العدد 4323 - الثلثاء 08 يوليو 2014م الموافق 10 رمضان 1435هـ

ما يجب التحذير منه

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

التطورات الحادثة الآن على المستوى الدولي والإقليمي تستوجب الركون إلى العقل والتعامل مع الأحداث بمستوى من المسئولية لضمان مستقبل الأجيال المقبلة، وأهمها إجراء إصلاحات سياسية حقيقية تشيع الديمقراطية وحقوق الانسان والعدل بين أبناء المجتمع ونشر فكر التسامح والمحبة.

الآن وقد أعلن تنظيم «داعش» الخلافة الإسلامية في العراق والشام ونصب خليفة للمسلمين وأعلن عن نية التوسع لتمتد هذه الدولة إلى لبنان وفلسطين والأردن والكويت والجزيرة العربية، فإن القوى الرجعية التكفيرية في مختلف الدول العربية قد انتقلت إلى مرحلة جديدة من العمل الدعوي، ولذلك رأينا المسيرات والتظاهرات المؤيدة لتنظيم «داعش» تخرج في شوارع بعض المدن العربية وفي وضح النهار.

ومن يظن أن البحرين بعيدة عن تأثير هذه الجماعات التي تتخذ من القتل وسفك الدماء منهجاً لنشر أفكارها وتطبيقها على الأرض فهو واهمٌ تماماً، فالبحرين وما تعيشه خلال هذه الفترة من تشجيع الشحن الطائفي، ونشر ثقافة الكراهية والتخوين والتكفير، يمكن أن تكون أرضاً خصبة لاحتضان وتفريخ هذه الجماعات. وقد أعلن عدد غير قليل من قادة هذا الفكر عن موقفهم بكل وضوح سواء من خلال إيصال الأموال والأسلحة وبشكل علني للمقاتلين في سورية، أو من خلال خطبهم التكفيرية أمام مناصريهم وأتباعهم، وما تبع ذلك من تطوع عدد من الشباب البحريني للقتال ومقتل عدد منهم.

كما أن التجنيس السياسي وما أنتجه من خلق فئة من البحرينيين الجدد ممن ليس لهم ارتباط عاطفي أو تاريخي بهذه الأرض، ويحملون أفكاراً مختلفة وعادات وتقاليد مغايرة، تجعل من شبابهم الذين فضّلوا أو أجبروا على الانفصال عن المجتمع والتحزب ضمن جماعات متحدة على أساس الأصل، وتجعلهم بذوراً جاهزة لتبني هذه الأفكار، وما ترفعه من شعار الدولة الاسلامية الجامعة التي لا تعترف بحدود معينة أو وطن معين، ولذلك وجدنا هذه الجماعات ترفع أعلام تنظيم القاعدة في مدينة حمد والبسيتين، خلال مسيرات فوضوية ارتكبت خلالها أعمال تخريب وتكسير لممتلكات ومنازل وسيارات المواطنين. ولذلك فإن هذه المؤشرات إن لم تؤكد وجود خلايا نائمة لتنظيم «القاعدة» وما يتفرع عنه من «داعش» و«النصرة»، فإنها تثبت وجود نية حقيقية لتشكيل مثل هذه الخلايا.

إن حالة الشقاق والعداء والشك التي نعيشها ويغذيها البعض بسوء نية، ومحاولة جر المجتمع للوراء من خلا تشريعات وخطوات خاطئة في هذا الوقت بالذات، لن تؤدي إلى تهميش مكوّن أساسي فقط، وإنما ستشجع على أمر آخر أكثر خطورة بما لا يقاس، وهو خلق بيئة مناسبة لظهور وتطور فكر رجعي تكفيري، لن يكون نقمةً على الآخر فقط وإنّما وبالاً بغيضاً على البحرين ككل، وعلى من ساعد وغذّى وشارك في بذر هذه الأفكار، بحيث لن يبقى بعد ذلك إلا الخراب.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4323 - الثلثاء 08 يوليو 2014م الموافق 10 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 6:25 ص

      تحذرهم من شيء هم يخططون له

      ليش هم مو عارفين بخطر التجنيس يوم يجعلوا البلد وكالة من غير بوّاب للتجنيس
      عارفين وقاصدينها ولكن الله يمكر كما يمكرون ومكرهم سيء والمكر السيء لا يحيق الا بأهل ومكر الله ابعد من ان يدركوه او يدركوا كيف ؟ اذا كان فرعون يأتي بسيدنا موسى ع لكي يربيه في بيته وهو يقتل الاجنة ويشق بطون الحمل من اجل القضاء عليه هكذا يكون المكر الالهي

    • زائر 8 | 6:22 ص

      زائر

      خوك استخبارات امريكية ايرانية غير راكبه تماماً ولا اعتقد ان هناك ثمة قارئ سوف يهضمها.....

    • زائر 7 | 3:37 ص

      الوحدة والاخاء

      الطوفان قادم وسيغرق دول الخليج حتما اذا كنا بهذا المستوى من التفرق والتشتت وعدم الوحدة اربعين سنة ونحن نحلم بالجواز الخليجى وبفتح الحدود وتوحيد العملة وغيرها كثير .قوتنا فى وحدتنا وهزالنا فى تفرقنا فقد أصبح البيت الخليجى مكسور بسبب عدم الاندماج الذى نطمح اليه سنة وشيعة .

    • زائر 6 | 3:36 ص

      ابحث عن ايران

      اخي الكريم ، هل تعلم ان هؤلاء المرتزقة من امثال داعش وحالش ، هم صناعة اسخباراتية أمريكية ايرانية ؟؟ هل لا تزال ضدهم بعد ان عرفت ؟؟ المصيبة ان البعض لا يقرأ ولا يريد ان يعرف

    • زائر 10 زائر 6 | 2:24 م

      الله يثبت علينا العقل والدين

      الحمد لله على نعمة العقل حيث ميّز الله الانسان على سائر المخلوقات

    • زائر 5 | 3:35 ص

      ابحث عن ايران

      اخي الكريم ، هل تعلم ان هؤلاء المرتزقة من امثال طاع شولا حش هم صناعة اسخباراتية أمريكية ايرانية ؟؟ هل لا تزال ضدهم بعط ان عرفت ؟؟ المصيبة ان البعض لا يقرأ ولا يريد ان يعرف

    • زائر 4 | 3:32 ص

      ام حسن

      اكثر هم يعملون بأماكن حساسه ومتدربين على حمل السلاح وسوف تدور الدوائر وقريبا جدا

    • زائر 3 | 2:49 ص

      لا فرق بين داعش و حالش

      لا فوق بين داعش و حالش فكلاهما يمثلان الرجعية و الغباء.

    • زائر 2 | 2:32 ص

      المشكلة في التجنيس من نفس فكر داعش وبيئته الحاضنة

      ستدور الدوائر على من أمر وجلب وجنس من حواضن داعش في البوكمال الممتدين هنا سترون الاعاجيب منهم

اقرأ ايضاً