«هل أحتاج لعناية مركزة بعد إجراء عملية سحب المياه البيضاء؟»...

«قالوا إني أحتاج لعناية مركزة بعد عملية سحب المياه البيضاء، وأنا متردد!».

قبل التحدث عن العناية المركزة لعملية سحب المياه البيضاء، يجب أن نعرف ما طبيعة المرض، وهل يحصل أن يصاب الإنسان بمرض المياه البيضاء لأنه - كما يقول أهلنا في الزمن السابق - بسبب شرب الماء ثم خلودنا إلى النوم مباشرة؟

طبعاً، هذا تفسير خاطئ؛ لأن الإصابة بالمياه البيضاء هي في الحقيقة تغيِّرٌ في درجة شفافية العدسة البلورية داخل العين، وهي ذاتها العدسة التي تغير من قوتها بهدف التركيز البصري على البعيد والقريب لتوضيح الرؤية، كما هو في عدسات الكاميرات الأتوماتيكية والتي توضح الصورة لكل الأبعاد، والتغير الحاصل هو تغير في طبيعة أنسجة العدسة.

من المعروف أن المعرضين للإصابة بالمياه البيضاء هم كبار السن؛ وذلك بسبب تغير في الكيمياء الحيوية في الخلايا وأنسجة العدسة البلورية الشفافة، ويؤدي ذلك تدريجياً إلى فقدان الوضوح وكأن هناك غمامة أو سحابة أمام العين. في هذه الحالة، يقوم الطبيب بالتشخيص، وبعد ذلك يقوم بسحب المياه البيضاء بالطرق الحديثة من خلال مدخل صغير في العين، واستبدال العدسة المصابة بعدسة بلاستيكية مطوية جديدة تحقن داخل العين وتستقر مكان العدسة التي أزيلت. وتسمى هذه الطريقة «الفاكوليز».

بعدها يذهب المريض إلى البيت، وهناك يحدث الخطأ في ما قد يقوم به المريض من سلوكيات خاطئة بعد العملية، والجواب صعب أو مقيد للحركة أو الإضاءة أو استعمال البصر، لكن بعد العملية يحتاج المريض إلى وضع قطرات يجب أن توضع بكثافة في اليوم الأول، وابتداءً من اليوم الثاني يجب وضع القطرات أربع مرات يومياً. ومن اليوم الثاني، يستطيع المريض الحركة ومشاهدة التلفاز والهاتف النقال والجلوس في غرفة مضاءة، وكذلك السجود في الصلاة، والخروج من المنزل واستخدام العطور ومساحيق التجميل للنساء، وممارسة رياضة المشي والرياضة الخفيفة .

في السابق، كانوا ينصحون المرضى بالبقاء في المنزل وشم الزعتر لإبعاد روائح العطور، وعدم مجالسة الآخرين، وغير ذلك من النصائح والإرشادات من الأهل والأصدقاء. لكن كل هذه الأفكار والاعتقادات قد تبخّرت، ونحن الآن في عصر العلم والتطور والتكنلوجيا الحديثة التي تساعد في توفير العلاج المتقدم والشفاء السريع لاسترجاع النظر.

كذلك لا ننصح بالانتظار الطويل حتى نصل إلى درجة نضوج المياه البيضاء، كما يقال، وهذا يعني فقدان البصر بالكامل. ذاك الزمان ولَّى، أما الآن في وقتنا الحالي تُجرى عملية سحب المياه البيضاء وزرع العدسة في المراحل الأولى للمياه البيضاء للمحافظة على نظر ممتاز ودائم، وفي العادة نسبة النجاح عالية جداً وسلامة العملية ونتائجها شبه مضمونة.