العدد 4297 - الخميس 12 يونيو 2014م الموافق 14 شعبان 1435هـ

راشد المطوّع... غفر الله لك

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تأخّرنا كثيراً في الكتابة عن الوالد إمام مسجد «الحويلة» راشد المطوّع، الذي فقدناه منذ جمعتين، وربّما يتساءل القارئ من هو راشد المطوّع الذي عاش حياته مخلصاً لوطنه ولأهالي منطقته، فمنذ شبابه وهو يقوم بتعليم أبناء الحد القرآن الكريم (قراءة وكتابة) لعشرات السنين، من دون مقابل أو أجر مادي يُحتسب له، وإنّما كان حسّه الوطني والديني أقوى من المادّيات التي نعيشها في وقتنا الحاضر.

ونعتقد بأنّ مسجد «الحويلة» بكى راشد المطوّع أكثر من أيٍّ كان، فلو كانت جدران المسجد تنطق لنطقت بألم الفراق، فعلاقة المطوّع بمسجده تقارب الخمسين سنة، لم يفارق أي صلاة ولم يبتعد عن هذا المسجد إلاّ في الشدائد. وكان المسجد ملاذه في كل حين، هو بيته وهو منزله وهو سيرة حياته، والكل يعلم بتعلّق المطوّع بهذا المسجد، الذي لم يفارقه إلاّ بسبب كبر السن والمرض في سنواته الأخيرة.

ويكفي حب أهل الحد لهذا الراشد، فلقد سبقته أخلاقه السمحة وابتسامته المريحة إلى قلوب الناس، وقد كان إنساناً بسيطاً لم يحمل همّاً إلاّ حب البحرين وأهلها، فنشر الحب بين أقرانه ومن علّمهم علوم القرآن الكريم عبر السنين.

لم ينشغل هذا الرجل بالسياسة ولم يشتغل بها، ولم يكن يوماً ممّن يحرّض أو يؤجّج من فوق المنبر، بل كان يدعو إلى الوحدة وإلى حب الوطن، والى جعل هذا الحب أولوية من دون غيرها، فهنيئاً له هذه السيرة البسيطة العطرة، ولقد فقدت الحد رجلاً من رجالاتها، وإماماً من أئمتها، ولكن هذه هي الحياة بخيرها وشرّها، ولابد من الفراق.

هكذا نتمنّى ترك الدنيا، بسيرة عطرة وحياة مليئة بالعطاء، لا حياة يشوبها الرياء ولا المصالح الشخصية التي تتغلب على المصالح العامّة، ولكن هكذا بعض البشر لا يتّعظ ولا يستفيد من الآخرين، ويُقدم مصلحته الشخصية على المصلحة العامّة، ويزداد حبّه لذاته على حب الآخرين، فيقل العطاء ويكثر الجشع!

وهناك أُناس لا يحبّون التحدّث عن المثالية، ويظنّون أنها فُقدت منذ زمن طويل، فتجدهم أحرص الناس على مصالح الدنيا، وأكثرهم تسويقاً لمصالحهم، ولا يلتفتون إلى من حولهم، ويأخذون من دون أن يعطوا، وهذا سبب من أسباب دمار الأمم.

وفي نهاية الحديث ما نقول إلا: راشد المطوّع... غفر الله لك، وأدخلك فسيح جنّاته، وجعل قبرك روضةً من رياض الجنّة، اللهم آمين. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4297 - الخميس 12 يونيو 2014م الموافق 14 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 2:28 م

      من يفقد الذهب غير الذهب

      الله يرحم و يتقبل منه صالح الاعمال

    • زائر 16 | 10:40 ص

      الله يرحمه

      كل انسان له يوم يحزم أمتعته ويغادر تاركاً ذكرى سمعته ومواقفه

    • زائر 15 | 9:34 ص

      الى رحمة الله

      وفد على باب كريم. الى رحمة الله يبى راشد المطوع

    • زائر 14 | 7:22 ص

      الله يرحمه برحمته الواسعة

      لا اعرف هذا الشخص ولكنني أوثق في ما كتبته الأستاذة مريم. هناك أناس لا نعلم بهم وأشعر انهم قليلون في زماننا. هي نظرة الى واقعنا المر الله يرحمه ويكثر من أمثاله

    • زائر 12 | 4:55 ص

      راشد المطوع ...غفر الله لك

      شكرا عزيزتنا مريم... والله يرحم راشد المطوع ويغفر له.

    • زائر 10 | 3:59 ص

      تحية للحد الحبيبة

      هذه هي الحد الحبيبة التي أنجبت أناسا أصلاء لم تتلوث أياديهم وألسنتهم بالتحريض على أبناء وطنهم في عز إنتشار خطاب الكراهية
      والله يسامح ما شد عن صف الحديين الشرفاء .. الله يرحم هذا الإمام الفضل
      وتحية محبة إلى شرفاء الحد

    • زائر 9 | 3:46 ص

      الله يرحمه

      أهم ما في الحياة أن يترك الإنسان الذكر الطيب
      فرحمة الله عليه.

    • زائر 8 | 2:41 ص

      نعم

      هاي اهم البحرينيين الاصليين واعتقد وأصح وضوح الشمس من الي يأجج الفتنه ومن الي له مصلحة من الفتنه ! لان البحريني الاصليي ما يهمه شنو مذهب الشخص

    • زائر 7 | 2:21 ص

      تعزيه من قرية الدير

      إلى جنان الخلد
      رحمك الله رحمة الابرار وعظم الله اجر كل أهلك ومحبينك

    • زائر 6 | 2:19 ص

      رحمك الله يا مطوع

      منذ كنت صغيرا وراشد مطوع يصلي بالناس بقلبه وروحه الطيبة فاحبه من حولة اللهم تقبل دعائنا لراشد المطوع

    • زائر 4 | 12:37 ص

      إلى رحمة الله

      اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واغفر لنا ولهم يا رب العالمين.

    • زائر 3 | 11:56 م

      قليل ان تجد مثل راشد

      لم اعرف راشد ولم اراه ولكن لثقتنا بالاخت مريم الشروقي والتي نكن لها الاحترام لما لها من مصداقية وحيادية فانتي اشاركها واقول قليلا ان تجد مثل راشد في هذا العصر ، ليت العلماء والوعاظ ان ينتبهوا بأن هذه الدنيا فانية ولاتبقى الا السيرة الحسنة. . رحمك الله ياراشد وتغمدك فسيح جنانه .. وجمعة مباركة عليكم جميعا

    • زائر 2 | 11:09 م

      رحمه الله وغفر له ما تقدم وما تأخر من ذنب

      قليل هم من يلتزمون بأخلاق الاسلام وهذا الرجل فعلا كما ذكرت بنتنا في هذا المقال رحمه الله تعالى وغفر له ذنوبه واسكنه فسيح جناته والهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راجعون

    • زائر 1 | 10:17 م

      نرجو من .......... قراءة هذا المقال

      حتى يتعظ ويتعلم أصول تعاليم الدين الصحيح بدل شتم الناس من على المنابر نعم السير العطرة دائما تذكر بخير والسيد الراشد خير دليل أما من يدعون الإسلام ولا يطبقون تعاليمه السمحة فليجلسوا في بيوتهم ويكفوا الناس شرهم وشكرا لك يا صوت الحق وجمعة طيبة لك ولكل منتسبي صحيفة الوسط الشرفاء

    • زائر 5 زائر 1 | 2:01 ص

      صدقت يا أخي العزيز أولاً رحم الله الوالد راشد المطوع ! اليس هو من أهل الحد الكرام؟ هذا يكفي

      وشتان بين الإثنين - وصدقني أن البعض من الطائفتين الكريمتين تعمدوا أن لا يذهبوا يوم الجمعة لتلك المنطقة التي تتكلم عنها لكي لا يسمعوا لتلك الشتائم والإفترائات الصادرة من ذلك الشخص؟ ولله المشتكى.

    • زائر 13 زائر 1 | 6:36 ص

      من أقوال الإمام علي عليه السلام

      خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.

اقرأ ايضاً