العدد 4353 - الخميس 07 أغسطس 2014م الموافق 11 شوال 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

مكافحة المخدرات (5) - إدمـان الحشيـش

كلما زادت فترة إدمان الحشيش زادت صعوبة التخلص منه، وتعرض الإنسان إلى مزيدٍ من الضياع والخيبة والفشل، وغالبًا ما يكون التعاطي بسبب رفاق السوء أو اكتساب هذه العادة الذميمة من الخارج ومن مجتمعات لها عادات مخالفة لديننا وتقاليدنا .

فإدمان الحشيش هو إدمانٌ لنوعٍ من المخدرات رغم رخص ثمنه مقارنةً بباقي الأنواع الأخرى وهذا ما يجعل منه خطرًا محدقًاً وقد يعتقد البعض خطأً أنه ليس من المخدرات وهو قولٌ عارٍ عن الصحة ومخالفٌ للواقع، كما أن بعض المفاهيم الخاطئة للشباب تجعلهم يهونون من أمر الحشيش، وإن كانت أعراض انسحابه ليست شديدة التأثير إلا أن تعاطيه على فتراتٍ طويلةٍ يؤدي إلى ضعف القدرات العلمية والمهارية وتراجعٍ في العلاقات الاجتماعية أما بالنسبة لمزاج الشخص المتعاطي فإنه حتمًا يتسم بالتقلب والعصبية.

يعمل الحشيش على التغيير العضوي في مراكز المخ مما يجعل المريض المتعاطي به في حالة عشق وولهٍ مستمرٍ للحشيش يصعب عليه التخلص منه، فمن يعشق السرعة الجنونية يعلم أن نهايته الموت إلا أنه يصعب التخلص من هذا العشق ، لذلك يجب على المجتمع تغيير أفكاره اتجاه مدمن الحشيش الذي يُعتبر مريضًا وليس مجرمًا وهو الاتجاه الإنساني والذي توليه وزارة الداخلية جلّ اهتمامها وتجدر الإشارة إلى المقولة التي تزعم بأن تعاطي الحشيش يزيد القدرة الجنسية عند الرجال إلا أن جميع التجارب والبحوث المعملية أثبتت العكس فالمتعاطي يحس بهذا الشعور في بداية التعاطي وفي حالة عدم وجود المخدر قد يصبح المدمن عاجزًا جنسيًا، وهو ما أكده خبراء في هذا المجال.

آثار الحشيش: يؤدي إدمان الحشيش إلى ذهاب العقل فتتولد لدى البعض من المدمنين أفكارٌ غريبةٌ ووساوسٌ ويعتقد أنه مضطهد وأن هناك ألاعيبٌ ومؤامراتٌ تحاك ضده ، وأنه واقعٌ تحت تأثيرٍ مسيطرٍ على عقله وإحساسه وأن هناك من يتحكم بحياته ومن هنا تأتي حالة الانفصال عن الواقع وقد يرتكب مدمن الحشيش جريمة قتلٍ استجابةً لما يعتقد بأنه واقعٌ؛ لاختلاط الوعي باللاوعي لديه، أما الأمراض النفسية الخطيرة من قلقٍ وذهانٍ و فصامٍ فهي حتمًا ستظهر عليه وتقوده إلى ارتكاب أنماط السلوك الغريبة ، وتتلخص هذه الأنماط السلوكية في الآتي :رغبةٍ غلابةٍ أو حاجةٍ قهريةٍ إلى الاستمرار في تعاطي المخدر ومحاولة الحصول عليه بأيّة وسيلة، وميلٍ إلى زيادة الجرعة المتعاطاة، واعتمادٍ نفسيٍ وعضويٍ عامٍ على الحشيش، وتغيرٍ سريعٍ في ملامح الوجه، وظهور هالاتٍ سوداء تحت العين ، وتغيراتٍ أخرى.

ومن خلال ما توصلت إليه الدراسات المتخصصة في تعاطي الحشيش تبين أن أهم أسباب تعاطي الحشيش هي مجاراة رفاق السوء وحب الاستطلاع والاعتقاد الخاطئ بحسن سير الممارسة الجنسية أو من باب استكمال الرجولة.

أما أغلب حالات الوفاة الناتجة من تعاطي الحشيش ناجمةٌ من استحلابه أو أكله أو شربه في قهوةٍ أو شايٍ وتحدث الوفاة بسبب أن الدماغ والقلب لا يتحملان كمية السمّ المتواجدة في الدّم، وبالتالي يصاب المتعاطي بهبوطٍ حادٍ في الدورة الدموية ومن ثم الوفاة في الحال، ولأن قوة تحمل الجسم البشري تجاه سم الحشيش تختلف فقد يموت البعض من تعاطي الحشيش بالتدخين والمحزن في الأمر أن رفاق المتعاطي - الذين يتعاطون معه في نفس الجلسة حينما يرون رفيقهم يموت أمامهم يفرون خشية الوقوع في يد الشرطة، ولا يقومون بإسعافه ولا بإبلاغ الطوارئ عن حالته.

طريقة إسعاف متعاطي الحشيش في حالة الجرعة الزائدة (الأوفردوس): إن علاج هذه الحالة هو الذهاب بالمتعاطي للمستشفى لعمل غسيلٍ للمعدة أو إذا لزم الأمر تغيير دمه فورًا وهذا هو الحل الأوحد لإسعاف من كان في حالةٍ خطرةٍ، لكن من المؤسف أن رفاقه سيتركونه خوفًا من انكشاف أمرهم ويقوم البعض بإعطائه قهوةً أو ليمونًا أو حليبًا حتى لا يتحملوا مسئولية وفاته إلا إذا كان من بين المتعاطين من يجازف بمستقبله وحريته لإنقاذه، وكما قلنا الطريقة الوحيدة هي اصطحابه للمستشفى وبسرعةٍ، بل وقول الحقيقة للطبيب المعالج حتى يستطيع إنقاذه فالكذب في هذه الأمور لا يجدي نفعًا، لذلك فإن متعاطي الحشيش والجالس معه، في خطرٍ مستمرٍ.


الطريق للسعادة

أن نسعى إلى تغيير عادات غيرنا من الناس أمر لا جدوى منه، ولا يجدي نفعاً بالمرة، بل يكون العكس، نضيع حياتنا في المحاولة وبذل الوقت لذلك، وكثيراً منا يقضي كل وقته في محاولة تغيير من حوله، لأنه يعتقد أن بإمكانه أن يغير بحيث يصبح أكثر استعداداً لإسعادنا، وينسى ساعي التغيير أن عليه أن يبدأ من داخله، أي من نفسه، بحيث يكون هو من يتغير وليس الآخرون، لأن الإنسان يملك شأنه ولا يملك شأن الآخر، فالشخص إذا استطاع أن يغير جزءاً من شخصيته أو بعض تصرفاته السلبية والتصرفات التي قد تزعج الآخرين، قد يجعلهم يعيدون النظر في تصرفاتهم هم أيضاً.

ومن يعانون هذه المشكلة كثيرون ونراهم في حياتنا الاجتماعية والتعامل مع الآخرين، وهنا أحببت أن أنقل لكم صورة من واقع الحياة، ومن تجربة شخصية أعايشها من هذه النماذج التي تحدثت عنها وهي معاناة إنسانة قريبة مني، وأواجه الصعوبة البالغة معها في أن أقنعها بأن تتقبل الناس كما هم، ولا يجب عليها أن تغيرهم، أو أن تعيش في كابوس التغيير الذي يستحيل أن يحدث، وخاصة إذا كان الشخص كبيراً في السن. وتكمن المشكلة في أن مَن تحاول هي تغييرها، هي والدتها، أي أقرب الناس إليها، وهذا من أصعب المواقف التي قد تمر على الإنسان. تقول إنها صعبة جداً في أن يتقبلها أي إنسان، وأنا أتلمس ألمها وأحس ما تشعر به تجاه والدتها، هي بدينها وعقلها وثقافتها الواعية كونها إنسانة متعلمة، في حين إن الجانب الآخر غير ذلك بالطبع، حيث والدتها أمرأة أمية، وتنتمي إلى البيئة البدوية المعروفة بتمسك أهلها بعاداتهم وتقاليدهم، لذا أقول لك ذلك أخي وأختي العزيزين بألا تحاولوا تغيير الحقيقة والأصل الذي خلقنا الله سبحانه وتعالى عليه.

صالح بن علي


خاطِرة 1

هُناكَ في المنفى بَعيد

يجهلُ الحضاره

يَفترِشُ زقّوماً وحَديد

وَيَخالُ بأنها قوه

أما مِن أحدٍ يردعه!

لا بل هناك دَعماً - يرفعه -

عَجيب، ماذا يكُن أمره!

سيُجيب غِوايةً ووَعيد

سَنُبعد إذاً كَبعدهِ البَعيد

لُقيا قريبه ستَجمعكم!

ألغيته بِعنف لن ألاحظ لقاءه

هَذا رأيٌ جِدُ سَديد

جَميل... سأبيح بِذا عَمّا قريب.

خديجة السَلمان


أرضٌ تستصرخ!

في أحضان أم رؤوم

وبين سواعد الشهادة

بين عشية وضحاها هناك الدمُ الثائر

بين براءة تتناثر براعمها على قارعة الموت الأقدس

قطعت أوصالها

وغيبت بمذبح البراءة

قد وئدت آمالها في التراب

وأهيل على شتلاتها المبعثرة أثير الأرض

ترشف عبق المنايا

تصطبغ خمائلها الملائكية بفداء قانٍ

وردود تحاتت أوراقها

حمائم كسرت أجنحتها

أحباب غيبوا تحت الأنقاض

وعالم الصمت على مرأى ومسمع

قد استبيحت حرمات ودنست أعراض

لكن الأرض هي الأرض

ترفل بحلة الثكل واليتم والأسر

قد ارتوت من دماء شهدائها

هي غزة

جنين فلسطين المسقط عنوة

وسحابة من الآهات تظللها

فكم من القرابين التي نحرت على نطع الكرامة

الآلاف تسبح بغدير الوطن الأشوس

بيوت استوت بصواريخ

معركةٌ ضروس

قد أحكمت قبضتها

فنساء تستغيث.. وأطفال جزرت كالأضاحي

بين الفينة والأخرى...

شهيدٌ يعانق شهيد

أرواح أزهقت على «مسرح الحقوق الإنسانية» الجوفاء

رهينة بأصفاد عدو غاشم

تستطيب عذب الشهادة

لكنها لا تركع!

نهاية الحواج

العدد 4353 - الخميس 07 أغسطس 2014م الموافق 11 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً