العدد 4356 - الأحد 10 أغسطس 2014م الموافق 14 شوال 1435هـ

العملية السياسية الجامعة تحفظ الأوطان

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحوار الذي أجراه الصحافي في «نيويورك تايمز» توماس فريدمان مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونشرته صحيفة «الشرق الأوسط» أمس الأحد (10 أغسطس/ آب 2014) أوضح العديد من النقاط التي تشكل محوراً للمقاربة الأميركية الجديدة.

أوباما قال إنه لن يشرك أميركا بعمق أكثر في أماكن مثل الشرق الأوسط «إلا عندما تتوافق الفئات المختلفة هناك، على عملية سياسية شاملة، لا منتصر فيها - ولا مهزوم؛ فالولايات المتحدة لن تكون سلاح الجو للشيعة العراقيين، أو لأي فصيل آخر».

وفي رده على سؤال عما إذا الأمور ستكون أفضل لو أبقت أميركا قواتها في العراق، قال أوباما: «الحقيقة لم نكن لنحتاج إلى وجود قوات أميركية في العراق، لو لم تقم الأغلبية الشيعية هناك، بإهدار فرصة تقاسم السلطة مع السنة والأكراد... لو اغتنمت الأغلبية الشيعية الفرصة للوصول إلى السنة والأكراد بطريقة أكثر فعالية، ولم يقوموا بتمرير تشريعات مثل اجتثاث البعث، لما كان وجود أي قوات خارجية ضروريّاً».

هناك أسئلة أخرى عن سورية وليبيا، والأجوبة مهمة في توضيح التوجهات الأميركية في هذه الفترة، التي تشهد تفكك الجغرافية السياسية التي أنشأتها بريطانيا وفرنسا في منطقة الشرق الأوسط قبل مئة عام. من المؤسف أنه لم تتطور إلى الآن في منطقتنا ثقافة سياسية تقبل المشاركة والتعددية، ولذلك نرى أن من يمسك بالسلطة في هذا البلد أو ذاك، قد يشارك في تشطير المجتمع عموديّاً على أساس طائفي أو قبلي أو إثني أو مناطقي، وقد يعتبر أن فوزه يستوجب أن يكون حاسماً وكاملاً في مقابل خسارة فادحة للطرف الآخر. ولقد رأينا أن الذين تعرضوا لشيء من الإبعاد عن مركز القرار في العراق، كيف وفَّر بعضهم حواضن سياسية واجتماعية لتنظيم إرهابي تهتز الدنيا لبشاعة ما يقوم به من أعمال وحشية ضد الآخرين.

من المؤسف أن من يمسك بالسلطات يستطيع أن يصدر القوانين الموجهة لإذلال غير المرغوب فيهم وحرمانهم من الكثير من حقوقهم، كما يستطيع الماسك بزمام الأمور أن يتخذ ما يشاء من الإجراءات التي تؤدي في النهاية إلى المصائب التي نراها تنتشر في العديد من البلدان.

إن العملية السياسية الجامعة التي تحترم الحقوق الأساسية والجوهرية لجميع مكونات المجتمع، هي الوحيدة القادرة على حماية المصالح الوطنية وحفظ البلاد من الانشطار بشكل يحبط مستقبل الجميع، ويفتح الفتنة عل مصراعيها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4356 - الأحد 10 أغسطس 2014م الموافق 14 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 11:33 ص

      اش قصدك احنا فى البحرين الحمدلله

      المشاركة والتوافق والتوازن ماشا الله حدها واصلة عندنا الا الارهابيين اللى اكيد تتفق معانا على القضاء عليهم والله لا يغير علينا

    • زائر 7 | 11:03 ص

      هل تأكدت ؟؟

      حجي اوباما واضح ؟؟ سلم الخيط والمخيط للشيعة اعتراف جميل ويوفر الكثير من الجهد سيروا بارك الله فيكم حب الأوطان

    • زائر 6 | 4:07 ص

      ...

      أوباما...إنه لمن المؤسف أن يساند الظلم مثلك ممن استشعروا الظلم و الاقصائية و التمييز
      عندما كان السود مفصولين عن بقية المجتمع بإسم العبودية و الرقيق لا لشيء إنما لـ لونهم و عرقهم الذي لا شأن لهم بإختياره
      و اليوم أنت و بالأمس أمثالك من الرؤساء الأمريكين تشاركون في ظُلم طائفة لها وزنها و ثقلها في بلد و تتغنون بالحرية و الديمقراطية في بلد آخر
      إزدواجية مقيته
      إن كان هذا عالم السياسة فتباً له من عالمِ قذِر!

    • زائر 5 | 2:48 ص

      ليس العراق فقط

      بعض الدول في الخليج لا يوجد بها اي شراكة والقرار بيد السلطة فقط واذا أنشد احد شعرا ضد الحاكم يحكم مدى الحياة

    • زائر 4 | 2:43 ص

      iraq

      You used to support what is going in Iraq all those years. What happened to change

    • زائر 3 | 2:03 ص

      كانت الأقلية السنية تحكم الأكثرية الشيعية من دون حق وعلى مدى عقود

      لماذا فقط عندما تصل الطائفة الشيعية يتم وضع العراقيل وتصرّح بعض الدول الجارة بأنها لن تسمح للشيعة ان يحكموا بلا مشاكل ورغم ان مشاركة السنّة موجودة وبقوة ولكن لا يمكن للأكثرية ان تسلّم الخيط والمخيط للأقلية السنية وقد ذاقوا وبال حكمهم فهل يسلموهم زمام الامور مرة اخرى وهم اقليّة لكي يحكموا اكثرية بالظلم والجور؟

    • زائر 2 | 1:05 ص

      اوباما

      اوباما...ليش النفاق والهرار ليش تتهم الشيعه بالاحاديه في العراق وتنسى حلفاءك في البحرين حيث ان الشيعه مهمشين من قبل لا تجي الثوره الاسلاميه في ايران حيث ان الحراك الثوري في البحرين والمطالبه بالحقوق نشات منذ الاستعمار البريطاني فانتم تدعمون سلطة لا تامن بوجود حقوق للشيعه في البحرين وهم ...ولم تطالبوا حكومه البحرين بتجريم التمييز في الحقوق
      \n\\nوما المحاكمات الظالمه وهدم مساجد الشيعه الا دليل على ما نقول

    • زائر 1 | 12:46 ص

      عبير

      العملية السياسية الجامعة تحفظ الأوطان ...
      ربما
      ولكنها بالتأكيد ،
      لا تحفظ امتيازات المتنفذين والانتهازيين والمتغطرسين

اقرأ ايضاً