العدد 4353 - الخميس 07 أغسطس 2014م الموافق 11 شوال 1435هـ

معصومة الشهابي: حُرمت من الكتابة لسنين و«الانستغرام» أعاد بصيص الأمل

كانت بداية الانطلاقة في «سوق الدراز الأدبي»...

معصومة الشهابي: بدأت خطواتي الأدبية بالنشر في شبكة الإنترنت
معصومة الشهابي: بدأت خطواتي الأدبية بالنشر في شبكة الإنترنت

الوسط - محرر الشئون المحلية

تمكنت من أن تنطلق لتقدم تميزها في مجال كتابة الخواطر... بدايتها كانت برئية جداً كما تصف، فهي لا تخفي أنها كانت تتأمل الخواطر والقصائد بغرابةٍ شديدة؛ إذ كانت تسأل نفسها: «كيف بمقدورهم ترتيب الكلام وإخراج الشعور وفق نسقٍ خاص وموسيقي؟ سواء كان نثراً أم شعراً رغم تفوقها الدائم في التعبير المدرسي... وبعفويةٍ شديدة، اندفعت لاستحضار حالة شجن مصطنعة كتبت في ضوئها سطوراً بسيطةً يقودها السجع، أما لاحقاً، فقد صار هذا لا يعجبها؛ بل ولا تحب استخدام الجرس الموسيقي في كلماتها كثيراً، واكتفت بالجرس الحسي الذي يتتبعه القارئ معها، لكن الألق الأجمل والأصفى، مسكن الكتابة الأروع والذي خطت فيه بشكل أكثر اتزاناً كان في سوق الدراز الأدبي التابع لشبكة الدراز الشاملة عام 2004-2005، هناك نمت بذرة النثر وأينعت في تربة قلبها في أجواء أدبية راقية ومثمرة، صقلت قلمها وهذّبت رؤيتيها للكتابة ما دامت تتوسط نتاج أقلام تزهر بها الساحة الأدبية في البحرين والخليج... تميل للنثر أكثر وإن كانت من أسرة ترعرع فيها الشعراء، ولعلّها إن كتبت قوالبَ أخرى، فهي لا تبتعد عن النسق النثري.

قسمات الغموض... تتشكل

سألناها: «هناك الكثير من الإيماءات في نصوصك... بعضها رمزية وبعضها تأخذ صفة الأحجية أو اللغز لتجريد معنىً أو رسالة معينة... ترى، هل للحالة الشعورية هنا الأثر الأكبر؟»، فتجيب... حين أجنح للكتابة يستفيق في داخلي شعورٌ غريب هو ما يديرني كيف يشاء ويقرر... وكميولٍ خاصٍ لا أحب الوصف المباشر؛ بل الغامض في مسيره وإن كنت لا أرى نصوصي عصية الفهم؛ فهي تنبئك بطريقة أو بأخرى عن ملامح الصورة التي أحاول رسمها بطريقتي... إنّ قسمات الغموض ـ إن صح التعبير فيما أكتب ـ تتشكل من تلقائها وأظنها بديهةً تآلفتُ معها في داخلي.

زيادة والسمان ومستغانمي

على هذا الصعيد، من من الكتاب، العرب أو الأجانب، الذين تحبين قراءة مؤلفاتهم... نثراً أم شعراً؟

- أحب مي زيادة... أحب غادة السمّان... أحب أحلام مستغانمي... أشعر بروحي تشبههنّ ولا تنتابني الغربة بين دفتي كتاب لإحداهن وإن كنت أقل شأناً؛ إلا أنني أهيم في فضاءاتهن بسلاسة وخفة.

مغتسل وشفاء

يبدو واضحاً أن الزوايا الروحية والإنسانية هي الصفة الأبرز في نصوصك... هل هذا صحيح؟ وما القضايا التي تشغل تفكيرك فتحوّلينها إلى نصوص؟

- ما قيمة ما نكتب إن لم يتصاعد من رحى قلبٍ ينبض بالصلاة والأمل؟ أرى في الكتابة مغتسلاً وشفاءً وأتمنى لو تغدو خاطرتي مناجاةً تزيح شيئاً من ألم المواجع بعد الانتهاء منها... وهذا ما أشعر به يقود دفة أفكاري حين أحاول تشكيل نص جديد، ولا أخفي أن اقتفاء حس المناجاة صار يستهويني منذ أن بدأتُ تجربته... أعيش قريباً من الناس، وأتيمم بأحاديثهم وأحوالهم صبحاً ومساء؛ وما أكثر الزحام الذي يستنزف المحابر من حولنا!

المشاعر أعظم وأغلى

هل تتفقين مع الرأي القائل أن نصوص الخواطر النسائية أكثر تأثيراً شعورياً حين تكتبها المرأة خلاف الرجل؟

- في الكتابة لا توجد أعراف وقوانين بحسب الجنس؛ فالمشاعر أعظم وأغلى من أن تحتكرها الأنوثة أو الذكورة، والذي يقرر حجم مساحة التأثير هو قوة الإحساس بما يُراد التعبير عنه... لكن لعلّ نعومةَ الحس والحنانَ والحبَ النديمُ الأوفى للأنثى المرهفة بتكوينتها؛ ولذلك هي تسعد بالكشف عنه كيفما اتفق، في حين أن الرجل يميل بديهياً لتغطية هذا الحس بقليلٍ من الحزم والحنكة دون شعور منه مهما حاول ألا يكبح جماحه، ومهما سعى لأن يتحدث بحرية؛ والسبب فطري من الله تعالى وليس اختيارياً؛ فصبغة الأنثى تختلف عن صبغة الذكر، وعموماً، بقدر إخلاص الكاتب لقضيته سيفيض صدقاً وشفافيةً ذكراً كان أم أنثى.

اهتمام ذوي الاختصاص

وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد منحت الكثير من الكتاب وخصوصاً الشباب من الجنسين فرصة إيصال إنتاجهم إلى أكبر شريحة من الناس... ماذا عنك؟ هذا أولاً، ثانياً، هل تتابعين الإنتاج الأدبي للشباب من الجنسين في البحرين والخليج والعالم العربي؟

- حُرِمتُ عدة أعوام من مكان أكتب فيه وأشارك وأتلقى متابعة من ذوي الاهتمام والاختصاص؛ وذلك بسبب انحسار المشاركة عن المنتديات وميول الناس لإدارة صفحات خاصة لم أنسجم معها طويلًا... غياب قنوات التواصل المفتوحة والتي تتلاقح فيها القراءة والكتابة أثر بي كثيراً كما أثّر في آخرين... الكتب متوافرة نعم ؛ لكن للمشاركة تأثيراً أكبر قلباً وقالباً... وعلى سبيل المثال، عاد Instagram ببصيص الأمل للآلاف التي جمعها ببعضها مجدداً أسرع من وسائل أخرى وأجمل... كنت أتابع لعدة أسماء بعضها صريحة وبعضها مستعارة لم تسمح الفرصة بمعرفة هُوياتهم جميعاً، وحتى اللحظة، مازال الكثيرون يصرّون على التدوين والنشر تحت أسماء مستعارة رغم جمال محابرهم الأنيقة.

أهداب الوفاء

هل تفكرين في إصدار مجموعتك في كتاب؟

- هذا مُنى كل كاتب يعتز بعصارة وجدانه أن يحفظ قيمتها في إصدار خاص...

حين تكتبين، لمن تريدين الرسالة أن تصل؟ وكيف تقيّمين تفاعل المحيطين والمتابعين لك؟

- رسائلي... لكل مكان وزمان حوى مني أثراً، وسكنت فيه ملامحي القديمة... للراحلين والباقين في الأرض والسماء... لمن غاب... لمن ظل يرفُّ بأهداب الوفاء، ويهمني جداً أن أكتب لمن يهتم بقراءة القراءة وفحص الأسلوب ولا أحب ما يردده البعض من عبارات مدحٍ كالورد تردده الألسن دون إدراكٍ يقظ؛ فأنا أبحث لنفسي عن إعلام متحرك يعلّم ويوّجه ويسدد من خلال منشوراته الهادفة، وأحب متابعيني الكرام وأعتز بهم أيّما اعتزاز وكم أتهلل فرحاً بتفاعلهم واهتمامهم ومراسلتهم لي؛ فبهم يحلو العطاء وينمو.

العدد 4353 - الخميس 07 أغسطس 2014م الموافق 11 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 4:55 ص

      في بحر الخواطر

      معصومة الشهابي،
      شابة لها مراهقة جميلة في كتاباتها بانتقاء مفردات تعطي صبغة مميزة ونكهة ذات علامة لمن يتذوقها...
      برزت في الخواطر حين ابتعد عنها المتذوقون، ليعيشوا في بحور الشعر والقوافي....
      تحيي بحروفها جانباً جميل،، نتمنى أن يسطر بعد حين في كتاب ممتزجاً الصورة في الحروف، والصورة التعبيرية كما هو في الأنستقرام..
      موفقة،
      أديبةٌ أديبة تحيي شيئاً من حس الخواطر وإن قلّ متذوقوه....

    • زائر 12 | 2:11 م

      حقا أنت مبدعة

      معصومة الشهابي تمتلك قلما سيّال ،وحس أدبي رائع ،لقد قرأت لها بعض كتاباتها في منتدى الساحل الشرقي ،فتجلت في نصوصها ملامح الإبداع ،وحلق الخيال في جنبات نصوصها ،ولا غرابة فهي تمتلك قاموس لغوي ثري ،وتختار ألفاظها بدقة وعناية ،أخيرا نتمنى لها كل التوفيق.

    • زائر 11 | 2:10 م

      حقا أنت مبدعة

      معصومة الشهابي تمتلك قلما سيّال ،وحس أدبي رائع ،لقد قرأت لها بعض كتاباتها في منتدى الساحل الشرقي ،فتجلت في نصوصها ملامح الإبداع ،وحلق الخيال في جنبات نصوصها ،ولا غرابة فهي تمتلك قاموس لغوي ثري ،وتختار ألفاظها بدقة وعناية ،أخيرا نتمنى لها كل التوفيق.

    • زائر 9 | 9:01 ص

      ابو التراب

      لي كلمه بأختصار يقول الامام علي عليهم السلام { بمعني اذا احببتني ابشر من كثرة العدوان } والدليل علي كلامي شوف ما حصل للصحابي عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير واسامه بن زيد و عمار بن ياسر الخ من الموالين لآهل البيت الخ كثر هؤلاء تعرضوا للقتل والتعذيب والتتكيل الخ يعني احنا ما نساوي شئ معهم .

    • زائر 8 | 8:39 ص

      سلمت اناملك المبدعة

      يعجبني أسلوبك في التعبير ولا تكفيني مرة واحدة لقراءته .. الكلمات متسلسلة ومنسجمة بأسلوب رائع وراقي جدا تخاطب المشاعر بعذوبة
      وفقك الله عزيزتي معصومة

    • زائر 10 زائر 8 | 9:07 ص

      شنو الانستغرام

      شنو الانستغرام

    • زائر 6 | 2:48 ص

      البحرين

      من ىرىدون تدمىر الاحساس عند كل مواطن شرىف

    • زائر 5 | 2:23 ص

      تكملة...

      قلت لاغرابة أن تكوني بهذا المستوى فجدك الأستاذ الشاعر الكبير منصور الشهابي وأخوالك من أبرز الشعراء .. الدكتور عبدالواحد الشهابي، أستاذ علي الشهابي ، ملا صلاح الشهابي ، وآخر العنقود الشاعر المبدع عبدالطاهر الشهابي ، وقديماً قيل: من شابه أباه فما ظلم. أظن والله أعلم بأن لديكم جينات أدبية وشعرية تنتقل بينكم من صلب إلى رحم!!!!!! فإلى الأمام حتى تبلغي أعلى المراتب الأدبية إن شاء الله.
      أبو صادق

    • زائر 4 | 1:14 ص

      تحياتي لساحرة الكلمات!!

      ماشاء الله عليك يابنت ديرتي وجارتي .. يحق لي أن أفخر بك وأنت تخطين لك درباً بين الكبار رغم حداثة عمرك المبارك!!
      أتمنى لك كل التوفيق والنجاح ويحدوني الأمل أن أرى نتاجك الأدبي الرائع بين دفتي كتاب يحمل إسم معصومة الشهابي. رغم إني لست من أهل الأدب ولكني متطفل عليه فقد قرأت لك في سوق الدراز الأدبي بعض المشاركات التي أقل مايقال عنها رائعة فكأني بك تلاعبين الكلمات كما تلاعب الأطفال حبات الرمل فهي طيعة بين أناملكِ!! ولا غرابة في ذلك فأنت حفيدة أستاذ منصور الشهابي
      أبو صادق

    • زائر 7 زائر 4 | 3:43 ص

      ماشاء الله عليك

      انت بعد اسلوبك حلو في الكتابة

    • زائر 3 | 12:55 ص

      ابنائنا يحرمون من كل شى فى بلدهم والغريب منعم

      اللة يفوقها ولواعطيت فرصة لرفعت هذا البلد للسماء لكن للاسف عذارى تسقى البعيد وتخلى القريب وفى كل شى لك اللة ايها المواطن..

    • زائر 1 | 12:25 ص

      أبو لجين

      دعواتنا الصادقة لك بالتوفيق أيتها الكاتبة المبدعة

اقرأ ايضاً