العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ

فلسطين مرة أخرى

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

كلما انشغل العالم العربي بمشاكله الداخلية والإقليمية التي تزداد حدةً يوماً بعد يوم، وجد الصهاينة فرصةً سانحةً للتضييق على أهل فلسطين وقصف مناطق في غزة الجريحة وغيرها من مناطق المقاومة التي لم تستسلم للاحتلال، فيقتلون أبناءها ويهدمون بيوتها، متذرعين بكونها ردة فعل منهم على حدثٍ معين، كما يحدث منذ أيام على أراضي فلسطين.

وفي الوقت الذي وجدنا فيه بعض لاعبي الجزائر الذين أحرزوا تقدماً جيداً في مباريات كأس العالم يتبرعون بمكافآتهم لسكان غزة؛ باعتبار أنهم بحاجة لها أكثر منهم، فأعادت الفرح إلى قلوب كثير من مناصري القضية الفلسطينية من الشعوب، فوجئنا بإحدى وسائل الإعلام الرسمية في جمهورية مصر العربية تنشر خبراً غريباً على أهل مصر؛ فقد وصف حسابها على «الفيسبوك» الأهداف التي قصفها الاحتلال في غزة بأنها «أهداف إرهابية»، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول موقف النظام الحالي من الاحتلال الصهيوني ويجعلنا نتساءل: هل كانت هذه مجرد عثرة شاطر؟ أم أنها مقصودة ضمن السياسات الجديدة للإعلام المصري؟ وهو ما ستوضحه الأيام المقبلة.

ربما لا يثير الأمر كثيراً من الغرابة حين يتعلق بالقضية الفلسطينية ودور الحكومات العربية والعالمية وشيوخ الدين وبعض قادة الرأي في المنطقة تجاهها؛ فشيوخ الدين الذين أصدروا فتاواهم بضرورة الجهاد في سورية، وتجهيز الغزاة على أراضيها، لم يكلفوا أنفسهم إلا عناء الكتابة عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة التوضؤ والصلاة لنصرة أهالي الأراضي المحتلة في فلسطين العربية، بعد أن قتل الشهداء واعتقلت القوات المحتلة كثيراً من المواطنين، في حين أنهم كانوا يغطون في سبات عميق طوال الفترة الماضية، وكأن فلسطين لا تعنيهم شيئاً، وصار من الأولى الجهاد ضد المسلمين المختلفين في المذهب أو السياسة والتغافل عن المحتلين الذين يمنعون الصلاة في القدس ويقتلون الفلسطينيين بدم بارد، أما الأنظمة العربية فقد ألهاها ما يحدث على أراضيها من أحداث مؤسفة وألهتها محاولة البر بأمها الكبرى أميركا، ولهذا كان لابد أن تلتزم الصمت أمام أية جريمة ترتكب في حق فلسطين وأبنائها، وهو الأمر الذي جعلهم لا يفكرون إلا بإصدار تصريحات تستنكر العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية بعد أن يكبر الحدث وتطالبها شعوبها بموقف واضح إزاء ما يقع من أحداث تذهب ضحيتها أرواح مسالمة لفلسطينيين عزل ومدنيين قتلوا وهدمت بيوتهم.

اليوم غزة تصرخ من جديد، والقوات الصهيونية تحاصر القدس، والشهداء يرتفعون الواحد تلو الآخر، حتى شارك المدنيون الإسرائيليون بهذا القتل، وبيوت المواطنين أصحاب الأرض الشرعيين تهدم، والمستوطنات تتسع، ومازالت الأنظمة العربية تغط في سبات عميق بعد أن وضعت ضمائرها في ثلاجات الموتى وقرأت عليها سورة الفاتحة، فيما لايزال بعض شيوخ الدين يحرضون الشعوب ضد بعضهم ويتسلمون المقابل بالدولار.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:03 ص

      فلسطين المحتلة ..

      أصبحت اليوم القضية الفلسطينية كمن يصرخ في الظلام مقاوماً الإحتلال و الظُلم .. و لكن لا يوجد من يسمع ، فالضمائر قد قبرت و ما بقي إلا المرض النفسي و شبح الطائفية يجتاح المنطقة .. من البحرين الجريحة كُل التضامن مع فلسطين المحتلة و حسبنا الله و نعم الوكيل على الظالمين ..

اقرأ ايضاً