العدد 4313 - السبت 28 يونيو 2014م الموافق 29 شعبان 1435هـ

عُمان و”الشرقية” تضمان عيوناً للاستشفاء مياه ورمال .. وطين للعلاج

يغلب التركيز في السفر على السياحة الترفيهية، ويضطر الإنسان مجبراً في بعض الأحيان للسفر للعلاج فيما بات يعرف بالسياحة العلاجية التي تركز في أغلبها على اللجوء للطب الحديث عبر البرامج العلاجية والعقاقير الطبية أو الجراحة أو غيرها.

إلا أنه ومنذ قديم الأزل كانت الطبيعة تقدم عبر عناصرها المختلفة حزماً علاجية استشفائية عبر العيون الحارة أو حمامات الرمال، والطين أيضاً. وقد أثبت العلم الحديث مساهمة هذه العناصر في علاج الإنسان، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد أكدت دراسة منشورة في المجلة البيولوجية الدولية في عدد يناير الماضي الآثار الإيجابية في علاج هشاشة العظام في اليد عبر العلاج بالحمامات الساخنة والطين.

العلاج الاستشفائي ليس متوافراً في كل مكان، فهو مرهون بعطاء الطبيعة، وهناك العديد من المنتجعات الصحية التي تستثمر في المعالجة عبر المكونات الطبيعية فقط. وقد يعتقد البعض أن الوطن العربي فقير من هذه الناحية لوقوعه في مناخ صحراوي، لكن «الوسط الطبي» وفي إطار رصدها لبعض مظاهر العلاج الاستشفائي وجدت أن المنطقة العربية تحتضن العديد من المنتجعات الاستشفائية.

الحمامات الساخنة

في عملية الرصد وجدنا أن العديد من الدول العربية تتمتع بوجود حمامات مياه ساخنة ذات قدرة على العلاج كحمامات معين وعفرا في الأردن، وحمامات «الحامة» في تونس.

وتضم سلطنة عُمان مجموعة من العيون الساخنة التي تتمتع بقدرات علاجية كعين الحمام الحارة، وعين الكسفة في ولاية الرستاق وعين الثوّارة في ولاية نخل، كما تضم المملكة العربية السعودية عيوناً ساخنة في المنطقة الشرقية كعين نجم في الإحساء.

ويفسر العلماء القدرات الاستشفائية لهذه المياه لما تتمتع به من تركيبة فيزيائية وكيميائية؛ إذ إن هذه المياه تحتوي على مركبات الكالسيوم والصوديوم، والمغنيسيوم، والبايكربونات والكلوريد والكبريتات بنسب متفاوتة تجعلها تتميز عن غيرها من المياه.

«طين الميت» له فوائد

الملوحة قتلت الحياة في البحر الميت الذي يقع في المملكة الأردنية الهاشمية، لكنها منحته من جانب آخر قدرات استشفائية جعلت منه مقصداً يأتيه السائحون بهدف الاستشفاء الطبيعي.

وتعتبر المياه الساخنة والمالحة عنصر أساي لجلب السائحين؛ حيث إنها تحتوي على أملاح كلوريد المغنيسيوم والبرومين والبوتاسيوم والصوديوم وهي شديدة الملوحة والحرارة، وتفيد الجسم بشكل كبير، وموقع البحر الميت من حيث انخفاضه عن سطح البحر يجعل من أشعة الشمس والرطوبة عاملين مهمين في العلاج الطبيعي.

ولا يقتصر الأمر على مياه البحر الميت فقط، فطين البحر نفسه الغني جداً بالمواد المعدنية يساعد في علاج التهاب المفاصل، إضافة إلى أنه يترك أثراً جميلاً على الجلد.

العلاج بـ «المَلَّةُ»

ينتشر العلاج بـ «المَلَّةُ» وهي «حمامات الرمال الساخنة» في صحاري مصر والصحراء الكبرى، وتعتبر المدينة الملقبة بـ «عروس الزيبان» في بسكرة التي تقع في الجنوب الشرقي للعاصمة الجزائرية، وواحة جالو وهي واحة من واحات ليبيا، وسيوة على بعد 617 كيلومتراً من العاصمة المصرية القاهرة بجوار جبل الدكرور مناطق ومنتجعات طبيعية للاستشفاء بالرمال الحارة.

ويُصنف «المَلَّةُ» ضمن العلاج الشعبي والطب البديل، خاصة أن أكثر من يستخدمه في السابق هم أهل البادية والقرى والمناطق الريفية، وهي عبارة عن نار كبيرة توقد فوق رمل نظيف، فإذا حمي الرمل أبعدت النار والجمر والفحم. وحفر في الرمل حفرة بقدر ما يضع المريض يده أو رجله أو كامل جسده إلا رأسه. ومن ثم يدفن بالرمل الدافئ ويبقى فيه حتى يبرد الرمل، فتلين أعصابه وعضلاته ويشفى بإذن الله تعالى من الروماتيزم والتهابات وأمراض الأعصاب والمفاصل وبعض الأمراض الجلدية.

د. شرف: علاج مكمل

قال استشاري جراحة العظام والعمود الفقري الدكتور يوسف شرف إن السياحة الاستشفائية هي رفاهية علاجية، موضحاً أن السباحة في الينابيع الحارة مفيدة للعضلات والمفاصل اليابسة على وجه الخصوص، وتنشّط الدورة الدموية وأوتار العضلات.

وقال د. شرف، وهو رئيس مركز الشرف للعظام، إن هذه البرامج تفيد كعلاج مكمل في أمراض الروماتيزيوم، وبرامج العلاج الطبيعي، لافتاً إلى أنه رغم الفائدة من الحمامات الساخنة إلا أنها لا تغني عن البرامج العلاجية التي يقدمها الطبيب المختص.

وأوضح: «أؤيد وأشجع كل نشاط ثبت علمياً مساهمته في تحسين الصحة وتخفيف الآلام ويسرع في شفاء المرضى، خصوصاً إذا كان طبيعياً وخالياً من المواد الكيماوية».

د. مرسال: استشارة الطبيب مهمة

بدورها أكدت استشارية الأمراض الجلدية وطب الجلد التجميلي، الدكتورة مرسال العريض، أن الاستشفاء عبر العيون الحارة أو حمامات الرمال أو الحمامات الطينية مفيد للعديد من الحالات المرضية، لافتة إلى أهمية استشارة الطبيب المختص للاستفادة القصوى من هذه المكونات الطبيعية وتجنب أي مضاعفات.

وأوضحت أن العيون الطبيعية الحارة تحتوي على الكثير من المعادن أهمها الكبريت الذي يعد عنصراً مطهراً، والماغنسيوم وغيرها من المعادن، كما أن درجة الحرارة فيها تتراوح في المتوسط بين 25 و30 درجة فما فوق، مبينة أن هذه العوامل تجعل من هذه العيون قادرة على علاج بعض الأمراض كبعض حالات «الأكزيما» المصاحبة لها التهابات الجلد الثانوية، والصدفية، وبعض الأمراض البكتيرية والفطرية.

وبالنسبة لحمامات الرمال الساخنة، قالت الاستشارية في مركز العريض للأمراض الجلدية والليزر: «سخونة الرمال واحتواؤها على بعض المواد المشعة بنسب تقدرها الدراسات التحليلية كآمنة، والتي نجدها في بعض المناطق في مصر مثلاً أو التشيك تجعلها قادرة على علاج بعض الأمراض مثل حب الشباب وأمراض الروماتيزم، والتهابات العمود الفقري وضمور الغضاريف»، وذلك بطمر الجسم في الرمال لعلاج الآلام لفترات مدروسة مسبقاً. كما أن واقع التعرض للأشعة فوق البنفسجية في هذه الأماكن مع انخفاض نسب الرطوبة له دور كبير وفعال في تحسن أعراض المرض ورفع كفاءة الجهاز المناعي. كما أنه يحسن تدفق الدم للأطراف والجلد مما يكن له الأثر الكبير في تحسن مرض الصدفية.

وعن الحمامات الطينية في البحر الميت، بينت: «أن الحمامات الطينية قابضة لمسامات البشرة ومطهرة في الوقت ذاته، ولذا فهي مفيدة في علاج حب الشباب، ولنضارة البشرة أيضاً ولكن على من يعاني من “الأكزيما” أن يحذر؛ لأن هذه الحمامات قد تسبب له الجفاف الشديد» وما يصاحبها من الحكة المزعجة.

وأكدت العريض أهمية العلاجات المساندة في البرامج العلاجية الشاملة، موضحة أن العلاج الاستشفائي ليس كافياً للوصول لحالة الشفاء التام.

العدد 4313 - السبت 28 يونيو 2014م الموافق 29 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً