالسرقة ليلا ونهارا ، وحتى لو ضبط فلن يعاقب ، السرقة ليست من أجل سد الجوع ولكن لغاية في نفوسهم المريضة التي أتو بها من بلادهم ، السرقة هي لإرهاب الناس وجعلهم لا ينامون ليلا ولا يعملون نهارا من شدة خوفهم.

اقرأ ايضاً