العدد 4342 - الأحد 27 يوليو 2014م الموافق 30 رمضان 1435هـ

العيد عيد خلاص غزة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يحتفل المسلمون اليوم أو غداً بعيد الفطر المبارك، جعله الله للمسلمين عيداً حقيقياً، ولمحمدٍ (ص) ذخراً وشرفاً وكرامة ومزيداً، ولأمته عزاً وحريةً وخلاصاً من الفتن والمحن والأغلال.

يمر هذا العيد والمسلمون يعانون من جرح دامٍ نازفٍ عميق، ومن الصعب أن يتغلب المرء على مشاعر الحزن والأسى، وهو يرى المجازر التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد أهلنا وإخواننا في غزة منذ نهاية الأسبوع الأول من الشهر الكريم.

في الأعوام الماضية، كانت الأسر العربية تتحلّق في الأمسيات الرمضانية، حول التلفزيون لمشاهدة المسلسلات والمسابقات، أما هذا العام فكانت تتحلّق لمعرفة ما بلغته أعداد الشهداء؛ وأرقام الجرحى التي تتصاعد بين ساعة وأخرى؛ وآخر مشاهد قصف البيوت والمساجد والمستشفيات على يد الجيش الإسرائيلي الذي تذكّر أعماله العالََم بأعمال البرابرة.

عربياً، مازال قطاعٌ كبيرٌ من الشارع العربي نائماً مخدّراً، مستلَباً مساقاً إلى حروبٍ بالوكالة، بعد أن حُوّلت بوصلة العداء إلى دول عربية وإسلامية مجاورة، وأعلن بعضهم جهاراً، أن بعض المسلمين أخطر على الإسلام من الصهاينة المحتلين، وأولى بالجهاد من «إسرائيل». وحتى يستيقظ هؤلاء من التخدير ويخرجوا من غيبوبتهم، تكون البقية الباقية من فلسطين سُوّيت بالتراب.

التحولات الكبرى ليست في صالح النظام العنصري، حتى لو تمّ قطع الطريق على الربيع العربي وإجهاض تطلعات الشعوب المشروعة في الحرية والزج بآلاف الشباب العرب في السجون، فإن غزة تعيد رسم خارطة الطريق، وتذكّرهم بإعادة توجيه البوصلة ناحية فلسطين، على أمل النهوض مجدّداً لمواصلة النضال من أجل غدٍ أفضل.

ما يخفّف الوطء أن العالم اليوم بدأ يستفيق على هول المجزرة، وبدأت تتسع دائرة المعارضة والاحتجاج على هذه الدولة المارقة، ليس على مستوى الحكام والرؤساء، خصوصاً العرب منهم، وإنّما على مستوى الشعوب في مختلف القارات.

في كثيرٍ من عواصم العالم، خرجت مظاهرات تدين البربرية الاسرائيلية، فنانون وإعلاميون وصحافيون وأطباء وناشطون حقوقيون يقودون حملات مناهضة للإجرام الصهيوني في الشوارع وفي عالم الانترنت، حيث تجري التحوّلات الفكرية الكبرى، وتحدّد اتجاهات الشعوب. وسائل التواصل الاجتماعي أنهت سطوة الفضائيات الكبرى ورمزية الـ (CNN) التي بنتها على ظهر الدبابة بداية الغزو الأميركي للعراق.

لم يعد العالم متعاطفاً مع الأنظمة العنصرية، وحتى تلك الدول التي ترعى تلك الأنظمة باتت محرجةً أمام شعوبها بسبب استمرار نهجها الاستعماري ورعايتها لتلك الأنظمة. شاهدنا ذلك حين تخلّوا عن نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وسنشهده أيضاً تدريجياً في فلسطين، في المدى المنظور.

رغم سوداوية المشهد العربي وتخاذل الأنظمة وسقوطها الأخلاقي، فإن دائرة التضامن العالمي مع غزة تتسع. الأكوادور والبرازيل تسحبان سفيريهما من «إسرائيل»، رغم عدم سحب القاهرة أو عمّان سفيرهما. مندوب بوليفيا بالأمم المتحدة يتمنطق بالكوفية الفلسطينية بينما يصر نظام السيسي العسكري على استمرار حصار غزة. وقد شاهد العالم رئيسة البرازيل ديلما روسيف تبكي أطفال غزة وتسحب سفيرها من دولة البغي، بينما تنهض غزة من بين الركام وهي تتطلع إلى الحرية ويوم الخلاص.

عيدك مباركٌ بالعز يا غزة... وعيد كل الأحرار.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4342 - الأحد 27 يوليو 2014م الموافق 30 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 8:17 ص

      ،،

      للأسف الأنظمة العربية لا تريد لفلسطين أن تتحرر و هذا واضح للعقلاء ،،

      أما مصر فهي أساساً منذ بداية ما وقعت معاهدات السلام مع الكيان الغاصب تغير لقبها من (أم الدنيا) إلى (...) ،،

      فلا تتوقع منها غير ما يحدث الآن ،، و بإنتظار ثورة شعبية كبرى تغير كل مصر ، فوجود سفارة إرهابية صهيونية كافية بإبعاد كل خير عن بلد مثل هذا البلد .

    • زائر 6 | 6:34 ص

      تواطؤ العرب له دور على استقواء اسرائيل في غزة .... ام محمود

      قال أمير المؤمنين ع ومن كتاب له إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه إمارتها .أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمدا نذيرا للعالمين و مهيمنا على المرسلين فلما مضى عليه السلام تنازع المسلمون الأمر من بعده ، فوالله ما كان يلقى في روعي ، و لا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده عن أهل بيته و لا أنهم منحوه عني من بعده ، فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه ، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما

    • زائر 3 | 1:46 ص

      هو هو

      ما يفعله نتنياهو في غزة يفعله بشار اسد ضد الشعب السوري لكن الأخير تفوق على النتن عندما ضرب شعبه بالكيماوي

    • زائر 4 زائر 3 | 4:18 ص

      مقاتلين من جميع انحاء العالم

      وتسميهم شعبه لولا وقوف شعبه معاه لمااستطاع الصمود الي الآن

    • زائر 2 | 1:43 ص

      عيد كل الأحرار

      لا تتعجب من تخاذل الدول العربية، فهم مشغولين بسحق شعوبهم!

    • زائر 1 | 11:39 م

      عربان العار

      صدقني الهاشمي لو اعلنت غزة تشبعها لتمت مساعدتها مند زمن وأقول من يدير أمور المسلمين والعرب اكثرهم من أحفاد هولاكو

    • زائر 5 زائر 1 | 4:19 ص

      لو أعلنت ....... مافهمت الكلمه

      أعد الشرح

اقرأ ايضاً