العدد 4333 - الجمعة 18 يوليو 2014م الموافق 20 رمضان 1435هـ

فعلها الأوروبيون

حسين الدرازي Hussain.Rashid [at] alwasatnews.com

.

قبل إقامة انتهاء مباريات دور الثمانية لمونديال البرازيل الذي انتهى حديثاً كتبت في هذه الزاوية بعنوان (هل يفعلها الأوروبيون)، في إشارة إلى أنهم هل يُحققون أول بطولة لكأس العالم على الأراضي اللاتينية، كونني كنت أرى في المنتخبين الألماني والهولندي إمكانية لذلك لأنهما حتى تلك اللحظة هما الأفضل فنياً في البطولة، وطبعاً دون إغفال النتائج التي حققها المنتخب الأرجنتيني، لكنني أتكلم من ناحية فنية فقط، وأيضاً ذكرت ان البرازيل تسير (بالبركة) كونها لم تُقدم المستوى المأمول والذي يؤهلها أن تكون بطلة العالم من جديد.

الآن اتضحت الصورة تماماً، فالألمان تجاوزوا عقبة فرنسا الهامة ثم اكتسحوا أصحاب الأرض بالسبعة ثم عانوا في النهائي قبل أن يُحققوا الأهم وهو اللقب الرابع في تاريخهم ليتساووا مع الطليان، في حين أن الطواحين الهولندية خذلت عشاقها في قبل النهائي أمام الأرجنتين، وتراجع أداؤها كثيراً في ظل التنظيم الذي كان عليه أبناء التانغو في ذلك اللقاء ليتمدد الوقت ثم يتم الحسم بركلات الترجيح للأرجنتينيين.

ولو نُلقي نظرة على مباريات البطولة ككل نجد أن الألمان هم الأحق باللقب من غيرهم كونهم قدموا المستوى الأفضل وتجاوزوا عقبات أقوى، رغم معاناتهم الكبيرة أمام الجزائر في ثُمن النهائي، وبالتالي ربما لا يوجد من يعترض على هذه الأحقية، وإن كان عشاق المنتخب الأرجنتيني ندموا على رعونة هيغواين وبالاسيو اللذين أضاعا فرصتين محققتين في اللقاء، وطبعاً عندما تُضيع هذه الفرص أمام منتخب مثل ألمانيا فلابد أن تدفع الثمن في النهاية، والثمن كان غالياً هذه المرة وهو خسارة كأس العالم!.

لا أميل لتشجيع الألمان، فأنا ذكرتها سابقاً إنني من عشاق المنتخب الإيطالي، ولكن الكرة الألمانية تُجبر الجميع على احترامها، فهي ثابتة وراسخة في المنافسات العالمية منذ عشرات السنين سواءً على صعيد الأندية والمنتخبات وفي كل البطولات، وهي باتت آلة لتحطيم الأرقام القياسية الكروية، واقتربت أكثر من البرازيل متسيدة بطولات كأس العالم بخمس نجوم آخرها في 2002.

وما يميز الكرة الألمانية أنها دائماً ما تكون ولادة بالمواهب، وفي كل بطولة يكون لها لاعبون مؤثرون ووصول مستمر للأدوار المتقدمة، ومن النوادر ألا نرى الألمان بعيدين عن المنافسة، وفي آخر مرة أصبحوا أول منتخب يتأهل لقبل النهائي في المونديال لأربع مرات متتالية ومنها حققوا اللقب مرة واحدة، وفي ظل هذه المواهب العديدة نجد أن جميعها تتحلى بروح واحدة هي القتال والصبر بالإضافة للانضباط التكتيكي، فمهما تعددت الأسماء وتغيرت يبقى (قالب) المنتخب الألماني واحداً وصلباً، وبالنظر للأسماء الحالية فمنها الكثير من هم قادرون على العطاء بشكل مميز في مونديال روسيا 2018 القادم، فهل نرى فيه عودة قوية لأمريكا اللاتينية أم تكون للألمان الكلمة الأقوى؟!.

إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"

العدد 4333 - الجمعة 18 يوليو 2014م الموافق 20 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً