العدد 4295 - الثلثاء 10 يونيو 2014م الموافق 12 شعبان 1435هـ

التجنيس خارج القانون لا يأبه لسني أو شيعي

يعقوب سيادي comments [at] alwasatnews.com

.كاتب بحريني

نرى إن الجمعيات السياسية والمدنية، والشخصيات الفاعلة في المجتمع، بما في ذلك أعضاء المؤسسات التشريعية والقضائية، ناهيك عن المؤسسة الحكومية، في تفاعل صراعي أو اختلافي، وذاك منعكس في الحراكات والأداءات السياسية والمدنية، والجوانب القانونية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية، بما يفرز المجتمع محلياً إلى المعارضة والموالاة، لنظام الحكم ومؤسساته، لينعكس ذلك الميل، عن أو إلى نظام الحكم، في نسج العلاقة المواطنية، بمعيار مَن ضدنا فهو ليس منا.

ومن حيث أن نظام الحكم ومؤسساته، ماسكين بكل الأدوات والوسائل الإجرائية، والإمكانيات المادية، الخاصة بالعقاب والثواب، في مقابل أن المعهود عن المعارضة، حتى في أحلك عنفوانها، وهذا طبيعي لمن مبتغاه الوطن، وليس المنفعة الشخصية أو الفئوية، معهودها عدم الإضرار بمن ضرّها من النظام في حال وعد بعدم العود لمثلها، وبمن ضرها من الموالاة، في حال استقام للعدالة والمساواة، بل إن نهج المعارضة هو التسامح والعفو عن الجميع، مقابل أن تسود العدالة والمساواة بين المواطنين، فيربح الجميع وليس هناك من خاسر.

معادلة الحماية والإفادة الآنية من السلطات لمواليها، مهما ضؤلت، ماداموا هم الأقوى، وضمان التسامح من قبل المعارضة، في احتمالات المستقبل، خلقت فئةً من البشر، جل اهتمامها الربح الآني، بالكسب من السلطات ومواليها، لقاء التهليل بما لا يعرفون، وحسب الطلب، فينالوا المكافآت الفورية، وليس عليهم من حسابٍ آجل، الأمر الذي أدى إلى تقسيم المواطنين عدا المعارضة، إلى موالين، بعضهم مستفيد من رضا النظام بحظوته، وبعضهم مستفيد من رضا النظام أجراً لمناكفتهم المعارضة، وبعضهم موالون مدفوعو الأجر حسب الطلب، وإلى غالبية صامتين.

هذه المجموعات البشرية الموالية، جعلها النظام رهن إشارته، وبما أوصل المجتمع إلى الفرز الطائفي، إسناداً لما يتمتع به الموالون من أثرة في التمييز والمحاباة، باتوا يخشون من أي تغيير بالتطوير والانتقال إلى العدالة والمساواة، تنادي به المعارضة، حتى لو كان لصالح جميع المواطنين، وبما يشملهم.

ومن هذه المطالبات وقف سياسة التجنيس السياسي وخارج القانون، والبدء في معالجة أضرارها بما يحفظ للمجنسين حقوقهم، هذه السياسة التي اتبعها النظام منذ ما قبل العام 2000 إلى اليوم، لتغيير التركيبة السكانية، تنفيذاً لفكرة الحماية المغلوطة للنظام، الذي عمد إلى الركون إلى الفئات الجديدة في أهم مؤسسات النظام، وقدّم لهؤلاء المجنسين خارج القانون، لقاء ما يضمن منهم الولاء والإمتثال للأوامر، الجزء الأكبر مما أفقره المواطنين من الطائفتين والمتجنسين حسب القانون، كلهم سيان، وقلص حصة جميعهم في الخدمات الأساسية، الصحية والتعليمية والسكنية والعمل، واستخدامات البنى التحتية، وتعقيد الإجراءات والإطالة من وقت تلقي الخدمات، ومثالها فترة الإنتظار للخدمة الإسكانية لفترة تزيد على العشرين عاماً، للمتزوج حديثاً، ليجد نفسه حين يرحمه الله ببيت من الإسكان، أن لديه ما يَسّر له الله من الأولاد وربما الأحفاد، ليأتيه بيت الإسكان، ليضيق عليه حاله من جديد، من بعد استهلاك إمكانياته المادية التي صرف جزأها الأكبر في توفير السكن لعائلته خلال عشرين عاماً مضت.

والمجنّس خارج القانون، أو الموعود بذلك، لا يضمن استمرار حاله، كونه تم جلبه لأداء وظيفة بعينها، وتحتاج ضمان تأديتها، فلابد وأنه ارتبط بنوع من العقد أو التعهد، بما يجعل من السهل سحب جنسيته في أي وقت، ويعلم أنه أيضاً ليس برخيص على النظام، فقد وفّر له وعلى الفور، الجنسية والسكن والوظيفة والرعاية الصحية، ولأولاده التعليم والوظيفة المستقبلية، إذن فلينهل ما استطاع من خيرات البلد، فله السجلات التجارية ولزوجه وأولاده عند البلوغ، وعن كل سجل تجاري، حد أدنى عدد خمس تأشيرات لعمالة أجنبية، يبيع الواحدة لقاء مبلغ يتراوح بين 1000-1800 دينار، عن كل سنتين، ومثلها حال التجديد أو التحويل المحلي ليستبدله بآخر... وهكذا، ثم يستخدم بعض التأشيرات لجلب أقاربه، ليسعى لهم فيما نال، وبعض من معارفه يبيع لهم أمل الحصول على الجنسية.

إضافة إلى أن المواطن، حين يقصد مركزاً صحياً للعلاج، أو حديقة للترفيه العائلي، فإنه يجهد، سواء بطول الانتظار في المركز الصحي، أو بطول سيره بحثاً عن أرجوحة أو لعبة يجدها غير محجوزة، ولربما عطف راجعاً دون الاستفادة. هذا على الصعيد المباشر للأفراد من المواطنين والمتجنسين حسب القانون، أما على مستوى إهدار موارد الدولة، فدليلها ارتفاع سقف الدين في ظلّ تردي الخدمات.

وسياسة التجنيس خارج القانون، لا تختار الضر بهذا أو ذاك، فهي أعدل في الضر بجميع المواطنين دون تمييز، فهل فرقتنا الطائفية المذهبية وسياسيات التمييز، لنغفل عن سياسة التجنيس، التي أضرتنا وستضرنا جميعاً أكثر وأكثر، لنجد أنفسنا جميعاً مواطنين من الدرجة الدنيا، ويحكمنا قومٌ كما في دولة المماليك.

إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"

العدد 4295 - الثلثاء 10 يونيو 2014م الموافق 12 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 4:21 ص

      كلام

      كلام مبالغ فيه

    • زائر 32 زائر 28 | 10:17 ص

      عزيزي أقرأ التاريخ

      ثورة البرامكه من قام بها.. وثورة المماليك من قام بها

    • زائر 27 | 4:16 ص

      ما في واحد مجنس محب لبلد غير بلده ( حتى لو كنت انا ) المتحدث

      نعم لن يكون ولائي الا لبلدي الأم حتى لو صبوني بالذهب في اي بلد اخر ، وما تجنست الا للحاجة ، ولكن يبقى ولائي وحبي لبلدي الأصلي ، فهل يعي من جنس هذه الجيوش بأن السحر سينقلب على الساحر ، وان هذه الفزعة التي ستضر الجميع شيعة وسنة وكل مواطن أصلي ، ولكن سوألنا يا استاذا ونرجوا منك الأالحاح عليه وتذكير الطرف الآخر ولتسمح لي في ذلك ( الطرف السني ) لماذا هذا السكوت خاصة الموالات وكأن الأمر لا يعنيهم مع انهم اكثر المتضررين كون اكثر المجنسين في مناطقهم ( البعض مرتاح للوضع الآني ) الذي سينقلب عليه بعد حين

    • زائر 25 | 1:22 ص

      البحرين باي باي بعناها للمجنسين

      الحكومة بتحكم شعب جديد بس بتدفع الثمن غالي من هالوحوش الذين ماهمهم الا استزاف خيرات البلد وولائهم لجيوبكم

    • زائر 24 | 1:20 ص

      قهر

      لو في عدالة وبيدي القرار لسحبت جنسية من أمر ونفد هذه المؤامرة على الوطن في جزئية التجنيس المدمر

    • زائر 23 | 1:20 ص

      اسماء المجنسين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لا تمت الى العروبة الخليجية بمكان

      عينة : امهاوش - زرنوق - كومار - زقزوق - كل فقير - خاشينا . ابذمتكم بتقول لي بحريني وحاصل على وحدة سكنية

    • زائر 22 | 1:16 ص

      أستاذي الكريم: يعتقدون بأن التجنيس سيضر بالشيعة فقط والان

      المتضررين أكثر هم اهل السنة الشرفاء . الضباط في وزارة الداخلية اجانب ( ... ) لماذا ؟؟ الا يوجد بحرينين يحلون محل هؤلاء ؟؟ مطار البحرين واجهة سياحية جلهم اجانب لماذا ؟؟ والكثير الكثير فهل اضر التجنيس الشيعة فقط ام شمل الطائفتين ؟؟؟

    • زائر 21 | 1:12 ص

      سؤال

      سؤال يطرح نفسه .. صدام حسين جنس مايقارب المليون مصري في العراق ملكو البيوت والمحلات التجارية اين موقعهم من الاعرب بعد العهد الجديد
      احد المجنسين من المصريين يقول لي البحرين من السهل جدا التفريخ فيها وجلب ماتريده من اهل واصدقاء فرديت عليه لاتفرح كثير ستذهب انت واهلك ومن فرختهم الى مصر عما قريب بعون الله

    • زائر 20 | 1:06 ص

      سيجنون ثمار ما يفعلون

      والايام دول

    • زائر 19 | 1:06 ص

      صباح الخير

      ذابح رووحك بالتجنيس والتجنيس وكأنها البحرين البلد التي تجنس الناس في كل بلدان العالم تجنيس امريكا بعظمتها بريطانيا لم نسمع عن عنصريتهم امثالك وش قااال يروح الحديقه يتمرجح والا المراكز الصحية يأخي قول انك تبي تعيش في المدينه الفاضله لا أجانب ولا احد سواااك العالم تغير وانت تندب حظك وتزمجر كل يوم بمقالاتك التى لاتمت بصله في التعايش والتسامح وقبول الآخر تبالك من سيادي

    • زائر 29 زائر 19 | 6:01 ص

      زائر 19 عدال على روحك عن الضغط

      امريكا لما تجنس مساحتها تكفي وامريكا لما تجنس تختار العقول مو اللي يروث ويزيد الضغط على الخدمات ، امريكا لما تجنس وبريطانيا ( ما اطر فلوس ) وتصيح ما عندنا ميزانية ( امريكا وبريطانيا يسلفون العالم ) انت اشعندك في البحرين عشان اتجنس ؟؟؟ واذا الدولة عندها كل هالأستعداد للتجنيس ليش الأنتظار للأسكان 20 سنة ؟ وليش حضرتك راتبك ما يكفي الشهر ؟ وليش موعد الأسنان بالأشهر ؟؟ والله بس انت ما تحب الأستاذ ( نط لك عرج ) ؟

    • زائر 30 زائر 19 | 8:04 ص

      اشك في امرك

      لو ابوك جاب واحد فقير مسكين وقال اليك هذا بنشركة معاك بالميراث او بنعطية نصف البيت توافق ياصاحب الشيم

    • زائر 34 زائر 19 | 8:16 م

      تخبط

      ولو كان التجنيس من نتائج التطور والازدهار أقامت بة دول الجوار وبالأخص دول مجلس التعاون الخليجي فمواردها المالية ومساحة الاراضي يجعلها من أول الداعين للتجنيس ولكن أبت الحكومات الخليجية العمل بهاذية السياسة الخطيرة فما بالك في بلد كالبحرين لا الموارد ولا أراضي وتبيح للأجنبي شراء الأراضي.

    • زائر 18 | 1:02 ص

      أحبك يا يعقوووب دايما مع الجرح

      كم نتعطش لمقالاتك ايها الشريف

    • زائر 17 | 1:00 ص

      كورنيش الامير خليفة ودوحة عراد ما تشتهي تروحه

      صار خاطرنا انشوف الوجوه البحرينية السمحة الاصيلة . غابت الوجوه وبدا القوم غير القوم (..)

    • زائر 16 | 12:58 ص

      وزارة التربية خير مثال : تجنيس المدرسين الاجانب والنتيجة

      تراجع مخرجات التعليم بشكل خطير وتخبطات غير محسوبة .

    • زائر 14 | 12:54 ص

      من أجمل مقالات اليوم يعقوووب سيادي

      سلمت اناملك يابن بلدي الاصيل

    • زائر 13 | 12:53 ص

      احلى شي اذا رحت لانجاز معاملة وكان المسؤول مجنس

      تعال شوفه اشلون يتفلسف وكأنه ابن البلد

    • زائر 11 | 12:47 ص

      اهم شي امهاوش صار ضابط

      ماعلينه والله لا يقير علينا . هههه

    • زائر 10 | 12:46 ص

      حدث امس

      ذاهب لمدينة عيسى لمكان محدد الا اشوف صاحب المكان غير والبضاعة غير . واذا بي اسمع لهجة صاحب المحل الشامية يقول لي انا اشتريت المحل واجيب بضاعة من بلدي الام وابيعها هون ولدي عدة محلات . اقول اليه انت من زمان في البحرين ؟ قال شي 5سنوات . ياسلام والبحريني يتلته عشان يحصل سجل مبرووك الشعب الجديد يا اوال الاصالة

    • زائر 8 | 12:40 ص

      نظرة سريعة على الشوارع ، الاسواق ، المستشفيات

      يكره المواطن الذهاب اليها لكثرة المجنسيين ناهيك عن التأخير والزحمة وووووو

    • زائر 7 | 12:38 ص

      ....

      البلاء سيعم الطائفتين السنة والشيعة من هؤلاء الدخلاء

    • زائر 5 | 12:13 ص

      أحسنت يا صوت المظلومين

      هنيئا للبحرين وشعبها بكاتب وطني بامتياز يقول كلام الحق وإن كان مرا فهذا هو طريق الحق الذي قال عنه الإمام علي عليه السلام : لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه. صباح الصمود

    • زائر 4 | 12:13 ص

      لقد هزلت يا ابن وطني

      نعم ، ولا تستبعد أن يطالبوا هؤلاء المجنسين بكوتا في المجلس النيابي والشورى وكذلك توزير بعضهم وتكوين نقابات خاصة بهم للدفاع عن مصالحهم ، ولا تستغرب إن قامت الحكومة بتنفيذ طلباتهم نكياية بهذا الشعب،التجنيس وأضراره مثل المرض لا يفرق بين سني وشيعي ، مشاكله ستكون كارثيته على الجميع إلا ................. أخذوا وظائفنا وبيوتنا هم يعملون الآن على تفتيت وهدم مجتمع البحرين المتامسك والفريد من نوعه وجعله ثلة هنا وأخرى هناك، ولم يكتفوا بذلك بل يصرحون بأننا عنصريون ولا نقبل بالآخر. هزلت

    • زائر 3 | 11:29 م

      الف تحيه للاستاذ يعقوب سيادي

      انت رجل بمعنى الكلمة فالتجنيس لم يرحم احد وخير دليل الوحدات السكنيه التي تم توزيعها قلالي والبسيتين على .............. وترك ابناء المحرق حتى اشعار آخر ، والكل يحسدنا ان هناك محاباه لتطوير مدينة المحرق ولم يعرف حقيقة الألم والاحباط الذي اصاب عيال المحرق فماذا عساهم ان يفعلوا مع هؤلاء .............. .............. حيث اصبحنا الاقليه وهم الاكثرية وهم اصحاب النفوذ والسلطة والوجاهة وحسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 2 | 10:20 م

      زائر

      اه اه ياجرح التجنيس الغائر الدي بات ينخر في اجسادنا

    • زائر 1 | 10:02 م

      القانون ليس جوامد

      البلد محدود المساحة و الموارد يعتاش على مكرمات الاشقاء و به ازمات اقتصادية و سكانية و صحية ما فيه فأي عاقل يقول نجنس مئات الالاف لان القانون ينص ان للمقيم العربي الحق في التقدم للجنسية بعد 15 سنة من اقامة متتابعة ولا ندري الاجازات تقطع التتابع ام لا على العموم هذا لا يفرض على البلد ان تجنس مسلوبة الارادة لان القانون يمنح حق التقدم بطلب الحصول على الجنسية

اقرأ ايضاً